قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وكأين من آية في السماوات والأرض قال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : هي " أي " دخل عليها كاف التشبيه وبنيت معها ، فصار في الكلام معنى كم ، وقد مضى في " آل عمران " القول فيها مستوفى . ومضى القول في آية
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=101السماوات والأرض في " البقرة " . وقيل : الآيات آثار عقوبات الأمم السالفة ; أي هم غافلون معرضون عن تأملها . وقرأ
عكرمة [ ص: 238 ] وعمرو بن فائد " والأرض " رفعا ، ابتداء وخبره " يمرون عليها " . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي " والأرض " نصبا بإضمار فعل ، والوقف على هاتين القراءتين على السماوات . وقرأ
ابن مسعود : " يمشون عليها " .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون نزلت في قوم أقروا بالله خالقهم وخالق الأشياء كلها ، وهم يعبدون الأوثان ; قاله
الحسن ،
ومجاهد وعامر nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي وأكثر المفسرين . وقال
عكرمة هو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ثم يصفونه بغير صفته ويجعلون له أندادا ; وعن
الحسن أيضا : أنهم أهل كتاب معهم شرك وإيمان ، آمنوا بالله وكفروا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ; فلا يصح إيمانهم ; حكاه
ابن الأنباري . وقال
ابن عباس : نزلت في تلبية مشركي العرب : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك . وعنه أيضا أنهم
النصارى . وعنه أيضا أنهم المشبهة ، آمنوا مجملا وأشركوا مفصلا . وقيل : نزلت في المنافقين ; المعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله أي باللسان إلا وهو كافر بقلبه ; ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن
الحسن أيضا . وقال
عطاء : هذا في الدعاء ; وذلك أن الكفار ينسون ربهم في الرخاء ، فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء ; بيانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وظنوا أنهم أحيط بهم الآية . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه الآية . وفي آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض . وقيل : معناها أنهم يدعون الله ينجيهم من الهلكة ، فإذا أنجاهم قال قائلهم : لولا فلان ما نجونا ، ولولا الكلب لدخل علينا اللص ، ونحو هذا ; فيجعلون نعمة الله منسوبة إلى فلان ، ووقايته منسوبة إلى الكلب .
قلت : وقد يقع في هذا القول والذي قبله كثير من عوام المسلمين ; ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وقيل : نزلت هذه الآية في قصة الدخان ; وذلك أن
أهل مكة لما غشيهم الدخان في سني القحط قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=12ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون فذلك إيمانهم ، وشركهم عودهم إلى الكفر بعد كشف العذاب ; بيانه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إنكم عائدون والعود لا يكون إلا بعد ابتداء ; فيكون معنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106إلا وهم مشركون أي إلا وهم عائدون إلى الشرك ، والله أعلم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله قال
ابن عباس : مجللة .
[ ص: 239 ] وقال
مجاهد : عذاب يغشاهم ; نظيره :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم . وقال
قتادة : وقيعة تقع لهم . وقال
الضحاك : يعني الصواعق والقوارع .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107أو تأتيهم الساعة يعني القيامة .
" بغتة " نصب على الحال ; وأصله المصدر . وقال
المبرد : جاء عن العرب حال بعد نكرة ; وهو قولهم : وقع أمر بغتة وفجأة ; قال
النحاس : ومعنى " بغتة " إصابة من حيث لم يتوقع .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107وهم لا يشعرون وهو توكيد .
وقوله : " بغتة " قال
ابن عباس : تصيح الصيحة بالناس وهم في أسواقهم ومواضعهم ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=49تأخذهم وهم يخصمون على ما يأتي .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108قل هذه سبيلي ابتداء وخبر ; أي قل يا
محمد هذه طريقي وسنتي ومنهاجي ; قاله
ابن زيد . وقال
الربيع : دعوتي ،
مقاتل : ديني ، والمعنى واحد ; أي الذي أنا عليه وأدعو إليه يؤدي إلى الجنة .
" على بصيرة " أي على يقين وحق ; ومنه : فلان مستبصر بهذا . " أنا " توكيد . " ومن اتبعني " عطف على المضمر .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108وسبحان الله أي قل يا
محمد :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108وسبحان الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108وما أنا من المشركين الذين يتخذون من دون الله أندادا .