[ ص: 67 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29013_30295_30250_32238الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب
قد علمتم أن من جملة محاجة المشركين في الله ومن أشدها تشغيبا في زعمهم محاجتهم بإنكار البعث كما في قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة ، وقال
شداد بن الأسود :
يخبرنا الرسول بأن سنحيا وكيف حياة أصداء وهام
وقد دحض الله حجتهم في مواضع من كتابه بنفي استحالته ، وبدليل إمكانه ، وأومأ هنا إلى مقتضي إيجابه ، فبين أن البعث والجزاء حق وعدل فكيف لا يقدره مدبر الكون ومنزل الكتاب والميزان . وقد أشارت إلى هذا المعنى آيات كثيرة منها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين .
وأكثرها جاء نظمها على نحو الترتيب الذي في نظم هذه الآية من الابتداء بما يذكر بحكمة الإيجاد وأن تمام الحكمة بالجزاء على الأعمال .
فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان تمهيد لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وما يدريك لعل الساعة قريب ، لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وما يدريك لعل الساعة قريب يؤذن بمقدر يقتضيه المعنى ، تقديره : فجعل الجزاء للسائرين على الحق والناكبين عنه في يوم الساعة فلا محيص للعباد عن لقاء الجزاء وما يدريك لعل الساعة قريب ، فهو ناظر إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى . وهذه الجملة موقعها من جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16والذين يحاجون في الله موقع الدليل ، والدليل من ضروب البيان ، ولذلك فصلت الجملة عن التي قبلها لشدة اتصال معناها بمعنى الأخرى .
والإخبار عن اسم الجلالة باسم الموصول الذي مضمون صلته إنزاله الكتاب
[ ص: 68 ] والميزان ، لأجل ما في الموصولية من الإيماء إلى وجه بناء الخبر الآتي ، وأنه من جنس الحق والعدل ، مثل الموصول في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين .
ولام التعريف في ( الكتاب ) لتعريف الجنس ، أي إنزال الكتب وهو ينظر إلى قوله آنفا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب .
والباء في ( بالحق ) للملابسة ، أي أنزل الكتب مقترنة بالحق بعيدة عن الباطل .
والحق : كل ما يحق ، أي يجب في باب الصلاح عمله ويصح أن يفسر بالأغراض الصحيحة النافعة .
والميزان حقيقته : آلة الوزن ، والوزن : تقدير ثقل جسم ، والميزان آلة ذات كفتين معتدلتين معلقتين في طرفي قضيب مستو معتدل ، له عروة في وسطه ، بحيث لا تتدلى إحدى الكفتين على الأخرى إذا أمسك القضيب من عروته .
والميزان هنا مستعار للعدل والهدي بقرينة قوله : ( أنزل ) فإن الدين هو المنزل والدين يدعو إلى العدل والإنصاف في المجادلة في الدين وفي إعطاء الحقوق ، فشبه بالميزان في تساوي رجحان كفتيه قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وما يدريك لعل الساعة قريب معطوفة على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ، والمناسبة هي ما ذكرناه من إيذان تلك الجملة بمقدر .
وكلمة وما يدريك جارية مجرى المثل ، والكاف منها خطاب لغير معين بمعنى : قد تدري ، أي قد يدري الداري ، فـ ( ما ) استفهامية والاستفهام مستعمل في التنبيه والتهيئة . و ( يدريك ) من الدراية بمعنى العلم وقد علق فعل ( يدري ) عن العمل بحرف الترجي .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كل ما جاء فعل ما أدراك فقد أعلمه الله به ( أي بينه له ) عقب كلمة ( ما أدراك ) فقد أعلمه الله به ( أي بينه له ) عقب كلمة ( ما أدراك ) نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه نار حامية وكل ما جاء فيه وما يدريك
[ ص: 69 ] لم يعلمه به أي لم يعقبه بما يبين إبهامه نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وما يدريك لعل الساعة قريب nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى . ولعل معنى هذا الكلام أن الاستعمال خص كل صيغة من هاتين الصيغتين بهذا الاستعمال فتأمل .
والمعنى : أي شيء يعلمك أيها السامع الساعة قريبا ، أي مقتضي علمك متوفر ، فالخطاب لغير معين ، وفي معناه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون في سورة الأنعام .
والإخبار عن الساعة بـ ( قريب ) وهو غير مؤنث لأنه غلب لزوم كلمة قريب وبعيد للتذكير باعتبار شيء كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56إن رحمة الله قريب من المحسنين وقد تقدم في سورة الأعراف .
[ ص: 67 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29013_30295_30250_32238اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ
قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مِنْ جُمْلَةِ مُحَاجَّةِ الْمُشْرِكِينَ فِي اللَّهِ وَمِنْ أَشَدِّهَا تَشْغِيبًا فِي زَعْمِهِمْ مُحَاجَّتَهُمْ بِإِنْكَارِ الْبَعْثِ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ، وَقَالَ
شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ :
يُخَبِّرُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ
وَقَدْ دَحَضَ اللَّهُ حُجَّتَهُمْ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ بِنَفْيِ اسْتِحَالَتِهِ ، وَبِدَلِيلِ إِمْكَانِهِ ، وَأَوْمَأَ هُنَا إِلَى مُقْتَضِي إِيجَابِهِ ، فَبَيَّنَ أَنَّ الْبَعْثَ وَالْجَزَاءَ حَقٌّ وَعَدْلٌ فَكَيْفَ لَا يُقَدِّرُهُ مُدَبِّرُ الْكَوْنِ وَمُنَزِّلُ الْكِتَابِ وَالْمِيزَانِ . وَقَدْ أَشَارَتْ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى آيَاتٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ .
وَأَكْثَرُهَا جَاءَ نَظْمُهَا عَلَى نَحْوِ التَّرْتِيبِ الَّذِي فِي نَظْمِ هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ الِابْتِدَاءِ بِمَا يُذَكِّرُ بِحِكْمَةِ الْإِيجَادِ وَأَنَّ تَمَامَ الْحِكْمَةِ بِالْجَزَاءِ عَلَى الْأَعْمَالِ .
فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ تَمْهِيدٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يُؤْذِنُ بِمُقَدَّرٍ يَقْتَضِيهِ الْمَعْنَى ، تَقْدِيرُهُ : فَجَعَلَ الْجَزَاءَ لِلسَّائِرِينَ عَلَى الْحَقِّ وَالنَّاكِبِينَ عَنْهُ فِي يَوْمِ السَّاعَةِ فَلَا مَحِيصَ لِلْعِبَادِ عَنْ لِقَاءِ الْجَزَاءِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ، فَهُوَ نَاظِرٌ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى . وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مَوْقِعُهَا مِنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مَوْقِعُ الدَّلِيلِ ، وَالدَّلِيلُ مِنْ ضُرُوبِ الْبَيَانِ ، وَلِذَلِكَ فُصِلَتِ الْجُمْلَةُ عَنِ الَّتِي قَبْلَهَا لِشِدَّةِ اتِّصَالِ مَعْنَاهَا بِمَعْنَى الْأُخْرَى .
وَالْإِخْبَارُ عَنِ اسْمِ الْجَلَالَةِ بِاسْمِ الْمَوْصُولِ الَّذِي مَضْمُونُ صِلَتِهِ إِنْزَالُهُ الْكِتَابَ
[ ص: 68 ] وَالْمِيزَانَ ، لِأَجْلِ مَا فِي الْمَوْصُولِيَّةِ مِنَ الْإِيمَاءِ إِلَى وَجْهِ بِنَاءِ الْخَبَرِ الْآتِي ، وَأَنَّهُ مِنْ جِنْسِ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ ، مِثْلَ الْمَوْصُولِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ .
وَلَامُ التَّعْرِيفِ فِي ( الْكِتَابِ ) لِتَعْرِيفِ الْجِنْسِ ، أَيْ إِنْزَالُ الْكُتُبِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى قَوْلِهِ آنِفًا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ .
وَالْبَاءُ فِي ( بِالْحَقِّ ) لِلْمُلَابَسَةِ ، أَيْ أَنْزَلَ الْكُتُبَ مُقْتَرِنَةً بِالْحَقِّ بَعِيدَةً عَنِ الْبَاطِلِ .
