nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28999_31912ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون المقصود من الآيات السابقة ابتداء من قوله " فلما أتاها نودي " إلى هنا الاعتبار بعاقبة المكذبين القائلين
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ليقاس النظير
[ ص: 128 ] على النظير ، فقد كان المشركون يقولون مثل ذلك يريدون إفحام الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه لو كان الله أرسله حقا لكان أرسل إلى الأجيال من قبله ، ولما كان الله يترك الأجيال التي قبلهم بدون رسالة رسول ، ثم يرسل إلى الجيل الأخير ، فكان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى إتماما لتنظير رسالة
محمد صلى الله عليه وسلم برسالة
موسى عليه السلام في أنها جاءت بعد فترة طويلة لا رسالة فيها ، مع الإشارة إلى أن سبق إرسال الرسل إلى الأمم شيء واقع بشهادة التواتر ، وأنه قد ترتب على تكذيب الأمم رسلهم إهلاك القرون الأولى ، فلم يكن ذلك موجبا لاستمرار إرسال الرسل متعاقبين بل كانوا يجيئون في أزمنة متفرقة ; فإذا كان المشركون يحاولون بقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين إبطال رسالة
محمد صلى الله عليه وسلم بعلة تأخر زمانها سفسطة ووهما ، فإن دليلهم مقدوح فيه بقادح القلب ، بأن الرسل قد جاءوا إلى الأمم من قبل ، ثم جاء
موسى بعد فترة من الرسل . وقد كان المشركون لما بهرهم أمر الإسلام لاذوا
باليهود يسترشدونهم في طرق المجادلة الدينية ، فكان المشركون يخلطون ما يلقنهم
اليهود من المغالطات بما استقر في نفوسهم من تضليل أيمة الشرك ، فيأتون بكلام يلعن بعضه بعضا ، فمرة يقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين وهو من مجادلات الأميين ، ومرة يقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91ما أنزل الله على بشر من شيء ، فكان القرآن يدمغ باطلهم بحجة الحق بإلزامهم تناقض مقالاتهم . وهذه الآية من ذلك فهي حجة بتنظير رسالة
محمد برسالة
موسى عليهما الصلاة والسلام ، والمقصود منها ذكر القرون الأولى .
وأما ذكر إهلاكهم فهو إدماج للنذارة في ضمن الاستدلال . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى تخلص من قصة بعثة
موسى عليه السلام إلى تأييد بعثة
محمد صلى الله عليه وسلم . والمقصود قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) .
ثم إن القرآن أعرض عن بيان حكمة الفتر التي تسبق إرسال الرسل ، واقتصر على بيان الحكمة في الإرسال عقبها ؛ لأنه المهم في مقام نقض حجة المبطلين
[ ص: 129 ] للرسالة أو اكتفاء بأن ذلك أمر واقع لا يستطاع إنكاره ، وهو المقصود هنا ، وأما حكمة الفصل بالفتر فشيء فوق مراتب عقولهم . فأشار بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون إلى بيان حكمة الإرسال عقب الفترة . وأشار بقوله " من بعد ما أهلكنا القرون الأولى " إلى الأمم التي استأصلها الله لتكذيبها رسل الله .
فتأكيد الجملة بلام القسم وحرف التحقيق لتنزيل المخاطبين منزلة المنكرين لوقوع ذلك حتى يحتاج معهم إلى التأكيد بالقسم ، فموقع التأكيد هو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43من بعد ما أهلكنا القرون الأولى .
والكتاب : التوراة التي خاطب الله بها
موسى عليه السلام . والبصائر : جمع بصيرة ، وهي إدراك العقل ، سمي بصيرة اشتقاقا من بصر العين ، وجعل الكتاب بصائر باعتبار عدة دلائله وكثرة بيناته ، كما في الآية الأخرى ، قال
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=102لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر .
والقرون الأولى :
قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط . والقرن : الأمة ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كم أهلكنا من قبلهم من قرن . وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341439خير القرون قرني .
