الآفة الثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=34404_24476_17945القصور عن القيام بحقهن والصبر على أخلاقهن واحتمال الأذى منهن وهذه دون الأولى في العموم فإن القدرة على هذا أيسر من القدرة على الأولى ، وتحسين الخلق مع النساء والقيام بحظوظهن أهون من طلب الحلال وفي هذا أيضا خطر ؛ لأنه راع ومسئول عن رعيته .
وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=936734كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول .
" وروي أن الهارب من عياله بمنزلة العبد الهارب الآبق لا تقبل له صلاة ولا صيام حتى يرجع إليهم ومن يقصر عن القيام بحقهن وإن كان حاضرا فهو بمنزلة هارب فقد قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6قوا أنفسكم وأهليكم نارا أمرنا أن نقيهم النار كما نقي أنفسنا والإنسان قد يعجز عن القيام بحق نفسه ، وإذا تزوج تضاعف عليه الحق وانضافت إلى نفسه نفس أخرى والنفس أمارة بالسوء إن كثرت عليها الحقوق كثر الأمر بالسوء غالبا ولذلك اعتذر بعضهم من التزويج وقال : أنا مبتلى بنفسي وكيف أضيف إليها نفسا أخرى كما قيل .
لن يسع الفأرة جحرها علقت المكنس في دبرها
وكذلك اعتذر
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم رحمه الله وقال : لا أغر امرأة بنفسي ولا حاجة لي فيهن أي من : القيام بحقهن وتحصينهن وإمتاعهن وأنا عاجز عنه وكذلك اعتذر
nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر وقال : يمنعني من النكاح قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228ولهن مثل الذي عليهن وكان يقول : لو كنت أعول دجاجة لخفت أن أصير جلادا على الجسر .
ورؤي سفيان ابن عيينة رحمه الله على باب السلطان فقيل له : ما هذا موقفك ؟ فقال : وهل رأيت ذا عيال أفلح وكان سفيان يقول .
يا حبذا العزبة والمفتاح ومسكن تخرقه الرياح
لا صخب فيه ولا صياح
.
فهذه آفة عامة أيضا وإن كانت دون عموم الأولى لا يسلم منها إلا حكيم عاقل حسن الأخلاق بصير بعادات النساء صبور على لسانهن وقاف عن اتباع شهواتهن ، حريص على الوفاء بحقهن يتغافل عن زللهن ويداري بعقله أخلاقهن والأغلب على الناس السفه والفظاظة والحدة والطيش وسوء الخلق وعدم الإنصاف مع طلب تمام الإنصاف ومثل هذا يزداد بالنكاح فسادا من هذا الوجه لا محالة فالوحدة أسلم له .
الْآفَةُ الثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=34404_24476_17945الْقُصُورُ عَنِ الْقِيَامِ بِحَقِّهِنَّ وَالصَّبْرُ عَلَى أَخْلَاقِهِنَّ وَاحْتِمَالُ الْأَذَى مِنْهُنَّ وَهَذِهِ دُونَ الْأُولَى فِي الْعُمُومِ فَإِنَّ الْقُدْرَةَ عَلَى هَذَا أَيْسَرُ مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَى الْأُولَى ، وَتَحْسِينُ الْخُلُقِ مَعَ النِّسَاءِ وَالْقِيَامُ بِحُظُوظِهِنَّ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ وَفِي هَذَا أَيْضًا خَطَرٌ ؛ لِأَنَّهُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=936734كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ .
" وَرُوِيَ أَنَّ الْهَارِبَ مِنْ عِيَالِهِ بِمَنْزِلَةِ الْعَبْدِ الْهَارِبِ الْآبِقِ لَا تُقْبَلُ لَهُ صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ وَمَنْ يُقَصِّرُ عَنِ الْقِيَامِ بِحَقِّهِنَّ وَإِنْ كَانَ حَاضِرًا فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ هَارِبٍ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا أُمِرْنَا أَنْ نَقِيَهُمُ النَّارَ كَمَا نَقِيَ أَنْفُسَنَا وَالْإِنْسَانُ قَدْ يَعْجَزُ عَنِ الْقِيَامِ بِحَقِّ نَفْسِهِ ، وَإِذَا تَزَوَّجَ تَضَاعَفَ عَلَيْهِ الْحَقُّ وَانْضَافَتْ إِلَى نَفْسِهِ نَفْسٌ أُخْرَى وَالنَّفْسُ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِنْ كَثُرَتْ عَلَيْهَا الْحُقُوقُ كَثُرَ الْأَمْرُ بِالسُّوءِ غَالِبًا وَلِذَلِكَ اعْتَذَرَ بَعْضُهُمْ مِنَ التَّزْوِيجِ وَقَالَ : أَنَا مُبْتَلًى بِنَفْسِي وَكَيْفَ أُضِيفُ إِلَيْهَا نَفْسًا أُخْرَى كَمَا قِيلَ .
لَنْ يَسَعَ الْفَأْرَةُ جُحْرِهَا عَلَّقَتِ الْمِكْنَسَ فِي دُبُرِهَا
وَكَذَلِكَ اعْتَذَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12358إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَالَ : لَا أَغُرُّ امْرَأَةً بِنَفْسِي وَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِنَّ أَيْ مِنَ : الْقِيَامِ بِحَقِّهِنَّ وَتَحْصِينِهِنَّ وَإِمْتَاعِهِنَّ وَأَنَا عَاجِزٌ عَنْهُ وَكَذَلِكَ اعْتَذَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15531بِشْرُ وَقَالَ : يَمْنَعُنِي مِنَ النِّكَاحِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ وَكَانَ يَقُولُ : لَوْ كُنْتُ أَعُولُ دَجَاجَةً لَخِفْتُ أَنْ أَصِيرَ جَلَّادًا عَلَى الْجِسْرِ .
وَرُؤُيَ سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى بَابِ السُّلْطَانِ فَقِيلَ لَهُ : مَا هَذَا مُوقِفُكَ ؟ فَقَالَ : وَهَلْ رَأَيْتَ ذَا عِيَالٍ أَفْلَحَ وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ .
يَا حَبَّذَا الْعُزْبَةُ وَالْمِفْتَاحُ وَمَسْكَنٌ تَخْرِقُهُ الرِّيَاحُ
لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا صِيَاحَ
.
فَهَذِهِ آفَةٌ عَامَّةٌ أَيْضًا وَإِنْ كَانَتْ دُونَ عُمُومِ الْأُولَى لَا يَسْلَمُ مِنْهَا إِلَّا حَكِيمٌ عَاقِلٌ حَسَنُ الْأَخْلَاقِ بَصِيرٌ بِعَادَاتِ النِّسَاءِ صَبُورٌ عَلَى لِسَانِهِنَّ وَقَّافٌ عَنِ اتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِنَّ ، حَرِيصٌ عَلَى الْوَفَاءِ بِحَقِّهِنَّ يَتَغَافَلُ عَنْ زَلَلِهِنَّ وَيُدَارِي بِعَقْلِهِ أَخْلَاقَهُنَّ وَالْأَغْلَبُ عَلَى النَّاسِ السَّفَهُ وَالْفَظَاظَةُ وَالْحِدَّةُ وَالطَّيْشُ وَسُوءُ الْخُلُقِ وَعَدَمُ الْإِنْصَافِ مَعَ طَلَبِ تَمَامِ الْإِنْصَافِ وَمِثْلُ هَذَا يَزْدَادُ بِالنِّكَاحِ فَسَادًا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لَا مَحَالَةَ فَالْوَحْدَةُ أَسْلَمُ لَهُ .