القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=28973_18672_32425_32424_32423قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75وقد كان فريق منهم )
قال
أبو جعفر : أما " الفريق " فجمع ، كالطائفة ، لا واحد له من لفظه . وهو " فعيل " من " التفرق " سمي به الجماع ، كما سميت الجماعة ب " الحزب " ، من " التحزب " ، وما أشبه ذلك . ومنه قول أعشى بني ثعلبة :
[ ص: 245 ] أجدوا فلما خفت أن يتفرقوا فريقين ، منهم مصعد ومصوب
يعني بقوله : ( منهم ) ، من بني إسرائيل . وإنما جعل الله الذين كانوا على عهد موسى ومن بعدهم من بني إسرائيل ، من
اليهود الذين قال الله لأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75أفتطمعون أن يؤمنوا لكم ) - لأنهم كانوا آباءهم وأسلافهم ، فجعلهم منهم ، إذ كانوا عشائرهم وفرطهم وأسلافهم ، كما يذكر الرجل اليوم الرجل ، وقد مضى على منهاج الذاكر وطريقته . وكان من قومه وعشيرته ، فيقول : " كان منا فلان " ، يعني أنه كان من أهل طريقته أو مذهبه ، أو من قومه وعشيرته . فكذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75وقد كان فريق منهم ) .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=28973_18672_32425_32424_32423قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : أَمَّا " الْفَرِيقُ " فَجَمْعٌ ، كَالطَّائِفَةِ ، لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ . وَهُوَ " فَعِيلٌ " مِنَ " التَّفَرُّقِ " سُمِّيَ بِهِ الْجِمَاعُ ، كَمَا سُمِّيَتِ الْجَمَاعَةُ بِ " الْحِزْبِ " ، مِنَ " التَّحَزُّبِ " ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ . وَمِنْهُ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ :
[ ص: 245 ] أَجَدُّوا فَلَمَّا خِفْتُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا فَرِيقَيْنِ ، مِنْهُمْ مُصْعِدٌ وَمُصَوِّبُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( مِنْهُمْ ) ، مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَإِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ مُوسَى وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، مِنَ
الْيَهُودِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ لِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ) - لِأَنَّهُمْ كَانُوا آبَاءَهُمْ وَأَسْلَافَهُمْ ، فَجَعَلَهُمْ مِنْهُمْ ، إِذْ كَانُوا عَشَائِرَهُمْ وَفَرَطَهُمْ وَأَسْلَافَهُمْ ، كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ الْيَوْمَ الرَّجُلَ ، وَقَدْ مَضَى عَلَى مِنْهَاجِ الذَّاكِرِ وَطَرِيقَتِهِ . وَكَانَ مِنْ قَوْمِهِ وَعَشِيرَتِهِ ، فَيَقُولُ : " كَانَ مِنَّا فُلَانٌ " ، يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ طَرِيقَتِهِ أَوْ مَذْهَبِهِ ، أَوْ مِنْ قَوْمِهِ وَعَشِيرَتِهِ . فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ) .