[ ص: 369 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28984_29655_28783_30481_29747له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ( 11 ) )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك .
فقال بعضهم : معناه : لله تعالى ذكره معقبات قالوا : "الهاء" في قوله : "له" من ذكر اسم الله .
و "المعقبات" التي تعتقب على العبد ، وذلك أن ملائكة الليل إذا صعدت بالنهار أعقبتها ملائكة النهار ، فإذا انقضى النهار صعدت ملائكة النهار ثم أعقبتها ملائكة الليل . وقالوا : قيل "معقبات" و "الملائكة" جمع "ملك" مذكر غير مؤنث ، وواحد "الملائكة" "معقب" وجماعتها "معقبة" ثم جمع جمعه أعني جمع "معقب" بعد ما جمع "معقبة" وقيل "معقبات" كما قيل : "سادات سعد" "ورجالات بني فلان" جمع "رجال" .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11من بين يديه ومن خلفه ) ، يعني بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11من بين يديه ) ، من قدام هذا المستخفي بالليل والسارب بالنهار (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11ومن خلفه ) ، من وراء ظهره .
ذكر من قال ذلك :
20210 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى قال : حدثنا
محمد بن جعفر قال : حدثنا
[ ص: 370 ] شعبة ، عن
منصور ، يعني
ابن زاذان ، عن
الحسن في هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) قال : الملائكة .
20211 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري قال : حدثنا
علي بن جرير ، عن
حماد بن سلمة ، عن
عبد الحميد بن جعفر ، عن
كنانة العدوي قال :
دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال : ملك على يمينك على حسناتك ، وهو أمين على الذي على الشمال ، فإذا عملت حسنة كتبت عشرا ، وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين : اكتب؟ قال : لا لعله يستغفر الله ويتوب! فإذا قال ثلاثا قال : نعم ، اكتب أراحنا الله منه ، فبئس القرين ، ما أقل مراقبته لله ، وأقل استحياءه منا! يقول الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، [ سورة ق : 18 ] ، وملكان من بين يديك ومن خلفك ، يقول الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، وملك قابض على ناصيتك ، فإذا تواضعت لله رفعك ، وإذا تجبرت على الله قصمك ، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على محمد ، وملك قائم على فيك لا يدع الحية تدخل في فيك ، وملكان على عينيك . فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي ، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار ، [ لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار ] فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي ، وإبليس بالنهار وولده بالليل .
[ ص: 371 ]
20212 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
شبابة قال : حدثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) الملائكة (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) .
20213 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
20214 - . . . قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون قال : أخبرنا
هشيم ، عن
عبد الملك ، عن
قيس ، عن
مجاهد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه ) ، قال : مع كل إنسان حفظة يحفظونه من أمر الله .
20215 - . . . قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، فالمعقبات هن من أمر الله ، وهي الملائكة .
20216 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن
إسرائيل ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) قال : ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدره خلوا عنه .
20217 - حدثني
الحارث قال : حدثنا
عبد العزيز قال : حدثنا
إسرائيل ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) فإذا جاء القدر خلوا عنه .
20218 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
إبراهيم [ ص: 372 ] في هذه الآية قال : الحفظة .
20219 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن إبراهيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، قال : ملائكة .
20220 - حدثنا
أحمد بن حازم قال : حدثنا
يعلى قال : حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
أبي صالح في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات ) قال : ملائكة الليل ، يعقبون ملائكة النهار .
20221 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) هذه ملائكة الليل يتعاقبون فيكم بالليل والنهار . وذكر لنا أنهم يجتمعون عند صلاة العصر وصلاة الصبح وفي قراءة
أبي بن كعب : ( له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه يحفظونه من أمر الله ) .
20222 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ) ، قال : ملائكة يتعاقبونه .
20223 - حدثنا
القاسم قال حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : قال
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) قال : الملائكة قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : "معقبات" قال : الملائكة تعاقب الليل والنهار .
وبلغنا
nindex.php?page=hadith&LINKID=811613أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجتمعون فيكم عند صلاة العصر وصلاة الصبح وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17عن اليمين وعن الشمال قعيد ) ، [ سورة ق : 17 ] . قال : الحسنات من بين يديه ، والسيئات من خلفه ، الذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن شماله يكتب السيئات .
20224 - حدثنا
سوار بن عبد الله قال : حدثنا
المعتمر بن سليمان قال :
[ ص: 373 ] سمعت
ليثا يحدث ، عن
مجاهد أنه قال : ما من عبد إلا له ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال : وراءك! إلا شيئا يأذن الله فيه فيصيبه .
20225 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي : قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) ، قال : يعني الملائكة .
وقال آخرون : بل عنى ب "المعقبات" في هذا الموضع ، الحرس ، الذي يتعاقب على الأمير .
ذكر من قال ذلك :
20226 - حدثنا
أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا
ابن يمان قال : حدثنا
سفيان عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) قال : ذلك ملك من ملوك الدنيا له حرس من دونه حرس .
20227 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) ، يعني ولي الشيطان ، يكون عليه الحرس .
20228 - حدثنا محمد بن
المثنى قال : حدثنا
محمد بن جعفر قال : حدثنا
شعبة ، عن
شرقي : أنه سمع
عكرمة يقول في هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) قال : هؤلاء الأمراء .
20229 - حدثني
الحارث قال : حدثنا
عبد العزيز قال : حدثنا عمرو بن
[ ص: 374 ] نافع قال : سمعت
عكرمة يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) قال : المواكب من بين يديه ومن خلفه .
20230 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال : سمعت
أبا معاذ يقول : حدثنا
عبيد بن سليمان قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، قال : هو السلطان المحترس من الله ، وهم أهل الشرك .
قال
أبو جعفر : وأولى التأويلين في ذلك بالصواب ، قول من قال : "الهاء" في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات ) من ذكر "من" التي في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف بالليل ) وأن المعقبات من بين يديه ومن خلفه ، هي حرسه وجلاوزته ، كما قال ذلك من ذكرنا قوله .
وإنما قلنا : "ذلك أولى التأويلين بالصواب " لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات ) أقرب إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف بالليل ) منه إلى عالم الغيب ، فهي لقربها منه أولى بأن تكون من ذكره ، وأن يكون المعني بذلك هذا ، مع دلالة قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ) على أنهم المعنيون بذلك .
وذلك أنه جل ثناؤه ذكر قوما أهل معصية له وأهل ريبة ، يستخفون بالليل ويظهرون بالنهار ، ويمتنعون عند أنفسهم بحرس يحرسهم ، ومنعة تمنعهم من أهل طاعته أن يحولوا بينهم وبين ما يأتون من معصية الله . ثم أخبر أن الله تعالى ذكره إذا أراد بهم سوءا لم ينفعهم حرسهم ، ولا يدفع عنهم حفظهم .
[ ص: 375 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) اختلف أهل التأويل في تأويل هذا الحرف على نحو اختلافهم في تأويل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات ) .
فمن قال : "المعقبات" هي الملائكة قال : الذين يحفظونه من أمر الله هم أيضا الملائكة .
ومن قال : "المعقبات" هي الحرس والجلاوزة من بني آدم قال : الذين يحفظونه من أمر الله هم أولئك الحرس .
واختلفوا أيضا في معنى قوله : ( من أمر الله ) .
فقال بعضهم : حفظهم إياه من أمره .
وقال بعضهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) بأمر الله .
ذكر من قال : الذين يحفظونه هم الملائكة ، ووجه قوله : ( بأمر الله ) إلى معنى أن حفظها إياه : من أمر الله :
20231 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) ، يقول : بإذن الله ، فالمعقبات : هي من أمر الله ، وهي الملائكة .
20232 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) ، قال : الملائكة : الحفظة ، وحفظهم إياه : من أمر الله .
20233 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
محمد بن عبيد قال : حدثني
عبد الملك ، عن
ابن عبيد الله ، عن
مجاهد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، قال : الحفظة هم من أمر الله .
20234 - . . . قال : حدثنا
علي يعني ابن عبد الله بن جعفر قال : حدثنا
سفيان ، عن
عمرو ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ) ، رقباء
[ ص: 376 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11ومن خلفه ) من أمر الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه ) .
20235 - . . . قال : حدثنا
عبد الوهاب ، عن
سعيد ، عن
قتادة ، عن
الجارود ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ) ، رقيب (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11ومن خلفه ) .
20236 - حدثني
الحارث قال : حدثنا
عبد العزيز قال : حدثنا
إسرائيل ، عن
خصيف ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، قال : الملائكة من أمر الله .
20237 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : قال
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) ، قال : الملائكة من أمر الله .
20238 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
إبراهيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) قال : الحفظة .
ذكر من قال : عنى بذلك : يحفظونه بأمر الله :
20239 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) : أي بأمر الله .
20240 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) ، وفي بعض القراءات ( بأمر الله ) .
20241 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون قال : أخبرنا
هشيم ، عن
عبد الملك ، عن
قيس ، عن
مجاهد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه )
[ ص: 377 ] قال : مع كل إنسان حفظة يحفظونه من أمر الله .
ذكر من قال : تحفظه الحرس من بني آدم من أمر الله :
20242 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) يعني ولي الشيطان ، يكون عليه الحرس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، يقول الله عز وجل : يحفظونه من أمري ، فإني إذا أردت بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال .
20243 - حدثني
أبو هريرة الضبعي قال : حدثنا
أبو قتيبة قال : حدثنا
شعبة ، عن
شرقي ، عن
عكرمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) قال : الجلاوزة .
وقال آخرون : معنى ذلك : يحفظونه من أمر الله ، و "أمر الله" الجن ، ومن يبغي أذاه ومكروهه قبل مجيء قضاء الله ، فإذا جاء قضاؤه خلوا بينه وبينه .
ذكر من قال ذلك :
20244 - حدثني
أبو هريرة الضبعي قال : حدثنا
أبو داود قال : حدثنا
ورقاء ، عن
منصور ، عن
طلحة ، عن
إبراهيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) قال : من الجن .
20245 - حدثنا
سوار بن عبد الله قال : حدثنا
المعتمر قال : سمعت
ليثا [ ص: 378 ] يحدث ، عن
مجاهد أنه قال : ما من عبد إلا له ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما منهم شيء يأتيه يريده إلا قال : وراءك . إلا شيئا يأذن الله فيصيبه .
20246 - حدثنا
الحسن بن عرفة قال : حدثنا
إسماعيل بن عياش ، عن
محمد بن زياد الألهاني ، عن
يزيد بن شريح ، عن
كعب الأحبار قال : لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن لرأى على كل شيء من ذلك شياطين . لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفتم .
20247 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : حدثنا
عمارة بن أبي حفصة ، عن
أبي مجلز قال : جاء رجل من
مراد إلى
علي رضي الله عنه وهو يصلي ، فقال : احترس ، فإن ناسا من مراد يريدون قتلك! فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، وإن الأجل جنة حصينة .
20248 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
عبد الوهاب ، عن
الحسن بن ذكوان ، عن
أبي غالب ، عن
أبي أمامة قال : ما من آدمي إلا ومعه ملك موكل يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له .
وقال آخرون : معنى ذلك : يحفظون عليه من الله .
ذكر من قال ذلك :
20249 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) ، قال : يحفظون عليه من الله .
قال
أبو جعفر : يعني
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج بقوله : "يحفظون عليه" الملائكة الموكلة بابن آدم ، بحفظ حسناته وسيئاته ، وهي "المعقبات" عندنا ، تحفظ على ابن آدم حسناته وسيئاته من أمر الله .
[ ص: 379 ]
قال
أبو جعفر : وعلى هذا القول يجب أن يكون معنى قوله : ( من أمر الله ) ، أن الحفظة من أمر الله ، أو تحفظ بأمر الله ويجب أن تكون "الهاء" التي في قوله : ( يحفظونه ) وحدت وذكرت وهي مراد بها الحسنات والسيئات؛ لأنها كناية عن ذكر "من" الذي هو مستخف بالليل وسارب بالنهار وأن يكون "المستخفي بالليل" أقيم ذكره مقام الخبر عن سيئاته وحسناته ، كما قيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها ) ، [ سورة يوسف : 82 ] .
وكان
عبد الرحمن بن زيد يقول في ذلك خلاف هذه الأقوال كلها : -
20250 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812755أتى عامر بن الطفيل ، وأربد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عامر : ما تجعل لي إن أنا اتبعتك؟ قال : أنت فارس ، أعطيك أعنة الخيل . قال : لا . قال : "فما تبغي؟ قال : لي الشرق ولك الغرب . قال : لا . قال : فلي الوبر ولك المدر . قال : لا . قال : لأملأنها عليك إذا خيلا ورجالا . قال : يمنعك الله ذاك وابنا قيلة - يريد الأوس والخزرج - قال : فخرجا ، فقال عامر لأربد : إن كان الرجل لنا لممكنا ، لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان ، ولرضوا بأن نعقله لهم وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمرا قد وقع . فقال الآخر : إن شئت . فتشاورا ، [ ص: 380 ] وقال : ارجع وأنا أشغله عنك بالمجادلة ، وكن وراءه فاضربه بالسيف ضربة واحدة . فكانا كذلك : واحد وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر قال : اقصص علينا قصصك . قال : ما تقول؟ قال : قرآنك! فجعل يجادله ويستبطئه ، حتى قال : ما لك حشمت؟ قال : وضعت يدي على قائم سيفي [ فيبست ] فما قدرت على أن أحلي ولا أمر ولا أحركها . قال : فخرجا ، فلما كانا بالحرة ، سمع بذلك nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد بن حضير ، فخرجا إليهما ، على كل واحد منهما لأمته ، ورمحه بيده ، وهو متقلد سيفه . فقالا لعامر بن الطفيل : يا أعور [ حسا ] يا أبلخ ، أنت الذي يشرط على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لولا أنك في أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رمت المنزل حتى نضرب عنقك ، ولكن [ لا نستعين ] . وكان أشد الرجلين عليه أسيد بن الحضير ، [ فقال : من هذا؟ فقالوا : أسيد بن حضير ] ؟ فقال : لو كان أبوه حيا لم يفعل بي هذا! ثم قال [ ص: 381 ] لأربد : اخرج أنت يا أربد إلى ناحية عدنة ، وأخرج أنا إلى نجد ، فنجمع الرجال فنلتقي عليه . فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم ، بعث الله سحابة من الصيف فيها صاعقة! فأحرقته . قال : وخرج عامر حتى إذا كان بواد يقال له الجرير ، أرسل الله عليه الطاعون ، فجعل يصيح : يا آل عامر ، أغدة كغدة البكر تقتلني! يا آل عامر ، أغدة كغدة البكر تقتلني ، وموت أيضا في بيت سلولية! وهي امرأة من قيس . فذلك قول الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ) فقرأ حتى بلغ : ( يحفظونه ) تلك المعقبات من أمر الله ، هذا مقدم ومؤخر . لرسول الله صلى الله عليه وسلم معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، تلك المعقبات من أمر الله . وقال لهذين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فقرأ حتى بلغ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ) الآية ، فقرأ حتى بلغ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) . قال وقال لبيد في أخيه أربد ، وهو يبكيه :
أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السماك والأسد [ ص: 382 ] فجعني الرعد والصواعق بال
فارس يوم الكريهة النجد
قال
أبو جعفر : وهذا القول الذي قاله
ابن زيد في تأويل هذه الآية ، قول بعيد من تأويل الآية ، مع خلافه أقوال من ذكرنا قوله من أهل التأويل .
وذلك أنه جعل "الهاء" في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات ) من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يجر له في الآية التي قبلها ولا في التي قبل الأخرى ذكر ، إلا أن يكون أراد أن يردها على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إنما أنت منذر ولكل قوم هاد له معقبات ) فإن كان ذلك ، فذلك بعيد ، لما بينهما من الآيات بغير ذكر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإذا كان ذلك ، فكونها عائدة على "من" التي في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف بالليل ) أقرب؛ لأنه قبلها والخبر بعدها عنه .
فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : سواء منكم ، أيها الناس من أسر القول ومن جهر به عند ربكم ، ومن هو مستخف بفسقه وريبته في ظلمة الليل ، وسارب يذهب ويجيء في ضوء النهار ممتنعا بجنده وحرسه الذين يتعقبونه من أهل طاعة الله أن يحولوا بينه وبين ما يأتي من ذلك ، وأن يقيموا حد الله عليه ، وذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) يقول تعالى ذكره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إن الله لا يغير ما بقوم ) ، من عافية ونعمة ، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11حتى يغيروا ما بأنفسهم ) من ذلك بظلم بعضهم بعضا ، واعتداء بعضهم على بعض ،
[ ص: 383 ] فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ) يقول : وإذا أراد الله بهؤلاء الذين يستخفون بالليل ويسربون بالنهار ، لهم جند ومنعة من بين أيديهم ومن خلفهم ، يحفظونهم من أمر الله هلاكا وخزيا في عاجل الدنيا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11فلا مرد له ) يقول : فلا يقدر على رد ذلك عنهم أحد غير الله . يقول تعالى ذكره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وما لهم من دونه من وال ) يقول : وما لهؤلاء القوم . و "الهاء والميم" في "لهم" من ذكر القوم الذين في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وإذا أراد الله بقوم سوءا ) . من دون الله ( من وال ) يعني : من وال يليهم ويلي أمرهم وعقوبتهم .
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول : "السوء" الهلكة ، ويقول : كل جذام وبرص وعمى وبلاء عظيم فهو "سوء" مضموم الأول ، وإذا فتح أوله فهو مصدر : "سؤت" ومنه قولهم : "رجل سوء" .
واختلف أهل العربية في معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) .
فقال بعض نحويي
أهل البصرة : معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف بالليل ) ومن هو ظاهر بالليل ، من قولهم : "خفيت الشيء" إذا أظهرته ، وكما قال امرؤ القيس :
فإن تكتموا الداء لا نخفه وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
وقال : وقد قرئ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15أكاد أخفيها ) [ سورة طه : 15 ] بمعنى : أظهرها .
وقال في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وسارب بالنهار ) ، "السارب" هو المتواري ، كأنه وجهه إلى
[ ص: 384 ] أنه صار في السرب بالنهار مستخفيا .
وقال بعض نحويي
البصرة والكوفة : إنما معنى ذلك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10ومن هو مستخف ) ، أي مستتر بالليل من الاستخفاء (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وسارب بالنهار ) : وذاهب بالنهار ، من قولهم : "سربت الإبل إلى الرعي ، وذلك ذهابها إلى المراعي وخروجها إليها .
وقيل : إن "السروب" : بالعشي ، و "السروح" : بالغداة .
واختلفوا أيضا في تأنيث "معقبات" وهي صفة لغير الإناث .
فقال بعض نحويي
البصرة : إنما أنثت لكثرة ذلك منها ، نحو : "نسابة" و "علامة" ثم ذكر لأن المعني مذكر ، فقال : "يحفظونه" .
وقال بعض نحويي
الكوفة : إنما هي "ملائكة معقبة" ثم جمعت "معقبات" فهو جمع جمع ، ثم قيل : "يحفظونه " لأنه للملائكة .
وقد تقدم قولنا في معنى : "المستخفي بالليل والسارب بالنهار" .
وأما الذي ذكرناه عن نحويي
البصريين في ذلك ، فقول - وإن كان له في كلام العرب وجه - خلاف لقول أهل التأويل . وحسبه من الدلالة على فساده ، خروجه عن قول جميعهم .
