الوجه الثاني: أن
nindex.php?page=treesubj&link=31748_31756القرآن يدل على أن خلق العرش قبل خلق السموات والأرض بهذه الآية التي ذكرها وبغيرها؛ فإن
[ ص: 283 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش [الأعراف 54] يقتضي أنه استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض ولم يذكر أنه خلقه حينئذ، ولو كان خلقه حينئذ لكان قد ذكر خلقه ثم استواءه عليه، ولأن ذكره للاستواء عليه دون خلقه دليل على أنه كان مخلوقا قبل ذلك، ولأنه قد ثبت بالكتاب والسنة واتفاق المسلمين وأهل الكتاب أن الخلق كان في ستة أيام، وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا [هود 7] فأخبر أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام وأن عرشه كان حينئذ على الماء، وفي الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=656868عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان الله ولا شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض. [ ص: 284 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب التوحيد: والرد على
الجهمية والزنادقة، باب قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وكان عرشه على الماء [هود 7] :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=129وهو رب العرش العظيم [التوبة 129]
nindex.php?page=hadith&LINKID=656868عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن الحصين، قال: إني كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه وفد بني تميم، فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم، فقالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال: اقبلوا البشرى [ ص: 285 ] يا أهل اليمن؛ إذ لم يقبلها بنو تميم، فقالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، قال: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء.
الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31748_31756الْقُرْآنَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ خَلْقَ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بِهَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا وَبِغَيْرِهَا؛ فَإِنَّ
[ ص: 283 ] قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الْأَعْرَافُ 54] يَقْتَضِي أَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ خَلَقَهُ حِينَئِذٍ، وَلَوْ كَانَ خَلَقَهُ حِينَئِذٍ لَكَانَ قَدْ ذَكَرَ خَلْقَهُ ثُمَّ اسْتِوَاءَهُ عَلَيْهِ، وَلِأَنَّ ذِكْرَهُ لِلِاسْتِوَاءِ عَلَيْهِ دُونَ خَلْقِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَخْلُوقًا قَبْلَ ذَلِكَ، وَلِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّ الْخَلْقَ كَانَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا [هُودٌ 7] فَأَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَأَنَّ عَرْشَهُ كَانَ حِينَئِذٍ عَلَى الْمَاءِ، وَفِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=656868عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=40عُمْرَانَ بْنِ حَصِينٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ. [ ص: 284 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ: وَالرَّدُّ عَلَى
الْجَهْمِيَّةِ وَالزَّنَادِقَةِ، بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [هُودٌ 7] :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=129وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التَّوْبَةُ 129]
nindex.php?page=hadith&LINKID=656868عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=40عُمْرَانَ بْنِ الْحَصِينِ، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى [ ص: 285 ] يَا أَهْلَ الْيَمَنِ؛ إِذْ لَمْ يَقْبَلُهَا بَنُو تَمِيمٍ، فَقَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ.