القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29011_30539nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ( 6 ) )
[ ص: 354 ]
يقول - تعالى ذكره - : وكما حق على الأمم التي كذبت رسلها التي قصصت عليك يا
محمد قصصها عذابي ، وحل بها عقابي بتكذيبهم رسلهم ، وجدالهم إياهم بالباطل ليدحضوا به الحق ، كذلك وجبت كلمة ربك على الذين كفروا بالله من قومك ، الذين يجادلون في آيات الله .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أنهم أصحاب النار ) اختلف أهل العربية في موضع قوله ( أنهم ) فقال بعض نحويي
البصرة : معنى ذلك : حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار : أي لأنهم ، أو بأنهم . وليس أنهم في موضع مفعول ليس ، مثل قولك : أحققت أنهم لو كان كذلك كان أيضا أحققت لأنهم . وكان غيره يقول : " أنهم " بدل من الكلمة ، كأنه حقت الكلمة حقا أنهم أصحاب النار .
والصواب من القول في ذلك أن قوله " أنهم " ترجمة عن الكلمة ، بمعنى : وكذلك حق عليهم عذاب النار ، الذي وعد الله أهل الكفر به .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29011_30539nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ( 6 ) )
[ ص: 354 ]
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَكَمَا حَقَّ عَلَى الْأُمَمِ الَّتِي كَذَّبَتْ رُسُلَهَا الَّتِي قَصَصْتُ عَلَيْكَ يَا
مُحَمَّدُ قَصَصَهَا عَذَابِي ، وَحَلَّ بِهَا عِقَابِي بِتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَهُمْ ، وَجِدَالِهِمْ إِيَّاهُمْ بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ، كَذَلِكَ وَجَبَتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللَّهِ مَنْ قَوْمِكَ ، الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَوْضِعِ قَوْلِهِ ( أَنَّهُمْ ) فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْبَصْرَةِ : مَعْنَى ذَلِكَ : حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ : أَيْ لِأَنَّهُمْ ، أَوْ بِأَنَّهُمْ . وَلَيْسَ أَنَّهُمْ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولِ لَيْسَ ، مِثْلَ قَوْلِكَ : أَحُقِّقَتْ أَنَّهُمْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ أَيْضًا أَحُقِّقَتْ لِأَنَّهُمْ . وَكَانَ غَيْرُهُ يَقُولُ : " أَنَّهُمْ " بَدَلٌ مِنَ الْكَلِمَةِ ، كَأَنَّهُ حَقَّتِ الْكَلِمَةُ حَقًّا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ " أَنَّهُمْ " تَرْجَمَةٌ عَنِ الْكَلِمَةِ ، بِمَعْنَى : وَكَذَلِكَ حَقَّ عَلَيْهِمْ عَذَابُ النَّارِ ، الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ أَهْلَ الْكُفْرِ بِهِ .