nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=98nindex.php?page=treesubj&link=28991إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما
هذه الجملة من حكاية كلام
موسى - عليه السلام - فموقعها موقع التذييل لوعظه . وقد التفت من خطاب
السامري إلى خطاب الأمة إعراضا عن خطابه تحقيرا له ، وقصدا لتنبيههم على خطئهم ، وتعليمهم صفات الإله الحق ، واقتصر منها على الوحدانية وعموم العلم ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=28664_28663الوحدانية تجمع جميع الصفات ، كما قرر في دلالة كلمة التوحيد عليها في كتب علم الكلام .
[ ص: 301 ] وأما عموم العلم فهو إشارة إلى علم الله تعالى بجميع الكائنات الشاملة لأعمالهم ليرقبوه في خاصتهم .
واستعير فعل " وسع " لمعنى الإحاطة التامة ؛ لأن الإناء الواسع يحيط بأكثر أشياء مما هو دونه . وانتصب " علما " على أنه تمييز نسبة السعة إلى الله تعالى ، فيئول المعنى : وسع علمه كل شيء ، أي لا يقتصر عن الاطلاع على أخفى الأشياء ، كما أفاد لفظ " كل " المفيد للعموم . وتقدم قريب منه عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وسع كرسيه السماوات والأرض في سورة البقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=98nindex.php?page=treesubj&link=28991إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
هَذِهِ الْجُمْلَةُ مِنْ حِكَايَةِ كَلَامِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَمَوْقِعُهَا مَوْقِعُ التَّذْيِيلِ لِوَعْظِهِ . وَقَدِ الْتَفَتَ مِنْ خِطَابِ
السَّامِرِيِّ إِلَى خِطَابِ الْأُمَّةِ إِعْرَاضًا عَنْ خِطَابِهِ تَحْقِيرًا لَهُ ، وَقَصْدًا لِتَنْبِيهِهِمْ عَلَى خَطَئِهِمْ ، وَتَعْلِيمِهِمْ صِفَاتَ الْإِلَهِ الْحَقِّ ، وَاقْتَصَرَ مِنْهَا عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ وَعُمُومِ الْعِلْمِ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28664_28663الْوَحْدَانِيَّةَ تَجْمَعُ جَمِيعَ الصِّفَاتِ ، كَمَا قُرِّرَ فِي دَلَالَةِ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ عَلَيْهَا فِي كُتُبِ عِلْمِ الْكَلَامِ .
[ ص: 301 ] وَأَمَّا عُمُومُ الْعِلْمِ فَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى بِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ الشَّامِلَةِ لِأَعْمَالِهِمْ لِيَرْقُبُوهُ فِي خَاصَّتِهِمْ .
وَاسْتُعِيرَ فِعْلُ " وَسِعَ " لِمَعْنَى الْإِحَاطَةِ التَّامَّةِ ؛ لِأَنَّ الْإِنَاءَ الْوَاسِعَ يُحِيطُ بِأَكْثَرِ أَشْيَاءَ مِمَّا هُوَ دُونَهُ . وَانْتَصَبَ " عِلْمًا " عَلَى أَنَّهُ تَمْيِيزُ نِسْبَةِ السَّعَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَيُئَوَّلُ الْمَعْنَى : وَسِعَ عِلْمُهُ كُلَّ شَيْءٍ ، أَيْ لَا يَقْتَصِرُ عَنِ الِاطِّلَاعِ عَلَى أَخْفَى الْأَشْيَاءِ ، كَمَا أَفَادَ لَفْظُ " كُلِّ " الْمُفِيدُ لِلْعُمُومِ . وَتَقَدَّمَ قَرِيبٌ مِنْهُ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .