nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83nindex.php?page=treesubj&link=29007_33679_29687_33143فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون الفاء فصيحة ، أي إذا ظهر كل ما سمعتم من الدلائل على عظيم قدرة الله وتفرده بالإلهية وأنه يعيدكم بعد الموت فينشأ تنزيهه عن أقوالهم في شأنه المفضية إلى نقص عظمته لأن بيده الملك الأتم لكل موجود .
والملكوت : مبالغة في الملك - بكسر الميم - فإن مادة فعلوت وردت بقلة في اللغة العربية . من ذلك قولهم : رهبوت ورحموت ، ومن أقوالهم الشبيهة بالأمثال رهبوت خير من رحموت أي لأن يرهبك الناس خير من أن يرحموك ، أي لأن تكون عزيزا يخشى بأسك خير من أن تكون هينا يرق لك الناس ، وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض في سورة الأنعام .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83وإليه ترجعون عطف على جملة التسبيح عطف الخبر على الإنشاء فهو مما شملته الفصيحة . والمعنى : قد اتضح أنكم صائرون إليه غير خارجين من قبضة ملكه وذلك بإعادة خلقكم بعد الموت .
وتقديم ( إليه ) على ( ترجعون ) للاهتمام ورعاية الفاصلة ؛ لأنهم لم يكونوا يزعمون أن ثمة رجعة إلى غيره ، ولكنهم ينكرون المعاد من أصله .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83nindex.php?page=treesubj&link=29007_33679_29687_33143فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ الْفَاءُ فَصِيحَةٌ ، أَيْ إِذَا ظَهَرَ كُلُّ مَا سَمِعْتُمْ مِنَ الدَّلَائِلِ عَلَى عَظِيمِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَتَفَرُّدِهِ بِالْإِلَهِيَّةِ وَأَنَّهُ يُعِيدُكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ فَيَنْشَأُ تَنْزِيهُهُ عَنْ أَقْوَالِهِمْ فِي شَأْنِهِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى نَقْصِ عَظْمَتِهِ لِأَنَّ بِيَدِهِ الْمُلْكَ الْأَتَمَّ لِكُلِّ مَوْجُودٍ .
وَالْمَلَكُوتُ : مُبَالَغَةٌ فِي الْمِلْكِ - بِكَسْرِ الْمِيمِ - فَإِنَّ مَادَّةَ فَعَلَوْتٍ وَرَدَتْ بِقِلَّةٍ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ . مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : رَهَبُوتٌ وَرَحَمُوتٌ ، وَمِنْ أَقْوَالِهِمُ الشَّبِيهَةِ بِالْأَمْثَالِ رَهَبُوتٌ خَيْرُ مِنْ رَحَمُوتٍ أَيْ لَأَنْ يَرْهَبَكَ النَّاسُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَرْحَمُوكَ ، أَيْ لَأَنْ تَكُونَ عَزِيزًا يُخْشَى بَأْسُكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَيِّنًا يَرِقُّ لَكَ النَّاسُ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ التَّسْبِيحِ عَطْفَ الْخَبَرِ عَلَى الْإِنْشَاءِ فَهُوَ مِمَّا شَمِلَتْهُ الْفَصِيحَةُ . وَالْمَعْنَى : قَدِ اتَّضَحَ أَنَّكُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ غَيْرَ خَارِجِينَ مِنْ قَبْضَةِ مُلْكِهِ وَذَلِكَ بِإِعَادَةِ خَلْقِكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ .
وَتَقْدِيمُ ( إِلَيْهِ ) عَلَى ( تُرْجَعُونَ ) لِلِاهْتِمَامِ وَرِعَايَةِ الْفَاصِلَةِ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ ثَمَّةَ رَجْعَةً إِلَى غَيْرِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ يُنْكِرُونَ الْمَعَادَ مِنْ أَصْلِهِ .