قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير .
[ ص: 265 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال
الأخفش : " لمقت " هذه لام الابتداء وقعت بعد ينادون لأن معناه : يقال لهم ، والنداء قول . وقال غيره : المعنى : يقال لهم : لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم . وقال معناه
مجاهد . وقال
قتادة : المعنى لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار . فإن قيل : كيف يصح أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما : أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت . الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى ، وعلموا أن نفوسهم هي التي أبقتهم في المعاصي مقتوها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : إن أهل النار لما يئسوا مما عند الخزنة وقال لهم
مالك : إنكم ماكثون على ما يأتي . قال بعضهم لبعض : يا هؤلاء إنه قد نزل بكم من العذاب والبلاء ما قد ترون ، فهلم فلنصبر فلعل الصبر ينفعنا ، كما صبر أهل الطاعة على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا ، فأجمعوا رأيهم على الصبر فصبروا فطال صبرهم ، ثم جزعوا فنادوا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص أي : من ملجأ ، فقال إبليس عند ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي يقول : بمغن عنكم شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إني كفرت بما أشركتمون من قبل فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم . قال : فنودوا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فهل إلى خروج من سبيل قال فرد عليهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير ذكره
ابن المبارك .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ .
[ ص: 265 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ قَالَ
الْأَخْفَشُ : " لَمَقْتُ " هَذِهِ لَامُ الِابْتِدَاءِ وَقَعَتْ بَعْدَ يُنَادَوْنَ لِأَنَّ مَعْنَاهُ : يُقَالُ لَهُمْ ، وَالنِّدَاءُ قَوْلٌ . وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمَعْنَى : يُقَالُ لَهُمْ : لَمَقْتُ اللَّهِ إِيَّاكُمْ فِي الدُّنْيَا إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ . وَقَالَ مَعْنَاهُ
مُجَاهِدٌ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْمَعْنَى لَمَقْتُ اللَّهِ لَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ عَايَنْتُمُ النَّارَ . فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يَمْقُتُوا أَنْفُسَهُمْ ؟ فَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ أَحَلُّوهَا بِالذُّنُوبِ مَحَلَّ الْمَمْقُوتِ . الثَّانِي : أَنَّهُمْ لَمَّا صَارُوا إِلَى حَالٍ زَالَ عَنْهُمُ الْهَوَى ، وَعَلِمُوا أَنَّ نُفُوسَهُمْ هِيَ الَّتِي أَبْقَتْهُمْ فِي الْمَعَاصِي مَقَتُوهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَمَّا يَئِسُوا مِمَّا عِنْدَ الْخَزَنَةِ وَقَالَ لَهُمْ
مَالِكٌ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ عَلَى مَا يَأْتِي . قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : يَا هَؤُلَاءِ إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِكُمْ مِنَ الْعَذَابِ وَالْبَلَاءِ مَا قَدْ تَرَوْنَ ، فَهَلُمَّ فَلْنَصْبِرْ فَلَعَلَّ الصَّبْرَ يَنْفَعُنَا ، كَمَا صَبَرَ أَهْلُ الطَّاعَةِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَنَفَعَهُمُ الصَّبْرُ إِذْ صَبَرُوا ، فَأَجْمَعُوا رَأْيَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ فَصَبَرُوا فَطَالَ صَبْرُهُمْ ، ثُمَّ جَزِعُوا فَنَادَوْا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ أَيْ : مِنْ مَلْجَأٍ ، فَقَالَ إِبْلِيسُ عِنْدَ ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ يَقُولُ : بِمُغْنٍ عَنْكُمْ شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ فَلَمَّا سَمِعُوا مَقَالَتَهُ مَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ . قَالَ : فَنُودُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ قَالَ فَرُدَّ عَلَيْهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ذَكَرَهُ
ابْنُ الْمُبَارَكِ .