nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قالوا إن يسرق أي
بنيامين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فقد سرق أخ له من قبل [ ص: 708 ] يعنون
يوسف .
وقد اختلف المفسرون في هذه
nindex.php?page=treesubj&link=31895السرقة التي نسبوها إلى يوسف ما هي ؟ فقيل إنه كان
ليوسف عمة هي أكبر من
يعقوب ، وكانت عندها منطقة
إسحاق لكونها أسن أولاده وكانوا يتوارثونها فيأخذها الأكبر سنا من ذكر أو أنثى ، وكانت قد حضنت
يوسف وأحبته حبا شديدا ، فلما ترعرع قال لها
يعقوب : سلمي
يوسف إلي فأشفقت من فراقه واحتالت في بقائه لديها ، فجعلت المنطقة تحت ثيابه وحزمته بها ، ثم قالت : قد سرقت منطقة
إسحاق فانظروا من سرقها ، فبحثوا عنها فوجدوها مع
يوسف فأخذته عندها كما هو شرع الأنبياء في ذلك الوقت من آل
إبراهيم .
وقد سبق بيان شريعتهم في السرقة : وقيل إن
يوسف أخذ صنما كان لجده أبي أمه فكسره وألقاه على الطريق تغييرا للمنكر .
وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أنه كان صنما من ذهب .
وحكى
الواحدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أنه قال : الله أعلم ، أسرق أخ له أم لا ؟ وحكى
القرطبي في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أنه قال : كذبوا عليه فيما نسبوه إليه .
قلت : وهذا أولى ، فما هذه الكذبة بأول كذباتهم ، وقد قدمنا ما يدفع قول من قال إنهم قد كانوا أنبياء عند صدور هذه الأمور منهم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فأسرها يوسف في نفسه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره : الضمير في " أسرها " يعود إلى الكلمة أو الجملة ، كأنه قيل فأسر الجملة في نفسه ولم يبدها لهم ثم فسرها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قال أنتم شر مكانا وقد رد
أبو علي الفارسي هذا فقال : إن هذا النوع من الإضمار على شريطة التفسير غير مستعمل ، وقيل : الضمير عائد إلى الإجابة ، أي : أسر
يوسف إجابتهم في ذلك الوقت إلى وقت آخر ، وقيل : أسر في نفسه قولهم : إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل وهذا هو الأولى ، ويكون معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77ولم يبدها لهم أنه لم يبد لهم هذه المقالة التي أسرها في نفسه بأن يذكر لهم صحتها أو بطلانها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قال أنتم شر مكانا مفسرة على القول الأول ، ومستأنفة على القولين الآخرين ، كأنه قيل : فماذا قال
يوسف لما قال هذه المقالة ؟ أي أنتم شر مكانا ، أي : موضعا ومنزلا ممن نسبتموه إلى السرقة وهو بريء ، فإنكم قد فعلتم من إلقاء
يوسف إلى الجب والكذب على أبيكم وغير ذلك من أفاعيلكم .
ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77والله أعلم بما تصفون من الباطل بنسبة السرق إلى
يوسف ، وأنه لا حقيقة لذلك ، ثم أرادوا أن يستعطفوه ليطلق لهم أخاهم
بنيامين يكون معهم يرجعون به إلى أبيهم لما تقدم من أخذه الميثاق عليهم بأن يردوه إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78قالوا ياأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا أي إن
لبنيامين هذا أبا متصفا بهذه الصفة ، وهي كونه شيخا كبيرا لا يستطيع فراقه ولا يصبر عنه ولا يقدر على الوصول إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78فخذ أحدنا مكانه يبقى لديك ، فإن له منزلة في قلب أبيه ليست لواحد منا فلا يتضرر بفراق أحدنا كما يتضرر بفراق
بنيامين ، ثم عللوا ذلك بقوله ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78إنا نراك من المحسنين إلى الناس كافة .
وإلينا خاصة ، فتمم إحسانك إلينا بإجابتنا إلى هذا المطلب .
فأجاب
يوسف عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده أي نعوذ بالله معاذا ، فهو مصدر منصوب بفعل محذوف ، والمستعيذ بالله هو المعتصم به ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79أن نأخذ منصوب بنزع الخافض ، والأصل من أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ، وهو
بنيامين لأنه الذي وجد الصواع في رحله فقد حل لنا استعباده بفتواكم التي أفتيتمونا بقولكم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=75جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79إنا إذا لظالمون أي إنا إذا أخذنا غير من وجدنا متاعنا عنده لظالمون في دينكم وما تقتضيه فتواكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلما استيأسوا منه أي يئسوا من
يوسف وإسعافهم منه إلى مطلبهم الذي طلبوه ، والسين والتاء للمبالغة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80خلصوا نجيا أي انفردوا حال كونهم متناجين فيما بينهم ، وهو مصدر يقع على الواحد والجمع كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وقربناه نجيا [ مريم : 25 ] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه انفردوا وليس معهم أخوهم متناجين فيما يعملون به في ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قال كبيرهم قيل : هو
روبيل لأنه الأسن ، وقيل : يهوذا لأنه الأوفر عقلا ، وقيل :
شمعون لأنه رئيسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله أي عهدا من الله في حفظ ابنه ورده إليه ، ومعنى كونه من الله أنه بإذنه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80ومن قبل ما فرطتم في يوسف معطوف على ما قبله ، والتقدير : ألم تعلموا أن أباكم . . . وتعلموا تفريطكم في
يوسف ، ذكر هذا
النحاس وغيره ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80ومن قبل متعلقة بتعلموا ، أي : وتعلموا تفريطكم في
يوسف من قبل ، على أن " ما " مصدرية ، ويجوز أن تكون زائدة ، وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80ما فرطتم مرفوع المحل على الابتداء ، وخبره " من قبل " وقيل : إن " ما " موصولة أو موصوفة ، وكلاهما في محل النصب أو الرفع ، وما ذكرناه هو الأولى ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فرطتم : قصرتم في شأنه ، ولم تحفظوا عهد أبيكم فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلن أبرح الأرض ، يقال برح براحا وبروحا ، أي : زال ، فإذا دخله النفي صار مثبتا ، أي : لن أبرح من الأرض ، بل ألزمها ولا أزال مقيما فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80حتى يأذن لي أبي في مفارقتها والخروج منها ، وإنما قال ذلك لأنه يستحي من أبيه أن يأتي إليه بغير ولده الذي أخذ عليهم الموثق بإرجاعه إليه إلا أن يحاط بهم كما تقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أو يحكم الله لي بمفارقتها والخروج منها ، وقيل : المعنى : أو يحكم الله لي بالنصر على من أخذ أخي فأحاربه وآخذ أخي منه ، أو أعجز فأنصرف بعد ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وهو خير الحاكمين لأن أحكامه لا تجري إلا على ما يوافق الحق .
ويطابق الصواب .
ثم قال كبيرهم مخاطبا لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81ارجعوا إلى أبيكم فقولوا ياأبانا إن ابنك سرق قرأ الجمهور سرق على البناء للفاعل ، لأنهم قد شاهدوا استخراج الصواع من وعائه .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك وأبو رزين على البناء للمفعول ، وروى ذلك
النحاس عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن " سرق " يحتمل معنيين : أحدهما علم منه السرق ، والآخر اتهم بالسرق
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81وما شهدنا إلا بما علمنا من استخراج
[ ص: 709 ] الصواع من وعائه ، وقيل : المعنى : ما شهدنا عند
يوسف بأن السارق يسترق إلا بما علمنا من شريعتك وشريعة آبائك
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81وما كنا للغيب حافظين حتى يتضح لنا هل الأمر على ما شاهدناه أو على خلافه ؟ وقيل : المعنى : ما كنا وقت أخذنا له منك ليخرج معنا إلى
مصر للغيب حافظين بأنه سيقع منه السرق الذي افتضحنا به ، وقيل : الغيب هو الليل ، ومرادهم أنه سرق وهم نيام ، وقيل : مرادهم أنه فعل ذلك وهو غائب عنهم .
فخفي عليهم فعله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية التي كنا فيها هذا من تمام قول كبيرهم لهم ، أي : قولوا لأبيكم اسأل القرية التي كنا فيها ، أي :
مصر ، والمراد أهلها : أي اسأل أهل القرية ، وقيل : هي قرية من قرى
مصر نزلوا فيها وامتاروا منها ، وقيل : المعنى : واسأل القرية نفسها وإن كانت جمادا فإنك نبي الله ، والله سبحانه سينطقها فتجيبك ، ومما يؤيد هذا أنه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لا يجوز كلم هندا وأنت تريد غلام هند
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82والعير التي أقبلنا فيها أي وقولوا لأبيكم اسأل العير التي أقبلنا فيها ، أي : أصحابها ، وكانوا قوما معروفين من جيران
يعقوب nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وإنا لصادقون فيما قلنا ، جاءوا بهذه الجملة مؤكدة هذا التأكيد لأن ما قد تقدم منهم مع أبيهم
يعقوب يوجب كمال الريبة في خبرهم هذا عند السامع .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال : يعنون
يوسف .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : سرق مكحلة لخالته ، يعني
يوسف .
وأخرج
أبو الشيخ عن
عطية قال : سرق في صباه ميلين من ذهب .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
سرق يوسف صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة فكسره وألقاه على الطريق فعيره بذلك إخوته .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير مثله غير مرفوع ، وقد روي نحوه عن جماعة من التابعين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فأسرها يوسف في نفسه قال : أسر في نفسه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن
قتادة مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلما استيأسوا منه قال : أيسوا منه ، ورأوا شدته في أمره .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80خلصوا نجيا قال : وحدهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قال كبيرهم قال : شمعون الذي تخلف أكبرهم عقلا ، وأكبر منه في الميلاد روبيل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قال كبيرهم هو
روبيل ، وهو الذي كان نهاهم عن قتله وكان أكبر القوم .
