[ ص: 26 ] nindex.php?page=treesubj&link=29388_29331غزوة الحديبية
وقد كانت في ذي القعدة سنة ست بلا خلاف . وممن نص على ذلك
الزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولى ابن عمر ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة nindex.php?page=showalam&ids=12563، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وغيرهم ، وهو الذي رواه
ابن لهيعة ، ، عن
أبي الأسود ، عن
عروة أنها كانت في ذي القعدة سنة ست .
وقال
يعقوب بن سفيان : حدثنا
إسماعيل بن الخليل ، عن
علي بن مسهر ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510542خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية في رمضان ، وكانت الحديبية في شوال . وهذا غريب جدا عن
عروة .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم جميعا ، عن
هدبة ، عن
همام ، عن
قتادة أن
أنس بن مالك أخبره
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510543أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن ، في ذي القعدة ، إلا العمرة التي مع حجته ؛ عمرة من الحديبية في ذي القعدة ، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرة من الجعرانة في ذي القعدة حيث قسم غنائم حنين وعمرة مع حجته . وهذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
[ ص: 207 ]
وقال
ابن إسحاق : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة رمضان وشوالا ،
nindex.php?page=treesubj&link=30856وخرج في ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا . قال
ابن هشام : واستعمل على
المدينة نميلة بن عبد الله الليثي . قال
ابن إسحاق : واستنفر العرب ومن حوله من
أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه ، وهو يخشى من
قريش الذي صنعوا ، أن يعرضوا له بحرب ، أو يصدوه عن
البيت ، فأبطأ عليه كثير من الأعراب ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من
المهاجرين والأنصار ، ومن لحق به من العرب ، وساق معه الهدي ، وأحرم بالعمرة ؛ ليأمن الناس من حربه ، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا
البيت ، ومعظما له .
قال
ابن إسحاق : وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن
عروة بن الزبير ، عن
المسور بن مخرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم ، أنهما حدثاه قالا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510544خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ، يريد زيارة البيت لا يريد قتالا ، وساق معه الهدي سبعين بدنة ، nindex.php?page=treesubj&link=30861وكان الناس سبعمائة رجل ، وكانت كل بدنة عن عشرة نفر ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله فيما بلغني يقول : كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة .
قال
الزهري : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان
بعسفان لقيه
بشر [ ص: 208 ] بن سفيان الكعبي فقال : يا رسول الله ، هذه
قريش قد سمعت بمسيرك ، فخرجوا معهم العوذ المطافيل ، قد لبسوا جلود النمور ، وقد نزلوا
بذي طوى ، يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدا ، وهذا
خالد بن الوليد في خيلهم ، قد قدموها إلى
كراع الغميم . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510545يا ويح قريش ! لقد أكلتهم الحرب! ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب ؛ فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة . ثم قال : من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها ؟ قال
ابن إسحاق : فحدثني
عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من
أسلم قال : أنا يا رسول الله . قال : فسلك بهم طريقا وعرا أجرل بين شعاب ، فلما خرجوا منه ، وقد شق ذلك على المسلمين ، فأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
قولوا : نستغفر الله ونتوب إليه " . فقالوا [ ص: 209 ] ذلك ، فقال : " والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل ، فلم يقولوها " .
قال
ابن شهاب : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : "
اسلكوا ذات اليمين " . بين ظهري الحمض في طريق تخرجه على
ثنية المرار ، مهبط
الحديبية من أسفل
مكة . قال : فسلك الجيش ذلك الطريق ، فلما رأت خيل
قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم ، ركضوا راجعين إلى
قريش ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا سلك في
ثنية المرار بركت ناقته ، فقال الناس : خلأت . فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510548ما خلأت ، وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة ، لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم ، إلا أعطيتهم إياها " . ثم قال للناس : " انزلوا " . قيل له : يا رسول الله ، ما بالوادي ماء ننزل عليه .
nindex.php?page=treesubj&link=30860فأخرج سهما من كنانته ، فأعطاه رجلا من أصحابه ، فنزل به في قليب من تلك القلب ، فغرزه في جوفه ، فجاش بالرواء ، حتى ضرب الناس عنه بعطن .
قال
ابن إسحاق : فحدثني بعض أهل العلم ، عن رجال من
أسلم ، أن
[ ص: 210 ] الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ناجية بن جندب ، سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال
ابن إسحاق : وقد زعم بعض أهل العلم أن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب كان يقول : أنا الذي نزلت بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالله أعلم أي ذلك كان . ثم استدل
ابن إسحاق للأول بأن جارية من
الأنصار جاءت البئر ، وناجية في أسفله يميح ، فقالت :
يا أيها المائح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرا ويمجدونكا
فأجابها فقال :
قد علمت جارية يمانيه أني أنا المائح واسمي ناجيه
وطعنة ذات رشاش واهيه طعنتها عند صدور العاديه
قال
الزهري في حديثه : فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتاه
بديل بن ورقاء ، في رجال من
خزاعة ، فكلموه وسألوه ما الذي جاء به ، فأخبرهم أنه لم يأت يريد حربا ، وإنما جاء زائرا للبيت ومعظما لحرمته . ثم قال لهم نحوا مما قال
لبشر بن سفيان ، فرجعوا إلى
قريش فقالوا : يا معشر
قريش ، إنكم تعجلون على
محمد ، إن
محمدا لم يأت لقتال ، إنما جاء زائرا لهذا
البيت .
[ ص: 211 ] فاتهموهم وجبهوهم وقالوا : وإن كان جاء ولا يريد قتالا ؛ فوالله لا يدخلها علينا عنوة أبدا ، ولا تحدث بذلك عنا العرب . قال
الزهري : وكانت
خزاعة عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ مسلمها ومشركها ، لا يخفون عنه شيئا كان
بمكة . قال : ثم بعثوا إليه
مكرز بن حفص بن الأخيف ، أخا بني عامر بن لؤي ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510549هذا رجل غادر " . فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا مما قال
لبديل وأصحابه ، فرجع إلى
قريش فأخبرهم بما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم بعثوا إليه
الحليس بن علقمة ، أو
ابن زبان ، وكان يومئذ سيد الأحابيش ، وهو أحد
بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510550إن هذا من قوم يتألهون ، فابعثوا بالهدي في وجهه حتى يراه " . فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده ، قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله ، رجع إلى
قريش ، ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إعظاما لما رأى ، فقال لهم ذلك . قال : فقالوا له : اجلس ، فإنما أنت أعرابي لا علم لك . قال
ابن إسحاق : فحدثني
عبد الله بن أبي بكر أن
الحليس غضب عند ذلك وقال : يا معشر
قريش ، والله ما على هذا حالفناكم ، ولا على هذا عاقدناكم ، أيصد عن
بيت الله من جاءه معظما له ؟! والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين
محمد وبين ما جاء له ، أو
[ ص: 212 ] لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد . قالوا : مه ، كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به .
قال
الزهري في حديثه : ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عروة بن مسعود الثقفي ، فقال : يا معشر
قريش ، إني قد رأيت ما يلقى منكم من بعثتموه إلى
محمد إذا جاءكم ؛ من التعنيف ، وسوء اللفظ ، وقد عرفتم أنكم والد وأني ولد - وكان
عروة لسبيعة بنت عبد شمس - وقد سمعت بالذي نابكم ، فجمعت من أطاعني من قومي ، ثم جئتكم ، حتى آسيتكم بنفسي . قالوا : صدقت ، ما أنت عندنا بمتهم . فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلس بين يديه ، ثم قال : يا
محمد ، أجمعت أوشاب الناس ، ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم ، إنها
قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل ، قد لبسوا جلود النمور ، يعاهدون الله ، لا تدخلها عليهم عنوة أبدا ، وايم الله لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا . قال :
وأبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : امصص بظر اللات ، أنحن ننكشف عنه ؟! قال : من هذا يا
محمد ؟ قال : " هذا
ابن أبي قحافة " . قال : أما والله لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها ، ولكن هذه بها . قال : ثم جعل يتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلمه . قال :
nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة واقف
[ ص: 213 ] على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديد . قال : فجعل يقرع يده ، إذا تناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : اكفف يدك عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل ألا تصل إليك . قال : فيقول
عروة : ويحك ، ما أفظك وأغلظك! قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له
عروة : من هذا يا
محمد ؟ قال : " هذا ابن أخيك
المغيرة بن شعبة " قال : أي غدر ، وهل غسلت سوءتك إلا بالأمس ؟! .
قال
ابن هشام : أراد
عروة بقوله هذا ، أن
المغيرة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا ، من
بني مالك من
ثقيف ، فتهايج الحيان من
ثقيف ؛
بنو مالك رهط المقتولين ، والأحلاف رهط
المغيرة ، فودى
عروة المقتولين ثلاث عشرة دية ، وأصلح ذلك الأمر .
قال
الزهري : فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بنحو مما كلم به أصحابه ، وأخبره أنه لم يأت يريد حربا ، فقام من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد رأى ما يصنع به أصحابه ، لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ، ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه ، فرجع إلى
قريش فقال : يا معشر
قريش ، إني قد جئت
كسرى في ملكه ،
وقيصر في ملكه ،
nindex.php?page=showalam&ids=888والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل
محمد في أصحابه ، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا ، فروا رأيكم .
[ ص: 214 ]
قال
ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا
خراش بن أمية الخزاعي ، فبعثه إلى
قريش بمكة ، وحمله على بعير له ، يقال له :
الثعلب . ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له ، فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرادوا قتله ، فمنعه الأحابيش ، فخلوا سبيله ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال
ابن إسحاق : وحدثني بعض من لا أتهم ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس أن
قريشا كانوا بعثوا أربعين رجلا منهم أو خمسين ، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ليصيبوا لهم من أصحابه أحدا ، فأخذوا أخذا ، فأتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعفا عنهم وخلى سبيلهم ، وقد كانوا رموا في عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجارة والنبل ، ثم دعا
عمر بن الخطاب ليبعثه إلى
مكة ، فيبلغ عنه أشراف
قريش ما جاء له ، فقال : يا رسول الله ، إني أخاف
قريشا على نفسي ، وليس
بمكة من
بني عدي بن كعب أحد يمنعني ، وقد عرفت
قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني ،
عثمان بن عفان فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عثمان بن عفان ، فبعثه إلى
أبي سفيان وأشراف
قريش ، يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وإنما جاء زائرا لهذا
البيت ومعظما لحرمته ، فخرج
عثمان إلى
مكة ، فلقيه
nindex.php?page=showalam&ids=11786أبان بن سعيد بن العاص حين دخل
مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق
عثمان حتى أتى
أبا سفيان [ ص: 215 ] وعظماء
قريش ، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به ، فقالوا
لعثمان حين بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف . قال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم . واحتبسته
قريش عندها ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن
عثمان قد قتل .
قال
ابن إسحاق : فحدثني
عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن
عثمان قد قتل : "
لا نبرح حتى نناجز القوم " .
nindex.php?page=treesubj&link=29388ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت ، ولكن بايعنا على ألا نفر
nindex.php?page=treesubj&link=29388 . فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها ، إلا
الجد بن قيس ، أخو بني سلمة ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول : والله لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته ، قد ضبأ إليها ، يستتر من الناس ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ذكر من أمر
عثمان باطل .
قال
ابن هشام : فذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
الشعبي أن
nindex.php?page=treesubj&link=29388أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي .
قال
ابن هشام : وحدثني من أثق به ، عمن حدثه بإسناد له ، عن
ابن أبي [ ص: 216 ] مليكة ، عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان ، فضرب بإحدى يديه على الأخرى . وهذا الحديث الذي ذكره
ابن هشام بهذا الإسناد ضعيف ثابت في " الصحيحين " .
قال
ابن إسحاق : قال
الزهري : ثم بعثت
قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : ائت
محمدا وصالحه ، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا ، فوالله لا تتحدث العرب أنه دخلها عنوة أبدا . فأتاه
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال : " قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل " . فلما انتهى
سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تكلم فأطال الكلام وتراجعا ، ثم جرى بينهما الصلح ، فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب ، وثب
عمر فأتى
أبا بكر ، فقال : يا
أبا بكر ، أليس برسول الله ؟! قال : بلى . قال : أولسنا بالمسلمين ؟! قال : بلى . قال : أوليسوا بالمشركين ؟! قال : بلى . قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟! قال
أبو بكر : يا
عمر ، الزم غرزه ، فإني أشهد أنه رسول الله . قال
عمر : وأنا أشهد أنه رسول الله . ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ألست برسول الله ؟! قال : " بلى " . قال : أولسنا بالمسلمين ؟! قال : " بلى " قال : أوليسوا بالمشركين ؟! قال : " بلى " قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟! قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510553أنا [ ص: 217 ] عبد الله ورسوله ، لن أخالف أمره ولن يضيعني " فكان
عمر ، رضي الله عنه ، يقول : ما زلت أصوم ، وأتصدق ، وأصلي ، وأعتق ، من الذي صنعت يومئذ ؛ مخافة كلامي الذي تكلمت يومئذ ، حتى رجوت أن يكون خيرا . قال : ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فقال : " اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم " . قال : فقال
سهيل : لا أعرف هذا ، ولكن اكتب : باسمك اللهم . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اكتب باسمك اللهم " فكتبها . ثم قال : " اكتب : هذا ما صالح عليه
محمد رسول الله
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو " . قال : فقال
سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اكتب : هذا ما صالح عليه
محمد بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو " ؛ اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، يأمن فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض ، على أنه من أتى
محمدا من
قريش بغير إذن وليه رده عليهم ، ومن جاء
قريشا ممن مع
محمد لم يردوه عليه ، وأن بيننا عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال ، وأنه من أحب أن يدخل في عقد
محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد
قريش وعهدهم دخل فيه - فتواثبت
خزاعة فقالوا : نحن في عقد
محمد وعهده . وتواثبت
بنو بكر فقالوا : نحن في عقد
قريش وعهدهم - وأنك ترجع عامك هذا ، فلا تدخل علينا
مكة ، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك ، فدخلتها بأصحابك ، فأقمت فيها ثلاثا ، معك سلاح
[ ص: 218 ] الراكب ؛ السيوف في القرب ، لا تدخلها بغيرها . قال : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو
nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو ، إذ جاء
nindex.php?page=showalam&ids=142أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد ، قد انفلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرجوا وهم لا يشكون في الفتح ؛ لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع ، وما تحمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه ، دخل على الناس من ذلك أمر عظيم ، حتى كادوا يهلكون ،
nindex.php?page=treesubj&link=30864فلما رأى سهيل nindex.php?page=showalam&ids=142أبا جندل ، قام إليه فضرب وجهه ، وأخذ بتلبيبه ، وقال : يا
محمد ، قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا . قال : " صدقت " فجعل ينتره بتلبيبه ويجره ، يعني ليرده إلى
قريش ، وجعل
nindex.php?page=showalam&ids=142أبو جندل يصرخ بأعلى صوته : يا معشر المسلمين ، أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني ؟ ! فزاد ذلك الناس إلى ما بهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510554يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا ، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا ، وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله ، وإنا لا نغدر بهم " . قال : فوثب
عمر بن الخطاب مع
nindex.php?page=showalam&ids=142أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول : اصبر يا
nindex.php?page=showalam&ids=142أبا جندل ، فإنما هم المشركون ، وإنما دم أحدهم دم كلب . قال : ويدني قائم السيف منه . قال : يقول
عمر : رجوت أن يأخذ السيف فيضرب أباه . قال : فضن الرجل بأبيه ، ونفذت القضية . فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب ، أشهد على الصلح رجالا من المسلمين ، ورجالا من المشركين ؛
أبو بكر الصديق ،
[ ص: 219 ] وعمر بن الخطاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=4850وعبد الله بن سهيل بن عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ،
ومحمود بن مسلمة ،
ومكرز بن حفص - وهو يومئذ مشرك -
وعلي بن أبي طالب ، وكتب ، وكان هو كاتب الصحيفة .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطربا في الحل ، وكان يصلي في الحرم ، فلما فرغ من الصلح قام إلى هديه فنحره ، ثم جلس فحلق رأسه ، وكان الذي حلقه في ذلك اليوم
خراش بن أمية بن الفضل الخزاعي ، فلما رأى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نحر ، وحلق تواثبوا ينحرون ويحلقون .
قال
ابن إسحاق : وحدثني
عبد الله بن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس قال :
حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحم الله المحلقين " . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " يرحم الله المحلقين " . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " يرحم الله المحلقين " . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " والمقصرين " . قالوا : يا رسول الله ، فلم ظاهرت الترحيم للمحلقين دون المقصرين ؟ قال : " لم يشكوا " .
وقال
عبد الله بن أبي نجيح : حدثني
مجاهد ، عن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام
الحديبية - في هداياه - جملا
لأبي جهل ، في رأسه برة
[ ص: 220 ] من فضة ؛ ليغيظ بذلك المشركين . هذا سياق
محمد بن إسحاق ، رحمه الله ، لهذه القصة ، وفي سياق
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - كما سيأتي - مخالفة في بعض الأماكن لهذا السياق ، كما ستراها إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة . ولنوردها بتمامها ، ونذكر ما في الأحاديث الصحاح والحسان ما فيه شاهد ، في كل موطن بحسبه ، إن شاء الله تعالى ، وعليه التكلان ، وهو المستعان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
خالد بن مخلد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، حدثنا
صالح بن كيسان ، عن
عبيد الله بن عبد الله ، عن
زيد بن خالد قال :
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ، فأصابنا مطر ذات ليلة ، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ، ثم أقبل علينا فقال : " أتدرون ماذا قال ربكم ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . فقال : " قال الله تعالى : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي ؛ فأما من قال : مطرنا برحمة الله ، وبرزق الله ، وبفضل الله . فهو مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنجم كذا . فهو مؤمن بالكوكب كافر بي وهكذا رواه في غير موضع من " صحيحه "
ومسلم من طرق . وقد روى عن
الزهري ، عن
عبيد الله بن عبد الله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
[ ص: 221 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
البراء قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510555تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية ، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة ، والحديبية بئر ، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ، ثم دعا بإناء من ماء ، فتوضأ ثم مضمض ودعا ، ثم صبه فيها ، فتركناها غير بعيد ، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا . انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقال
ابن إسحاق nindex.php?page=treesubj&link=29019 : في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ( الفتح : 27 ) . صلح
الحديبية
قال
الزهري : فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه ، إنما كان القتال حيث التقى الناس ، فلما كانت الهدنة ، وضعت الحرب أوزارها ، وأمن الناس كلهم بعضهم بعضا ، والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة ، فلم يكلم أحد في الإسلام - يعقل شيئا - إلا دخل فيه ، ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر . قال
ابن هشام : والدليل على ما قاله
الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى
الحديبية في ألف وأربعمائة رجل في قول
جابر ، ثم خرج عام فتح
مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
يوسف بن عيسى ، حدثنا
ابن فضيل ، حدثنا
[ ص: 222 ] حصين ، عن
سالم عن
جابر ، قال :
عطش الناس يوم الحديبية ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ منها ، ثم أقبل الناس نحوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما لكم ؟ " قالوا : يا رسول الله ، ليس عندنا ما نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك . قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة ، nindex.php?page=treesubj&link=31023فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون . قال : فشربنا وتوضأنا . فقلنا لجابر : كم كنتم يومئذ ؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة مائة .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا ،
ومسلم من طرق ، عن
حصين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن
جابر ، به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
الصلت بن محمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن
سعيد ، عن
قتادة ، قلت
nindex.php?page=showalam&ids=15990لسعيد بن المسيب : بلغني أن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله كان يقول : كانوا أربع عشرة مائة . فقال لي
سعيد : حدثني
جابر :
nindex.php?page=treesubj&link=29388_30861كانوا خمس عشرة مائة ، الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الحديبية . تابعه
أبو داود : حدثنا
قرة ، عن
قتادة . تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
علي بن عبد الله ، حدثنا
سفيان ، قال
عمرو : سمعت
جابرا ، قال :
قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أنتم خير أهل [ ص: 223 ] الأرض . وكنا ألفا وأربعمائة ، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا ،
ومسلم من طرق ، عن
سفيان بن عيينة به . وهكذا رواه
الليث بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر :
، أن عبدا لحاطب جاء يشكوه فقال : يا رسول الله ، ليدخلن حاطب النار . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت لا يدخلها ؛ فإنه شهد بدرا والحديبية رواه
مسلم .
وعند
مسلم أيضا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، أخبرني
أبو الزبير ، أنه سمع
جابرا يقول :
أخبرتني أم مبشر أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : لا يدخل أحد النار ، إن شاء الله ، من أصحاب الشجرة ، الذين بايعوا تحتها . فقالت حفصة : بلى يا رسول الله . فانتهرها ، فقالت حفصة : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها ( مريم : 71 ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ( مريم : 72 ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وقال
عبيد الله بن معاذ : حدثنا أبي ، حدثنا
شعبة ، عن
عمرو بن مرة ، حدثني
عبد الله بن أبي أوفى قال : كان
أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة ، وكانت
أسلم ثمن
المهاجرين . تابعه
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
[ ص: 224 ] أبو داود ، حدثنا
شعبة . هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معلقا ، عن
عبيد الله . وقد رواه
مسلم ، عن
عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن
شعبة ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، عن
أبي داود ، عن
إسحاق بن إبراهيم ، عن
النضر بن شميل ، كلاهما عن
شعبة ، به .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
علي بن عبد الله ، حدثنا
سفيان ، عن
الزهري ، عن
عروة ، عن
مروان nindex.php?page=showalam&ids=83والمسور بن مخرمة قالا :
خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه ، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي ، وأشعر ، وأحرم منها . تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وسيأتي هذا السياق بتمامه .
والمقصود أن هذه الروايات كلها مخالفة لما ذهب إليه
ابن إسحاق ؛ من أن أصحاب
الحديبية كانوا سبعمائة ، وهو ، والله أعلم ، إنما قال ذلك تفقها من تلقاء نفسه ؛ من حيث إن البدن كن سبعين بدنة ، وكل منها عن عشرة ، على اختياره ، فيكون المهلون سبعمائة ، ولا يلزم أن يهدي كلهم ، ولا أن يحرم كلهم أيضا ؛ فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث طائفة منهم ، فيهم
أبو قتادة ، ولم يحرم
أبو قتادة حتى قتل ذلك الحمار الوحشي ، فأكل منه هو وأصحابه ، وحملوا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء الطريق ، فقال :
أمنكم أحد أمره أن يحمل عليها ، أو أشار إليها ؟ قالوا : لا . قال : فكلوا ما بقي من لحمها .
[ ص: 225 ]
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
سعيد بن الربيع ، حدثنا
علي بن المبارك ، عن
يحيى ، عن
عبد الله بن أبي قتادة ، أن أباه حدثه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510556انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ، فأحرم أصحابه ولم أحرم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
محمد بن رافع ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة بن سوار الفزاري ، حدثنا
شعبة ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : لقد رأيت الشجرة ، ثم أتيتها بعد فلم أعرفها .
حدثنا
موسى ، حدثنا
أبو عوانة ، حدثنا
طارق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن أبيه أنه كان ممن بايع تحت الشجرة ، فرجعنا إليها العام المقبل ، فعميت علينا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا : حدثنا
محمود ، حدثنا
عبيد الله ، عن
إسرائيل ، عن
طارق بن عبد الرحمن ، قال : انطلقت حاجا ، فمررت بقوم يصلون ، فقلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة ، حيث بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان . فأتيت
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب فأخبرته ، فقال
سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة . قال : فلما كان من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها . ثم قال
سعيد : إن أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها
[ ص: 226 ] وعلمتموها أنتم ؟! فأنتم أعلم! . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم من حديث
الثوري وأبي عوانة وشبابة ، عن
طارق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
إسماعيل ، حدثني أخي ، عن
سليمان ، عن
عمرو بن يحيى ، عن
عباد بن تميم قال : لما كان يوم الحرة والناس يبايعون
nindex.php?page=showalam&ids=4755لعبد الله بن حنظلة ، فقال
ابن زيد : على ما يبايع
ابن حنظلة الناس ؟ قيل له : على الموت . فقال : لا أبايع على ذلك أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان شهد معه
الحديبية . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا ،
ومسلم من طرق ، عن
عمرو بن يحيى ، به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
قتيبة بن سعيد ، حدثنا
حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد قال : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=119لسلمة بن الأكوع :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510557على nindex.php?page=treesubj&link=29388_31648أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ؟ قال : على الموت . ورواه
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد .
[ ص: 227 ]
وفي " صحيح
مسلم " عن
سلمة أنه بايع ثلاث مرات ؛ في أوائل الناس ووسطهم وأواخرهم . وفي " صحيح
مسلم " عن
معقل بن يسار أنه كان آخذا بأغصان الشجرة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبايع الناس . وكان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
أبو سنان ، وهو وهب بن محصن ، أخو
nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن ، وقيل :
سنان بن أبي سنان .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثني
شجاع بن الوليد ، سمع
النضر بن محمد ، حدثنا
صخر بن الربيع ، عن
نافع قال : إن الناس يتحدثون أن
ابن عمر أسلم قبل
عمر ، وليس كذلك ، ولكن
عمر يوم الحديبية أرسل
عبد الله إلى فرس له ، عند رجل من
الأنصار ، أن يأتي به ليقاتل عليه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع عند الشجرة
وعمر لا يدري بذلك ، فبايعه عبد الله ، ثم ذهب إلى الفرس ، فجاء به إلى
عمر ،
وعمر يستلئم للقتال ، فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع تحت الشجرة . قال : فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي التي يتحدث الناس أن
ابن عمر أسلم قبل
عمر .
وقال
هشام بن عمار : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، حدثنا
عمر بن محمد [ ص: 228 ] العمري ، أخبرني
نافع ، عن
ابن عمر أن الناس كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر ، فإذا الناس محدقون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا
عبد الله ، انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فوجدهم يبايعون ، فبايع ثم رجع إلى
عمر ، فخرج فبايع . تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من هذين الوجهين .
[ ص: 26 ] nindex.php?page=treesubj&link=29388_29331غَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَةِ
وَقَدْ كَانَتْ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ بِلَا خِلَافٍ . وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ
الزُّهْرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17191وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ،
وقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17177وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12563، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ
ابْنُ لَهِيعَةَ ، ، عَنْ
أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ
عُرْوَةَ أَنَّهَا كَانَتْ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ .
وَقَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ، أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510542خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ فِي رَمَضَانَ ، وَكَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ فِي شَوَّالٍ . وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا عَنْ
عُرْوَةَ .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا ، عَنْ
هُدْبَةَ ، عَنْ
هَمَّامٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ أَنَّ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510543أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، إِلَّا الْعُمْرَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ ؛ عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَعُمْرَةً مِنْ الْجِعْرَانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ . وَهَذَا لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ .
[ ص: 207 ]
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : ثُمَّ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْمَدِينَةِ رَمَضَانَ وَشَوَّالًا ،
nindex.php?page=treesubj&link=30856وَخَرَجَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مُعْتَمِرًا لَا يُرِيدُ حَرْبًا . قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَاسْتَعْمَلَ عَلَى
الْمَدِينَةِ نُمَيْلَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَاسْتَنْفَرَ الْعَرَبَ وَمَنْ حَوْلَهُ مِنْ
أَهْلِ الْبَوَادِي مِنَ الْأَعْرَابِ لِيَخْرُجُوا مَعَهُ ، وَهُوَ يَخْشَى مِنْ
قُرَيْشٍ الَّذِي صَنَعُوا ، أَنْ يَعْرِضُوا لَهُ بِحَرْبٍ ، أَوْ يَصُدُّوهُ عَنِ
الْبَيْتِ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ الْأَعْرَابِ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَمَنْ لَحِقَ بِهِ مِنَ الْعَرَبِ ، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ ، وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ ؛ لِيَأْمَنَ النَّاسُ مِنْ حَرْبِهِ ، وَلِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّهُ إِنَّمَا خَرَجَ زَائِرًا لِهَذَا
الْبَيْتِ ، وَمُعَظِّمًا لَهُ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12300مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ قَالَا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510544خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ ، يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لَا يُرِيدُ قِتَالًا ، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بَدَنَةً ، nindex.php?page=treesubj&link=30861وَكَانَ النَّاسُ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ ، وَكَانَتْ كُلُّ بَدَنَةٍ عَنْ عَشَرَةِ نَفَرٍ ، وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا بَلَغَنِي يَقُولُ : كُنَّا أَصْحَابَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً .
قَالَ
الزُّهْرِيُّ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ
بِعُسْفَانَ لَقِيَهُ
بِشْرُ [ ص: 208 ] بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيُّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذِهِ
قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ ، فَخَرَجُوا مَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ ، وَقَدْ نَزَلُوا
بِذِي طُوًى ، يُعَاهِدُونَ اللَّهَ لَا تَدْخُلُهَا عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَهَذَا
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِمْ ، قَدْ قَدَّمُوهَا إِلَى
كُرَاعِ الْغَمِيمِ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510545يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ ! لَقَدْ أَكَلَتْهُمُ الْحَرْبُ! مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ الْعَرَبِ ؛ فَإِنْ هُمْ أَصَابُونِي كَانَ ذَلِكَ الَّذِي أَرَادُوا ، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَافِرِينَ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ ، فَمَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ ؟ فَوَاللَّهِ لَا أَزَالُ أُجَاهِدُ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ . ثُمَّ قَالَ : مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنَا عَلَى طَرِيقٍ غَيْرِ طَرِيقِهِمُ الَّتِي هُمْ بِهَا ؟ قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ
أَسْلَمَ قَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَسَلَكَ بِهِمْ طَرِيقًا وَعْرًا أَجْرَلَ بَيْنَ شِعَابٍ ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْهُ ، وَقَدْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَأَفْضَوْا إِلَى أَرْضٍ سَهْلَةٍ عِنْدَ مُنْقَطَعِ الْوَادِي ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
قُولُوا : نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ " . فَقَالُوا [ ص: 209 ] ذَلِكَ ، فَقَالَ : " وَاللَّهِ إِنَّهَا لَلْحِطَّةُ الَّتِي عَرَضَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمْ يَقُولُوهَا " .
قَالَ
ابْنُ شِهَابٍ : فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَقَالَ : "
اسْلُكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ " . بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحَمْضِ فِي طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى
ثَنِيَّةِ الْمُرَارِ ، مَهْبِطِ
الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَسْفَلِ
مَكَّةَ . قَالَ : فَسَلَكَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الطَّرِيقَ ، فَلَمَّا رَأَتْ خَيْلُ
قُرَيْشٍ قَتَرَةَ الْجَيْشِ قَدْ خَالَفُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ ، رَكَضُوا رَاجِعِينَ إِلَى
قُرَيْشٍ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى إِذَا سَلَكَ فِي
ثَنِيَّةِ الْمُرَارِ بَرَكَتْ نَاقَتُهُ ، فَقَالَ النَّاسُ : خَلَأَتْ . فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510548مَا خَلَأَتْ ، وَمَا هُوَ لَهَا بِخُلُقٍ ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ عَنْ مَكَّةَ ، لَا تَدْعُونِي قُرَيْشٌ الْيَوْمَ إِلَى خُطَّةٍ يَسْأَلُونَنِي فِيهَا صِلَةَ الرَّحِمِ ، إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا " . ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : " انْزِلُوا " . قِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا بِالْوَادِي مَاءٌ نَنْزِلُ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=30860فَأَخْرَجَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، فَأَعْطَاهُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَنَزَلَ بِهِ فِي قَلِيبٍ مِنْ تِلْكَ الْقُلُبِ ، فَغَرَزَهُ فِي جَوْفِهِ ، فَجَاشَ بِالرَّوَاءِ ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ
أَسْلَمَ ، أَنَّ
[ ص: 210 ] الَّذِي نَزَلَ فِي الْقَلِيبِ بِسَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ ، سَائِقُ بُدْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ كَانَ يَقُولُ : أَنَا الَّذِي نَزَلْتُ بِسَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ . ثُمَّ اسْتَدَلَّ
ابْنُ إِسْحَاقَ لِلْأَوَّلِ بِأَنَّ جَارِيَةً مِنَ
الْأَنْصَارِ جَاءَتِ الْبِئْرَ ، وَنَاجِيَةُ فِي أَسْفَلِهِ يَمِيحُ ، فَقَالَتْ :
يَا أَيُّهَا الْمَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكَا
يُثْنُونَ خَيْرًا وَيُمَجِّدُونَكَا
فَأَجَابَهَا فَقَالَ :
قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ يَمَانِيَهْ أَنِّي أَنَا الْمَائِحُ وَاسْمِي نَاجِيهْ
وَطَعْنَةٍ ذَاتِ رَشَاشٍ وَاهِيَهْ طَعَنْتُهَا عِنْدَ صُدُورِ الْعَادِيَهْ
قَالَ
الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ : فَلَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَتَاهُ
بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ ، فِي رِجَالٍ مِنْ
خُزَاعَةَ ، فَكَلَّمُوهُ وَسَأَلُوهُ مَا الَّذِي جَاءَ بِهِ ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يُرِيدُ حَرْبًا ، وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِلْبَيْتِ وَمُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ . ثُمَّ قَالَ لَهُمْ نَحْوًا مِمَّا قَالَ
لِبِشْرِ بْنِ سُفْيَانَ ، فَرَجَعُوا إِلَى
قُرَيْشٍ فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى
مُحَمَّدٍ ، إِنَّ
مُحَمَّدًا لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ ، إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا
الْبَيْتِ .
[ ص: 211 ] فَاتَّهَمُوهُمْ وَجَبَّهُوهُمْ وَقَالُوا : وَإِنْ كَانَ جَاءَ وَلَا يُرِيدُ قِتَالًا ؛ فَوَاللَّهِ لَا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا عَنْوَةً أَبَدًا ، وَلَا تُحَدِّثُ بِذَلِكَ عَنَّا الْعَرَبُ . قَالَ
الزُّهْرِيُّ : وَكَانَتْ
خُزَاعَةُ عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ مُسْلِمُهَا وَمُشْرِكُهَا ، لَا يُخْفُونَ عَنْهُ شَيْئًا كَانَ
بِمَكَّةَ . قَالَ : ثُمَّ بَعَثُوا إِلَيْهِ
مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ ، أَخَا بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510549هَذَا رَجُلٌ غَادِرٌ " . فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَّمَهُ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوًا مِمَّا قَالَ
لِبُدَيْلٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَرَجَعَ إِلَى
قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ بَعَثُوا إِلَيْهِ
الْحُلَيْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ ، أَوِ
ابْنَ زَبَّانَ ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدَ الْأَحَابِيشِ ، وَهُوَ أَحَدُ
بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510550إِنَّ هَذَا مِنْ قَوْمٍ يَتَأَلَّهُونَ ، فَابْعَثُوا بِالْهَدْيِ فِي وَجْهِهِ حَتَّى يَرَاهُ " . فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ يَسِيلُ عَلَيْهِ مِنْ عُرْضِ الْوَادِي فِي قَلَائِدِهِ ، قَدْ أَكَلَ أَوْبَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ ، رَجَعَ إِلَى
قُرَيْشٍ ، وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ إِعْظَامًا لِمَا رَأَى ، فَقَالَ لَهُمْ ذَلِكَ . قَالَ : فَقَالُوا لَهُ : اجْلِسْ ، فَإِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِيٌّ لَا عِلْمَ لَكَ . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ
الْحُلَيْسَ غَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ وَقَالَ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، وَاللَّهِ مَا عَلَى هَذَا حَالَفْنَاكُمْ ، وَلَا عَلَى هَذَا عَاقَدْنَاكُمْ ، أَيُصَدُّ عَنْ
بَيْتِ اللَّهِ مَنْ جَاءَهُ مُعَظِّمًا لَهُ ؟! وَالَّذِي نَفْسُ الْحُلَيْسِ بِيَدِهِ لَتُخَلُّنَّ بَيْنَ
مُحَمَّدٍ وَبَيْنَ مَا جَاءَ لَهُ ، أَوْ
[ ص: 212 ] لَأَنْفِرَنَّ بِالْأَحَابِيشِ نَفْرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ . قَالُوا : مَهْ ، كُفَّ عَنَّا يَا حُلَيْسُ حَتَّى نَأْخُذَ لِأَنْفُسِنَا مَا نَرْضَى بِهِ .
قَالَ
الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ : ثُمَّ بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا يَلْقَى مِنْكُمْ مَنْ بَعَثْتُمُوهُ إِلَى
مُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَكُمْ ؛ مِنَ التَّعْنِيفِ ، وَسُوءِ اللَّفْظِ ، وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّكُمْ وَالِدٌ وَأَنِّي وَلَدٌ - وَكَانَ
عُرْوَةُ لِسُبَيْعَةَ بِنْتِ عَبْدِ شَمْسٍ - وَقَدْ سَمِعْتُ بِالَّذِي نَابَكُمْ ، فَجَمَعْتُ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي ، ثُمَّ جِئْتُكُمْ ، حَتَّى آسَيْتُكُمْ بِنَفْسِي . قَالُوا : صَدَقْتَ ، مَا أَنْتَ عِنْدَنَا بِمُتَّهَمٍ . فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا
مُحَمَّدُ ، أَجَمَعْتَ أَوْشَابَ النَّاسِ ، ثُمَّ جِئْتَ بِهِمْ إِلَى بَيْضَتِكَ لِتَفُضَّهَا بِهِمْ ، إِنَّهَا
قُرَيْشٌ قَدْ خَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ ، يُعَاهِدُونَ اللَّهَ ، لَا تَدْخُلُهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا ، وَايْمُ اللَّهِ لَكَأَنِّي بِهَؤُلَاءِ قَدِ انْكَشَفُوا عَنْكَ غَدًا . قَالَ :
وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ ، أَنَحْنُ نَنْكَشِفُ عَنْهُ ؟! قَالَ : مَنْ هَذَا يَا
مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : " هَذَا
ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَكَافَأْتُكَ بِهَا ، وَلَكِنْ هَذِهِ بِهَا . قَالَ : ثُمَّ جَعَلَ يَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُكَلِّمُهُ . قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=19وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَاقِفٌ
[ ص: 213 ] عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيدِ . قَالَ : فَجَعَلَ يَقْرَعُ يَدَهُ ، إِذَا تَنَاوَلَ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ : اكْفُفْ يَدَكَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَبْلَ أَلَّا تَصِلَ إِلَيْكَ . قَالَ : فَيَقُولُ
عُرْوَةُ : وَيْحَكَ ، مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكَ! قَالَ : فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ
عُرْوَةُ : مَنْ هَذَا يَا
مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : " هَذَا ابْنُ أَخِيكَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ " قَالَ : أَيْ غُدَرُ ، وَهَلْ غَسَلْتَ سَوْءَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ ؟! .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : أَرَادَ
عُرْوَةُ بِقَوْلِهِ هَذَا ، أَنَّ
الْمُغِيرَةَ قَبْلَ إِسْلَامِهِ قَتَلَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، مِنَ
بَنِي مَالِكٍ مِنْ
ثَقِيفٍ ، فَتَهَايَجَ الْحَيَّانِ مِنْ
ثَقِيفٍ ؛
بَنُو مَالِكٍ رَهْطُ الْمَقْتُولِينَ ، وَالْأَحْلَافُ رَهْطُ
الْمُغِيرَةِ ، فَوَدَى
عُرْوَةُ الْمَقْتُولِينَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ دِيَةً ، وَأَصْلَحَ ذَلِكَ الْأَمْرَ .
قَالَ
الزُّهْرِيُّ : فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يُرِيدُ حَرْبًا ، فَقَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ ، لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا ابْتَدَرُوا وَضُوءَهُ ، وَلَا يَبْصُقُ بُصَاقًا إِلَّا ابْتَدَرُوهُ ، وَلَا يَسْقُطُ مِنْ شِعْرِهِ شَيْءٌ إِلَّا أَخَذُوهُ ، فَرَجَعَ إِلَى
قُرَيْشٍ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، إِنِّي قَدْ جِئْتُ
كِسْرَى فِي مُلْكِهِ ،
وَقَيْصَرَ فِي مُلْكِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=888وَالنَّجَاشِيَّ فِي مُلْكِهِ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا فِي قَوْمِهِ قَطُّ مِثْلَ
مُحَمَّدٍ فِي أَصْحَابِهِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْءٍ أَبَدًا ، فَرَوْا رَأْيَكُمْ .
[ ص: 214 ]
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا
خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ ، فَبَعَثَهُ إِلَى
قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ ، وَحَمَلَهُ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ ، يُقَالُ لَهُ :
الثَّعْلَبُ . لِيُبَلِّغَ أَشْرَافَهُمْ عَنْهُ مَا جَاءَ لَهُ ، فَعَقَرُوا بِهِ جَمَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَرَادُوا قَتْلَهُ ، فَمَنَعَهُ الْأَحَابِيشُ ، فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ مَنْ لَا أَتَّهِمُ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
قُرَيْشًا كَانُوا بَعَثُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ أَوْ خَمْسِينَ ، وَأَمَرُوهُمْ أَنْ يُطِيفُوا بِعَسْكَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِيُصِيبُوا لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا ، فَأُخِذُوا أَخْذًا ، فَأُتِيَ بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَفَا عَنْهُمْ وَخَلَّى سَبِيلَهُمْ ، وَقَدْ كَانُوا رَمَوْا فِي عَسْكَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجَارَةِ وَالنَّبْلِ ، ثُمَّ دَعَا
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لِيَبْعَثَهُ إِلَى
مَكَّةَ ، فَيُبَلِّغَ عَنْهُ أَشْرَافَ
قُرَيْشٍ مَا جَاءَ لَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَخَافُ
قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي ، وَلَيْسَ
بِمَكَّةَ مِنْ
بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي ، وَقَدْ عَرَفَتْ
قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا ، وَلَكِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ أَعَزَّ بِهَا مِنِّي ،
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَبَعَثَهُ إِلَى
أَبِي سُفْيَانَ وَأَشْرَافِ
قُرَيْشٍ ، يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِحَرْبٍ ، وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا
الْبَيْتِ وَمُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ ، فَخَرَجَ
عُثْمَانُ إِلَى
مَكَّةَ ، فَلَقِيَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11786أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ حِينَ دَخَلَ
مَكَّةَ ، أَوْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا ، فَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ أَجَارَهُ حَتَّى بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْطَلَقَ
عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى
أَبَا سُفْيَانَ [ ص: 215 ] وَعُظَمَاءَ
قُرَيْشٍ ، فَبَلَّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَرْسَلَهُ بِهِ ، فَقَالُوا
لِعُثْمَانَ حِينَ بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ : إِنْ شِئْتَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فَطُفْ . قَالَ : مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَاحْتَبَسَتْهُ
قُرَيْشٌ عِنْدَهَا ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ أَنَّ
عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ
عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ : "
لَا نَبْرَحُ حَتَّى نُنَاجِزَ الْقَوْمَ " .
nindex.php?page=treesubj&link=29388وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْعَةِ ، فَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ : بَايَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَوْتِ . وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُبَايِعْنَا عَلَى الْمَوْتِ ، وَلَكِنْ بَايَعَنَا عَلَى أَلَّا نَفِرَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29388 . فَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسُ ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَضَرَهَا ، إِلَّا
الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، أَخُو بَنِي سَلِمَةَ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَاصِقًا بِإِبِطِ نَاقَتِهِ ، قَدْ ضَبَأَ إِلَيْهَا ، يَسْتَتِرُ مِنَ النَّاسِ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الَّذِي ذُكِرَ مِنْ أَمْرِ
عُثْمَانَ بَاطِلٌ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : فَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29388أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ بِإِسْنَادٍ لَهُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي [ ص: 216 ] مُلَيْكَةَ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَايَعَ لِعُثْمَانَ ، فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى . وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ
ابْنُ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ ضَعِيفٌ ثَابِتٌ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : قَالَ
الزُّهْرِيُّ : ثُمَّ بَعَثَتْ
قُرَيْشٌ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو أَخَا بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا : ائْتِ
مُحَمَّدًا وَصَالِحْهُ ، وَلَا يَكُنْ فِي صُلْحِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنَّا عَامَهُ هَذَا ، فَوَاللَّهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّهُ دَخَلَهَا عَنْوَةً أَبَدًا . فَأَتَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا قَالَ : " قَدْ أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ " . فَلَمَّا انْتَهَى
سُهَيْلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَكَلَّمَ فَأَطَالَ الْكَلَامَ وَتَرَاجَعَا ، ثُمَّ جَرَى بَيْنَهُمَا الصُّلْحُ ، فَلَمَّا الْتَأَمَ الْأَمْرُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكِتَابُ ، وَثَبَ
عُمَرُ فَأَتَى
أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا
أَبَا بَكْرٍ ، أَلَيْسَ بِرَسُولِ اللَّهِ ؟! قَالَ : بَلَى . قَالَ : أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ ؟! قَالَ : بَلَى . قَالَ : أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ ؟! قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ؟! قَالَ
أَبُو بَكْرٍ : يَا
عُمَرُ ، الْزَمْ غَرْزَهُ ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ
عُمَرُ : وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ . ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَسْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ ؟! قَالَ : " بَلَى " . قَالَ : أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ ؟! قَالَ : " بَلَى " قَالَ : أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ ؟! قَالَ : " بَلَى " قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ؟! قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510553أَنَا [ ص: 217 ] عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي " فَكَانَ
عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : مَا زِلْتُ أَصُومُ ، وَأَتَصَدَّقُ ، وَأُصَلِّي ، وَأُعْتِقُ ، مِنَ الَّذِي صَنَعْتُ يَوْمَئِذٍ ؛ مَخَافَةَ كَلَامِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ يَوْمَئِذٍ ، حَتَّى رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا . قَالَ : ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : " اكْتُبْ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " . قَالَ : فَقَالَ
سُهَيْلٌ : لَا أَعْرِفُ هَذَا ، وَلَكِنِ اكْتُبْ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ " فَكَتَبَهَا . ثُمَّ قَالَ : " اكْتُبْ : هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو " . قَالَ : فَقَالَ
سُهَيْلٌ : لَوْ شَهِدْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ أُقَاتِلْكَ ، وَلَكِنِ اكْتُبِ اسْمَكَ وَاسْمَ أَبِيكَ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اكْتُبْ : هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو " ؛ اصْطَلَحَا عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَنِ النَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ ، يَأْمَنُ فِيهِنَّ النَّاسُ ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، عَلَى أَنَّهُ مَنْ أَتَى
مُحَمَّدًا مِنْ
قُرَيْشٍ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَمَنْ جَاءَ
قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ
مُحَمَّدٍ لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ ، وَأَنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً ، وَأَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ ، وَأَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ
مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ
قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ - فَتَوَاثَبَتْ
خُزَاعَةُ فَقَالُوا : نَحْنُ فِي عَقْدِ
مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ . وَتَوَاثَبَتْ
بَنُو بَكْرٍ فَقَالُوا : نَحْنُ فِي عَقْدِ
قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ - وَأَنَّكَ تَرْجِعُ عَامَكَ هَذَا ، فَلَا تَدْخُلُ عَلَيْنَا
مَكَّةَ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَامٌ قَابِلٌ خَرَجْنَا عَنْكَ ، فَدَخَلْتَهَا بِأَصْحَابِكَ ، فَأَقَمْتَ فِيهَا ثَلَاثًا ، مَعَكَ سِلَاحُ
[ ص: 218 ] الرَّاكِبِ ؛ السُّيُوفُ فِي الْقُرُبِ ، لَا تَدْخُلُهَا بِغَيْرِهَا . قَالَ : فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=3795وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، إِذْ جَاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=142أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي الْحَدِيدِ ، قَدِ انْفَلَتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجُوا وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ ؛ لِرُؤْيَا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنَ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ ، وَمَا تَحَمَّلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِهِ ، دَخَلَ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، حَتَّى كَادُوا يَهْلِكُونَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30864فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ nindex.php?page=showalam&ids=142أَبَا جَنْدَلٍ ، قَامَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ وَجْهَهُ ، وَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ ، وَقَالَ : يَا
مُحَمَّدُ ، قَدْ لَجَّتِ الْقَضِيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ هَذَا . قَالَ : " صَدَقْتَ " فَجَعَلَ يَنْتُرُهُ بِتَلْبِيبِهِ وَيَجُرُّهُ ، يَعْنِي لِيَرُدَّهُ إِلَى
قُرَيْشٍ ، وَجَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=142أَبُو جَنْدَلٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يَفْتِنُونِنِي فِي دِينِي ؟ ! فَزَادَ ذَلِكَ النَّاسَ إِلَى مَا بِهِمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510554يَا أَبَا جَنْدَلٍ اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا ، إِنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا ، وَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَأَعْطَوْنَا عَهْدَ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَا نَغْدِرُ بِهِمْ " . قَالَ : فَوَثَبَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=142أَبِي جَنْدَلٍ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ وَيَقُولُ : اصْبِرْ يَا
nindex.php?page=showalam&ids=142أَبَا جَنْدَلٍ ، فَإِنَّمَا هُمُ الْمُشْرِكُونَ ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ . قَالَ : وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ . قَالَ : يَقُولُ
عُمَرُ : رَجَوْتُ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبَ أَبَاهُ . قَالَ : فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ ، وَنَفَذَتِ الْقَضِيَّةُ . فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكِتَابِ ، أَشْهَدَ عَلَى الصُّلْحِ رِجَالًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَرِجَالًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ؛
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ،
[ ص: 219 ] وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4850وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ،
وَمَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ ،
وَمِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ -
وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَتَبَ ، وَكَانَ هُوَ كَاتِبَ الصَّحِيفَةِ .
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَرِبًا فِي الْحِلِّ ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي الْحَرَمِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصُّلْحِ قَامَ إِلَى هَدْيِهِ فَنَحَرَهُ ، ثُمَّ جَلَسَ فَحَلَقَ رَأْسَهُ ، وَكَانَ الَّذِي حَلَقَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ الْفَضْلِ الْخُزَاعِيُّ ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَحَرَ ، وَحَلَقَ تَوَاثَبُوا يَنْحَرُونَ وَيَحْلِقُونَ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
حَلَقَ رِجَالٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَقَصَّرَ آخَرُونَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ " . قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ " . قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ " . قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَالْمُقَصِّرِينَ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَلِمَ ظَاهَرْتَ التَّرْحِيمَ لِلْمُحَلِّقِينَ دُونَ الْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : " لَمْ يَشُكُّوا " .
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ : حَدَّثَنِي
مُجَاهِدٌ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى عَامَ
الْحُدَيْبِيَةِ - فِي هَدَايَاهُ - جَمَلًا
لِأَبِي جَهْلٍ ، فِي رَأْسِهِ بُرَّةٌ
[ ص: 220 ] مِنْ فِضَّةٍ ؛ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ . هَذَا سِيَاقُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، لِهَذِهِ الْقِصَّةِ ، وَفِي سِيَاقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ - كَمَا سَيَأْتِي - مُخَالَفَةٌ فِي بَعْضِ الْأَمَاكِنِ لِهَذَا السِّيَاقِ ، كَمَا سَتَرَاهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَبِهِ الثِّقَةُ . وَلْنُورِدْهَا بِتَمَامِهَا ، وَنَذْكُرْ مَا فِي الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ وَالْحِسَانِ مَا فِيهِ شَاهِدٌ ، فِي كُلِّ مَوْطِنٍ بِحَسَبِهِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ ، وَهُوَ الْمُسْتَعَانُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، حَدَّثَنَا
صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَأَصَابَنَا مَطَرٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : " أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ " قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَقَالَ : " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ ، وَبِرِزْقِ اللَّهِ ، وَبِفَضْلِ اللَّهِ . فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا . فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي وَهَكَذَا رَوَاهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ " صَحِيحِهِ "
وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ . وَقَدْ رَوَى عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ .
[ ص: 221 ]
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510555تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا ، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً ، وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ ، فَنَزَحْنَاهَا فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعَا ، ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا ، فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا . انْفَرَدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ nindex.php?page=treesubj&link=29019 : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ( الْفَتْحِ : 27 ) . صُلْحُ
الْحُدَيْبِيَةِ
قَالَ
الزُّهْرِيُّ : فَمَا فُتِحَ فِي الْإِسْلَامِ فَتْحٌ قَبْلَهُ كَانَ أَعْظَمَ مِنْهُ ، إِنَّمَا كَانَ الْقِتَالُ حَيْثُ الْتَقَى النَّاسُ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْهُدْنَةُ ، وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَأَمِنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَالْتَقَوْا فَتَفَاوَضُوا فِي الْحَدِيثِ وَالْمُنَازَعَةِ ، فَلَمْ يُكَلَّمْ أَحَدٌ فِي الْإِسْلَامِ - يَعْقِلُ شَيْئًا - إِلَّا دَخَلَ فِيهِ ، وَلَقَدْ دَخَلَ فِي تَيْنَكِ السَّنَتَيْنِ مِثْلُ مَنْ كَانَ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ قَبْلَ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ . قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا قَالَهُ
الزُّهْرِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى
الْحُدَيْبِيَةِ فِي أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ رَجُلٍ فِي قَوْلِ
جَابِرٍ ، ثُمَّ خَرَجَ عَامَ فَتْحِ
مَكَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
[ ص: 222 ] حُصَيْنٌ ، عَنْ
سَالِمٍ عَنْ
جَابِرٍ ، قَالَ :
عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا لَكُمْ ؟ " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا فِي رَكَوْتِكَ . قَالَ : فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ ، nindex.php?page=treesubj&link=31023فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ . قَالَ : فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا . فَقُلْنَا لِجَابِرٍ : كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا ، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً .
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا ،
وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ
حُصَيْنٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15957سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ
جَابِرٍ ، بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ : بَلَغَنِي أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ : كَانُوا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً . فَقَالَ لِي
سَعِيدٌ : حَدَّثَنِي
جَابِرٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=29388_30861كَانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً ، الَّذِينَ بَايَعُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ . تَابَعَهُ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
قُرَّةُ ، عَنْ
قَتَادَةَ . تَفَرَّدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، قَالَ
عَمْرٌو : سَمِعْتُ
جَابِرًا ، قَالَ :
قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ [ ص: 223 ] الْأَرْضِ . وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ الْيَوْمَ لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ . وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا ،
وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ . وَهَكَذَا رَوَاهُ
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11862أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ
جَابِرٍ :
، أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ يَشْكُوهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا ؛ فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ رَوَاهُ
مُسْلِمٌ .
وَعِنْدَ
مُسْلِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي
أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرًا يَقُولُ :
أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ : لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ النَّارَ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا . فَقَالَتْ حَفْصَةُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَانْتَهَرَهَا ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ( مَرْيَمَ : 71 ) . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ قَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ( مَرْيَمَ : 72 ) .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : وَقَالَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى قَالَ : كَانَ
أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَثَلَاثَمِائَةٍ ، وَكَانَتْ
أَسْلَمُ ثُمُنَ
الْمُهَاجِرِينَ . تَابَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
[ ص: 224 ] أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ . هَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ . وَقَدْ رَوَاهُ
مُسْلِمٌ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12166مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ
أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ
النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ ، كِلَاهُمَا عَنْ
شُعْبَةَ ، بِهِ .
ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ
مَرْوَانَ nindex.php?page=showalam&ids=83وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَا :
خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ ، وَأَشْعَرَ ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا . تَفَرَّدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ . وَسَيَأْتِي هَذَا السِّيَاقُ بِتَمَامِهِ .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ كُلَّهَا مُخَالِفَةٌ لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
ابْنُ إِسْحَاقَ ؛ مِنْ أَنَّ أَصْحَابَ
الْحُدَيْبِيَةِ كَانُوا سَبْعَمِائَةٍ ، وَهُوَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ تَفَقُّهًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ ؛ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْبُدْنَ كُنَّ سَبْعِينَ بَدَنَةً ، وَكُلٌّ مِنْهَا عَنْ عَشَرَةٍ ، عَلَى اخْتِيَارِهِ ، فَيَكُونُ الْمُهِلُّونَ سَبْعَمِائَةٍ ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يُهْدِيَ كُلُّهُمْ ، وَلَا أَنْ يُحْرِمَ كُلُّهُمْ أَيْضًا ؛ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ طَائِفَةً مِنْهُمْ ، فِيهِمْ
أَبُو قَتَادَةَ ، وَلَمْ يُحْرِمْ
أَبُو قَتَادَةَ حَتَّى قَتَلَ ذَلِكَ الْحِمَارَ الْوَحْشِيَّ ، فَأَكَلَ مِنْهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، وَحَمَلُوا مِنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ :
أَمِنْكُمْ أَحَدٌ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا ، أَوْ أَشَارَ إِلَيْهَا ؟ قَالُوا : لَا . قَالَ : فَكُلُوا مَا بَقِيَ مِنْ لَحْمِهَا .
[ ص: 225 ]
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
يَحْيَى ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510556انْطَلَقْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16087شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الشَّجَرَةَ ، ثُمَّ أَتَيْتُهَا بَعْدُ فَلَمْ أَعْرِفْهَا .
حَدَّثَنَا
مُوسَى ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا
طَارِقٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَرَجَعْنَا إِلَيْهَا الْعَامَ الْمُقْبِلَ ، فَعَمِيَتْ عَلَيْنَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
مَحْمُودٌ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ ، عَنْ
طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ حَاجًّا ، فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا الْمَسْجِدُ ؟ قَالُوا : هَذِهِ الشَّجَرَةُ ، حَيْثُ بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ . فَأَتَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ
سَعِيدٌ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ . قَالَ : فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا . ثُمَّ قَالَ
سَعِيدٌ : إِنَّ أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمُوهَا
[ ص: 226 ] وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ ؟! فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ! . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
الثَّوْرِيِّ وَأَبِي عَوَانَةَ وَشَبَابَةَ ، عَنْ
طَارِقٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ يَحْيَى ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحَرَّةِ وَالنَّاسُ يُبَايِعُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=4755لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، فَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : عَلَى مَا يُبَايِعُ
ابْنُ حَنْظَلَةَ النَّاسَ ؟ قِيلَ لَهُ : عَلَى الْمَوْتِ . فَقَالَ : لَا أُبَايِعُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَكَانَ شَهِدَ مَعَهُ
الْحُدَيْبِيَةَ . وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا ،
وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ يَحْيَى ، بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
حَاتِمٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17349يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=119لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510557عَلَى nindex.php?page=treesubj&link=29388_31648أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ؟ قَالَ : عَلَى الْمَوْتِ . وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=17349يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ .
[ ص: 227 ]
وَفِي " صَحِيحِ
مُسْلِمٍ " عَنْ
سَلَمَةَ أَنَّهُ بَايَعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ؛ فِي أَوَائِلِ النَّاسِ وَوَسَطِهِمْ وَأَوَاخِرِهِمْ . وَفِي " صَحِيحِ
مُسْلِمٍ " عَنْ
مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ كَانَ آخِذًا بِأَغْصَانِ الشَّجَرَةِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ . وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ
أَبُو سِنَانٍ ، وَهُوَ وَهْبُ بْنُ مِحْصَنٍ ، أَخُو
nindex.php?page=showalam&ids=5735عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ ، وَقِيلَ :
سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنِي
شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ، سَمِعَ
النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
صَخْرُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ
نَافِعٍ قَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ
عُمَرَ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنْ
عُمَرُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْسَلَ
عَبْدَ اللَّهِ إِلَى فَرَسٍ لَهُ ، عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ ، أَنْ يَأْتِيَ بِهِ لِيُقَاتِلَ عَلَيْهِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ
وَعُمَرُ لَا يَدْرِي بِذَلِكَ ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْفَرَسِ ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى
عُمَرَ ،
وَعُمَرُ يَسْتَلْئِمُ لِلْقِتَالِ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ فَذَهَبَ مَعَهُ حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِيَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ
عُمَرَ .
وَقَالَ
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ [ ص: 228 ] الْعُمَرِيُّ ، أَخْبَرَنِي
نَافِعٌ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ تَفَرَّقُوا فِي ظِلَالِ الشَّجَرِ ، فَإِذَا النَّاسُ مُحْدِقُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا
عَبْدَ اللَّهِ ، انْظُرْ مَا شَأْنُ النَّاسِ قَدْ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَوَجَدَهُمْ يُبَايِعُونَ ، فَبَايَعَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى
عُمَرَ ، فَخَرَجَ فَبَايَعَ . تَفَرَّدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ .