nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28984تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك آيات الكتاب كالقول في نظيره من طالعة سورة يونس .
والمشار إليه ب ( تلك ) هو ما سبق نزوله من القرآن قبل هذه الآية أخبر عنها بأنها آيات ، أي دلائل إعجاز ، ولذلك أشير إليه باسم إشارة المؤنث مراعاة لتأنيث الخبر .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق يجوز أن يكون عطفا على جملة تلك آيات الكتاب فيكون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك إظهارا في مقام الإضمار . ولم يكتف بعطف خبر على خبر اسم الإشارة بل جيء بجملة كاملة مبتدئة بالموصول للتعريف بأن آيات الكتاب منزلة من عند الله لأنها لما تقرر أنها آيات استلزم ذلك أنها منزلة من عند الله ولولا أنها كذلك لما كانت آيات .
وأخبر عن الذي أنزل بأنه الحق بصيغة القصر ، أي هو الحق لا غيره من الكتب ، فالقصر إضافي بالنسبة إلى كتب معلومة عندهم مثل قصة
رستم وإسفنديار اللتين عرفهما
النضر بن الحارث . فالمقصود الرد على المشركين الذين زعموه كأساطير الأولين ، أو القصر حقيقي ادعائي مبالغة لعدم الاعتداد بغيره من الكتب السابقة ، أي هو الحق الكامل ; لأن غيره من الكتب لم يستكمل منتهى مراد
[ ص: 79 ] الله من الناس إذ كانت درجات موصلة إلى الدرجة العليا ، فلذلك ما جاء منها كتاب إلا ونسخ العمل به أو عين لأمة خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إن الدين عند الله الإسلام .
ويجوز أن يكون عطف مفرد على قوله ( الكتاب ) مفرد ، من باب عطف الصفة على الاسم ، مثل ما أنشد
الفراء :
إلى الملك القرم وابن الهمـ ـام وليث الكتيبة بالمزدحم
والإتيان بـ ( ربك ) دون اسم الجلالة للتلطف . والاستدراك بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1ولكن أكثر الناس لا يؤمنون راجع إلى ما أفاده القصر من إبطال مساواة غيره له في الحقية إبطالا يقتضي ارتفاع النزاع في أحقيته ، أي ولكن أكثر الناس لا يؤمنون بما دلت الأدلة على الإيمان به ، فمن أجل هذا الخلق الذميم فيهم يستمر النزاع منهم في كونه حقا .
وابتداء السورة بهذا تنويه بما في القرآن الذي هذه السورة جزء منه ، مقصود به تهيئة السامع للتأمل مما سيرد عليه من الكلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28984تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ كَالْقَوْلِ فِي نَظِيرِهِ مِنْ طَالِعَةِ سُورَةِ يُونُسَ .
وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ بِ ( تِلْكَ ) هُوَ مَا سَبَقَ نُزُولُهُ مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ أَخْبَرَ عَنْهَا بِأَنَّهَا آيَاتٌ ، أَيْ دَلَائِلُ إِعْجَازٍ ، وَلِذَلِكَ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِاسْمِ إِشَارَةِ الْمُؤَنَّثِ مُرَاعَاةً لِتَأْنِيثِ الْخَبَرِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ فَيَكُونُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ إِظْهَارًا فِي مَقَامِ الْإِضْمَارٍ . وَلَمْ يُكْتَفَ بِعَطْفِ خَبَرٍ عَلَى خَبَرِ اسْمِ الْإِشَارَةِ بَلْ جِيءَ بِجُمْلَةٍ كَامِلَةٍ مُبْتَدِئَةٍ بِالْمَوْصُولِ لِلتَّعْرِيفِ بِأَنَّ آيَاتِ الْكِتَابِ مُنَزَّلَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِأَنَّهَا لَمَّا تَقَرَّرَ أَنَّهَا آيَاتٌ اسْتَلْزَمَ ذَلِكَ أَنَّهَا مُنَزَّلَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلَوْلَا أَنَّهَا كَذَلِكَ لَمَا كَانَتْ آيَاتٍ .
وَأَخْبَرَ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ بِأَنَّهُ الْحَقُّ بِصِيغَةِ الْقَصْرِ ، أَيْ هُوَ الْحَقُّ لَا غَيْرُهُ مِنَ الْكُتُبِ ، فَالْقَصْرُ إِضَافِيٌّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى كُتُبٍ مَعْلُومَةٍ عِنْدَهُمْ مِثْلَ قِصَّةِ
رُسْتَمَ وَإِسْفِنْدِيَارَ اللَّتَيْنِ عَرَفَهُمَا
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ . فَالْمَقْصُودُ الرَّدُّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ زَعَمُوهُ كَأَسَاطِيرِ الْأَوَّلِينَ ، أَوِ الْقَصْرُ حَقِيقِيٌّ ادِّعَائِيٌّ مُبَالَغَةً لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ السَّابِقَةِ ، أَيْ هُوَ الْحَقُّ الْكَامِلُ ; لِأَنَّ غَيْرَهُ مِنَ الْكُتُبِ لَمْ يَسْتَكْمِلْ مُنْتَهَى مُرَادِ
[ ص: 79 ] اللَّهِ مِنَ النَّاسِ إِذْ كَانَتْ دَرَجَاتٍ مُوَصِّلَةً إِلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا ، فَلِذَلِكَ مَا جَاءَ مِنْهَا كِتَابٌ إِلَّا وَنُسِخَ الْعَمَلُ بِهِ أَوْ عُيِّنَ لِأُمَّةٍ خَاصَّةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفَ مُفْرَدٍ عَلَى قَوْلِهِ ( الْكِتَابِ ) مُفْرَدٍ ، مِنْ بَابِ عَطْفِ الصِّفَةِ عَلَى الِاسْمِ ، مِثْلَ مَا أَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ :
إِلَى الْمَلِكِ الْقَرْمِ وَابْنِ الْهُمَـ ـامِ وَلَيْثِ الْكَتِيبَةِ بِالْمُزْدَحَمْ
وَالْإِتْيَانُ بِـ ( رَبِّكَ ) دُونَ اسْمِ الْجَلَالَةِ لِلتَّلَطُّفِ . وَالِاسْتِدْرَاكُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ رَاجِعٌ إِلَى مَا أَفَادَهُ الْقَصْرُ مِنْ إِبْطَالِ مُسَاوَاةِ غَيْرِهِ لَهُ فِي الْحَقِّيَّةِ إِبْطَالًا يَقْتَضِي ارْتِفَاعَ النِّزَاعِ فِي أَحَقِّيَّتِهِ ، أَيْ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ بِمَا دَلَّتِ الْأَدِلَّةُ عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ ، فَمِنْ أَجْلِ هَذَا الْخُلُقِ الذَّمِيمِ فِيهِمْ يَسْتَمِرُّ النِّزَاعُ مِنْهُمْ فِي كَوْنِهِ حَقًّا .
وَابْتِدَاءُ السُّورَةِ بِهَذَا تَنْوِيهٌ بِمَا فِي الْقُرْآنِ الَّذِي هَذِهِ السُّورَةُ جُزْءٌ مِنْهُ ، مَقْصُودٌ بِهِ تَهْيِئَةُ السَّامِعِ لِلتَّأَمُّلِ مِمَّا سَيَرِدُ عَلَيْهِ مِنَ الْكَلَامِ .