الباب السادس عشر في موازاته صلى الله عليه وسلم ما أوتيه
عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم [آل عمران 49]
[ ص: 272 ]
وقد تقدم نظير ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم الذراع المسمومة ، وهذا الإحياء أبلغ من إحياء الإنسان الميت من وجوه : أحدها : إنه إحياء جزء من الحيوان دون بقيته ، وهذا معجز لو كان متصلا بالبدن .
الثاني : أنه إحياء وحدة منفصلة عن بقية أجزاء ذلك الحيوان مع موت البقية .
الثالث : أنه أعاد عليه الحياة مع الإدراك والعقل ، ولم يكن هذا الحيوان يعقل في حياته فصار جزؤه حيا يعقل .
الرابع : أنه أقدره الله تعالى على النطق والكلام ، ولم يكن الحيوان الذي هو جزؤه مما يتكلم ، وفي هذا ما هو أبلغ من حياة الطيور التي أحياها الله تعالى
لإبراهيم عليه الصلاة والسلام . وقال
ابن كثير : وفي حلول الحياة والإدراك والعقل في الحجر الذي كان يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بالسلام ما هو أبلغ من حياة الحيوان في الجملة؛ لأنه كان محلا للحياة في وقت بخلاف هذا؛ حيث لا حياة له بالكلية قبل ذلك ، وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=31012_31024تسليم الأحجار والمدر والشجر ، وحنين الجذع ، وجعله
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم نظير خلق الطين طيرا ، وجعل العسيب سيفا ، كما تقدم وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إذ قال الحواريون : يا عيسى ابن مريم ، هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء [المائدة 112] وقد تقدم نظير ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم إنه أتي بطعام من السماء في عدة أحاديث تقدمت .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال :
أتى رجل أهله فرأى ما بهم من الحاجة ، فخرج إلى البرية ، فقالت امرأته : اللهم ارزقنا ما نعتجن ونختبز ، قال : فإذا الجفنة ملأى خميرا ، والرحى تطحن ، والتنور ملأى خبزا وشواء ، قال : فجاء زوجها وسمع الرحى ، فقامت إليه لتفتح له الباب ، فقال : ماذا كنت تطحنين ؟ فأخبرته ، وإن رحاها لتدور وتصب دقيقا ، فلم يبق في البيت وعاء إلا ملئ ، فرفع الرحى فنكس ما حوله ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما فعلت بالرحى ؟ » قال : رفعتها ونفضتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو تركتموها ما زالت كما هي لكم حياتكم» ، وفي رواية :
«لو تركتها دارت إلى يوم القيامة» .
وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46ويكلم الناس في المهد [آل عمران 46] وقد تقدم نظير ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم كما تقدم بيانه .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه قال : لما ولد
عيسى عليه الصلاة والسلام لم يبق في الأرض صنم إلا خر لوجهه ، وقد تقدم في باب ولادة نبينا صلى الله عليه وسلم نظير ذلك ، وأوتي
عيسى الرفع إلى السماء ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم : وقد وقع ذلك لجماعة من أمة نبينا صلى الله عليه وسلم ، منهم
عامر بن فهرة ، وخبيب ، والعلاء بن الحضرمي ، وقال
ابن الزملكاني : ومما أوتيه
عيسى الإبراء من الجنون ، وقد أبرأ نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك كما تقدم ، وأوتي
عيسى المشي على الماء ، وقد وقع ذلك لغير
[ ص: 273 ] واحد من هذه الأمة ، وقال الشيخ الإمام العلامة ذو المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : فلذلك يشبهه في عصره
بحسان بن ثابت أبو زكريا يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري ، وكان ضرير البصر بصير البصيرة في قصيدة من حرف الحاء من ديوانه :
محمد المبعوث للناس رحمة وسيدنا أوهى الضلالة مصلح لئن سبحت صم الجبال مجيبة
لداود أو لان الحديد المصفح فإن صخور الصم لانت بكفه
وإن الحصى في كفه ليسبح وإن كان موسى نبع الماء من العصا
فمن كفه قد أصبح الماء يطفح ولو كانت الريح الرخاء مطيعة
سليمان لا تألو تروح وتسرح فإن الصبا كانت لنصر نبينا
برعب على شهر به الخصم تكلح وإن أوتي الملك العظيم وسخرت
له الجن تسعى بأرض تكدح فإن مفاتيح الأمور بأسرها
أتته فرد الزاهد المترجح وإن كان إبراهيم أعطي خلة
وموسى بتكليم على الطور يمنح فلهو الحبيب والخليل وكليم
ويختص بالرؤيا وبالحق أشرح وبالمقعد الأعلى المقرب ناله
عطاء لعينيه أقر وأبرح وبالرتبة العليا الوسيلة دونها
مراتب أرباب المواهب تطمح ولهو إلى الجنات أول داخل
له بابها قبل الخلائق يفتح
[ ص: 274 ]
الْبَابُ السَّادِسَ عَشَرَ فِي مُوَازَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أُوتِيَهُ
عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ [آلُ عِمْرَانَ 49]
[ ص: 272 ]
وَقَدْ تَقَدَّمَ نَظِيرُ ذَلِكَ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذِّرَاعُ الْمَسْمُومَةُ ، وَهَذَا الْإِحْيَاءُ أَبْلَغُ مِنْ إِحْيَاءِ الْإِنْسَانِ الْمَيِّتِ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا : إِنَّهُ إِحْيَاءُ جُزْءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ دُونَ بَقِيَّتِهِ ، وَهَذَا مُعْجِزٌ لَوْ كَانَ مُتَّصِلًا بِالْبَدَنِ .
