قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28987_29705_29706ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ، قوله : ويجعلون ، أي : يعتقدون . ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن
nindex.php?page=treesubj&link=29706_29705الكفار يعتقدون أن لله بنات إناثا ، وذلك أن خزاعة وكنانة كانوا يقولون : الملائكة بنات الله ; كما بينه تعالى بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا الآية [ 43 \ 19 ] ، فزعموا لله الأولاد ، ومع ذلك زعموا له أخس الولدين وهو الأنثى ، فالإناث التي جعلوها لله يكرهونها لأنفسهم ويأنفون منها ; كما قال تعالى عنهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا [ 16 \ 58 ] ، أي ; لأن شدة الحزن والكآبة تسود لون الوجه :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وهو كظيم [ 16 \ 58 ] ، أي : ممتلئ حزنا وهو ساكت . وقيل : ممتلئ غيظا على امرأته التي ولدت له الأنثى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم من سوء ما بشر به [ 16 \ 59 ] ، أي : يختفي من أصحابه من أجل سوء ما بشر به لئلا يروا ما هو فيه من الحزن والكآبة ، أو لئلا يشمتوا به ويعيروه . ويحدث نفسه وينظر :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أيمسكه ، أي : ما بشر به وهو الأنثى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59على هون [ 16 \ 59 ] ، أي : هوان وذل .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أم يدسه [ 16 \ 59 ] ، في التراب : أي : يدفن المذكور الذي هو الأنثى حيا في التراب ، يعني : ما كانوا يفعلون بالبنات من الوأد وهو دفن البنت حية ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=8وإذا الموءودة سئلت nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=9بأي ذنب قتلت [ 81 \ 8 - 9 ] .
وأوضح - جل وعلا - هذه المعاني المذكورة في هذه الآيات في مواضع أخر ، فبين أن
[ ص: 388 ] جعلهم الإناث لله ، أو الذكور لأنفسهم قسمة غير عادلة ، وأنها من أعظم الباطل .
وبين أنه لو كان متخذا ولدا - سبحانه وتعالى - عن ذلك ! ; لاصطفى أحسن النصيبين ، ووبخهم على أن جعلوا له أخس الولدين ، وبين كذبهم في ذلك ، وشدة عظم ما نسبوه إليه . كل هذا ذكره في مواضع متعددة ; كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى [ 53 \ 21 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151ألا إنهم من إفكهم ليقولون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=152ولد الله وإنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=153أاصطفى البنات على البنين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154ما لكم كيف [ 37 \ 151 - 154 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=40أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما [ 17 \ 40 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين [ 43 \ 16 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=4لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار [ 39 \ 4 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أم له البنات ولكم البنون [ 52 \ 39 ] ، وقال - جل وعلا - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62ويجعلون لله ما يكرهون [ 16 \ 62 ] ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين [ 43 \ 18 ] ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=17وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم [ 43 \ 17 ] .
وبين شدة عظم هذا الافتراء ، بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=88وقالوا اتخذ الرحمن ولدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لقد جئتم شيئا إدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=91أن دعوا للرحمن ولدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=92وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=93إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا [ 19 \ 88 - 93 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=40إنكم لتقولون قولا عظيما [ 17 \ 40 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله في هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ولهم ما يشتهون [ 16 \ 57 ] ، مبتدأ وخبر . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء وغيرهما : أنه يجوز أن تكون " ما " [ 16 \ 59 ] في محل نصب عطفا على " البنات " [ 16 \ 57 ] ، أي : ويجعلون لله البنات ، ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون . أورد إعرابه بالنصب الزجاج ، وقال : العرب تستعمل في مثل هذا ويجعلون لأنفسهم ; قاله
القرطبي . وقال
أبو حيان " في البحر المحيط " : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز في " ما " في " ما يشتهون " الرفع على الابتداء ، والنصب على أن يكون معطوفا على " البنات " ، أي : وجعلوا لأنفسهم ما يشتهون من الذكور . انتهى . وهذا الذي أجازه من النصب تبع فيه
الفراء والحوفي وقال
أبو البقاء وقد حكاه : وفيه نظر . وذهل هؤلاء عن قاعدة في النحو
[ ص: 389 ] وهي : أن الفعل الرافع لضمير الاسم المتصل لا يتعدى إلى ضميره المتصل المنصوب .
; فلا يجوز : زيد ضربه ، أي : زيدا . تريد ضرب نفسه ، إلا في باب ظن وأخواتها من الأفعال القلبية ، أو فقد وعدم ; فيجوز : زيد ظنه قائما ، وزيد فقده ، وزيد عدمه . والضمير المجرور بالحرف كالمنصوب المتصل ; فلا يجوز : زيد غضب عليه ، تريد غضب على نفسه . فعلى هذا الذي تقرر لا يجوز النصب ; إذ يكون التقدير : ويجعلون لهم ما يشتهون . فالواو ضمير مرفوع " ولهم " [ 16 \ 57 ] مجرور باللام . فهو نظير : زيد غضب عليه . اه . والبشارة تطلق في العربية على الخبر بما يسر ، وبما يسوء . ومن إطلاقها على الخبر بما يسوء قوله هنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وإذا بشر أحدهم بالأنثى الآية [ 16 \ 58 ] ، ونظيره قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=21فبشرهم بعذاب أليم [ 53 \ 21 ] ، ونحو ذلك من الآيات .
وما ذكره - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : من بغضهم للبنات مشهور معروف في أشعارهم ; ولما خطبت إلى
عقيل بن علفة المري ابنته
الجرباء قال :
إني وإن سيق إلي المهر ألف وعبدان وذود عشر أحب أصهاري إلي القبر
ويروى
nindex.php?page=showalam&ids=16445لعبد الله بن طاهر قوله :
لكل أبي بنت يراعى شؤونها ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
فبعل يراعيها وخدر يكنها وقبر يواريها وخيرهم القبر
وهم يزعمون أن موجب رغبتهم في موتهن ، وشدة كراهيتهم لولادتهن : الخوف من العار ، وتزوج غير الأكفاء ، وأن تهان بناتهم بعد موتهم ; كما قال الشاعر في ابنة له تسمى
مودة :
مودة تهوى عمر شيخ يسره لها الموت قبل الليل لو أنها تدري
يخاف عليها جفوة الناس بعده ولا ختن يرجى أود من القبر
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28987_29705_29706وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ، قَوْلُهُ : وَيَجْعَلُونَ ، أَيْ : يَعْتَقِدُونَ . ذَكَرَ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29706_29705الْكُفَّارَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ لِلَّهِ بَنَاتٍ إِنَاثًا ، وَذَلِكَ أَنَّ خُزَاعَةَ وَكِنَانَةَ كَانُوا يَقُولُونَ : الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ; كَمَا بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا الْآيَةَ [ 43 \ 19 ] ، فَزَعَمُوا لِلَّهِ الْأَوْلَادَ ، وَمَعَ ذَلِكَ زَعَمُوا لَهُ أَخَسَّ الْوَلَدَيْنِ وَهُوَ الْأُنْثَى ، فَالْإِنَاثُ الَّتِي جَعَلُوهَا لِلَّهِ يَكْرَهُونَهَا لِأَنْفُسِهِمْ وَيَأْنَفُونَ مِنْهَا ; كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [ 16 \ 58 ] ، أَيْ ; لِأَنَّ شِدَّةَ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ تُسَوِّدُ لَوْنَ الْوَجْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَهُوَ كَظِيمٌ [ 16 \ 58 ] ، أَيْ : مُمْتَلِئٌ حُزْنًا وَهُوَ سَاكِتٌ . وَقِيلَ : مُمْتَلِئٌ غَيْظًا عَلَى امْرَأَتِهِ الَّتِي وَلَدَتْ لَهُ الْأُنْثَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ [ 16 \ 59 ] ، أَيْ : يَخْتَفِي مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَجْلِ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ لِئَلَّا يَرَوْا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ ، أَوْ لِئَلَّا يَشْمَتُوا بِهِ وَيُعَيِّرُوهُ . وَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ وَيَنْظُرُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَيُمْسِكُهُ ، أَيْ : مَا بُشِّرَ بِهِ وَهُوَ الْأُنْثَى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59عَلَى هُونٍ [ 16 \ 59 ] ، أَيْ : هَوَانٍ وَذُلٍّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَمْ يَدُسُّهُ [ 16 \ 59 ] ، فِي التُّرَابِ : أَيْ : يَدْفِنُ الْمَذْكُورَ الَّذِي هُوَ الْأُنْثَى حَيًّا فِي التُّرَابِ ، يَعْنِي : مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالْبَنَاتِ مِنَ الْوَأْدِ وَهُوَ دَفْنُ الْبِنْتِ حَيَّةً ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=8وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=9بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [ 81 \ 8 - 9 ] .