والناس هم الذين أرسل إليهم
موسى من
بني إسرائيل وقوم فرعون ، ولمن يريد أن يهتدي بهديه مثل الذين تهودوا من عرب
اليمن ، وهدى ورحمة لهم ، ولمن يقتبس منهم قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور . ومن جملة ما تشتمل عليه التوراة تحذيرها من عبادة الأصنام .
وضمير " لعلهم يتذكرون " عائد إلى الناس الذين خوطبوا بالتوراة ، أي فكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=19963إرسال محمد لكم هدى ورحمة لعلكم تتذكرون .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=28999_31912وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْآيَاتِ السَّابِقَةِ ابْتِدَاءً مِنْ قَوْلِهِ " فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ " إِلَى هُنَا الِاعْتِبَارُ بِعَاقِبَةِ الْمُكَذِّبِينَ الْقَائِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ لِيُقَاسَ النَّظِيرُ
[ ص: 128 ] عَلَى النَّظِيرِ ، فَقَدْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ يُرِيدُونَ إِفْحَامَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ اللَّهُ أَرْسَلَهُ حَقًّا لَكَانَ أُرْسِلَ إِلَى الْأَجْيَالِ مِنْ قَبْلِهِ ، وَلَمَا كَانَ اللَّهُ يَتْرُكُ الْأَجْيَالَ الَّتِي قَبْلَهُمْ بِدُونِ رِسَالَةِ رَسُولٍ ، ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَى الْجِيلِ الْأَخِيرِ ، فَكَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى إِتْمَامًا لِتَنْظِيرِ رِسَالَةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِسَالَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَنَّهَا جَاءَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ لَا رِسَالَةَ فِيهَا ، مَعَ الْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ سَبْقَ إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَى الْأُمَمِ شَيْءٌ وَاقِعٌ بِشَهَادَةِ التَّوَاتُرِ ، وَأَنَّهُ قَدْ تَرَتَّبَ عَلَى تَكْذِيبِ الْأُمَمِ رُسُلَهُمْ إِهْلَاكُ الْقُرُونِ الْأُولَى ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُوجِبًا لِاسْتِمْرَارِ إِرْسَالِ الرُّسُلِ مُتَعَاقِبِينَ بَلْ كَانُوا يَجِيئُونَ فِي أَزْمِنَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ ; فَإِذَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحَاوِلُونَ بِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ إِبْطَالَ رِسَالَةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِلَّةِ تَأَخُّرِ زَمَانِهَا سَفْسَطَةً وَوَهَمًا ، فَإِنَّ دَلِيلَهُمْ مَقْدُوحٌ فِيهِ بِقَادِحِ الْقَلْبِ ، بِأَنَّ الرُّسُلَ قَدْ جَاءُوا إِلَى الْأُمَمِ مِنْ قَبْلُ ، ثُمَّ جَاءَ
مُوسَى بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ . وَقَدْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ لَمَّا بَهَرَهُمْ أَمْرُ الْإِسْلَامِ لَاذُوا
بِالْيَهُودِ يَسْتَرْشِدُونَهُمْ فِي طُرُقِ الْمُجَادَلَةِ الدِّينِيَّةِ ، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَخْلِطُونَ مَا يُلَقِّنُهُمُ
الْيَهُودُ مِنَ الْمُغَالَطَاتِ بِمَا اسْتَقَرَّ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ تَضْلِيلِ أَيِمَّةِ الشِّرْكِ ، فَيَأْتُونَ بِكَلَامٍ يَلْعَنُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، فَمَرَّةً يَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ وَهُوَ مِنْ مُجَادَلَاتِ الْأُمِّيِّينَ ، وَمَرَّةً يَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بِشْرٍ مِنْ شَيْءٍ ، فَكَانَ الْقُرْآنُ يَدْمَغُ بَاطِلَهُمْ بِحُجَّةِ الْحَقِّ بِإِلْزَامِهِمْ تَنَاقُضَ مَقَالَاتِهِمْ . وَهَذِهِ الْآيَةُ مِنْ ذَلِكَ فَهِيَ حُجَّةٌ بِتَنْظِيرِ رِسَالَةِ
مُحَمَّدٍ بِرِسَالَةِ
مُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْهَا ذِكْرُ الْقُرُونِ الْأُولَى .
وَأَمَّا ذِكْرُ إِهْلَاكِهِمْ فَهُوَ إِدْمَاجٌ لِلنِّذَارَةِ فِي ضِمْنِ الِاسْتِدْلَالِ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى تَخَلُّصٌ مِنْ قِصَّةِ بِعْثَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى تَأْيِيدِ بِعْثَةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالْمَقْصُودُ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى ) .
ثُمَّ إِنَّ الْقُرْآنَ أَعْرَضَ عَنْ بَيَانِ حِكْمَةِ الْفِتَرِ الَّتِي تَسْبِقُ إِرْسَالَ الرُّسُلِ ، وَاقْتَصَرَ عَلَى بَيَانِ الْحِكْمَةِ فِي الْإِرْسَالِ عَقِبَهَا ؛ لِأَنَّهُ الْمُهِمُّ فِي مَقَامِ نَقْضِ حُجَّةِ الْمُبْطِلِينَ
[ ص: 129 ] لِلرِّسَالَةِ أَوِ اكْتِفَاءً بِأَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ وَاقِعٌ لَا يُسْتَطَاعُ إِنْكَارُهُ ، وَهُوَ الْمَقْصُودُ هُنَا ، وَأَمَّا حِكْمَةُ الْفَصْلِ بِالْفِتَرِ فَشَيْءٌ فَوْقَ مَرَاتِبِ عُقُولِهِمْ . فَأَشَارَ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ إِلَى بَيَانِ حِكْمَةِ الْإِرْسَالِ عَقِبَ الْفَتْرَةِ . وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ " مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى " إِلَى الْأُمَمِ الَّتِي اسْتَأْصَلَهَا اللَّهُ لِتَكْذِيبِهَا رُسُلَ اللَّهِ .
فَتَأْكِيدُ الْجُمْلَةِ بِلَامِ الْقَسَمِ وَحَرْفِ التَّحْقِيقِ لِتَنْزِيلِ الْمُخَاطَبِينَ مَنْزِلَةَ الْمُنْكِرِينَ لِوُقُوعِ ذَلِكَ حَتَّى يُحْتَاجَ مَعَهُمْ إِلَى التَّأْكِيدِ بِالْقَسَمِ ، فَمَوْقِعُ التَّأْكِيدِ هُوَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى .
وَالْكِتَابُ : التَّوْرَاةُ الَّتِي خَاطَبَ اللَّهُ بِهَا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَالْبَصَائِرُ : جَمْعُ بَصِيرَةٍ ، وَهِيَ إِدْرَاكُ الْعَقْلِ ، سُمِّيَ بَصِيرَةً اشْتِقَاقًا مِنْ بَصَرِ الْعَيْنِ ، وَجُعِلَ الْكِتَابُ بَصَائِرَ بِاعْتِبَارِ عِدَّةِ دَلَائِلِهِ وَكَثْرَةِ بَيِّنَاتِهِ ، كَمَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى ، قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=102لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ .
وَالْقُرُونُ الْأُولَى :
قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمُ لُوطٍ . وَالْقَرْنُ : الْأُمَّةُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ . وَفِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341439خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي .
وَالنَّاسُ هُمُ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ
مُوسَى مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَوْمِ فِرْعَوْنَ ، وَلِمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَهْتَدِيَ بِهَدْيِهِ مِثْلِ الَّذِينَ تَهَوَّدُوا مِنْ عَرَبِ
الْيَمَنِ ، وَهَدًى وَرَحْمَةً لَهُمْ ، وَلِمَنْ يَقْتَبِسُ مِنْهُمْ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ . وَمِنْ جُمْلَةِ مَا تَشْتَمِلُ عَلَيْهِ التَّوْرَاةُ تَحْذِيرُهَا مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ .
وَضَمِيرُ " لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " عَائِدٌ إِلَى النَّاسِ الَّذِينَ خُوطِبُوا بِالتَّوْرَاةِ ، أَيْ فَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=19963إِرْسَالُ مُحَمَّدٍ لَكُمْ هُدًى وَرَحْمَةٌ لَعَلَّكُمْ تَتَذَكَّرُونَ .