القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=28973_32626قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 248 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بذلك : أن نبيه
أشمويل قال
لبني إسرائيل : إن في مجيئكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك
آل موسى وآل هارون حاملته الملائكة " لآية لكم " يعني : لعلامة لكم ودلالة - أيها الناس - على صدقي فيما أخبرتكم أن الله بعث لكم
طالوت ملكا ، إن كنتم قد كذبتموني فيما أخبرتكم به من تمليك الله إياه عليكم ، واتهمتموني في خبري إياكم بذلك " إن كنتم مؤمنين " يعني بذلك : إن كنتم مصدقي عند مجيء الآية التي سألتمونيها على صدقي فيما أخبرتكم به من أمر
طالوت وملكه .
وإنما قلنا ذلك معناه ؛ لأن القوم قد كانوا كفروا بالله في تكذيبهم نبيهم وردهم عليه قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا " بقولهم : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه " وفي مسألتهم إياه الآية على صدقه . فإذ كان ذلك منهم كفرا ،
فغير جائز أن يقال لهم وهم كفار : لكم في مجيء التابوت آية إن كنتم من أهل الإيمان بالله ورسوله وليسوا من أهل الإيمان بالله ولا برسوله . ولكن الأمر في ذلك على ما وصفنا من معناه ؛ لأنهم سألوا الآية
[ ص: 338 ] على صدق خبره إياهم ليقروا بصدقه . فقال لهم : في مجيء التابوت - على ما وصفه لهم - آية لكم إن كنتم عند مجيئه كذلك مصدقي بما قلت لكم وأخبرتكم به .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=28973_32626قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 248 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي - تَعَالَى ذِكْرُهُ - بِذَلِكَ : أَنَّ نَبِيَّهُ
أَشَمْوِيلَ قَالَ
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : إِنَّ فِي مَجِيئِكُمُ التَّابُوتِ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ
آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ حَامِلَتُهُ الْمَلَائِكَةُ " لَآيَةً لَكُمْ " يَعْنِي : لَعَلَامَةً لَكُمْ وَدَلَالَةً - أَيُّهَا النَّاسُ - عَلَى صِدْقِي فِيمَا أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ لَكُمْ
طَالُوتَ مَلِكًا ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ كَذَّبْتُمُونِي فِيمَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ تَمْلِيكِ اللَّهِ إِيَّاهُ عَلَيْكُمْ ، وَاتَّهَمْتُمُونِي فِي خَبَرِي إِيَّاكُمْ بِذَلِكَ " إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " يَعْنِي بِذَلِكَ : إِنْ كُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ عِنْدَ مَجِيءِ الْآيَةِ الَّتِي سَأَلْتُمُونِيهَا عَلَى صِدْقِي فِيمَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ أَمْرِ
طَالُوتَ وَمُلْكِهِ .
وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ مَعْنَاهُ ؛ لِأَنَّ الْقَوْمَ قَدْ كَانُوا كَفَرُوا بِاللَّهِ فِي تَكْذِيبِهِمْ نَبِيَّهُمْ وَرَدِّهِمْ عَلَيْهِ قَوْلَهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا " بِقَوْلِهِمْ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ " وَفِي مَسْأَلَتِهِمْ إِيَّاهُ الْآيَةَ عَلَى صِدْقِهِ . فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ كُفْرًا ،
فَغَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ وَهُمْ كُفَّارٌ : لَكُمْ فِي مَجِيءِ التَّابُوتِ آيَةٌ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَلَا بِرَسُولِهِ . وَلَكِنَّ الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ مَعْنَاهُ ؛ لِأَنَّهُمْ سَأَلُوا الْآيَةَ
[ ص: 338 ] عَلَى صِدْقِ خَبَرِهِ إِيَّاهُمْ لِيُقِرُّوا بِصِدْقِهِ . فَقَالَ لَهُمْ : فِي مَجِيءِ التَّابُوتِ - عَلَى مَا وَصَفَهُ لَهُمْ - آيَةٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ عِنْدَ مَجِيئِهِ كَذَلِكَ مُصَدِّقِيَّ بِمَا قُلْتُ لَكُمْ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِهِ .