[ ص: 148 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28980_29300_7862_30483_30415الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون
هذه الجملة مبينة لنفي الاستواء الذي في جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19لا يستوون عند الله ومفصلة للجهاد الذي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله بأنه الجهاد بالأموال والأنفس ، وإدماج لبيان مزية المهاجرين من المجاهدين .
و الذين هاجروا هم المؤمنون من
أهل مكة وما حولها ، الذين هاجروا منها إلى
المدينة لما أذنهم النبيء - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إليها بعد أن أسلموا ، وذلك قبل فتح
مكة .
والمهاجرة : ترك الموطن والحلول ببلد آخر ، وهي مشتقة من الهجر وهو الترك ، واشتقت لها صيغة المفاعلة لاختصاصها بالهجر القوي وهو هجر الوطن ، والمراد بها - في عرف الشرع - هجرة خاصة : وهي الهجرة من
مكة إلى
المدينة ، فلا تشمل هجرة من هاجر من المسلمين إلى بلاد
الحبشة لأنها لم تكن على نية الاستيطان بل كانت هجرة مؤقتة ، وتقدم ذكر الهجرة في آخر سورة الأنفال .
والمفضل عليه محذوف لظهوره : أي أعظم درجة عند الله من أصحاب السقاية والعمارة الذين آمنوا ولم يهاجروا ولم يجاهدوا الجهاد الكثير الذي جاهده المسلمون أيام بقاء أولئك في الكفر ، والمقصود تفضيل خصالهم .
والدرجة تقدمت عند قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وللرجال عليهن درجة في سورة البقرة . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4لهم درجات عند ربهم في أوائل الأنفال . وهي في كل ذلك مستعارة لرفع المقدار . و عند الله إشارة إلى أن رفعة مقدارهم رفعة رضى من الله وتفضيل بالتشريف ; لأن أصل ( عند ) أنها ظرف للقرب .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20وأولئك هم الفائزون معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20أعظم درجة أي : أعظم وهم أصحاب الفوز . وتعريف المسند باللام مفيد للقصر ، وهو قصر ادعائي للمبالغة في عظم فوزهم حتى إن فوز غيرهم بالنسبة إلى فوزهم يعد كالمعدوم .
[ ص: 149 ] والإتيان باسم الإشارة للتنبيه على أنهم استحقوا الفوز لأجل تلك الأوصاف التي ميزتهم : وهي الإيمان والهجرة والجهاد بالأموال والأنفس .
[ ص: 148 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28980_29300_7862_30483_30415الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمُ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُبَيِّنَةٌ لِنَفْيِ الِاسْتِوَاءِ الَّذِي فِي جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَمُفَصِّلَةٌ لِلْجِهَادِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَنَّهُ الْجِهَادُ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ، وَإِدْمَاجٌ لِبَيَانِ مَزِيَّةِ الْمُهَاجِرِينَ مِنَ الْمُجَاهِدِينَ .
وَ الَّذِينَ هَاجَرُوا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ وَمَا حَوْلَهَا ، الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْهَا إِلَى
الْمَدِينَةِ لَمَّا أَذِنَهُمُ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا بَعْدَ أَنْ أَسْلَمُوا ، وَذَلِكَ قَبْلَ فَتْحِ
مَكَّةَ .
وَالْمُهَاجَرَةُ : تَرْكُ الْمَوْطِنِ وَالْحُلُولُ بِبَلَدٍ آخَرَ ، وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْهَجْرِ وَهُوَ التَّرْكُ ، وَاشْتُقَّتْ لَهَا صِيغَةُ الْمُفَاعَلَةِ لِاخْتِصَاصِهَا بِالْهَجْرِ الْقَوِيِّ وَهُوَ هَجْرُ الْوَطَنِ ، وَالْمُرَادُ بِهَا - فِي عُرْفِ الشَّرْعِ - هِجْرَةٌ خَاصَّةٌ : وَهِيَ الْهِجْرَةُ مِنْ
مَكَّةَ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، فَلَا تَشْمَلُ هِجْرَةَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى بِلَادِ
الْحَبَشَةِ لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ عَلَى نِيَّةِ الِاسْتِيطَانِ بَلْ كَانَتْ هِجْرَةً مُؤَقَّتَةً ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْهِجْرَةِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْفَالِ .
وَالْمُفَضَّلُ عَلَيْهِ مَحْذُوفٌ لِظُهُورِهِ : أَيْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَصْحَابِ السِّقَايَةِ وَالْعِمَارَةِ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا وَلَمْ يُجَاهِدُوا الْجِهَادَ الْكَثِيرَ الَّذِي جَاهَدَهُ الْمُسْلِمُونَ أَيَّامَ بَقَاءِ أُولَئِكَ فِي الْكُفْرِ ، وَالْمَقْصُودُ تَفْضِيلُ خِصَالِهِمْ .
وَالدَّرَجَةُ تَقَدَّمَتْ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فِي أَوَائِلِ الْأَنْفَالِ . وَهِيَ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُسْتَعَارَةٌ لِرَفْعِ الْمِقْدَارِ . وَ عِنْدَ اللَّهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ رِفْعَةَ مِقْدَارِهِمْ رِفْعَةُ رِضًى مِنَ اللَّهِ وَتَفْضِيلٌ بِالتَّشْرِيفِ ; لِأَنَّ أَصْلَ ( عِنْدَ ) أَنَّهَا ظَرْفٌ لِلْقُرْبِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20أَعْظَمُ دَرَجَةً أَيْ : أَعْظَمُ وَهُمْ أَصْحَابُ الْفَوْزِ . وَتَعْرِيفُ الْمُسْنَدِ بِاللَّامِ مُفِيدٌ لِلْقَصْرِ ، وَهُوَ قَصْرٌ ادِّعَائِيٌّ لِلْمُبَالَغَةِ فِي عِظَمِ فَوْزِهِمْ حَتَّى إِنَّ فَوْزَ غَيْرِهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى فَوْزِهِمْ يُعَدُّ كَالْمَعْدُومِ .
[ ص: 149 ] وَالْإِتْيَانُ بِاسْمِ الْإِشَارَةِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُمُ اسْتَحَقُّوا الْفَوْزَ لِأَجْلِ تِلْكَ الْأَوْصَافِ الَّتِي مَيَّزَتْهُمْ : وَهِيَ الْإِيمَانُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجِهَادُ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ .