[ ص: 121 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154nindex.php?page=treesubj&link=30793_28974ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ( 154 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثم أنزل عليكم ) يا معشر المسلمين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154من بعد الغم أمنة نعاسا ) يعني : أمنا ، والأمن والأمنة بمعنى واحد وقيل : الأمن يكون مع زوال سبب الخوف والأمنة مع بقاء سبب الخوف وكان سبب الخوف هنا قائما ، ( نعاسا ) بدل من الأمنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يغشى طائفة منكم ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " تغشى " بالتاء ردا إلى الأمنة وقرأ الآخرون بالياء ردا على النعاس .
قال
ابن عباس رضي الله عنهما : أمنهم يومئذ بنعاس يغشاهم وإنما ينعس من يأمن ، والخائف لا ينام .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، أنا
حسين بن محمد ، أخبرنا
شيبان عن
قتادة أخبرنا
أنس أن
أبا طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم
أحد قال : فجعل سيفي يسقط من يدي فآخذه ويسقط وآخذه " .
وقال
ثابت عن
أنس عن
أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم
أحد فجعلت ما أرى أحدا من القوم إلا وهو يميل تحت جحفته من النعاس .
وقال
عبد الله بن الزبير عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد علينا الحرب ، أرسل الله علينا النوم والله إني لأسمع قول
معتب بن قشير والنعاس يغشاني ما أسمعه إلا كالحلم ،
[ ص: 122 ] يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا فذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يغشى طائفة منكم ) يعني : المؤمنين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) يعني : المنافقين : قيل : أراد الله به تمييز المنافقين من المؤمنين فأوقع النعاس على المؤمنين حتى أمنوا ولم يوقع على المنافقين فبقوا في الخوف وقد أهمتهم أنفسهم أي : حملتهم على الهم يقال : أمر مهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يظنون بالله غير الحق ) أي : لا ينصر
محمدا ، وقيل : ظنوا أن
محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ظن الجاهلية ) أي : كظن أهل الجاهلية والشرك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يقولون هل لنا ) ما لنا : لفظه استفهام ومعناه حجد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154من الأمر من شيء ) يعني : النصر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قل إن الأمر كله لله ) قرأ أهل
البصرة برفع اللام على الابتداء وخبره في ( لله ) وقرأ الآخرون بالنصب على البدل وقيل : على النعت .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) وذلك أن المنافقين قال بعضهم لبعض : لو كان لنا عقول لم نخرج مع
محمد إلى قتال أهل
مكة ولم يقتل رؤساؤنا ، وقيل : لو كنا على الحق ما قتلنا هاهنا .
قال
الضحاك عن
ابن عباس رضي الله عنهما : يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يعني : التكذيب بالقدر وهو قولهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب ) قضي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154عليهم القتل إلى مضاجعهم ) مصارعهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وليبتلي الله ) وليمتحن الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ما في صدوركم وليمحص ) يخرج ويظهر (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) بما في القلوب من خير وشر .
[ ص: 121 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154nindex.php?page=treesubj&link=30793_28974ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 154 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ ) يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا ) يَعْنِي : أَمْنًا ، وَالْأَمْنُ وَالْأَمَنَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَقِيلَ : الْأَمْنُ يَكُونُ مَعَ زَوَالِ سَبَبِ الْخَوْفِ وَالْأَمَنَةُ مَعَ بَقَاءِ سَبَبِ الْخَوْفِ وَكَانَ سَبَبُ الْخَوْفِ هُنَا قَائِمًا ، ( نُعَاسًا ) بَدَلٌ مِنَ الْأَمَنَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " تَغْشَى " بِالتَّاءِ رَدًّا إِلَى الْأَمَنَةِ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالْيَاءِ رَدًّا عَلَى النُّعَاسِ .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَمَّنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ بِنُعَاسٍ يَغْشَاهُمْ وَإِنَّمَا يَنْعَسُ مَنْ يَأْمَنُ ، وَالْخَائِفُ لَا يَنَامُ .
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمُلَيْحِيُّ ، أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَخْبَرَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَا
حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
شَيْبَانُ عَنْ
قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا
أَنَسٌ أَنَّ
أَبَا طَلْحَةَ قَالَ : غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ
أُحُدٍ قَالَ : فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي فَآخُذُهُ وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ " .
وَقَالَ
ثَابِتٌ عَنْ
أَنَسٍ عَنْ
أَبِي طَلْحَةَ قَالَ : رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ
أُحُدٍ فَجَعَلْتُ مَا أَرَى أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا وَهُوَ يَمِيلُ تَحْتَ جُحْفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ .
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْحَرْبُ ، أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا النَّوْمَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ قَوْلَ
مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ وَالنُّعَاسُ يَغْشَانِي مَا أَسْمَعُهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ ،
[ ص: 122 ] يَقُولُ : لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) يَعْنِي : الْمُؤْمِنِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ) يَعْنِي : الْمُنَافِقِينَ : قِيلَ : أَرَادَ اللَّهُ بِهِ تَمْيِيزَ الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَوْقَعَ النُّعَاسَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَمِنُوا وَلَمْ يُوقِعْ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فَبَقُوا فِي الْخَوْفِ وَقَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَيْ : حَمَلَتْهُمْ عَلَى الْهَمِّ يُقَالُ : أَمْرٌ مُهِمٌّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ) أَيْ : لَا يَنْصُرُ
مُحَمَّدًا ، وَقِيلَ : ظَنُّوا أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ) أَيْ : كَظَنِّ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالشِّرْكِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَقُولُونَ هَلْ لَنَا ) مَا لَنَا : لَفْظُهُ اسْتِفْهَامٌ وَمَعْنَاهُ حَجْدٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ) يَعْنِي : النَّصْرَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) قَرَأَ أَهْلُ
الْبَصْرَةِ بِرَفْعِ اللَّامِ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ فِي ( لِلَّهِ ) وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْبَدَلِ وَقِيلَ : عَلَى النَّعْتِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ) وَذَلِكَ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : لَوْ كَانَ لَنَا عُقُولٌ لَمْ نَخْرُجْ مَعَ
مُحَمَّدٍ إِلَى قِتَالِ أَهْلِ
مَكَّةَ وَلَمْ يُقْتَلْ رُؤَسَاؤُنَا ، وَقِيلَ : لَوْ كُنَّا عَلَى الْحَقِّ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا .
قَالَ
الضَّحَّاكُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْنِي : التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ وَهُوَ قَوْلُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ ) قُضِيَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ) مَصَارِعِهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ) وَلِيَمْتَحِنَ اللَّهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ) يُخْرِجَ وَيُظْهِرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) بِمَا فِي الْقُلُوبِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ .