nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28983_31900_29855_24405يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين .
هذا هو بيان ما طلباه منه من تعبير رؤياهما ، والمراد بقوله : أما أحدكما هو الساقي ، وإنما أبهمه لكونه مفهوما أو لكراهة التصريح للخباز بأنه الذي سيصلب
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41فيسقي ربه خمرا أي مالكه ، وهي عهدته التي كان قائما بها في خدمة الملك ، فكأنه قال : أما أنت أيها الساقي فستعود إلى ما كنت عليه ويدعو بك الملك ويطلقك من الحبس وأما الآخر وهو الخباز
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41فيصلب فتأكل الطير من رأسه تعبيرا لما رآه من أنه يحمل فوق رأسه خبزا فتأكل الطير منه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قضي الأمر الذي فيه تستفتيان وهو ما رأياه وقصاه عليه ، يقال استفتاه : إذا طلب منه بيان حكم شيء سأله عنه مما أشكل عليه ، وهما قد سألاه تعبير ما أشكل عليهما من الرؤيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وقال للذي ظن أنه ناج منهما أي قال
يوسف ، والظان هو أيضا
يوسف ، والمراد بالظن العلم لأنه قد علم من الرؤيا نجاة الشرابي وهلاك الخباز ، هكذا قال جمهور المفسرين .
وقيل الظاهر على معناه ، لأن عابر الرؤيا إنما يظن ظنا ، والأول أولى وأنسب بحال الأنبياء .
ولا سيما وقد أخبر عن نفسه عليه السلام بأنه قد أطلعه الله على كل شيء من علم الغيب كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=37لا يأتيكما طعام ترزقانه [ يوسف 37 ] الآية ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42اذكرني عند ربك هي مقول القول أمره بأن يذكره عند سيده ويصفه بما شاهده منه من جودة التعبير والاطلاع على شيء من علم الغيب ، وكانت هذه المقالة منه عليه السلام صادرة عن ذهول ونسيان عن ذكر الله بسبب الشيطان ، فيكون ضمير المفعول في أنساه عائدا إلى
يوسف ، هكذا قال بعض المفسرين ويكون المراد بربه في قوله : ذكر ربه هو الله سبحانه : أي
nindex.php?page=treesubj&link=31900إنساء الشيطان يوسف ذكر الله تعالى في تلك الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وقال للذي ظن أنه ناج منهما يذكره عند سيده ليكون ذلك سببا لانتباهه على ما أوقعه من الظلم البين عليه بسجنه بعد أن رأى من الآيات ما يدل على براءته .
وذهب كثير من المفسرين إلى أن الذي أنساه الشيطان ذكر ربه هو الذي نجا من الغلامين : وهو الشرابي ، والمعنى : إنساء الشيطان الشرابي ذكر سيده : أي ذكره لسيده فلم يبلغ إليه ما أوصاه به
يوسف مع ذكره عند سيده ، ويكون المعنى : فأنساه الشيطان ذكر إخباره بما أمره به
[ ص: 698 ] يوسف مع خلوصه من السجن ورجوعه إلى ما كان عليه من القيام بسقي الملك ، وقد رجح هذا بكون الشيطان لا سبيل له على الأنبياء .
وأجيب بأن النسيان وقع من
يوسف ، ونسبته إلى الشيطان على طريق المجاز ، والأنبياء غير معصومين عن النسيان إلا فيما يخبرون به عن الله سبحانه ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020496إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني ورجح أيضا بأن النسيان ليس بذنب ، فلو كان الذي أنساه الشيطان ذكر ربه هو
يوسف لم يستحق العقوبة على ذلك بلبثه في السجن بضع سنين .
وأجيب بأن النسيان هنا بمعنى الترك ، وأنه عوقب بسبب استعانته بغير الله سبحانه ، ويؤيد رجوع الضمير إلى
يوسف ما بعده من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42فلبث في السجن بضع سنين ويؤيد رجوعه إلى الذي نجا من الغلامين قوله فيما سيأتي
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة سنة فلبث أي
يوسف في السجن بسبب ذلك القول الذي قاله للذي نجا من الغلامين ، أو بسبب ذلك الإنساء بضع سنين ، البضع : ما بين الثلاث إلى التسع كما حكاه
الهروي عن العرب .
وحكي عن
أبي عبيدة أن البضع : ما دون نصف العقد ، يعني ما بين واحد إلى أربعة ، وقيل ما بين ثلاث إلى سبع ، حكاه
قطرب .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أنه ما بين الثلاث إلى الخمس .
وقد اختلف في تعيين
nindex.php?page=treesubj&link=31900قدر المدة التي لبث قيها يوسف في السجن فقيل سبع سنين ، وقيل ثنتا عشرة سنة ، وقيل أربع عشرة سنة ، وقيل خمس سنين .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
عكرمة في قوله : أما أحدكما قال : أتاه فقال : رأيت فيما يرى النائم أني غرست حبلة من عنب فنبتت ، فخرج فيه عناقيد فعصرتهن ثم سقيتهن الملك ، فقال : تمكث في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتسقيه خمرا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : ما رأى صاحبا
يوسف شيئا ، إنما تحالما ليجربا علمه ، فلما أول رؤياهما قالا : إنما كنا نلعب ولم نر شيئا ، فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قضي الأمر الذي فيه تستفتيان يقول : وقعت العبارة فصار الأمر على ما عبر
يوسف .
وأخرج
أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ عن
أبي مجلز قال : كان أحد اللذين قصا على
يوسف الرؤيا كاذبا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
ابن ساباط nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك قال : عند ملك الأرض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020497لو لم يقل يوسف الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وأبو الشيخ عن
عكرمة مرفوعا نحوه وهو مرسل .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا نحوه .
وأخرج
أحمد في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن
الحسن مرفوعا نحوه وهو مرسل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة فذكر نحوه وهو مرسل أيضا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
أنس قال : أوحي إلى
يوسف : من استنقذك من القتل حين هم إخوتك أن يقتلوك ؟ قال : أنت يا رب ، قال : فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه ؟ قال : أنت يا رب ، قال : فمن استنقذك من المرأة إذ همت بك ؟ قال : أنت يا رب ، قال : فما لك نسيتني وذكرت آدميا ؟ قال : جزعا وكلمة تكلم بها لساني ، قال : فوعزتي لأخلدنك في السجن بضع سنين ، فلبث فيه سبع سنين .
وقد اختلف السلف في تقدير مدة لبثه في السجن على حسب ما قدمنا ذكره ، فلم نشتغل ههنا بذكر من قال بذلك ومن خرجه .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=28983_31900_29855_24405يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ .
هَذَا هُوَ بَيَانُ مَا طَلَبَاهُ مِنْهُ مِنْ تَعْبِيرِ رُؤْيَاهُمَا ، وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : أَمَّا أَحَدُكُمَا هُوَ السَّاقِي ، وَإِنَّمَا أَبْهَمَهُ لِكَوْنِهِ مَفْهُومًا أَوْ لِكَرَاهَةِ التَّصْرِيحِ لِلْخَبَّازِ بِأَنَّهُ الَّذِي سَيُصْلَبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا أَيْ مَالِكَهُ ، وَهِيَ عُهْدَتُهُ الَّتِي كَانَ قَائِمًا بِهَا فِي خِدْمَةِ الْمَلِكِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا السَّاقِي فَسَتَعُودُ إِلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ وَيَدْعُو بِكَ الْمَلِكُ وَيُطْلِقُكَ مِنَ الْحَبْسِ وَأَمَّا الْآخَرُ وَهُوَ الْخَبَّازُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ تَعْبِيرًا لِمَا رَآهُ مِنْ أَنَّهُ يَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِهِ خُبْزًا فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ وَهُوَ مَا رَأَيَاهُ وَقَصَّاهُ عَلَيْهِ ، يُقَالُ اسْتَفْتَاهُ : إِذَا طَلَبَ مِنْهُ بَيَانَ حُكْمِ شَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ مِمَّا أَشْكَلَ عَلَيْهِ ، وَهُمَا قَدْ سَأَلَاهُ تَعْبِيرَ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمَا مِنَ الرُّؤْيَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا أَيْ قَالَ
يُوسُفُ ، وَالظَّانُّ هُوَ أَيْضًا
يُوسُفُ ، وَالْمُرَادُ بِالظَّنِّ الْعِلْمُ لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مِنَ الرُّؤْيَا نَجَاةَ الشَّرَّابِيِّ وَهَلَاكَ الْخَبَّازِ ، هَكَذَا قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ .
وَقِيلَ الظَّاهِرُ عَلَى مَعْنَاهُ ، لِأَنَّ عَابِرَ الرُّؤْيَا إِنَّمَا يَظُنُّ ظَنًّا ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى وَأَنْسَبُ بِحَالِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَنَّهُ قَدْ أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=37لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ [ يُوسُفَ 37 ] الْآيَةَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ هِيَ مَقُولُ الْقَوْلِ أَمَرَهُ بِأَنْ يَذْكُرَهُ عِنْدَ سَيِّدِهِ وَيَصِفَهُ بِمَا شَاهَدَهُ مِنْهُ مِنْ جَوْدَةِ التَّعْبِيرِ وَالِاطِّلَاعِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْمَقَالَةُ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ صَادِرَةً عَنْ ذُهُولٍ وَنِسْيَانٍ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ بِسَبَبِ الشَّيْطَانِ ، فَيَكُونُ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ فِي أَنْسَاهُ عَائِدًا إِلَى
يُوسُفَ ، هَكَذَا قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِرَبِّهِ فِي قَوْلِهِ : ذِكْرَ رَبِّهِ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=31900إِنْسَاءُ الشَّيْطَانِ يُوسُفَ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا يَذْكُرُهُ عِنْدَ سَيِّدِهِ لِيَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا لِانْتِبَاهِهِ عَلَى مَا أَوْقَعَهُ مِنَ الظُّلْمِ الْبَيِّنِ عَلَيْهِ بِسَجْنِهِ بَعْدَ أَنْ رَأَى مِنَ الْآيَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى بَرَاءَتِهِ .
وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ الَّذِي أَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ هُوَ الَّذِي نَجَا مِنَ الْغُلَامَيْنِ : وَهُوَ الشَّرَّابِيُّ ، وَالْمَعْنَى : إِنْسَاءُ الشَّيْطَانِ الشَّرَّابِيَّ ذِكْرَ سَيِّدِهِ : أَيْ ذِكْرَهُ لِسَيِّدِهِ فَلَمْ يُبَلِّغْ إِلَيْهِ مَا أَوْصَاهُ بِهِ
يُوسُفُ مَعَ ذِكْرِهِ عِنْدَ سَيِّدِهِ ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى : فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ إِخْبَارِهِ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ
[ ص: 698 ] يُوسُفُ مَعَ خُلُوصِهِ مِنَ السِّجْنِ وَرُجُوعِهِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْقِيَامِ بِسَقْيِ الْمَلِكِ ، وَقَدْ رُجِّحَ هَذَا بِكَوْنِ الشَّيْطَانِ لَا سَبِيلَ لَهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ .
وَأُجِيبَ بِأَنَّ النِّسْيَانَ وَقَعَ مِنْ
يُوسُفَ ، وَنِسْبَتُهُ إِلَى الشَّيْطَانِ عَلَى طَرِيقِ الْمَجَازِ ، وَالْأَنْبِيَاءُ غَيْرُ مَعْصُومِينَ عَنِ النِّسْيَانِ إِلَّا فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020496إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي وَرُجِّحَ أَيْضًا بِأَنَّ النِّسْيَانَ لَيْسَ بِذَنْبٍ ، فَلَوْ كَانَ الَّذِي أَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ هُوَ
يُوسُفُ لَمْ يَسْتَحِقَّ الْعُقُوبَةَ عَلَى ذَلِكَ بِلُبْثِهِ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ .
وَأُجِيبُ بِأَنَّ النِّسْيَانَ هُنَا بِمَعْنَى التَّرْكِ ، وَأَنَّهُ عُوقِبَ بِسَبَبِ اسْتِعَانَتِهِ بِغَيْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَيُؤَيِّدُ رُجُوعَ الضَّمِيرِ إِلَى
يُوسُفَ مَا بَعْدَهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ وَيُؤَيِّدُ رُجُوعَهُ إِلَى الَّذِي نَجَا مِنَ الْغُلَامَيْنِ قَوْلُهُ فِيمَا سَيَأْتِي
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ سَنَةٍ فَلَبِثَ أَيْ
يُوسُفُ فِي السَّجْنِ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْقَوْلِ الَّذِي قَالَهُ لِلَّذِي نَجَا مِنَ الْغُلَامَيْنِ ، أَوْ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْإِنْسَاءِ بِضْعَ سِنِينَ ، الْبِضْعُ : مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ كَمَا حَكَاهُ
الْهَرَوِيُّ عَنِ الْعَرَبِ .
وَحُكِيَ عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ الْبِضْعَ : مَا دُونَ نِصْفِ الْعِقْدِ ، يَعْنِي مَا بَيْنَ وَاحِدٍ إِلَى أَرْبَعَةٍ ، وَقِيلَ مَا بَيْنَ ثَلَاثٍ إِلَى سَبْعٍ ، حَكَاهُ
قُطْرُبٌ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَنَّهُ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى الْخَمْسِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَعْيِينِ
nindex.php?page=treesubj&link=31900قَدْرِ الْمُدَّةِ الَّتِي لَبِثَ قِيهَا يُوسُفُ فِي السِّجْنِ فَقِيلَ سَبْعُ سِنِينَ ، وَقِيلَ ثِنْتَا عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقِيلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقِيلَ خَمْسُ سِنِينَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ : أَمَّا أَحَدُكُمَا قَالَ : أَتَاهُ فَقَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنِّي غَرَسْتُ حُبْلَةً مِنْ عِنَبٍ فَنَبَتَتْ ، فَخَرَجَ فِيهِ عَنَاقِيدُ فَعَصَرْتُهُنَّ ثُمَّ سَقَيْتُهُنَّ الْمَلِكَ ، فَقَالَ : تَمْكُثُ فِي السِّجْنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتَسْقِيهِ خَمْرًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : مَا رَأَى صَاحِبَا
يُوسُفَ شَيْئًا ، إِنَّمَا تَحَالَمَا لِيُجَرِّبَا عِلْمَهُ ، فَلَمَّا أَوَّلَ رُؤْيَاهُمَا قَالَا : إِنَّمَا كُنَّا نَلْعَبُ وَلَمْ نَرَ شَيْئًا ، فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ يَقُولُ : وَقَعَتِ الْعِبَارَةُ فَصَارَ الْأَمْرُ عَلَى مَا عَبَّرَ
يُوسُفُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ : كَانَ أَحَدُ اللَّذَيْنِ قَصَّا عَلَى
يُوسُفَ الرُّؤْيَا كَاذِبًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
ابْنِ سَابَاطَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ قَالَ : عِنْدَ مَلِكِ الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْعُقُوبَاتِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020497لَوْ لَمْ يَقُلْ يُوسُفُ الْكَلِمَةَ الَّتِي قَالَ مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ حَيْثُ يَبْتَغِي الْفَرَجَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عِكْرِمَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ وَهُوَ مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الْحَسَنِ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ وَهُوَ مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَهُوَ مُرْسَلٌ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : أُوحِيَ إِلَى
يُوسُفَ : مَنِ اسْتَنْقَذَكَ مِنَ الْقَتْلِ حِينَ هَمَّ إِخْوَتُكَ أَنْ يَقْتُلُوكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ مِنَ الْجُبِّ إِذْ أَلْقَوْكَ فِيهِ ؟ قَالَ : أَنْتَ يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ إِذْ هَمَّتْ بِكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَا لَكَ نَسِيتَنِي وَذَكَرْتَ آدَمِيًّا ؟ قَالَ : جَزَعًا وَكَلِمَةٌ تَكَلَّمَ بِهَا لِسَانِي ، قَالَ : فَوَعِزَّتِي لِأُخَلِّدَنَّكَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ، فَلَبِثَ فِيهِ سَبْعَ سِنِينَ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي تَقْدِيرِ مُدَّةِ لُبْثِهِ فِي السِّجْنِ عَلَى حَسَبِ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ ، فَلَمْ نَشْتَغِلْ هَهُنَا بِذِكْرِ مَنْ قَالَ بِذَلِكَ وَمَنْ خَرَّجَهُ .