وَالْحَقُّ : كُلُّ مَا يَحِقُّ ، أَيْ يَجِبُ فِي بَابِ الصَّلَاحِ عَمَلُهُ وَيَصِحُّ أَنْ يُفَسَّرَ بِالْأَغْرَاضِ الصَّحِيحَةِ النَّافِعَةِ .
وَالْمِيزَانُ حَقِيقَتُهُ : آلَةُ الْوَزْنِ ، وَالْوَزْنُ : تَقْدِيرُ ثِقَلِ جِسْمٍ ، وَالْمِيزَانُ آلَةٌ ذَاتُ كِفَّتَيْنِ مُعْتَدِلَتَيْنِ مُعَلَّقَتَيْنِ فِي طَرَفَيْ قَضِيبٍ مُسْتَوٍ مُعْتَدِلٍ ، لَهُ عُرْوَةٌ فِي وَسَطِهِ ، بِحَيْثُ لَا تَتَدَلَّى إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى إِذَا أُمْسِكَ الْقَضِيبُ مِنْ عُرْوَتِهِ .
وَالْمِيزَانُ هُنَا مُسْتَعَارٌ لِلْعَدْلِ وَالْهَدْيِ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ : ( أَنْزَلَ ) فَإِنَّ الدِّينَ هُوَ الْمُنَزَّلُ وَالدِّينُ يَدْعُو إِلَى الْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ فِي الْمُجَادَلَةِ فِي الدِّينِ وَفِي إِعْطَاءِ الْحُقُوقِ ، فَشُبِّهَ بِالْمِيزَانِ فِي تَسَاوِي رُجْحَانِ كِفَّتَيْهِ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ، وَالْمُنَاسَبَةُ هِيَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ إِيذَانِ تِلْكَ الْجُمْلَةِ بِمُقَدَّرٍ .
وَكَلِمَةُ وَمَا يُدْرِيكَ جَارِيَةٌ مَجْرَى الْمَثَلِ ، وَالْكَافُ مِنْهَا خِطَابٌ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ بِمَعْنَى : قَدْ تَدْرِي ، أَيْ قَدْ يَدْرِي الدَّارِي ، فَـ ( مَا ) اسْتِفْهَامِيَّةٌ وَالِاسْتِفْهَامُ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّنْبِيهِ وَالتَّهْيِئَةِ . وَ ( يُدْرِيكَ ) مِنَ الدِّرَايَةِ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَقَدْ عُلِّقَ فِعْلُ ( يَدْرِي ) عَنِ الْعَمَلِ بِحَرْفِ التَّرَجِّي .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ كُلُّ مَا جَاءَ فِعْلُ مَا أَدْرَاكَ فَقَدْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ بِهِ ( أَيْ بَيَّنَهُ لَهُ ) عَقِبَ كَلِمَةِ ( مَا أَدْرَاكَ ) فَقَدْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ بِهِ ( أَيْ بَيَّنَهُ لَهُ ) عَقِبَ كَلِمَةِ ( مَا أَدْرَاكَ ) نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ وَكُلُّ مَا جَاءَ فِيهِ وَمَا يُدْرِيكَ
[ ص: 69 ] لَمْ يُعْلِمْهُ بِهِ أَيْ لَمْ يُعْقِبْهُ بِمَا يُبَيِّنُ إِبْهَامَهُ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . وَلَعَلَّ مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ الِاسْتِعْمَالَ خَصَّ كُلَّ صِيغَةٍ مِنْ هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ بِهَذَا الِاسْتِعْمَالِ فَتَأَمَّلْ .
وَالْمَعْنَى : أَيُّ شَيْءٍ يُعْلِمُكَ أَيُّهَا السَّامِعُ السَّاعَةَ قَرِيبًا ، أَيْ مُقْتَضِي عِلْمِكَ مُتَوَفِّرٌ ، فَالْخِطَابُ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ ، وَفِي مَعْنَاهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
وَالْإِخْبَارُ عَنِ السَّاعَةِ بِـ ( قَرِيبٌ ) وَهُوَ غَيْرُ مُؤَنَّثٍ لِأَنَّهُ غَلَبَ لُزُومُ كَلِمَةِ قَرِيبٍ وَبَعِيدٍ لِلتَّذْكِيرِ بِاعْتِبَارِ شَيْءٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ .