[ ص: 482 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ( 37 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين ( 38 ) )
يقول - تعالى ذكره - : أعند هؤلاء المكذبين بآيات الله خزائن ربك يا
محمد ، فهم لاستغنائهم بذلك عن آيات ربهم معرضون ، أم هم المسيطرون .
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : أم هم المسلطون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم هم المسيطرون ) يقول : المسلطون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم المنزلون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=treesubj&link=29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) قال : يقول أم هم المنزلون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم الأرباب ، ومن قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12078معمر بن المثنى قال : يقال : سيطرت
علي : أي اتخذتني خولا لك .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : أم هم الجبارون المتسلطون المستكبرون على الله ، وذلك أن المسيطر في كلام العرب الجبار المتسلط ، ومنه قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لست عليهم بمسيطر ) . يقول : لست عليهم بجبار مسلط .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أم لهم سلم يستمعون فيه ) يقول : أم لهم سلم يرتقون فيه إلى
[ ص: 483 ] السماء يستمعون عليه الوحي ، فيدعون أنهم سمعوا هنالك من الله أن الذي هم عليه حق ، فهم بذلك متمسكون بما هم عليه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) يقول : فإن كانوا يدعون ذلك فليأت من يزعم أنه استمع ذلك ، فسمعه بسلطان مبين ، يعني بحجة تبين أنها حق ، كما أتى
محمد - صلى الله عليه وسلم - بها على حقيقة قوله ، وصدقه فيما جاءهم به من عند الله . والسلم في كلام العرب : السبب والمرقاة ; ومنه قول
ابن مقبل :
لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا تبنى له في السماوات السلاليم
ومنه قوله : جعلت فلانا سلما لحاجتي : إذا جعلته سببا لها .
[ ص: 482 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ( 37 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( 38 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : أَعْنَدَ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ خَزَائِنُ رَبِّكَ يَا
مُحَمَّدُ ، فَهُمْ لِاسْتِغْنَائِهِمْ بِذَلِكَ عَنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ، أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ .
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : أَمْ هُمُ الْمُسَلَّطُونَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) يَقُولُ : الْمُسَلَّطُونَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَمْ هُمُ الْمُنْزِلُونَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=treesubj&link=29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) قَالَ : يَقُولُ أَمْ هُمُ الْمُنْزِلُونَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَمْ هُمُ الْأَرْبَابُ ، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : يُقَالُ : سَيْطَرْتَ
عَلَيَّ : أَيِ اتَّخَذَتْنِي خَوَلًا لَكَ .
وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَمْ هُمُ الْجَبَّارُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ الْمُسْتَكْبِرُونَ عَلَى اللَّهِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُسَيْطِرَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْجَبَّارُ الْمُتَسَلِّطُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) . يَقُولُ : لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ مُسَلَّطٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ) يَقُولُ : أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَرْتَقُونَ فِيهِ إِلَى
[ ص: 483 ] السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ عَلَيْهِ الْوَحْيَ ، فَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا هُنَالِكَ مِنَ اللَّهِ أَنَّ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ حَقٌّ ، فَهُمْ بِذَلِكَ مُتَمَسِّكُونَ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يَقُولُ : فَإِنْ كَانُوا يَدَّعُونَ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ اسْتَمَعَ ذَلِكَ ، فَسَمِعَهُ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ، يَعْنِي بِحُجَّةٍ تُبَيِّنُ أَنَّهَا حَقٌّ ، كَمَا أَتَى
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَا عَلَى حَقِيقَةِ قَوْلِهِ ، وَصِدْقِهِ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . وَالسُّلَّمُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ : السَّبَبُ وَالْمِرَقَاةُ ; وَمِنْهُ قَوْلُ
ابْنِ مُقْبِلٍ :
لَا تُحْرِزُ المَرْءَ أَحْجَاءُ الْبِلَادِ وَلَا تُبْنَى لَهُ فِي السَّمَاوَاتِ السَّلَالِيمُ
وَمِنْهُ قَوْلُهُ : جَعَلْتُ فُلَانًا سُلَّمًا لِحَاجَتِي : إِذَا جَعَلْتُهُ سَبَبًا لَهَا .