وَأَوْضَحَ - جَلَّ وَعَلَا - هَذِهِ الْمَعَانِيَ الْمَذْكُورَةَ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ ، فَبَيَّنَ أَنَّ
[ ص: 388 ] جَعْلَهُمُ الْإِنَاثَ لِلَّهِ ، أَوِ الذُّكُورَ لِأَنْفُسِهِمْ قِسْمَةٌ غَيْرُ عَادِلَةٍ ، وَأَنَّهَا مَنْ أَعْظَمِ الْبَاطِلِ .
وَبَيَّنَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مُتَّخِذًا وَلَدًا - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - عَنْ ذَلِكَ ! ; لَاصْطَفَى أَحْسَنَ النَّصِيبَيْنِ ، وَوَبَّخَهُمْ عَلَى أَنْ جَعَلُوا لَهُ أَخَسَّ الْوَلَدَيْنِ ، وَبَيَّنَ كَذِبَهُمْ فِي ذَلِكَ ، وَشِدَّةَ عِظَمِ مَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ . كُلُّ هَذَا ذَكَرَهُ فِي مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَةٍ ; كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى [ 53 \ 21 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=152وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=153أَاصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154مَا لَكُمْ كَيْفَ [ 37 \ 151 - 154 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=40أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا [ 17 \ 40 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ [ 43 \ 16 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=4لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [ 39 \ 4 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ [ 52 \ 39 ] ، وَقَالَ - جَلَّ وَعَلَا - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ [ 16 \ 62 ] ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ [ 43 \ 18 ] ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=17وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [ 43 \ 17 ] .
وَبَيَّنَ شِدَّةَ عِظَمِ هَذَا الِافْتِرَاءِ ، بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=88وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=91أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=92وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=93إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا [ 19 \ 88 - 93 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=40إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا [ 17 \ 40 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ [ 16 \ 57 ] ، مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ . وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُمَا : أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ " مَا " [ 16 \ 59 ] فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى " الْبَنَاتِ " [ 16 \ 57 ] ، أَيْ : وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ ، وَيَجْعَلُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا يَشْتَهُونَ . أَوْرَدَ إِعْرَابَهُ بِالنَّصْبِ الزَّجَّاجُ ، وَقَالَ : الْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ فِي مِثْلِ هَذَا وَيَجْعَلُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ; قَالَهُ
الْقُرْطُبِيُّ . وَقَالَ
أَبُو حَيَّانَ " فِي الْبَحْرِ الْمُحِيطِ " : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ فِي " مَا " فِي " مَا يَشْتَهُونَ " الرَّفْعُ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالنَّصْبُ عَلَى أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى " الْبَنَاتِ " ، أَيْ : وَجَعَلُوا لِأَنْفُسِهِمْ مَا يَشْتَهُونَ مِنَ الذُّكُورِ . انْتَهَى . وَهَذَا الَّذِي أَجَازَهُ مِنَ النَّصْبِ تَبِعَ فِيهِ
الْفَرَّاءَ وَالْحَوْفَيَّ وَقَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ وَقَدْ حَكَاهُ : وَفِيهِ نَظَرٌ . وَذَهَلَ هَؤُلَاءِ عَنْ قَاعِدَةٍ فِي النَّحْوِ
[ ص: 389 ] وَهِيَ : أَنَّ الْفِعْلَ الرَّافِعَ لِضَمِيرِ الِاسْمِ الْمُتَّصِلِ لَا يَتَعَدَّى إِلَى ضَمِيرِهِ الْمُتَّصِلِ الْمَنْصُوبِ .
; فَلَا يَجُوزُ : زَيْدٌ ضَرَبَهُ ، أَيْ : زَيْدًا . تُرِيدُ ضَرَبَ نَفْسَهُ ، إِلَّا فِي بَابِ ظَنَّ وَأَخَوَاتِهَا مِنَ الْأَفْعَالِ الْقَلْبِيَّةِ ، أَوْ فَقْدٍ وَعَدَمٍ ; فَيَجُوزُ : زَيْدٌ ظَنَّهُ قَائِمًا ، وَزَيْدٌ فَقَدَهُ ، وَزَيْدٌ عَدِمَهُ . وَالضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ بِالْحَرْفِ كَالْمَنْصُوبِ الْمُتَّصِلِ ; فَلَا يَجُوزُ : زَيْدٌ غَضِبَ عَلَيْهِ ، تُرِيدُ غَضِبَ عَلَى نَفْسِهِ . فَعَلَى هَذَا الَّذِي تَقَرَّرَ لَا يَجُوزُ النَّصْبُ ; إِذْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ : وَيَجْعَلُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ . فَالْوَاوُ ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ " وَلَهُمْ " [ 16 \ 57 ] مَجْرُورٌ بِاللَّامِ . فَهُوَ نَظِيرُ : زَيْدٌ غَضِبَ عَلَيْهِ . اه . وَالْبِشَارَةُ تُطْلَقُ فِي الْعَرَبِيَّةِ عَلَى الْخَبَرِ بِمَا يَسُرُّ ، وَبِمَا يَسُوءُ . وَمِنْ إِطْلَاقِهَا عَلَى الْخَبَرِ بِمَا يَسُوءُ قَوْلُهُ هُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى الْآيَةَ [ 16 \ 58 ] ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=21فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [ 53 \ 21 ] ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَمَا ذَكَرَهُ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : مِنْ بُغْضِهِمْ لِلْبَنَاتِ مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ فِي أَشْعَارِهِمْ ; وَلَمَّا خُطِبَتْ إِلَى
عَقِيلِ بْنِ عِلْفَةَ الْمُرِّيِّ ابْنَتُهُ
الْجَرْبَاءُ قَالَ :
إِنِّي وَإِنْ سِيقَ إِلَيَّ الْمَهْرُ أَلْفٌ وَعَبْدَانِ وَذَوْدُ عُشْرٍ أَحَبُّ أَصْهَارِي إِلَيَّ الْقَبْرُ
وَيُرْوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16445لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ قَوْلُهُ :
لِكُلِّ أَبِي بِنْتٍ يُرَاعَى شُؤُونَهَا ثَلَاثَةُ أَصْهَارٍ إِذَا حُمِدَ الصِّهْرُ
فَبَعْلٌ يُرَاعِيهَا وَخِدْرٌ يُكِنُّهَا وَقَبْرٌ يُوَارِيهَا وَخَيْرُهُمُ الْقَبْرُ
وَهُمُ يَزْعُمُونَ أَنَّ مُوجِبَ رَغْبَتِهِمْ فِي مَوْتِهِنَّ ، وَشَدَّةِ كَرَاهِيَتِهِمْ لِوِلَادَتِهِنَّ : الْخَوْفُ مِنَ الْعَارِ ، وَتَزَوُّجُ غَيْرِ الْأَكْفَاءِ ، وَأَنْ تُهَانَ بَنَاتُهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ ; كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ فِي ابْنَةٍ لَهُ تُسَمَّى
مَوَدَّةً :
مَوَدَّةُ تَهْوَى عُمْرَ شَيْخٍ يَسُرُّهُ لَهَا الْمَوْتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لَوْ أَنَّهَا تَدْرِي
يَخَافُ عَلَيْهَا جَفْوَةَ النَّاسِ بَعْدَهُ وَلَا خِتْنَ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ الْقَبْرِ