الثَّانِي : أَنَّهُ إِحْيَاءُ وِحْدَةٍ مُنْفَصِلَةٍ عَنْ بَقِيَّةِ أَجْزَاءِ ذَلِكَ الْحَيَوَانِ مَعَ مَوْتِ الْبَقِيَّةِ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ أَعَادَ عَلَيْهِ الْحَيَاةَ مَعَ الْإِدْرَاكِ وَالْعَقْلِ ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْحَيَوَانُ يَعْقِلُ فِي حَيَاتِهِ فَصَارَ جُزْؤُهُ حَيًّا يَعْقِلُ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ أَقْدَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النُّطْقِ وَالْكَلَامِ ، وَلَمْ يَكُنِ الْحَيَوَانُ الَّذِي هُوَ جُزْؤُهُ مِمَّا يَتَكَلَّمُ ، وَفِي هَذَا مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ حَيَاةِ الطُّيُورِ الَّتِي أَحْيَاهَا اللَّهُ تَعَالَى
لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . وَقَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَفِي حُلُولِ الْحَيَاةِ وَالْإِدْرَاكِ وَالْعَقْلِ فِي الْحَجَرِ الَّذِي كَانَ يُخَاطِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّلَامِ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ حَيَاةِ الْحَيَوَانِ فِي الْجُمْلَةِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ مَحَلًّا لِلْحَيَاةِ فِي وَقْتٍ بِخِلَافِ هَذَا؛ حَيْثُ لَا حَيَاةَ لَهُ بِالْكُلِّيَّةِ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=31012_31024تَسْلِيمُ الْأَحْجَارِ وَالْمَدَرِ وَالشَّجَرِ ، وَحَنِينُ الْجِذْعِ ، وَجَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ نَظِيرَ خَلْقِ الطِّينِ طَيْرًا ، وَجَعَلَ الْعَسِيبَ سَيْفًا ، كَمَا تَقَدَّمَ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ : يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ [الْمَائِدَةُ 112] وَقَدْ تَقَدَّمَ نَظِيرُ ذَلِكَ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ تَقَدَّمَتْ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ أَهْلَهُ فَرَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَا نَعْتَجِنُ وَنَخْتَبِزُ ، قَالَ : فَإِذَا الْجَفْنَةُ مَلْأَى خَمِيرًا ، وَالرَّحَى تَطْحَنُ ، وَالتَّنُّورُ مَلْأَى خُبْزًا وَشِوَاءً ، قَالَ : فَجَاءَ زَوْجُهَا وَسَمِعَ الرَّحَى ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ لِتَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ ، فَقَالَ : مَاذَا كُنْتِ تَطْحَنِينَ ؟ فَأَخْبَرَتْهُ ، وَإِنَّ رَحَاهَا لَتَدُورُ وَتَصُبُّ دَقِيقًا ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْبَيْتِ وِعَاءٌ إِلَّا مُلِئَ ، فَرُفِعَ الرَّحَى فَنُكِّسَ مَا حَوْلَهُ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَا فَعَلْتَ بِالرَّحَى ؟ » قَالَ : رَفَعْتُهَا وَنَفَضْتُهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَوْ تَرَكْتُمُوهَا مَا زَالَتْ كَمَا هِيَ لَكُمْ حَيَاتَكُمْ» ، وَفِي رِوَايَةٍ :
«لَوْ تَرَكْتَهَا دَارَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .
وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ [آلُ عِمْرَانَ 46] وَقَدْ تَقَدَّمَ نَظِيرُ ذَلِكَ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ .
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا وُلِدَ
عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ صَنَمٌ إِلَّا خَرَّ لِوَجْهِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ وِلَادَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظِيرُ ذَلِكَ ، وَأُوتِيَ
عِيسَى الرَّفْعَ إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ : وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ لِجَمَاعَةٍ مِنْ أُمَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمْ
عَامِرُ بْنُ فِهْرَةَ ، وَخُبَيْبٌ ، وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ ، وَقَالَ
ابْنُ الزَّمَلَكَانِيِّ : وَمِمَّا أُوتِيَهُ
عِيسَى الْإِبْرَاءُ مِنَ الْجُنُونِ ، وَقَدْ أَبْرَأَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَأُوتِيَ
عِيسَى الْمَشْيَ عَلَى الْمَاءِ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ لِغَيْرِ
[ ص: 273 ] وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَقَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ ذُو الْمَحَبَّةِ الصَّادِقَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلِذَلِكَ يُشْبِهُهُ فِي عَصْرِهِ
بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ الصَّرْصَرِيُّ ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ بَصِيرَ الْبَصِيرَةِ فِي قَصِيدَةٍ مِنْ حَرْفِ الْحَاءِ مِنْ دِيوَانِهِ :
مُحَمَّدٌ الْمَبْعُوثُ لِلنَّاسِ رَحْمَةً وَسَيِّدُنَا أَوْهَى الضَّلَالَةَ مُصْلِحُ لَئِنْ سَبَّحَتْ صُمُّ الْجِبَالِ مُجِيبَةً
لِدَاوُدَ أَوْ لَانَ الْحَدِيدُ الْمُصَفَّحُ فَإِنَّ صُخُورَ الصُّمِّ لَانَتْ بِكَفِّهِ
وَإِنَّ الْحَصَى فِي كَفِّهِ لَيُسَبِّحُ وَإِنْ كَانَ مُوسَى نَبَعَ الْمَاءُ مِنَ الْعَصَا
فَمِنْ كَفِّهِ قَدْ أَصْبَحَ الْمَاءُ يَطْفَحُ وَلَوْ كَانَتِ الرِّيحُ الرُّخَاءُ مُطِيعَةً
سُلَيْمَانَ لَا تَأْلُو تَرُوحُ وَتَسْرَحُ فَإِنَّ الصَّبَا كَانَتْ لِنَصْرِ نَبِيِّنَا
بِرُعْبٍ عَلَى شَهْرٍ بِهِ الْخَصْمُ تَكْلَحُ وَإِنْ أُوتِيَ الْمُلْكَ الْعَظِيمَ وَسُخِّرَتْ
لَهُ الْجِنُّ تَسْعَى بِأَرْضٍ تَكْدَحُ فَإِنَّ مَفَاتِيحَ الْأُمُورِ بِأَسْرِهَا
أَتَتْهُ فَرَدَّ الزَّاهِدُ الْمُتَرَجِّحُ وَإِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ أُعْطِيَ خُلَّةً
وَمُوسَى بِتَكْلِيمٍ عَلَى الطُّورِ يُمْنَحُ فَلَهْوَ الْحَبِيبُ وَالْخَلِيلُ وَكَلِيمٌ
وَيُخْتَصُّ بِالرُّؤْيَا وَبِالْحَقِّ أَشْرَحُ وَبِالْمَقْعَدِ الْأَعْلَى الْمُقَرَّبِ نَالَهُ
عَطَاءً لِعَيْنَيْهِ أَقَرُّ وَأَبْرَحُ وَبِالرُّتْبَةِ الْعُلْيَا الْوَسِيلَةِ دُونَهَا
مَرَاتِبُ أَرْبَابِ الْمَوَاهِبِ تَطْمَحُ وَلَهْوَ إِلَى الْجَنَّاتِ أَوَّلُ دَاخِلٍ
لَهُ بَابُهَا قَبْلَ الْخَلَائِقِ يُفْتَحُ
[ ص: 274 ]