الثامنة :
nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وكان من الكافرين قيل : كان هنا بمعنى صار ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43فكان من المغرقين . وقال الشاعر :
بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
أي صارت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابن فورك : كان هنا بمعنى صار خطأ ترده الأصول . وقال جمهور المتأولين : المعنى : أي كان في علم الله تعالى أنه سيكفر ; لأن الكافر حقيقة والمؤمن حقيقة هو الذي قد علم الله منه الموافاة .
قلت : وهذا صحيح ، لقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830197وإنما الأعمال بالخواتيم . وقيل : إن إبليس عبد الله تعالى ثمانين ألف سنة ، وأعطي الرياسة والخزانة في الجنة على الاستدراج ، كما أعطي المنافقون شهادة أن لا إله إلا الله على أطراف ألسنتهم ، وكما أعطي
بلعام الاسم الأعظم على طرف لسانه ، فكان في رياسته ، والكبر في نفسه متمكن . قال
ابن عباس : كان يرى لنفسه أن له فضيلة على الملائكة بما عنده ، فلذلك قال الله تعالى إخبارا عنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12أنا خير منه ، ولذلك قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين أي استكبرت ولا كبر لك ، ولم أتكبر أنا حين خلقته بيدي
[ ص: 282 ] والكبر لي فلذلك قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وكان من الكافرين . وكان أصل خلقته من نار العزة ، ولذلك حلف بالعزة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=82فبعزتك لأغوينهم أجمعين فالعزة أورثته الكبر حتى رأى الفضل له على آدم عليه السلام . وعن
أبي صالح قال : خلقت الملائكة من نور العزة وخلق إبليس من نار العزة .
الثَّامِنَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ قِيلَ : كَانَ هُنَا بِمَعْنَى صَارَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
بِتَيْهَاءَ قَفْرِ وَالْمَطِيُّ كَأَنَّهَا قَطَا الْحَزَنِ قَدْ كَانَتْ فِرَاخًا بُيُوضُهَا
أَيْ صَارَتْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابْنُ فَوْرَكٍ : كَانَ هُنَا بِمَعْنَى صَارَ خَطَأٌ تَرُدُّهُ الْأُصُولُ . وَقَالَ جُمْهُورُ الْمُتَأَوِّلِينَ : الْمَعْنَى : أَيْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ سَيَكْفُرُ ; لِأَنَّ الْكَافِرَ حَقِيقَةً وَالْمُؤْمِنَ حَقِيقَةً هُوَ الَّذِي قَدْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُ الْمُوَافَاةَ .
قُلْتُ : وَهَذَا صَحِيحٌ ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830197وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ . وَقِيلَ : إِنَّ إِبْلِيسَ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى ثَمَانِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَأُعْطِيَ الرِّيَاسَةَ وَالْخِزَانَةَ فِي الْجَنَّةِ عَلَى الِاسْتِدْرَاجِ ، كَمَا أُعْطِيَ الْمُنَافِقُونَ شَهَادَةً أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَى أَطْرَافِ أَلْسِنَتِهِمْ ، وَكَمَا أُعْطِيَ
بَلْعَامُ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ ، فَكَانَ فِي رِيَاسَتِهِ ، وَالْكِبْرُ فِي نَفْسِهِ مُتَمَكِّنٌ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ يَرَى لِنَفْسِهِ أَنَّ لَهُ فَضِيلَةً عَلَى الْمَلَائِكَةِ بِمَا عِنْدَهُ ، فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ، وَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ أَيِ اسْتَكْبَرْتَ وَلَا كِبْرَ لَكَ ، وَلَمْ أَتَكَبَّرْ أَنَا حِينَ خَلَقْتُهُ بِيَدَيَّ
[ ص: 282 ] وَالْكِبْرُ لِي فَلِذَلِكَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ . وَكَانَ أَصْلُ خِلْقَتِهِ مِنْ نَارِ الْعِزَّةِ ، وَلِذَلِكَ حَلَفَ بِالْعِزَّةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=82فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ فَالْعِزَّةُ أَوْرَثَتْهُ الْكِبْرَ حَتَّى رَأَى الْفَضْلَ لَهُ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَعَنْ
أَبِي صَالِحٍ قَالَ : خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورِ الْعِزَّةِ وَخُلِقَ إِبْلِيسُ مِنْ نَارِ الْعِزَّةِ .