[ ص: 738 ] ثم دخلت
nindex.php?page=treesubj&link=33800سنة إحدى وستمائة
فيها عزل الخليفة ولده
محمدا الملقب بالظاهر عن ولاية العهد بعدما خطب له بذلك سبع عشرة سنة ، وولى العهد ولده الآخر
عليا ، فمات
علي عن قريب ، فعاد الأمر إلى
الظاهر ، فبويع له بالخلافة بعد أبيه
الناصر ، كما سيأتي في سنة ثلاث وعشرين .
وفيها وقع
nindex.php?page=treesubj&link=33931حريق عظيم بدار الخلافة في خزائن السلاح ، فاحترق شيء كثير من السلاح والمتعة والمساكن ما يقارب قيمته أربعة آلاف ألف دينار ، وشاع خبر هذا الحريق في الناس ، فأرسلت الملوك من سائر الأقطار هدايا ; أسلحة إلى الخليفة عوضا مما فات شيئا كثيرا ؛ ولله الحمد .
وفيها عاثت
الكرج ببلاد المسلمين فقتلوا خلقا ، وأسروا أمما . وفيها وقعت الحرب بين أمير
مكة قتادة الحسني ، وبين أمير
المدينة سالم بن قاسم الحسيني ، وكان
قتادة قد قصد
المدينة فحصر
سالما فيها ، فركب إليه
سالم بعدما صلى عند الحجرة النبوية واستنصر الله عليه على
قتادة ، ثم برز إليه فكسره ، وساق وراءه إلى
مكة فحصره بها ، ثم أرسل
قتادة إلى أمراء سالم فأفسدهم عليه ، وكر سالم راجعا إلى
المدينة وهو
سالم .
[ ص: 739 ] وفيها ملك
nindex.php?page=showalam&ids=16155غياث الدين كيخسرو بن قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بلاد
الروم واستلبها من ابن أخيه ، واستقر هو بها ، وعظم شأنه وقويت شوكته ، وكثرت عساكره وأطاعه الأمراء وأصحاب الأطراف ، وخطب له
الأفضل بن صلاح الدين بسميساط ، وسار إلى خدمته .
واتفق في هذه السنة أن رجلا
ببغداد نزل إلى دجلة يسبح فيها ، وأعطى ثيابه لغلامه فغرق في الماء ، فوجد في ورقة بعمامته هذه الأبيات :
يا أيها الناس كان لي أمل قصر بي عن بلوغه الأجل فليتق الله ربه رجل
أمكنه في زمانه العمل ما أنا وحدي نقلت حيث ترى
كل إلى مثله سينتقل
[ ص: 738 ] ثُمَّ دَخَلَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=33800سَنَةُ إِحْدَى وَسِتِّمِائَةٍ
فِيهَا عَزَلَ الْخَلِيفَةُ وَلَدَهُ
مُحَمَّدًا الْمُلَقَّبَ بِالظَّاهِرِ عَنْ وِلَايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَمَا خَطَبَ لَهُ بِذَلِكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَوَلَّى الْعَهْدَ وَلَدَهُ الْآخَرَ
عَلِيًّا ، فَمَاتَ
عَلِيٌّ عَنْ قَرِيبٍ ، فَعَادَ الْأَمْرُ إِلَى
الظَّاهِرِ ، فَبُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ أَبِيهِ
النَّاصِرِ ، كَمَا سَيَأْتِي فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ .
وَفِيهَا وَقَعَ
nindex.php?page=treesubj&link=33931حَرِيقٌ عَظِيمٌ بِدَارِ الْخِلَافَةِ فِي خَزَائِنِ السِّلَاحِ ، فَاحْتَرَقَ شَيْءٌ كَثِيرٌ مِنَ السِّلَاحِ وَالْمُتْعَةِ وَالْمَسَاكِنِ مَا يُقَارِبُ قِيمَتُهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ أَلْفِ دِينَارٍ ، وَشَاعَ خَبَرُ هَذَا الْحَرِيقِ فِي النَّاسِ ، فَأَرْسَلَتِ الْمُلُوكُ مِنْ سَائِرِ الْأَقْطَارِ هَدَايَا ; أَسْلِحَةً إِلَى الْخَلِيفَةِ عِوَضًا مِمَّا فَاتَ شَيْئًا كَثِيرًا ؛ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ .
وَفِيهَا عَاثَتِ
الْكُرْجُ بِبِلَادِ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلُوا خَلْقًا ، وَأَسَرُوا أُمَمًا . وَفِيهَا وَقَعَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ أَمِيرِ
مَكَّةَ قَتَادَةَ الْحَسَنِيِّ ، وَبَيْنَ أَمِيرِ
الْمَدِينَةِ سَالِمِ بْنِ قَاسِمٍ الْحُسَيْنِيِّ ، وَكَانَ
قَتَادَةُ قَدْ قَصَدَ
الْمَدِينَةَ فَحَصَرَ
سَالِمًا فِيهَا ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ
سَالِمٌ بَعْدَمَا صَلَّى عِنْدَ الْحُجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَاسْتَنْصَرَ اللَّهَ عَلَيْهِ عَلَى
قَتَادَةَ ، ثُمَّ بَرَزَ إِلَيْهِ فَكَسَرَهُ ، وَسَاقَ وَرَاءَهُ إِلَى
مَكَّةَ فَحَصَرَهُ بِهَا ، ثُمَّ أَرْسَلَ
قَتَادَةُ إِلَى أُمَرَاءِ سَالِمٍ فَأَفْسَدَهُمْ عَلَيْهِ ، وَكْرَّ سَالِمٌ رَاجِعًا إِلَى
الْمَدِينَةِ وَهُوَ
سَالِمٌ .
[ ص: 739 ] وَفِيهَا مَلَكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16155غِيَاثُ الدِّينِ كَيْخَسْرُو بْنُ قِلْجَ أَرْسَلَانَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قِلْجَ أَرْسَلَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ قُتُلْمِشَ بِلَادَ
الرُّومِ وَاسْتَلَبَهَا مِنَ ابْنِ أَخِيهِ ، وَاسْتَقَرَّ هُوَ بِهَا ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ ، وَكَثُرَتْ عَسَاكِرُهُ وَأَطَاعَهُ الْأُمَرَاءُ وَأَصْحَابُ الْأَطْرَافِ ، وَخَطَبَ لَهُ
الْأَفْضَلُ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ بِسُمَيْسَاطَ ، وَسَارَ إِلَى خِدْمَتِهِ .
وَاتَّفَقَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَنَّ رَجُلًا
بِبَغْدَادَ نَزَلَ إِلَى دِجْلَةَ يَسْبَحُ فِيهَا ، وَأَعْطَى ثِيَابَهُ لِغُلَامِهِ فَغَرِقَ فِي الْمَاءِ ، فَوُجِدَ فِي وَرَقَةٍ بِعِمَامَتِهِ هَذِهِ الْأَبْيَاتُ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَانَ لِي أَمَلُ قَصَّرَ بِي عَنْ بُلُوغِهِ الْأَجَلُ فَلَيْتِّقِ اللَّهَ رَبَّهُ رَجُلٌ
أَمْكَنَهُ فِي زَمَانِهِ الْعَمَلُ مَا أَنَا وَحْدِي نُقِلْتُ حَيْثُ تَرَى
كُلٌّ إِلَى مِثْلِهِ سَيَنْتَقِلُ