nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28979_32271_30614يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك ليس هذا تكريرا لما قبله فإن الأول مقيد بإرادة الخدع
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=62وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ( الأنفال : 62 ) فهذه كفاية خاصة ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله كفاية عامة غير مقيدة ، أي حسبك الله في كل حال .
والواو في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ومن اتبعك يحتمل أن تكون للعطف على الاسم الشريف . والمعنى : حسبك الله وحسبك المؤمنون : أي كافيك الله وكافيك المؤمنون .
ويحتمل أن تكون بمعنى " مع " كما تقول : حسبك وزيدا درهم ، والمعنى : كافيك وكافي المؤمنين الله ؛ لأن عطف الظاهر على المضمر في مثل هذه الصورة ممتنع كما تقرر في علم النحو ، وأجازه الكوفيون .
قال
الفراء : ليس بكثير في كلامهم أن تقول حسبك وأخيك ، بل المستعمل أن يقال : حسبك وحسب أخيك بإعادة الجار ، فلو كان قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ومن اتبعك مجرورا لقيل : حسبك الله وحسب من اتبعك ، واختار النصب على المفعول معه
النحاس .
وقيل : يجوز أن يكون المعنى : ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله فحذف الخبر .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28979_27470حرض المؤمنين على القتال أي حثهم وحضهم ، والتحريض في اللغة : المبالغة في الحث وهو كالتحضيض ، مأخوذ من الحرض ، وهو أن ينهكه المرض ويتبالغ فيه حتى يشفي على الموت كأنه ينسبه إلى الهلاك لو تخلف عن المأمور به ، ثم بشرهم تثبيتا لقلوبهم وتسكينا لخواطرهم بأن الصابرين منهم في القتال يغلبون عشرة أمثالهم من الكفار ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ثم زاد هذا إيضاحا مفيدا لعدم اختصاص هذه البشارة بهذا العدد ، بل هي جارية في كل عدد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا وفي هذا دلالة على أن الجماعة من المؤمنين قليلا كانوا أو كثيرا لا يغلبهم عشرة أمثالهم من الكفار بحال من الأحوال ، وقد وجد في الخارج ما يخالف ذلك ، فكم من طائفة من طوائف الكفار يغلبون من هو مثل عشرهم من المسلمين ، بل مثل نصفهم بل مثلهم .
وأجيب عن ذلك بأن وجود هذا في الخارج لا يخالف ما في الآية لاحتمال أن لا تكون الطائفة من المؤمنين متصفة بصفة الصبر ، وقيل : إن هذا الخبر الواقع في الآية هو في معنى الأمر ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233والوالدات يرضعن ( البقرة : 233 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228والمطلقات يتربصن ( البقرة : 228 ) فالمؤمنون كانوا مأمورين من جهة الله - سبحانه - بأن تثبت الجماعة منهم لعشرة أمثالهم ، ثم لما شق ذلك عليهم واستعظموه خفف عنهم ورخص لهم لما علمه - سبحانه - من وجود الضعف فيهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين إلى آخر الآية ، فأوجب على الواحد أن يثبت لاثنين من الكفار .
وقرأ
حمزة عن
عاصم " ضعفا " بفتح الضاد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65بأنهم قوم لا يفقهون متعلق بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يغلبوا أي إن هذا الغلب بسبب جهلهم وعدم فقههم ، وأنهم يقاتلون على غير بصيرة ، ومن كان هكذا فهو مغلوب في الغالب .
وقد قيل : في نكتة التنصيص على غلب العشرين للمائتين ، والمائة للألف أن سراياه التي كان بعثها - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينقص عددها عن العشرين ولا يجاوز المائة ، وقيل : في التنصيص فيما بعد ذلك على غلب المائة للمائتين والألف للألفين على أنه بشارة للمسلمين بأن عساكر الإسلام سيجاوز عددها العشرات والمئات إلى الألوف .
ثم أخبرهم بأن هذا الغلب هو بإذن الله وتسهيله وتيسيره لا بقوتهم وجلادتهم ، ثم بشرهم بأنه مع الصابرين ، وفيه الترغيب إلى الصبر ، والتأكيد عليهم بلزومه والتوصية به ، وأنه من أعظم أسباب النجاح والفلاح والنصر والظفر ؛ لأن من كان الله معه لم يستقم لأحد أن يغلبه .
وقد اختلف أهل العلم هل هذا التخفيف نسخ أم لا ؟ ولا يتعلق بذلك كثير فائدة .
وقد أخرج
البزار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : لما أسلم
عمر قال المشركون : قد انتصف القوم منا اليوم ، وأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين .
وأخرج الطبراني
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020303لما أسلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة وثلاثون رجلا وامرأة ، ثم إن عمر أسلم صاروا أربعين فنزل : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال :
لما أسلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة وثلاثون وست نسوة ثم أسلم عمر نزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في الآية قال : نزلت في الأنصار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، في تاريخه
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قال : حسبك الله وحسب من اتبعك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة ، وأن لا يفر عشرون من مائتين ، ثم نزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم الآية فكتب أن لا يفر مائة من مائتين قال
سفيان وقال
ابن شبرمة : وأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا ،
[ ص: 550 ] إن كانا رجلين أمرهما وإن كانوا ثلاثة فهو في سعة من تركهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
والنحاس ، في ناسخه
وابن مردويه ،
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة ، فجاء التخفيف
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم الآية قال : فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=28979_32271_30614يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ لَيْسَ هَذَا تَكْرِيرًا لِمَا قَبْلَهُ فَإِنَّ الْأَوَّلَ مُقَيَّدٌ بِإِرَادَةِ الْخَدْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=62وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ( الْأَنْفَالِ : 62 ) فَهَذِهِ كِفَايَةٌ خَاصَّةٌ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ كِفَايَةٌ عَامَّةٌ غَيْرُ مُقَيَّدَةٍ ، أَيْ حَسْبُكَ اللَّهُ فِي كُلِّ حَالٍ .
وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64وَمَنِ اتَّبَعَكَ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لِلْعَطْفِ عَلَى الِاسْمِ الشَّرِيفِ . وَالْمَعْنَى : حَسْبُكَ اللَّهُ وَحَسْبُكَ الْمُؤْمِنُونَ : أَيْ كَافِيكَ اللَّهُ وَكَافِيكَ الْمُؤْمِنُونَ .
وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى " مَعَ " كَمَا تَقُولُ : حَسْبُكَ وَزَيْدًا دِرْهَمٌ ، وَالْمَعْنَى : كَافِيكَ وَكَافِي الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُ ؛ لِأَنَّ عَطْفَ الظَّاهِرِ عَلَى الْمُضْمَرِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ مُمْتَنِعٌ كَمَا تَقَرَّرَ فِي عِلْمِ النَّحْوِ ، وَأَجَازَهُ الْكُوفِيُّونَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : لَيْسَ بِكَثِيرٍ فِي كَلَامِهِمْ أَنْ تَقُولَ حَسْبُكَ وَأَخِيكَ ، بَلِ الْمُسْتَعْمَلُ أَنْ يُقَالَ : حَسْبُكَ وَحَسْبُ أَخِيكَ بِإِعَادَةِ الْجَارِّ ، فَلَوْ كَانَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64وَمَنِ اتَّبَعَكَ مَجْرُورًا لَقِيلَ : حَسْبُكَ اللَّهُ وَحَسْبُ مَنِ اتَّبَعَكَ ، وَاخْتَارَ النَّصْبَ عَلَى الْمَفْعُولِ مَعَهُ
النَّحَّاسُ .
وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبُهُمُ اللَّهُ فَحَذَفَ الْخَبَرَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65nindex.php?page=treesubj&link=28979_27470حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ أَيْ حِثَّهُمْ وَحُضَّهُمْ ، وَالتَّحْرِيضُ فِي اللُّغَةِ : الْمُبَالَغَةُ فِي الْحَثِّ وَهُوَ كَالتَّحْضِيضِ ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَرَضِ ، وَهُوَ أَنْ يُنْهِكَهُ الْمَرَضُ وَيَتَبَالَغَ فِيهِ حَتَّى يُشْفِيَ عَلَى الْمَوْتِ كَأَنَّهُ يَنْسُبُهُ إِلَى الْهَلَاكِ لَوْ تَخَلَّفَ عَنِ الْمَأْمُورِ بِهِ ، ثُمَّ بَشَّرَهُمْ تَثْبِيتًا لِقُلُوبِهِمْ وَتَسْكِينًا لِخَوَاطِرِهِمْ بِأَنَّ الصَّابِرِينَ مِنْهُمْ فِي الْقِتَالِ يَغْلِبُونَ عَشْرَةً أَمْثَالَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ثُمَّ زَادَ هَذَا إِيضَاحًا مُفِيدًا لِعَدَمِ اخْتِصَاصِ هَذِهِ الْبِشَارَةِ بِهَذَا الْعَدَدِ ، بَلْ هِيَ جَارِيَةٌ فِي كُلِّ عَدَدٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْجَمَاعَةَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَلِيلًا كَانُوا أَوْ كَثِيرًا لَا يَغْلِبُهُمْ عَشْرَةُ أَمْثَالِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ ، وَقَدْ وُجِدَ فِي الْخَارِجِ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ ، فَكَمْ مِنْ طَائِفَةٍ مِنْ طَوَائِفِ الْكُفَّارِ يَغْلِبُونَ مَنْ هُوَ مِثْلُ عُشْرِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، بَلْ مِثْلُ نِصْفِهِمْ بَلْ مِثْلُهُمْ .
وَأُجِيبُ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ وُجُودَ هَذَا فِي الْخَارِجِ لَا يُخَالِفُ مَا فِي الْآيَةِ لِاحْتِمَالِ أَنْ لَا تَكُونَ الطَّائِفَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مُتَّصِفَةً بِصِفَةِ الصَّبْرِ ، وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الْخَبَرَ الْوَاقِعَ فِي الْآيَةِ هُوَ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ ( الْبَقَرَةِ : 233 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ ( الْبَقَرَةِ : 228 ) فَالْمُؤْمِنُونَ كَانُوا مَأْمُورِينَ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - بِأَنْ تَثْبُتَ الْجَمَاعَةُ مِنْهُمْ لِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِمْ ، ثُمَّ لَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَاسْتَعْظَمُوهُ خَفَّفَ عَنْهُمْ وَرَخَّصَ لَهُمْ لِمَا عَلِمَهُ - سُبْحَانَهُ - مِنْ وُجُودِ الضَّعْفِ فِيهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَأَوْجَبَ عَلَى الْوَاحِدِ أَنْ يَثْبُتَ لِاثْنَيْنِ مِنَ الْكُفَّارِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ عَنْ
عَاصِمٍ " ضَعْفًا " بِفَتْحِ الضَّادِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يَغْلِبُوا أَيْ إِنَّ هَذَا الْغَلَبَ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ وَعَدَمِ فِقْهِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ ، وَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ مَغْلُوبٌ فِي الْغَالِبِ .
وَقَدْ قِيلَ : فِي نُكْتَةِ التَّنْصِيصِ عَلَى غَلَبِ الْعِشْرِينَ لِلْمِائَتَيْنِ ، وَالْمِائَةِ لِلْأَلْفِ أَنَّ سَرَايَاهُ الَّتِي كَانَ بَعَثَهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لَا يَنْقُصُ عَدَدُهَا عَنِ الْعِشْرِينَ وَلَا يُجَاوِزُ الْمِائَةَ ، وَقِيلَ : فِي التَّنْصِيصِ فِيمَا بَعْدُ ذَلِكَ عَلَى غَلَبِ الْمِائَةِ لِلْمِائَتَيْنِ وَالْأَلِفِ لِلْأَلْفَيْنِ عَلَى أَنَّهُ بِشَارَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ بِأَنَّ عَسَاكِرَ الْإِسْلَامِ سَيُجَاوِزُ عَدَدُهَا الْعَشَرَاتِ وَالْمِئَاتِ إِلَى الْأُلُوفِ .
ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّ هَذَا الْغَلَبَ هُوَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَتَسْهِيلِهِ وَتَيْسِيرِهِ لَا بِقُوَّتِهِمْ وَجَلَادَتِهِمْ ، ثُمَّ بَشَّرَهُمْ بِأَنَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ، وَفِيهِ التَّرْغِيبُ إِلَى الصَّبْرِ ، وَالتَّأْكِيدُ عَلَيْهِمْ بِلُزُومِهِ وَالتَّوْصِيَةِ بِهِ ، وَأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ النَّجَاحِ وَالْفَلَاحِ وَالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ اللَّهُ مَعَهُ لَمْ يَسْتَقِمْ لِأَحَدٍ أَنْ يَغْلِبَهُ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ هَلْ هَذَا التَّخْفِيفُ نَسْخٌ أَمْ لَا ؟ وَلَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ كَثِيرُ فَائِدَةٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
الْبَزَّارُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَسْلَمَ
عُمَرُ قَالَ الْمُشْرِكُونَ : قَدِ انْتَصَفَ الْقَوْمُ مِنَّا الْيَوْمَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020303لَمَّا أَسْلَمَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا وَامْرَأَةٌ ، ثُمَّ إِنْ عُمَرَ أَسْلَمَ صَارُوا أَرْبَعِينَ فَنَزَلَ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ :
لَمَّا أَسْلَمَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ وَسِتُّ نِسْوَةٍ ثُمَّ أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ فِي الْآيَةِ قَالَ : نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، فِي تَارِيخِهِ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : حَسْبُكَ اللَّهُ وَحَسْبُ مَنِ اتَّبَعَكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ فَكَتَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ ، وَأَنْ لَا يَفِرَّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ ، ثُمَّ نَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ الْآيَةَ فَكَتَبَ أَنْ لَا يَفِرَّ مِائَةٌ مِنْ مِائَتَيْنِ قَالَ
سُفْيَانُ وَقَالَ
ابْنُ شُبْرُمَةَ : وَأَرَى الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ مِثْلَ هَذَا ،
[ ص: 550 ] إِنْ كَانَا رَجُلَيْنِ أَمَرَهُمَا وَإِنْ كَانُوا ثَلَاثَةً فَهُوَ فِي سِعَةٍ مِنْ تَرْكِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَالنَّحَّاسُ ، فِي نَاسِخِهِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ الْآيَةَ قَالَ : فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا خَفَّفَ عَنْهُمْ .