قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أولم يروا أنا خلقنا لهم هذه رؤية القلب ، أي : أولم ينظروا ويعتبروا ويتفكروا .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71مما عملت أيدينا أي : مما أبدعناه وعملناه من غير واسطة ولا وكالة ولا شركة . و " ما " بمعنى الذي ، وحذفت الهاء لطول الاسم . وإن جعلت " ما " مصدرية لم تحتج إلى إضمار الهاء .
أنعاما جمع نعم ، والنعم مذكر .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71فهم لها مالكون ضابطون قاهرون . وذللناها لهم أي : سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته . " فمنها ركوبهم " قراءة العامة بفتح الراء ، أي : مركوبهم ، كما يقال : ناقة حلوب أي : محلوب . وقرأ
الأعمش والحسن وابن السميقع : " فمنها ركوبهم " بضم الراء على المصدر . وروي عن
عائشة أنها قرأت : " فمنها ركوبتهم " وكذا في مصحفها . والركوب والركوبة واحد ، مثل الحلوب والحلوبة ، والحمول والحمولة . وحكى النحويون الكوفيون أن العرب تقول : امرأة صبور وشكور بغير هاء . ويقولون : شاة حلوبة وناقة ركوبة ، لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل وبين ما كان الفعل واقعا عليه ، فحذفوا الهاء مما كان فاعلا وأثبتوها فيما كان مفعولا ، كما قال :
[ ص: 53 ] فيها اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحم
فيجب أن يكون على هذا ركوبتهم . فأما البصريون فيقولون : حذفت الهاء على النسب . والحجة للقول الأول ما رواه
الجرمي عن
أبي عبيدة قال : الركوبة تكون للواحد والجماعة ، والركوب لا يكون إلا للجماعة . فعلى هذا يكون لتذكير الجمع . وزعم
أبو حاتم أنه لا يجوز " فمنها ركوبهم " بضم الراء لأنه مصدر ، والركوب ما يركب . وأجاز
الفراء " فمنها ركوبهم " بضم الراء ، كما تقول : فمنها أكلهم ومنها شربهم . ومنها يأكلون من لحمانها ولهم فيها منافع من أصوافها وأوبارها وأشعارها وشحومها ولحومها وغير ذلك . " ومشارب " يعني ألبانها ، ولم ينصرفا لأنهما من الجموع التي لا نظير لها في الواحد . أفلا يشكرون الله على نعمه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ هَذِهِ رُؤْيَةُ الْقَلْبِ ، أَيْ : أَوَلَمْ يَنْظُرُوا وَيَعْتَبِرُوا وَيَتَفَكَّرُوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَيْ : مِمَّا أَبْدَعْنَاهُ وَعَمِلْنَاهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ وَلَا وَكَالَةٍ وَلَا شَرِكَةٍ . وَ " مَا " بِمَعْنَى الَّذِي ، وَحُذِفَتِ الْهَاءُ لِطُولِ الِاسْمِ . وَإِنْ جَعَلْتَ " مَا " مَصْدَرِيَّةً لَمْ تَحْتَجْ إِلَى إِضْمَارِ الْهَاءِ .
أَنْعَامًا جَمْعُ نَعَمٍ ، وَالنَّعَمُ مُذَكَّرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ضَابِطُونَ قَاهِرُونَ . وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ أَيْ : سَخَّرْنَاهَا لَهُمْ حَتَّى يَقُودَ الصَّبِيُّ الْجَمَلَ الْعَظِيمَ وَيَضْرِبَهُ وَيَصْرِفَهُ كَيْفَ شَاءَ لَا يَخْرُجُ مِنْ طَاعَتِهِ . " فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ " قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِفَتْحِ الرَّاءِ ، أَيْ : مَرْكُوبُهُمْ ، كَمَا يُقَالُ : نَاقَةٌ حَلُوبٌ أَيْ : مَحْلُوبٌ . وَقَرَأَ
الْأَعْمَشُ وَالْحَسَنُ وَابْنُ السَّمَيْقَعِ : " فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ " بِضَمِّ الرَّاءِ عَلَى الْمَصْدَرِ . وَرُوِيَ عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَرَأَتْ : " فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ " وَكَذَا فِي مُصْحَفِهَا . وَالرَّكُوبُ وَالرَّكُوبَةُ وَاحِدٌ ، مِثْلَ الْحَلُوبُ وَالْحَلُوبَةُ ، وَالْحَمُولُ وَالْحَمُولَةُ . وَحَكَى النَّحْوِيُّونَ الْكُوفِيُّونَ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ : امْرَأَةٌ صَبُورٌ وَشَكُورٌ بِغَيْرِ هَاءٍ . وَيَقُولُونَ : شَاةٌ حَلُوبَةٌ وَنَاقَةٌ رَكُوبَةٌ ، لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ مَا كَانَ لَهُ الْفِعْلُ وَبَيْنَ مَا كَانَ الْفِعْلُ وَاقِعًا عَلَيْهِ ، فَحَذَفُوا الْهَاءَ مِمَّا كَانَ فَاعِلًا وَأَثْبَتُوهَا فِيمَا كَانَ مَفْعُولًا ، كَمَا قَالَ :
[ ص: 53 ] فِيهَا اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ حَلُوبَةً سُودًا كَخَافِيَةِ الْغُرَابِ الْأَسْحَمِ
فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَى هَذَا رَكُوبَتَهُمْ . فَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ فَيَقُولُونَ : حُذِفَتِ الْهَاءُ عَلَى النَّسَبِ . وَالْحُجَّةُ لِلْقَوْلِ الْأَوَّلِ مَا رَوَاهُ
الْجَرْمِيُّ عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : الرَّكُوبَةُ تَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَالرَّكُوبُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْجَمَاعَةِ . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ لِتَذْكِيرِ الْجَمْعِ . وَزَعَمَ
أَبُو حَاتِمٍ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ " فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ " بِضَمِّ الرَّاءِ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَالرَّكُوبُ مَا يُرْكَبُ . وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ " فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ " بِضَمِّ الرَّاءِ ، كَمَا تَقُولُ : فَمِنْهَا أُكُلُهُمْ وَمِنْهَا شُرْبُهُمْ . وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ مِنْ لُحْمَانِهَا وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ مِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا وَشُحُومِهَا وَلُحُومِهَا وَغَيْرِ ذَلِكَ . " وَمَشَارِبُ " يَعْنِي أَلْبَانَهَا ، وَلَمْ يَنْصَرِفَا لِأَنَّهُمَا مِنَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا نَظِيرَ لَهَا فِي الْوَاحِدِ . أَفَلَا يَشْكُرُونَ اللَّهَ عَلَى نِعَمِهِ .