قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=50قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال .
[ ص: 287 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47وإذ يتحاجون في النار أي يختصمون فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47فيقول الضعفاء للذين استكبروا عن الانقياد للأنبياء
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47إنا كنا لكم تبعا فيما دعوتمونا إليه من الشرك في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47فهل أنتم مغنون أي متحملون
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47عنا نصيبا من النار أي جزءا من العذاب . والتبع يكون واحدا ويكون جمعا في قول
البصريين واحده تابع . وقال
أهل الكوفة : هو جمع لا واحد له كالمصدر فلذلك لم يجمع ولو جمع لقيل أتباع .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48قال الذين استكبروا إنا كل فيها أي في جهنم . قال
الأخفش : كل مرفوع بالابتداء . وأجاز
الكسائي والفراء " إنا كلا فيها " بالنصب على النعت والتأكيد للمضمر في " إنا " وكذلك قرأ
ابن السميقع وعيسى بن عمر والكوفيون يسمون التأكيد نعتا . ومنع ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، قال : لأن " كلا " لا تنعت ولا ينعت بها . ولا يجوز البدل فيه لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره ، وقال معناه
المبرد قال : لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا ; لأنه مخاطب ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب ، لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما ، هذا نص كلامه .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48إن الله قد حكم بين العباد أي لا يؤاخذ أحدا بذنب غيره ، فكل منا كافر .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وقال الذين في النار من الأمم الكافرة . ومن العرب من يقول اللذون على أنه جمع مسلم معرب ، ومن قال : الذين في الرفع بناه كما كان في الواحد مبنيا . وقال
الأخفش : ضمت النون إلى الذي فأشبه خمسة عشر فبني على الفتح .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49لخزنة جهنم خزنة جمع خازن ويقال : خزان وخزن .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب يخفف جواب مجزوم وإن كان بالفاء كان منصوبا ، إلا أن الأكثر في كلام العرب في جواب الأمر وما أشبهه أن يكون بغير فاء ، وعلى هذا جاء القرآن بأفصح اللغات كما قال [
امرؤ القيس ] :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : بلغني أو ذكر لي أن أهل النار استغاثوا بالخزنة ، فقال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فسألوا
[ ص: 288 ] يوما واحدا يخفف عنهم فيه العذاب ، فردت عليهم أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال الخبر بطوله .
وفي الحديث عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء خرجه
الترمذي وغيره قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831079يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب ، فيستغيثون منه فيغاثون بالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ، فيأكلونه لا يغني عنهم شيئا ، فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيغصون به ، فيذكرون أنهم كانوا في الدنيا يجيزون الغصص بالماء ، فيستغيثون بالشراب فيرفع لهم الحميم بالكلاليب ، فإذا دنا من وجوههم شواها ، فإذا وقع في بطونهم قطع أمعاءهم وما في بطونهم ، فيستغيثون بالملائكة يقولون : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فيجيبوهم أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=50قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال أي : خسار وتبار .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوَا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=50قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوَا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ .
[ ص: 287 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ أَيْ يَخْتَصِمُونَ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا عَنِ الِانْقِيَادِ لِلْأَنْبِيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فِيمَا دَعَوْتُمُونَا إِلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ أَيْ مُتَحَمِّلُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=47عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ أَيْ جُزْءًا مِنَ الْعَذَابِ . وَالتَّبَعُ يَكُونُ وَاحِدًا وَيَكُونُ جَمْعًا فِي قَوْلِ
الْبَصْرِيِّينَ وَاحِدُهُ تَابِعٌ . وَقَالَ
أَهْلُ الْكُوفَةِ : هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ كَالْمَصْدَرِ فَلِذَلِكَ لَمْ يُجْمَعْ وَلَوْ جُمِعَ لَقِيلَ أَتْبَاعٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا أَيْ فِي جَهَنَّمَ . قَالَ
الْأَخْفَشُ : كُلٌّ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ . وَأَجَازَ
الْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ " إِنَّا كُلًّا فِيهَا " بِالنَّصْبِ عَلَى النَّعْتِ وَالتَّأْكِيدِ لِلْمُضْمَرِ فِي " إِنَّا " وَكَذَلِكَ قَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْقَعِ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَالْكُوفِيُّونَ يُسَمُّونَ التَّأْكِيدَ نَعْتًا . وَمَنَعَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، قَالَ : لِأَنَّ " كُلًّا " لَا تُنْعَتُ وَلَا يُنْعَتُ بِهَا . وَلَا يَجُوزُ الْبَدَلُ فِيهِ لِأَنَّ الْمُخْبِرَ عَنْ نَفْسِهِ لَا يُبْدَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ ، وَقَالَ مَعْنَاهُ
الْمُبَرِّدُ قَالَ : لَا يَجُوزُ أَنْ يُبْدَلَ مِنَ الْمُضْمَرِ هُنَا ; لِأَنَّهُ مُخَاطَبٌ وَلَا يُبْدَلُ مِنَ الْمُخَاطَبِ وَلَا مِنَ الْمُخَاطِبِ ، لِأَنَّهُمَا لَا يُشْكِلَانِ فَيُبْدَلُ مِنْهُمَا ، هَذَا نَصُّ كَلَامِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=48إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ أَيْ لَا يُؤَاخِذُ أَحَدًا بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، فَكُلٌّ مِنَّا كَافِرٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ . وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ اللَّذُونَ عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ مُسَلَّمٌ مُعْرَبٌ ، وَمَنْ قَالَ : الَّذِينَ فِي الرَّفْعِ بَنَاهُ كَمَا كَانَ فِي الْوَاحِدِ مَبْنِيًّا . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : ضُمَّتِ النُّونُ إِلَى الَّذِي فَأَشْبَهَ خَمْسَةَ عَشَرَ فَبُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ خَزَنَةُ جَمْعُ خَازِنٍ وَيُقَالُ : خُزَّانٌ وَخُزَّنٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ يُخَفِّفْ جَوَابٌ مَجْزُومٌ وَإِنْ كَانَ بِالْفَاءِ كَانَ مَنْصُوبًا ، إِلَّا أَنَّ الْأَكْثَرَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِي جَوَابِ الْأَمْرِ وَمَا أَشْبَهَهُ أَنْ يَكُونَ بِغَيْرِ فَاءٍ ، وَعَلَى هَذَا جَاءَ الْقُرْآنُ بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ كَمَا قَالَ [
امْرُؤُ الْقَيْسِ ] :
قَفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : بَلَغَنِي أَوْ ذُكِرَ لِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ اسْتَغَاثُوا بِالْخَزَنَةِ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ فَسَأَلُوا
[ ص: 288 ] يَوْمًا وَاحِدًا يُخَفَّفْ عَنْهُمْ فِيهِ الْعَذَابُ ، فَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ الْخَبَرَ بِطُولِهِ .
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ خَرَّجَهُ
التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831079يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ حَتَّى يَعْدِلَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ ، فَيَسْتَغِيثُونَ مِنْهُ فَيُغَاثُونَ بِالضَّرِيعِ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ، فَيَأْكُلُونَهُ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا ، فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ فَيَغَصُّونَ بِهِ ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا يُجِيزُونَ الْغَصَصَ بِالْمَاءِ ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ فَيُرْفَعُ لَهُمُ الْحَمِيمُ بِالْكَلَالِيبِ ، فَإِذَا دَنَا مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوَاهَا ، فَإِذَا وَقَعَ فِي بُطُونِهِمْ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ وَمَا فِي بُطُونِهِمْ ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالْمَلَائِكَةِ يَقُولُونَ : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=49ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ فَيُجِيبُوهُمْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=50قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ أَيْ : خَسَارٍ وَتَبَارٍ .