القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28978_29468_28770تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ( 8 ) )
قال
أبو جعفر : " الوزن " مصدر من قول القائل : " وزنت كذا وكذا أزنه وزنا وزنة " ، مثل : " وعدته أعده وعدا وعدة " .
وهو مرفوع ب " الحق " ، و " الحق " به .
ومعنى الكلام : والوزن يوم نسأل الذين أرسل إليهم والمرسلين ، الحق ويعني ب " الحق " ، العدل .
وكان
مجاهد يقول : " الوزن " ، في هذا الموضع ، القضاء .
14328 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو حذيفة قال ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : " والوزن يومئذ " ، القضاء .
[ ص: 310 ]
وكان يقول أيضا : معنى " الحق " ، هاهنا ، العدل .
ذكر الرواية بذلك :
14329 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا
جرير ، عن
الأعمش ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) ، قال : العدل .
وقال آخرون : معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) ، وزن الأعمال .
ذكر من قال ذلك :
14330 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن المفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) ، توزن الأعمال .
14331 - حدثني
محمد بن عمرو قال ، حدثنا
أبو عاصم قال ، حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : يؤتى بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب ، فلا يزن جناح بعوضة .
14332 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو حذيفة قال ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : يؤتى بالرجل الطويل العظيم فلا يزن جناح بعوضة .
14333 - حدثني
الحارث قال ، حدثنا
عبد العزيز قال ، حدثنا
يوسف بن صهيب ، عن
موسى ، عن
بلال بن يحيى ، عن
حذيفة قال : صاحب الموازين يوم القيامة
جبريل عليه السلام ، قال : يا
جبريل ، زن بينهم! فرد من بعض على بعض . قال : وليس ثم ذهب ولا فضة . قال : فإن كان للظالم حسنات ، أخذ من حسناته فترد على المظلوم ، وإن لم يكن له حسنات حمل عليه من
[ ص: 311 ] سيئات صاحبه ، فيرجع الرجل وعليه مثل الجبال ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) .
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28978_28770فمن ثقلت موازينه ) .
فقال بعضهم : معناه : فمن كثرت حسناته .
ذكر من قال ذلك :
14334 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا
جرير ، عن
الأعمش ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فمن ثقلت موازينه ) ، قال : حسناته .
وقال آخرون : معنى ذلك : فمن ثقلت موازينه التي توزن بها حسناته وسيئاته . قالوا : وذلك هو " الميزان " الذي يعرفه الناس ، له لسان وكفتان .
ذكر من قال ذلك :
14335 - حدثنا
القاسم قال ، حدثنا
الحسين قال ، حدثني
حجاج قال ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ) ، قال : إنا نرى ميزانا وكفتين ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يقول : يجعل الرجل العظيم الطويل في الميزان ، ثم لا يقوم بجناح ذباب .
قال
أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي ، القول الذي ذكرناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، من أن ذلك هو " الميزان " المعروف الذي يوزن به ،
[ ص: 312 ] وأن الله جل ثناؤه يزن أعمال خلقه الحسنات منها والسيئات ، كما قال جل ثناؤه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فمن ثقلت موازينه ) ، موازين عمله الصالح ( فأولئك هم المفلحون ) ، يقول : فأولئك هم الذين ظفروا بالنجاح ، وأدركوا الفوز بالطلبات ، والخلود والبقاء في الجنات ، لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=810527ما وضع في الميزان شيء أثقل من حسن الخلق " ، ونحو ذلك من الأخبار التي تحقق أن ذلك ميزان يوزن به الأعمال ، على ما وصفت .
فإن أنكر ذلك جاهل بتوجيه معنى خبر الله عن الميزان وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عنه ، وجهته وقال : أو بالله حاجة إلى وزن الأشياء ، وهو العالم بمقدار كل شيء قبل خلقه إياه وبعده ، وفي كل حال ؟ أو قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28770وكيف توزن الأعمال ، والأعمال ليست بأجسام توصف بالثقل والخفة ، وإنما توزن الأشياء ليعرف ثقلها من خفتها ، وكثرتها من قلتها ، وذلك لا يجوز إلا على الأشياء التي توصف بالثقل والخفة ، والكثرة والقلة؟
قيل له في قوله : " وما وجه وزن الله الأعمال ، وهو العالم بمقاديرها قبل كونها " : وزن ذلك نظير إثباته إياه في أم الكتاب واستنساخه ذلك في الكتب ، من غير حاجة به إليه ، ومن غير خوف من نسيانه ، وهو العالم بكل ذلك في كل حال ووقت قبل كونه وبعد وجوده ، بل ليكون ذلك حجة على خلقه ، كما قال جل ثناؤه في تنزيله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=28كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) [ سورة الجاثية : 28 - 29 ] الآية . فكذلك
[ ص: 313 ] وزنه تعالى أعمال خلقه بالميزان ، حجة عليهم ولهم ، إما بالتقصير في طاعته والتضييع ، وإما بالتكميل والتتميم .
وأما وجه جواز ذلك ، فإنه كما :
14336 - حدثني
موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15637جعفر بن عون قال ، حدثنا
عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ، عن
عبد الله بن يزيد ، عن
عبد الله بن عمرو ، قال : يؤتى بالرجل يوم القيامة إلى الميزان ، فيوضع في الكفة ، فيخرج له تسعة وتسعون سجلا فيها خطاياه وذنوبه . قال : ثم يخرج له كتاب مثل الأنملة ، فيها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن
محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم . قال : فتوضع في الكفة ، فترجح بخطاياه وذنوبه .
[ ص: 314 ]
فكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28770وزن الله أعمال خلقه ، بأن يوضع العبد وكتب حسناته في كفة من كفتي الميزان ، وكتب سيئاته في الكفة الأخرى ، ويحدث الله تبارك وتعالى ثقلا وخفة في الكفة التي الموزون بها أولى ، احتجاجا من الله بذلك على خلقه ، كفعله بكثير منهم : من استنطاق أيديهم وأرجلهم ، استشهادا بذلك عليهم ، وما أشبه ذلك من حججه .
ويسأل من أنكر ذلك فيقال له : إن الله أخبرنا تعالى ذكره أنه يثقل موازين قوم في القيامة ، ويخفف موازين آخرين ، وتظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق ذلك ، فما الذي أوجب لك
nindex.php?page=treesubj&link=28770إنكار الميزان أن يكون هو الميزان الذي وصفنا صفته ، الذي يتعارفه الناس؟ أحجة عقل تبعد أن ينال وجه صحته من جهة العقل؟ وليس في وزن الله جل ثناؤه خلقه وكتب أعمالهم لتعريفهم أثقل القسمين منها بالميزان ، خروج من حكمة ، ولا دخول في جور في قضية ، فما الذي أحال ذلك عندك من حجة عقل أو خبر؟ إذ كان لا سبيل إلى حقيقة القول بإفساد ما لا يدفعه العقل إلا من أحد الوجهين اللذين ذكرت ، ولا سبيل إلى ذلك . وفي عدم البرهان على صحة دعواه من هذين الوجهين وضوح فساد قوله ، وصحة ما قاله أهل الحق في ذلك .
وليس هذا الموضع من مواضع الإكثار في هذا المعنى على من أنكر الميزان الذي وصفنا صفته ، إذ كان قصدنا في هذا الكتاب : البيان عن تأويل القرآن دون غيره . ولولا ذلك لقرنا إلى ما ذكرنا نظائره ، وفي الذي ذكرنا من ذلك كفاية لمن وفق لفهمه إن شاء الله .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28978_29468_28770تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : " الْوَزْنُ " مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : " وَزَنْتُ كَذَا وَكَذَا أَزِنُهُ وَزْنًا وَزِنَةً " ، مِثْلُ : " وَعَدْتُهُ أَعِدُهُ وَعْدًا وَعِدَةً " .
وَهُوَ مَرْفُوعٌ بِ " الْحَقُّ " ، وَ " الْحَقُّ " بِهِ .
وَمَعْنَى الْكَلَامِ : وَالْوَزْنُ يَوْمَ نَسْأَلُ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَالْمُرْسَلِينَ ، الْحَقُّ وَيَعْنِي بِ " الْحَقُّ " ، الْعَدْلَ .
وَكَانَ
مُجَاهِدٌ يَقُولُ : " الْوَزْنُ " ، فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، الْقَضَاءُ .
14328 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ ، حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : " وَالْوَزْنُ يَوْمئِذٍ " ، الْقَضَاءُ .
[ ص: 310 ]
وَكَانَ يَقُولُ أَيْضًا : مَعْنَى " الْحَقُّ " ، هَاهُنَا ، الْعَدْلُ .
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ :
14329 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) ، قَالَ : الْعَدْلُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) ، وَزْنُ الْأَعْمَالِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
14330 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) ، تُوزَنُ الْأَعْمَالُ .
14331 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْعَظِيمِ الطَّوِيلِ الْأَكُولِ الشَّرُوبِ ، فَلَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ .
14332 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ ، حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنِ عُمَيْرٍ : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ فَلَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ .
14333 - حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ
مُوسَى ، عَنْ
بِلَالِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَ : صَاحِبُ الْمَوَازِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : يَا
جِبْرِيلُ ، زِنْ بَيْنَهُمْ! فَرُدَّ مِنْ بَعْضٍ عَلَى بَعْضٍ . قَالَ : وَلَيْسَ ثَمَّ ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ . قَالَ : فَإِنْ كَانَ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ ، أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَتُرَدُّ عَلَى الْمَظْلُومِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حُمِلَ عَلَيْهِ مِنْ
[ ص: 311 ] سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ ، فَيَرْجِعُ الرَّجُلُ وعَلَيْهِ مِثْلُ الْجِبَالِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28978_28770فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ) .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : فَمَنْ كَثُرَتْ حَسَنَاتُهُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
14334 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ) ، قَالَ : حَسَنَاتُهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ الَّتِي تُوزَنُ بِهَا حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ . قَالُوا : وَذَلِكَ هُوَ " الْمِيزَانُ " الَّذِي يَعْرِفُهُ النَّاسُ ، لَهُ لِسَانٌ وَكِفَّتَانِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
14335 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ ، حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ قَالَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيجٍ ، قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) ، قَالَ : إِنَّا نَرَى مِيزَانًا وَكِفَّتَيْنِ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ : يُجْعَلُ الرَّجُلُ الْعَظِيمُ الطَّوِيلُ فِي الْمِيزَانِ ، ثُمَّ لَا يَقُومُ بِجَنَاحِ ذُبَابٍ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي ، الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، مِنْ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ " الْمِيزَانُ " الْمَعْرُوفُ الَّذِي يُوزَنُ بِهِ ،
[ ص: 312 ] وَأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَزِنُ أَعْمَالَ خَلْقِهِ الْحَسَنَاتِ مِنْهَا وَالسَّيِّئَاتِ ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ) ، مَوَازِينُ عَمَلِهِ الصَّالِحِ ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ، يَقُولُ : فَأُولَئِكَ هُمُ الَّذِينَ ظَفِرُوا بِالنَّجَاحِ ، وَأَدْرَكُوا الْفَوْزَ بِالطَّلَبَاتِ ، وَالْخُلُودَ وَالْبَقَاءَ فِي الْجَنَّاتِ ، لِتَظَاهُرِ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=810527مَا وُضِعَ فِي الْمِيزَانِ شَيْءٌ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ " ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي تُحَقِّقُ أَنَّ ذَلِكَ مِيزَانٌ يُوزَنُ بِهِ الْأَعْمَالُ ، عَلَى مَا وَصَفْتُ .
فَإِنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ جَاهِلٌ بِتَوْجِيهِ مَعْنَى خَبَرِ اللَّهِ عَنِ الْمِيزَانِ وَخَبَرِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ ، وِجْهَتَهُ وَقَالَ : أَوَ بِاللَّهِ حَاجَةٌ إِلَى وَزْنِ الْأَشْيَاءِ ، وَهُوَ الْعَالِمُ بِمِقْدَارِ كُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ خَلْقِهِ إِيَّاهُ وَبَعْدَهُ ، وَفِي كُلِّ حَالٍ ؟ أَوْ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28770وَكَيْفَ تُوزَنُ الْأَعْمَالُ ، وَالْأَعْمَالُ لَيْسَتْ بِأَجْسَامٍ تُوصَفُ بِالثِّقَلِ وَالْخِفَّةِ ، وَإِنَّمَا تُوزَنُ الْأَشْيَاءُ لِيُعْرَفَ ثِقَلُهَا مَنْ خِفْتِهَا ، وَكَثْرَتُهَا مَنْ قِلَّتِهَا ، وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ إِلَّا عَلَى الْأَشْيَاءِ الَّتِي تُوصَفُ بِالثِّقَلِ وَالْخِفَّةِ ، وَالْكَثْرَةِ وَالْقِلَّةِ؟
قِيلَ لَهُ فِي قَوْلِهِ : " وَمَا وَجْهُ وَزْنِ اللَّهِ الْأَعْمَالَ ، وَهُوَ الْعَالِمُ بِمَقَادِيرِهَا قَبْلَ كَوْنِهَا " : وَزْنُ ذَلِكَ نَظِيرُ إِثْبَاتِهِ إِيَّاهُ فِي أمِّ الْكِتَابِ وَاسْتِنْسَاخِهِ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ ، مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ بِهِ إِلَيْهِ ، وَمِنْ غَيْرِ خَوْفٍ مِنْ نِسْيَانِهِ ، وَهُوَ الْعَالِمُ بِكُلِّ ذَلِكَ فِي كُلِّ حَالٍ وَوَقْتٍ قَبْلَ كَوْنِهِ وَبَعْدَ وُجُودِهِ ، بَلْ لِيَكُونَ ذَلِكَ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي تَنْزِيلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=28كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) [ سُورَةُ الْجَاثِيَةِ : 28 - 29 ] الْآيَةَ . فَكَذَلِكَ
[ ص: 313 ] وَزْنُهُ تَعَالَى أَعْمَالَ خَلْقِهِ بِالْمِيزَانِ ، حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ وَلَهُمْ ، إِمَّا بِالتَّقْصِيرِ فِي طَاعَتِهِ وَالتَّضْيِيعِ ، وَإِمَّا بِالتَّكْمِيلِ وَالتَّتْمِيمِ .
وَأَمَّا وَجْهُ جَوَازِ ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ كَمَا :
14336 - حَدَّثَنِي
مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ قَالَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15637جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْإِفْرِيقِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمِيزَانِ ، فَيُوضَعُ فِي الْكِفَّةِ ، فَيَخْرُجُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا فِيهَا خَطَايَاهُ وَذُنُوبُهُ . قَالَ : ثُمَّ يَخْرُجُ لَهُ كِتَابٌ مِثْلُ الْأُنْمُلَةِ ، فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَتُوضَعُ فِي الْكِفَّةِ ، فَتَرْجَحُ بِخَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ .
[ ص: 314 ]
فَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28770وَزْنُ اللَّهُ أَعْمَالَ خَلْقِهِ ، بِأَنْ يُوضَعَ الْعَبْدُ وَكُتُبُ حَسَنَاتِهِ فِي كِفَّةٍ مِنْ كِفَّتَيِ الْمِيزَانِ ، وَكُتُبُ سَيِّئَاتِهِ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى ، وَيُحْدِثُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثِقَلًا وَخِفَّةً فِي الْكِفَّةِ الَّتِي الْمَوْزُونُ بِهَا أَوْلَى ، احْتِجَاجًا مِنَ اللَّهِ بِذَلِكَ عَلَى خَلْقِهِ ، كَفِعْلِهِ بِكَثِيرٍ مِنْهُمْ : مِنَ اسْتِنْطَاقِ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ ، اسْتِشْهَادًا بِذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ حُجَجِهِ .
وَيُسْأَلُ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَنَا تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنَّهُ يُثْقِّلُ مَوَازِينَ قَوْمٍ فِي الْقِيَامَةِ ، وَيُخَفِّفُ مَوَازِينَ آخَرِينَ ، وَتَظَاهَرَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحْقِيقِ ذَلِكَ ، فَمَا الَّذِي أَوْجَبَ لَكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28770إِنْكَارَ الْمِيزَانِ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمِيزَانُ الَّذِي وَصَفْنَا صِفَتَهُ ، الَّذِي يُتَعَارَفُهُ النَّاسُ؟ أَحُجَّةُ عَقْلٍ تُبْعِدُ أَنْ يُنَالَ وَجْهُ صِحَّتِهِ مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ؟ وَلَيْسَ فِي وَزْنِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ خَلْقَهُ وَكُتُبَ أَعْمَالِهِمْ لِتَعْرِيفِهِمْ أَثْقَلَ الْقَسَمَيْنِ مِنْهَا بِالْمِيزَانِ ، خُرُوجٌ مِنْ حِكْمَةٍ ، وَلَا دُخُولٌ فِي جَوْرٍ فِي قَضِيَّةٍ ، فَمَا الَّذِي أَحَالَ ذَلِكَ عِنْدَكَ مِنْ حُجَّةِ عَقْلٍ أَوْ خَبَرٍ؟ إِذْ كَانَ لَا سَبِيلَ إِلَى حَقِيقَةِ الْقَوْلِ بِإِفْسَادِ مَا لَا يَدْفَعُهُ الْعَقْلُ إِلَّا مِنْ أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُ ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى ذَلِكَ . وَفِي عَدَمِ الْبُرْهَانِ عَلَى صِحَّةِ دَعْوَاهُ مِنْ هَذَيْنَ الْوَجْهَيْنِ وُضُوحُ فَسَادِ قَوْلِهِ ، وَصِحَّةُ مَا قَالَهُ أَهْلُ الْحَقِّ فِي ذَلِكَ .
وَلَيْسَ هَذَا الْمَوْضِعُ مِنْ مَوَاضِعِ الْإِكْثَارِ فِي هَذَا الْمَعْنَى عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْمِيزَانَ الَّذِي وَصَفْنَا صِفَتَهُ ، إِذْ كَانَ قَصْدُنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ : الْبَيَانَ عَنْ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ دُونَ غَيْرِهِ . وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَرَنَّا إِلَى مَا ذَكَرْنَا نَظَائِرَهُ ، وَفِي الَّذِي ذَكَرْنَا مِنْ ذَلِكَ كِفَايَةٌ لِمَنْ وُفِّقَ لِفَهْمِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .