قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا .
[ ص: 60 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم لما عدد النعم وبين كمال قدرته عجب من المشركين في إشراكهم به من لا يقدر على نفع ولا ضر ، أي إن الله هو الذي خلق ما ذكره ، ثم هؤلاء لجهلهم يعبدون من دونه أمواتا جمادات لا تنفع ولا تضر .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وكان الكافر على ربه ظهيرا روي عن
ابن عباس الكافر هنا
أبو جهل لعنه الله ، وشرحه أنه يستظهر بعبادة الأوثان على أوليائه . وقال
عكرمة : الكافر إبليس ، ظهر على عداوة ربه . وقال
مطرف : الكافر هنا الشيطان . وقال
الحسن :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55ظهيرا أي معينا للشيطان على المعاصي . وقيل : المعنى ، وكان الكافر على ربه هينا ذليلا لا قدر له ولا وزن عنده ، من قول العرب : ظهرت به أي جعلته خلف ظهرك ولم تلتفت إليه . ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=92واتخذتموه وراءكم ظهريا أي هينا .
ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
تميم بن قيس لا تكونن حاجتي بظهر فلا يعيا علي جوابها
هذا معنى قول
أبي عبيدة . وظهير بمعنى مظهور . أي كفر الكافرين هين على الله تعالى ، والله مستهين به لأن كفره لا يضره . وقيل : وكان الكافر على ربه الذي يعبده وهو الصنم قويا غالبا يعمل به ما يشاء ; لأن الجماد لا قدرة له على دفع ضر ونفع .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا .
[ ص: 60 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ لَمَّا عَدَّدَ النِّعَمَ وَبَيَّنَ كَمَالَ قُدْرَتِهِ عَجَّبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فِي إِشْرَاكِهِمْ بِهِ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى نَفْعٍ وَلَا ضُرٍّ ، أَيْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مَا ذَكَرَهُ ، ثُمَّ هَؤُلَاءِ لِجَهْلِهِمْ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ أَمْوَاتًا جَمَادَاتٍ لَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا رُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ الْكَافِرُ هُنَا
أَبُو جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ ، وَشَرْحُهُ أَنَّهُ يَسْتَظْهِرُ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : الْكَافِرُ إِبْلِيسُ ، ظَهَرَ عَلَى عَدَاوَةِ رَبِّهِ . وَقَالَ
مُطَرِّفٌ : الْكَافِرُ هُنَا الشَّيْطَانُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=55ظَهِيرًا أَيْ مُعِينًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى الْمَعَاصِي . وَقِيلَ : الْمَعْنَى ، وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ هَيِّنًا ذَلِيلًا لَا قَدْرَ لَهُ وَلَا وَزْنَ عِنْدَهُ ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : ظَهَرْتُ بِهِ أَيْ جَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِكَ وَلَمْ تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=92وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا أَيْ هَيِّنًا .
وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
تَمِيمَ بْنَ قَيْسٍ لَا تَكُونَنَّ حَاجَتِي بِظَهْرٍ فَلَا يَعْيَا عَلَيَّ جَوَابُهَا
هَذَا مَعْنَى قَوْلِ
أَبِي عُبَيْدَةَ . وَظَهِيرٌ بِمَعْنَى مَظْهُورٌ . أَيْ كُفْرُ الْكَافِرِينَ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَاللَّهُ مُسْتَهِينٌ بِهِ لِأَنَّ كُفْرَهُ لَا يَضُرُّهُ . وَقِيلَ : وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ الَّذِي يَعْبُدُهُ وَهُوَ الصَّنَمُ قَوِيًّا غَالِبًا يَعْمَلُ بِهِ مَا يَشَاءُ ; لِأَنَّ الْجَمَادَ لَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى دَفْعِ ضُرٍّ وَنَفْعٍ .