وأما "المعقبات" فإن "التعقيب" في كلام العرب ، العود بعد البدء ، والرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه ، من قول الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10ولى مدبرا ولم يعقب ) ، أي : لم يرجع ، وكما قال سلامة بن جندل :
[ ص: 385 ] وكرنا الخيل في آثارهم رجعا كس السنابك من بدء وتعقيب
يعني : في غزو ثان عقبوا ، وكما قال طرفة :
ولقد كنت عليكم عاتبا فعقبتم بذنوب غير مر
يعني بقوله : "عقبتم" رجعتم .
وأتاها التأنيث عندنا ، وهي من صفة الحرس الذين يحرسون المستخفي بالليل والسارب بالنهار؛ لأنه عني بها "حرس معقبة" ثم جمعت "المعقبة" فقيل : "معقبات" فذلك جمع جمع "المعقب" و "المعقب" واحد "المعقبة" كما قال لبيد :
حتى تهجر في الرواح وهاجه طلب المعقب حقه المظلوم
و "المعقبات" جمعها .
ثم قال : "يحفظونه" فرد الخبر إلى تذكير الحرس والجند .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) فإن أهل العربية اختلفوا في معناه .
[ ص: 386 ]
فقال بعض نحويي
الكوفة : معناه : له معقبات من أمر الله يحفظونه ، وليس من أمره [ يحفظونه ] إنما هو تقديم وتأخير . قال : ويكون : يحفظونه ذلك الحفظ من أمر الله وبإذنه ، كما تقول للرجل : "أجبتك من دعائك إياي ، وبدعائك إياي" .
وقال بعض نحويي البصريين ، معنى ذلك : يحفظونه عن أمر الله ، كما قالوا : "أطعمني من جوع ، وعن جوع" و "كساني عن عري ، ومن عري" .
وقد دللنا فيما مضى على أن أولى القول بتأويل ذلك أن يكون قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يحفظونه من أمر الله ) ، من صفة حرس هذا المستخفي بالليل ، وهي تحرسه ظنا منها أنها تدفع عنه أمر الله ، فأخبر تعالى ذكره أن حرسه ذلك لا يغني عنه شيئا إذا جاء أمره ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) .
[ ص: 369 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28984_29655_28783_30481_29747لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ( 11 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : لِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرهُ مُعَقِّبَاتٌ قَالُوا : "الْهَاءُ" فِي قَوْلِهِ : "لَهُ" مِنْ ذِكْرَ اسْمِ اللَّهِ .
وَ "الْمُعَقِّبَاتُ" الَّتِي تَعْتَقِبُ عَلَى الْعَبْدِ ، وَذَلِكَ أَنَّ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ إِذَا صَعِدَتْ بِالنَّهَارِ أَعْقَبَتْهَا مَلَائِكَةُ النَّهَارِ ، فَإِذَا انْقَضَى النَّهَارُ صَعِدَتْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ ثُمَّ أَعْقَبَتْهَا مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ . وَقَالُوا : قِيلَ "مُعَقِّبَاتٌ" وَ "الْمَلَائِكَةُ" جَمْعُ "مَلَكٍ" مُذَكَّرٌ غَيْرُ مُؤَنَّثٍ ، وَوَاحِدُ "الْمَلَائِكَةِ" "مُعَقِّبٌ" وَجَمَاعَتُهَا "مُعَقِّبَةٌ" ثُمَّ جُمِعَ جَمْعُهُ أَعْنِي جَمْعَ "مُعَقِّبٍ" بَعْدَ مَا جُمِعَ "مُعَقِّبَةً" وَقِيلَ "مُعَقِّبَاتٍ" كَمَا قِيلَ : "سَادَاتُ سَعْدٍ" "وَرِجَالَاتُ بَنِي فُلَانٍ" جَمْعُ "رِجَالٍ" .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ، مِنْ قُدَّامِ هَذَا الْمُسْتَخْفِي بِاللَّيْلِ وَالسَّارِبِ بِالنَّهَارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَمِنْ خَلْفِهِ ) ، مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20210 - حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12166مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
[ ص: 370 ] شُعْبَةُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، يَعْنِي
ابْنَ زَاذَانَ ، عَنِ
الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) قَالَ : الْمَلَائِكَةُ .
20211 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ
كِنَانَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ :
دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْعَبْدِ كَمْ مَعَهُ مِنْ مَلَكٍ؟ قَالَ : مَلَكٌ عَلَى يَمِينِكَ عَلَى حَسَنَاتِكَ ، وَهُوَ أَمِينٌ عَلَى الَّذِي عَلَى الشِّمَالِ ، فَإِذَا عَمِلْتَ حَسَنَةً كُتِبَتْ عَشْرًا ، وَإِذَا عَمِلَتْ سَيِّئَةً قَالَ الَّذِي عَلَى الشِّمَالِ لِلَّذِي عَلَى الْيَمِينِ : اكْتُبْ؟ قَالَ : لَا لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ! فَإِذَا قَالَ ثَلَاثًا قَالَ : نَعَمْ ، اكْتُبْ أَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْهُ ، فَبِئْسَ الْقَرِينُ ، مَا أَقَلَّ مُرَاقَبَتَهُ لِلَّهِ ، وَأَقَلَّ اسْتِحْيَاءَهُ مِنَّا! يَقُولُ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ، [ سُورَةُ ق : 18 ] ، وَمَلَكَانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ ، يَقُولُ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، وَمَلَكٌ قَابِضٌ عَلَى نَاصِيَتِكَ ، فَإِذَا تَوَاضَعْتَ لِلَّهِ رَفَعَكَ ، وَإِذَا تَجَبَّرْتَ عَلَى اللَّهِ قَصَمَكَ ، وَمَلَكَانِ عَلَى شَفَتَيْكَ لَيْسَ يَحْفَظَانِ عَلَيْكَ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَمَلَكٌ قَائِمٌ عَلَى فِيكَ لَا يَدَعُ الْحَيَّةَ تَدْخُلُ فِي فِيكَ ، وَمَلَكَانِ عَلَى عَيْنَيْكَ . فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةُ أَمْلَاكٍ عَلَى كُلِّ آدَمِيٍّ ، يَنْزِلُونَ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ عَلَى مَلَائِكَةِ النَّهَارِ ، [ لِأَنَّ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ سِوَى مَلَائِكَةِ النَّهَارِ ] فَهَؤُلَاءِ عِشْرُونَ مَلَكًا عَلَى كُلِّ آدَمِيٍّ ، وَإِبْلِيسُ بِالنَّهَارِ وَوَلَدُهُ بِاللَّيْلِ .
[ ص: 371 ]
20212 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
شَبَابَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) الْمَلَائِكَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) .
20213 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
20214 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ ) ، قَالَ : مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
20215 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، فَالْمُعَقِّبَاتُ هُنَّ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، وَهِيَ الْمَلَائِكَةُ .
20216 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ ، عَنْ
سِمَاكٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) قَالَ : مَلَائِكَةٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، فَإِذَا جَاءَ قَدَرُهُ خَلَّوْا عَنْهُ .
20217 - حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
سِمَاكٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّوْا عَنْهُ .
20218 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ [ ص: 372 ] فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ : الْحَفَظَةُ .
20219 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : مَلَائِكَةٌ .
20220 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) قَالَ : مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ ، يَعْقُبُونَ مَلَائِكَةَ النَّهَارِ .
20221 - حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) هَذِهِ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ . وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ وَفِي قِرَاءَةِ
أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرَقِيبٌ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) .
20222 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ، قَالَ : مَلَائِكَةٌ يَتَعَاقَبُونَهُ .
20223 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) قَالَ : الْمَلَائِكَةُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : "مُعَقِّبَاتٌ" قَالَ : الْمَلَائِكَةُ تَعَاقَبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .
وَبَلَغَنَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=811613أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَجْتَمِعُونَ فِيكُمْ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : مِثْلُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ) ، [ سُورَةُ ق : 17 ] . قَالَ : الْحَسَنَاتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَالسَّيِّئَاتُ مِنْ خَلْفِهِ ، الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ الْحَسَنَاتِ وَالَّذِي عَنْ شِمَالِهِ يَكْتُبُ السَّيِّئَاتِ .
20224 - حَدَّثَنَا
سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
[ ص: 373 ] سَمِعْتُ
لَيْثًا يُحَدِّثُ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا لَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَحْفَظُهُ فِي نَوْمِهِ وَيَقَظَتِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْهَوَامِّ ، فَمَا مِنْهَا شَيْءٌ يَأْتِيهِ يُرِيدُهُ إِلَّا قَالَ : وَرَاءَكَ! إِلَّا شَيْئًا يَأْذَنُ اللَّهُ فِيهِ فَيُصِيبُهُ .
20225 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي : قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) ، قَالَ : يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عَنَى بِ "الْمُعَقِّبَاتِ" فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، الْحَرَسَ ، الَّذِي يَتَعَاقَبُ عَلَى الْأَمِيرِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20226 - حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ يَمَانٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) قَالَ : ذَلِكَ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا لَهُ حَرَسٌ مِنْ دُونِهِ حَرَسٌ .
20227 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) ، يَعْنِي وَلِيَّ الشَّيْطَانِ ، يَكُونُ عَلَيْهِ الْحَرَسُ .
20228 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
شَرْقِيٍّ : أَنَّهُ سَمِعَ
عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) قَالَ : هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ .
20229 - حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
[ ص: 374 ] نَافِعٍ قَالَ : سَمِعْتُ
عِكْرِمَةَ يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) قَالَ : الْمَوَاكِبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ .
20230 - حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : هُوَ السُّلْطَانُ الْمُحْتَرِسُ مِنَ اللَّهِ ، وَهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : "الْهَاءُ" فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) مِنْ ذِكْرِ "مَنْ" الَّتِي فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ ) وَأَنَّ الْمُعَقِّبَاتِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، هِيَ حَرَسُهُ وَجَلَاوِزَتُهُ ، كَمَا قَالَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرْنَا قَوْلَهُ .
وَإِنَّمَا قُلْنَا : "ذَلِكَ أَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالصَّوَابِ " لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) أَقْرَبُ إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ ) مِنْهُ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ ، فَهِيَ لِقُرْبِهَا مِنْهُ أَوْلَى بِأَنْ تَكُونَ مِنْ ذِكْرِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَعْنِيُّ بِذَلِكَ هَذَا ، مَعَ دَلَالَةِ قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ) عَلَى أَنَّهُمُ الْمَعْنِيُّونَ بِذَلِكَ .
وَذَلِكَ أَنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ذَكَرَ قَوْمًا أَهْلَ مَعْصِيَةٍ لَهُ وَأَهْلَ رِيبَةٍ ، يَسْتَخْفُونَ بِاللَّيْلِ وَيَظْهَرُونَ بِالنَّهَارِ ، وَيَمْتَنِعُونَ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ بِحَرَسٍ يَحْرُسُهُمْ ، وَمَنْعَةٍ تَمْنَعُهُمْ مَنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ أَنْ يَحُولُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَأْتُونَ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ . ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِذَا أَرَادَ بِهِمْ سُوءًا لَمْ يَنْفَعْهُمْ حَرَسُهُمْ ، وَلَا يَدْفَعُ عَنْهُمْ حِفْظُهُمْ .
[ ص: 375 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْحَرْفِ عَلَى نَحْوِ اخْتِلَافِهِمْ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) .
فَمَنْ قَالَ : "الْمُعَقِّبَاتُ" هِيَ الْمَلَائِكَةُ قَالَ : الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ هُمْ أَيْضًا الْمَلَائِكَةُ .
وَمِنْ قَالَ : "الْمُعَقِّبَاتُ" هِيَ الْحَرَسُ وَالْجَلَاوِزَةُ مِنْ بَنِي آدَمَ قَالَ : الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ هُمْ أُولَئِكَ الْحَرَسُ .
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : ( مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : حِفْظُهُمْ إِيَّاهُ مِنْ أَمْرِهِ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) بِأَمْرِ اللَّهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ : الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ هُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَوَجَّهَ قَوْلَهُ : ( بِأَمْرِ اللَّهِ ) إِلَى مَعْنَى أَنَّ حِفْظَهَا إِيَّاهُ : مِنْ أَمْرِ اللَّهِ :
20231 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، يَقُولُ : بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَالْمُعَقِّبَاتُ : هِيَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، وَهِيَ الْمَلَائِكَةُ .
20232 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : الْمَلَائِكَةُ : الْحَفَظَةُ ، وَحِفْظُهُمْ إِيَّاهُ : مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
20233 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْمَلِكِ ، عَنِ
ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : الْحَفَظَةُ هُمْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
20234 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
عَمْرٍو ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ، رُقَبَاءُ
[ ص: 376 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَمِنْ خَلْفِهِ ) مِنْ أَمْرِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ ) .
20235 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْجَارُودِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ، رَقِيبٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَمِنْ خَلْفِهِ ) .
20236 - حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
خُصَيْفٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : الْمَلَائِكَةُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
20237 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : الْمَلَائِكَةُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
20238 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) قَالَ : الْحَفَظَةُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ : عَنَى بِذَلِكَ : يَحْفَظُونَهُ بِأَمْرِ اللَّهِ :
20239 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) : أَيْ بِأَمْرِ اللَّهِ .
20240 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ ( بِأَمْرِ اللَّهِ ) .
20241 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ )
[ ص: 377 ] قَالَ : مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ : تَحْفَظُهُ الْحَرَسُ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ :
20242 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) يَعْنِي وَلِيَّ الشَّيْطَانِ ، يَكُونُ عَلَيْهِ الْحَرَسُ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفِهِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِي ، فَإِنِّي إِذَا أَرَدْتُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ .
20243 - حَدَّثَنِي
أَبُو هُرَيْرَةَ الضُّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
شَرْقِيٍّ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) قَالَ : الْجَلَاوِزَةُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، وَ "أَمْرُ اللَّهِ" الْجِنُّ ، وَمَنْ يَبْغِي أَذَاهُ وَمَكْرُوهَهُ قَبْلَ مَجِيءِ قَضَاءِ اللَّهِ ، فَإِذَا جَاءَ قَضَاؤُهُ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20244 - حَدَّثَنِي
أَبُو هُرَيْرَةَ الضُّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
طَلْحَةَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) قَالَ : مِنَ الْجِنِّ .
20245 - حَدَّثَنَا
سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ قَالَ : سَمِعْتُ
لَيْثًا [ ص: 378 ] يُحَدِّثُ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا لَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَحْفَظُهُ فِي نَوْمِهِ وَيَقَظَتِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْهَوَامِّ ، فَمَا مِنْهُمْ شَيْءٌ يَأْتِيهِ يُرِيدُهُ إِلَّا قَالَ : وَرَاءَكَ . إِلَّا شَيْئًا يَأْذَنُ اللَّهُ فَيُصِيبُهُ .
20246 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ
كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ : لَوْ تَجَلَّى لِابْنِ آدَمَ كُلُّ سَهْلٍ وَحَزَنٍ لَرَأَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ شَيَاطِينَ . لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِكُمْ مَلَائِكَةً يَذُبُّونَ عَنْكُمْ فِي مَطْعَمِكُمْ وَمَشْرَبِكُمْ وَعَوْرَاتِكُمْ إذًا لَتُخُطِّفْتُمْ .
20247 - حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ
مُرَادٍ إِلَى
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَقَالَ : احْتَرِسْ ، فَإِنَّ نَاسًا مِنْ مُرَادٍ يُرِيدُونَ قَتْلَكَ! فَقَالَ : إِنَّ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ مِمَّا لَمْ يُقَدَّرْ ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، وَإِنَّ الْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ .
20248 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنْ
أَبِي غَالِبٍ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلَّا وَمَعَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَذُودُ عَنْهُ حَتَّى يُسْلِمَهُ لِلَّذِي قُدِّرَ لَهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : يَحْفَظُونَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20249 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، قَالَ : يَحْفَظُونَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ بِقَوْلِهِ : "يَحْفَظُونَ عَلَيْهِ" الْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلَةَ بِابْنِ آدَمَ ، بِحِفْظِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ ، وَهِيَ "الْمُعَقِّبَاتُ" عِنْدَنَا ، تَحْفَظُ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
[ ص: 379 ]
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : ( مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، أَنَّ الْحَفَظَةَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، أَوْ تَحْفَظُ بِأَمْرِ اللَّهِ وَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ "الْهَاءُ" الَّتِي فِي قَوْلِهِ : ( يَحْفَظُونَهُ ) وُحِّدَتْ وَذُكِّرَتْ وَهِيَ مُرَادٌ بِهَا الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ؛ لِأَنَّهَا كِنَايَةٌ عَنْ ذِكْرِ "مَنْ" الَّذِي هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ وَأَنْ يَكُونَ "الْمُسْتَخْفِي بِاللَّيْلِ" أُقِيمَ ذِكْرُهُ مَقَامَ الْخَبَرِ عَنْ سَيِّئَاتِهِ وَحَسَنَاتِهِ ، كَمَا قِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) ، [ سُورَةُ يُوسُفَ : 82 ] .
وَكَانَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ خِلَافَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ كُلِّهَا : -
20250 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812755أَتَى عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ ، وَأَرْبَدُ بْنُ رَبِيعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عَامِرٌ : مَا تَجْعَلُ لِي إِنْ أَنَا اتَّبَعْتُكَ؟ قَالَ : أَنْتَ فَارِسٌ ، أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ . قَالَ : لَا . قَالَ : "فَمَا تَبْغِي؟ قَالَ : لِيَ الشَّرْقُ وَلَكَ الْغَرْبُ . قَالَ : لَا . قَالَ : فَلِي الْوَبَرُ وَلَكَ الْمَدَرُ . قَالَ : لَا . قَالَ : لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ إذًا خَيْلًا وَرِجَالًا . قَالَ : يَمْنَعُكَ اللَّهُ ذَاكَ وَابْنَا قَيْلَةَ - يُرِيدُ الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ - قَالَ : فَخَرَجَا ، فَقَالَ عَامِرٌ لِأَرْبَدَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَنَا لَمُمْكِنًا ، لَوْ قَتَلْنَاهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ ، وَلَرَضُوا بِأَنْ نَعْقِلَهُ لَهُمْ وَأَحَبُّوا السِّلْمَ وَكَرِهُوا الْحَرْبَ إِذَا رَأَوْا أَمْرًا قَدْ وَقَعَ . فَقَالَ الْآخَرُ : إِنْ شِئْتَ . فَتَشَاوَرَا ، [ ص: 380 ] وَقَالَ : ارْجِعْ وَأَنَا أَشْغَلُهُ عَنْكَ بِالْمُجَادَلَةِ ، وَكُنْ وَرَاءَهُ فَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً . فَكَانَا كَذَلِكَ : وَاحِدٌ وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْآخَرُ قَالَ : اقْصُصْ عَلَيْنَا قَصَصَكَ . قَالَ : مَا تَقَوُلُ؟ قَالَ : قُرْآنَكَ! فَجَعَلَ يُجَادِلُهُ وَيَسْتَبْطِئُهُ ، حَتَّى قَالَ : مَا لَكَ حُشِمْتَ؟ قَالَ : وَضَعْتُ يَدَيْ عَلَى قَائِمِ سَيْفِي [ فَيَبِسَتْ ] فَمَا قَدَرْتُ عَلَى أَنْ أُحْلِيَ وَلَا أُمِرَّ وَلَا أُحَرِّكَهَا . قَالَ : فَخَرَجَا ، فَلَمَّا كَانَا بِالْحَرَّةِ ، سَمِعَ بِذَلِكَ nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ nindex.php?page=showalam&ids=168وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، فَخَرَجَا إِلَيْهِمَا ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَأْمَتُهُ ، وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ . فَقَالَا لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ : يَا أَعْوَرُ [ حِسًّا ] يَا أَبْلَخُ ، أَنْتَ الَّذِي يَشْرُطُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ لَوْلَا أَنَّكَ فِي أَمَانٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رِمْتَ الْمَنْزِلَ حَتَّى نَضْرِبَ عُنُقَكَ ، وَلَكِنْ [ لَا نَسْتَعِينُ ] . وَكَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ عَلَيْهِ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيرِ ، [ فَقَالَ : مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا : أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ] ؟ فَقَالَ : لَوْ كَانَ أَبُوهُ حَيًّا لَمْ يَفْعَلْ بِي هَذَا! ثُمَّ قَالَ [ ص: 381 ] لِأَرْبَدَ : اخْرُجْ أَنْتَ يَا أَرْبَدُ إِلَى نَاحِيَةِ عَدَنَةَ ، وَأَخْرُجُ أَنَا إِلَى نَجْدٍ ، فَنَجْمَعُ الرِّجَالَ فَنَلْتَقِي عَلَيْهِ . فَخَرَجَ أَرْبَدُ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّقَمِ ، بَعَثَ اللَّهُ سَحَابَةً مِنَ الصَّيْفِ فِيهَا صَاعِقَةٌ! فَأَحْرَقَتْهُ . قَالَ : وَخَرَجَ عَامِرٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ الْجَرِيرُ ، أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الطَّاعُونَ ، فَجَعَلَ يَصِيحُ : يَا آلَ عَامِرٍ ، أَغُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ تَقْتُلُنِي! يَا آلَ عَامِرٍ ، أَغُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ تَقْتُلُنِي ، وَمَوْتٌ أَيْضًا فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةَ! وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ قِيسٍ . فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ) فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ : ( يَحْفَظُونَهُ ) تِلْكَ الْمُعَقِّبَاتُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ . لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَقِّبَاتٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، تِلْكَ الْمُعَقِّبَاتُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ . وَقَالَ لِهَذَيْنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13يُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ) الْآيَةَ ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ) . قَالَ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي أَخِيهِ أَرْبَدَ ، وَهُوَ يَبْكِيهِ :
أَخْشَى عَلَى أَرْبَدَ الْحُتُوفَ وَلَا أَرْهَبُ نَوْءَ السِّمَاكِ وَالْأَسَدِ [ ص: 382 ] فَجَّعَنِي الرَّعْدُ وَالصَّوَاعِقُ بِالْ
فارِسِ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ النَّجِدِ
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ ، قَوْلٌ بَعِيدٌ مِنْ تَأْوِيلِ الْآيَةِ ، مَعَ خِلَافِهِ أَقْوَالَ مَنْ ذَكَرْنَا قَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ .
وَذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ "الْهَاءَ" فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) مِنْ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَلَا فِي الَّتِي قَبْلَ الْأُخْرَى ذِكْرٌ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَنْ يَرُدَّهَا عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ ) فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ ، فَذَلِكَ بَعِيدٌ ، لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْآيَاتِ بِغَيْرِ ذِكْرِ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ، فَكَوْنُهَا عَائِدَةً عَلَى "مَنْ" الَّتِي فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ ) أَقْرَبُ؛ لِأَنَّهُ قَبْلَهَا وَالْخَبَرَ بَعْدَهَا عَنْهُ .
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ : سَوَاءٌ مِنْكُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ ، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِفِسْقِهِ وَرِيبَتِهِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، وَسَارِبٌ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ فِي ضَوْءِ النَّهَارِ مُمْتَنِعًا بِجُنْدِهِ وَحَرَسِهِ الَّذِينَ يَتَعَقَّبُونَهُ مِنْ أَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ أَنْ يَحُولُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يَأْتِي مِنْ ذَلِكَ ، وَأَنْ يُقِيمُوا حَدَّ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ ) ، مِنْ عَافِيَةٍ وَنِعْمَةٍ ، فَيُزِيلُ ذَلِكَ عَنْهُمْ وَيُهْلِكُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) مِنْ ذَلِكَ بِظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا ، وَاعْتِدَاءِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ،
[ ص: 383 ] فَتَحِلَّ بِهِمْ حِينَئِذٍ عُقُوبَتُهُ وَتَغْيِيرُهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ) يَقُولُ : وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْتَخْفُونَ بِاللَّيْلِ وَيَسْرُبُونَ بِالنَّهَارِ ، لَهُمْ جُنْدٌ وَمَنَعَةٌ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ، يَحْفَظُونَهُمْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ هَلَاكًا وَخِزْيًا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11فَلَا مَرَدَّ لَهُ ) يَقُولُ : فَلَا يَقْدِرُ عَلَى رَدِّ ذَلِكَ عَنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ . يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) يَقُولُ : وَمَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ . وَ "الْهَاءُ وَالْمِيمُ" فِي "لَهُمْ" مِنْ ذِكْرِ الْقَوْمِ الَّذِينَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا ) . مِنْ دُونِ اللَّهِ ( مِنْ وَالٍ ) يَعْنِي : مِنْ وَالٍ يَلِيهِمْ وَيَلِي أَمْرَهُمْ وَعُقُوبَتَهُمْ .
وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ يَقُولُ : "السُّوءُ" الْهَلَكَةُ ، وَيَقُولُ : كُلُّ جُذَامٍ وَبَرَصٍ وَعَمًى وَبَلَاءٍ عَظِيمٍ فَهُوَ "سُوءٌ" مَضْمُومُ الْأَوَّلِ ، وَإِذَا فُتِحَ أَوَّلُهُ فَهُوَ مَصْدَرُ : "سُؤْتُ" وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : "رَجُلُ سَوْءٍ" .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) .
فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
أَهْلِ الْبَصْرَةِ : مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ ) وَمَنْ هُوَ ظَاهِرٌ بِاللَّيْلِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : "خَفَيْتُ الشَّيْءَ" إِذَا أَظْهَرْتَهُ ، وَكَمَا قَالَ اَمْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَإِنْ تَكْتُمُوا الدَّاءَ لَا نُخْفِهِ وَإِنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لَا نَقْعُدِ
وَقَالَ : وَقَدْ قُرِئَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15أَكَادُ أُخْفِيهَا ) [ سُورَةُ طَهَ : 15 ] بِمَعْنَى : أُظْهِرُهَا .
وَقَالَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) ، "السَّارِبُ" هُوَ الْمُتَوَارِي ، كَأَنَّهُ وَجَّهَهُ إِلَى
[ ص: 384 ] أَنَّهُ صَارَ فِي السَّرَبِ بِالنَّهَارِ مُسْتَخْفِيًا .
وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ : إِنَّمَا مَعْنَى ذَلِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ ) ، أَيْ مُسْتَتِرٌ بِاللَّيْلِ مِنَ الِاسْتِخْفَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) : وَذَاهِبٌ بِالنَّهَارِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : "سَرَبَتِ الْإِبِلُ إِلَى الرَّعْيِ ، وَذَلِكَ ذَهَابُهَا إِلَى الْمَرَاعِي وَخُرُوجُهَا إِلَيْهَا .
وَقِيلَ : إِنَّ "السُّرُوبَ" : بِالْعَشِيِّ ، وَ "السُّرُوحَ" : بِالْغَدَاةِ .
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي تَأْنِيثِ "مُعَقِّبَاتٌ" وَهِيَ صِفَةٌ لِغَيْرِ الْإِنَاثِ .
فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْبَصْرَةِ : إِنَّمَا أُنِّثَتْ لِكَثْرَةِ ذَلِكَ مِنْهَا ، نَحْوَ : "نَسَّابَةٌ" وَ "عَلَّامَةٌ" ثُمَّ ذُكِّرَ لِأَنَّ الْمَعْنِيَّ مُذَكَّرٌ ، فَقَالَ : "يَحْفَظُونَهُ" .
وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْكُوفَةِ : إِنَّمَا هِيَ "مَلَائِكَةٌ مُعَقِّبَةٌ" ثُمَّ جُمِعَتْ "مُعَقِّبَاتٌ" فَهُوَ جَمْعُ جَمْعٍ ، ثُمَّ قِيلَ : "يَحْفَظُونَهُ " لِأَنَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُنَا فِي مَعْنَى : "الْمُسْتَخْفِي بِاللَّيْلِ وَالسَّارِبِ بِالنَّهَارِ" .
وَأَمَّا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ نَحْوِيِّي
الْبَصْرِيِّينَ فِي ذَلِكَ ، فَقَوْلٌ - وَإِنْ كَانَ لَهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَجْهٌ - خِلَافٌ لِقَوْلِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ . وَحَسْبُهُ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى فَسَادِهِ ، خُرُوجُهُ عَنْ قَوْلِ جَمِيعِهِمْ .
وَأَمَّا "الْمُعَقِّبَاتُ" فَإِنَّ "التَّعْقِيبَ" فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، الْعَوْدُ بَعْدَ الْبَدْءِ ، وَالرُّجُوعُ إِلَى الشَّيْءِ بَعْدَ الِانْصِرَافِ عَنْهُ ، مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ) ، أَيْ : لَمْ يَرْجِعْ ، وَكَمَا قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ :
[ ص: 385 ] وَكَرُّنَا الْخَيْلَ فِي آثَارِهِمْ رُجُعًا كُسَّ السَّنَابِكِ مِنْ بَدْءٍ وَتَعْقِيبِ
يَعْنِي : فِي غَزْوٍ ثَانٍ عَقَّبُوا ، وَكَمَا قَالَ طَرَفَةُ :
وَلَقَدْ كُنْتُ عَلَيْكُمْ عَاتِبًا فَعَقَبْتُمْ بِذَنُوبٍ غَيْرِ مُرِّ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : "عَقَبْتُمْ" رَجَعْتُمْ .
وَأَتَاهَا التَّأْنِيثُ عِنْدَنَا ، وَهِيَ مِنْ صِفَةِ الْحَرَسِ الَّذِينَ يَحْرُسُونَ الْمُسْتَخْفِي بِاللَّيْلِ وَالسَّارِبِ بِالنَّهَارِ؛ لِأَنَّهُ عُنِيَ بِهَا "حَرَسٌ مُعَقِّبَةٌ" ثُمَّ جُمِعَتِ "الْمُعَقِّبَةُ" فَقِيلَ : "مُعَقِّبَاتٌ" فَذَلِكَ جَمْعُ جَمْعِ "الْمُعَقِّبِ" وَ "الْمُعَقِّبُ" وَاحِدُ "الْمُعَقِّبَةِ" كَمَا قَالَ لَبِيَدٌ :
حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّوَاحِ وَهَاجَهُ طَلَبَ الْمُعَقِّبِ حَقَّهُ الْمَظْلُومُ
وَ "الْمُعَقِّبَاتُ" جَمْعُهَا .
ثُمَّ قَالَ : "يَحْفَظُونَهُ" فَرَدَّ الْخَبَرَ إِلَى تَذْكِيرِ الْحَرَسِ وَالْجُنْدِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) فَإِنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ .
[ ص: 386 ]
فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْكُوفَةِ : مَعْنَاهُ : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ يَحْفَظُونَهُ ، وَلَيْسَ مِنْ أَمْرِهِ [ يَحْفَظُونَهُ ] إِنَّمَا هُوَ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ . قَالَ : وَيَكُونُ : يَحْفَظُونَهُ ذَلِكَ الْحِفْظَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَبِإِذْنِهِ ، كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ : "أَجَبْتُكَ مِنْ دُعَائِكَ إِيَّايَ ، وَبِدُعَائِكَ إِيَّايَ" .
وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرِيِّينَ ، مَعْنَى ذَلِكَ : يَحْفَظُونَهُ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ ، كَمَا قَالُوا : "أَطْعَمَنِي مِنْ جُوعٍ ، وَعَنْ جُوعٍ" وَ "كَسَانِي عَنْ عُرْيٍ ، وَمِنْ عُرْيٍ" .
وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى عَلَى أَنَّ أَوْلَى الْقَوْلِ بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ، مِنْ صِفَةِ حَرَسِ هَذَا الْمُسْتَخْفِي بِاللَّيْلِ ، وَهِيَ تَحْرُسُهُ ظَنًّا مِنْهَا أَنَّهَا تَدْفَعُ عَنْهُ أَمْرَ اللَّهِ ، فَأَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنَّ حَرَسَهُ ذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا إِذَا جَاءَ أَمْرُهُ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) .