قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون nindex.php?page=treesubj&link=29007قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74واتخذوا من دون الله آلهة أي : قد رأوا هذه الآيات من قدرتنا ، ثم اتخذوا من دوننا آلهة لا قدرة لها على فعل . لعلهم ينصرون أي : لما يرجون من نصرتها لهم إن نزل بهم عذاب . ومن العرب من يقول : لعله أن يفعل .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75لا يستطيعون نصرهم يعني الآلهة . وجمعوا بالواو والنون ; لأنه أخبر عنهم بخبر الآدميين . " وهم " يعني الكفار " لهم " أي للآلهة " جند محضرون " قال
الحسن : يمنعون منهم ويدفعون عنهم . وقال
قتادة : أي : يغضبون لهم في الدنيا . وقيل : المعنى أنهم يعبدون الآلهة ويقومون بها ، فهم لها بمنزلة الجند وهي لا تستطيع أن تنصرهم . وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعنى . وقيل : إن الآلهة جند للعابدين محضرون معهم في النار . فلا يدفع بعضهم عن بعض . وقيل : معناه : وهذه الأصنام لهؤلاء الكفار جند الله عليهم في جهنم ، لأنهم يلعنونهم ويتبرءون من عبادتهم . وقيل : الآلهة جند لهم محضرون يوم القيامة لإعانتهم في ظنونهم . وفي الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864781إنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدونه في الدنيا من دون الله فيتبعونه إلى النار ، فهم لهم جند محضرون .
قلت : ومعنى هذا الخبر ما ثبت في صحيح
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفي
الترمذي عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830978يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، ثم يطلع عليهم رب [ ص: 54 ] العالمين فيقول : ألا ليتبع كل إنسان ما كان يعبد . فيمثل لصاحب الصليب صليبه ، ولصاحب التصاوير تصاويره ، ولصاحب النار ناره ، فيتبعون ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون . . . وذكر الحديث بطوله .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76فلا يحزنك قولهم هذه اللغة الفصيحة . ومن العرب من يقول : يحزنك . والمراد تسلية نبيه عليه السلام ، أي : لا يحزنك قولهم شاعر ساحر . وتم الكلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون من القول والعمل وما يظهرون فنجازيهم بذلك .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29007قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً أَيْ : قَدْ رَأَوْا هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ قُدْرَتِنَا ، ثُمَّ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِنَا آلِهَةً لَا قُدْرَةَ لَهَا عَلَى فِعْلٍ . لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ أَيْ : لِمَا يَرْجُونَ مِنْ نُصْرَتِهَا لَهُمْ إِنْ نَزَلَ بِهِمْ عَذَابٌ . وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ : لَعَلَّهُ أَنْ يَفْعَلَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ يَعْنِي الْآلِهَةَ . وَجَمَعُوا بِالْوَاوِ وَالنُّونِ ; لِأَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِخَبَرِ الْآدَمِيِّينَ . " وَهُمْ " يَعْنِي الْكُفَّارَ " لَهُمْ " أَيْ لِلْآلِهَةِ " جُنْدٌ مُحْضَرُونَ " قَالَ
الْحَسَنُ : يَمْنَعُونَ مِنْهُمْ وَيَدْفَعُونَ عَنْهُمْ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : أَيْ : يَغْضَبُونَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ الْآلِهَةَ وَيَقُومُونَ بِهَا ، فَهُمْ لَهَا بِمَنْزِلَةِ الْجُنْدِ وَهِيَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْصُرَهُمْ . وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ الثَّلَاثَةُ مُتَقَارِبَةُ الْمَعْنَى . وَقِيلَ : إِنَّ الْآلِهَةَ جُنْدٌ لِلْعَابِدِينَ مُحْضَرُونَ مَعَهُمْ فِي النَّارِ . فَلَا يَدْفَعُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : وَهَذِهِ الْأَصْنَامُ لِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ جُنْدُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي جَهَنَّمَ ، لِأَنَّهُمْ يَلْعَنُونَهُمْ وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ . وَقِيلَ : الْآلِهَةُ جُنْدٌ لَهُمْ مُحْضَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِإِعَانَتِهِمْ فِي ظُنُونِهِمْ . وَفِي الْخَبَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864781إِنَّهُ يُمَثَّلُ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُ فِي الدُّنْيَا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَتْبَعُونَهُ إِلَى النَّارِ ، فَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ .
قُلْتُ : وَمَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَفِي
التِّرْمِذِيِّ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830978يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ [ ص: 54 ] الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ : أَلَا لِيَتْبَعْ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانَ يَعْبُدُ . فَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ ، وَلِصَاحِبِ التَّصَاوِيرِ تَصَاوِيرُهُ ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ ، فَيَتْبَعُونَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ هَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ . وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ : يُحْزِنُكَ . وَالْمُرَادُ تَسْلِيَةُ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَيْ : لَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ شَاعِرٌ سَاحِرٌ . وَتَمَّ الْكَلَامُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَمَا يُظْهِرُونَ فَنُجَازِيهِمْ بِذَلِكَ .