وأخرج
ابن المنذر عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أو يحكم الله لي قال : أقاتل بسيفي حتى أقتل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
أبي صالح نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عكرمة nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81وما كنا للغيب حافظين قال : ما كنا نعلم أن ابنك يسرق .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية قال : يعنون
مصر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة مثله .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ أَيْ
بِنْيَامِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ [ ص: 708 ] يَعْنُونَ
يُوسُفَ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=31895السَّرِقَةِ الَّتِي نَسَبُوهَا إِلَى يُوسُفَ مَا هِيَ ؟ فَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ
لِيُوسُفَ عَمَّةٌ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ
يَعْقُوبَ ، وَكَانَتْ عِنْدَهَا مِنْطَقَةُ
إِسْحَاقَ لِكَوْنِهَا أَسَنَّ أَوْلَادِهِ وَكَانُوا يَتَوَارَثُونَهَا فَيَأْخُذُهَا الْأَكْبَرُ سِنًّا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ، وَكَانَتْ قَدْ حَضَنَتْ
يُوسُفَ وَأَحَبَّتْهُ حُبًّا شَدِيدًا ، فَلَمَّا تَرَعْرَعَ قَالَ لَهَا
يَعْقُوبُ : سَلِّمِي
يُوسُفَ إِلَيَّ فَأَشْفَقَتْ مِنْ فِرَاقِهِ وَاحْتَالَتْ فِي بَقَائِهِ لَدَيْهَا ، فَجَعَلَتِ الْمِنْطَقَةَ تَحْتَ ثِيَابِهِ وَحَزَّمَتْهُ بِهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : قَدْ سُرِقَتْ مِنْطَقَةُ
إِسْحَاقَ فَانْظُرُوا مَنْ سَرَقَهَا ، فَبَحَثُوا عَنْهَا فَوَجَدُوهَا مَعَ
يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُ عِنْدَهَا كَمَا هُوَ شَرْعُ الْأَنْبِيَاءِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ آلِ
إِبْرَاهِيمَ .
وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ شَرِيعَتِهِمْ فِي السَّرِقَةِ : وَقِيلَ إِنَّ
يُوسُفَ أَخَذَ صَنَمًا كَانَ لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ فَكَسَرَهُ وَأَلْقَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ تَغْيِيرًا لِلْمُنْكَرِ .
وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ أَنَّهُ كَانَ صَنَمًا مِنْ ذَهَبٍ .
وَحَكَى
الْوَاحِدِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ أَنَّهُ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، أَسَرَقَ أَخٌ لَهُ أَمْ لَا ؟ وَحَكَى
الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ أَنَّهُ قَالَ : كَذَبُوا عَلَيْهِ فِيمَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ .
قُلْتُ : وَهَذَا أَوْلَى ، فَمَا هَذِهِ الْكَذْبَةُ بِأَوَّلِ كَذْبَاتِهِمْ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا مَا يَدْفَعُ قَوْلَ مَنْ قَالَ إِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَنْبِيَاءَ عِنْدَ صُدُورِ هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْهُمْ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ : الضَّمِيرُ فِي " أَسَرَّهَا " يَعُودُ إِلَى الْكَلِمَةِ أَوِ الْجُمْلَةِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ فَأَسَرَّ الْجُمْلَةَ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ثُمَّ فَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَقَدْ رَدَّ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ هَذَا فَقَالَ : إِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الْإِضْمَارِ عَلَى شَرِيطَةِ التَّفْسِيرِ غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ عَائِدٌ إِلَى الْإِجَابَةِ ، أَيْ : أَسَرَّ
يُوسُفُ إِجَابَتَهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إِلَى وَقْتٍ آخَرَ ، وَقِيلَ : أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ قَوْلَهُمْ : إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ وَهَذَا هُوَ الْأَوْلَى ، وَيَكُونُ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يُبْدِ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ الَّتِي أَسَرَّهَا فِي نَفْسِهِ بِأَنْ يَذْكُرَ لَهُمْ صِحَّتَهَا أَوْ بُطْلَانَهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا مُفَسِّرَةٌ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَمُسْتَأْنَفَةٌ عَلَى الْقَوْلَيْنِ الْآخَرَيْنِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَاذَا قَالَ
يُوسُفُ لَمَّا قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ؟ أَيْ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ، أَيْ : مَوْضِعًا وَمَنْزِلًا مِمَّنْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَى السَّرِقَةِ وَهُوَ بَرِيءٌ ، فَإِنَّكُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ مِنْ إِلْقَاءِ
يُوسُفَ إِلَى الْجُبِّ وَالْكَذِبِ عَلَى أَبِيكُمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَفَاعِيلِكُمْ .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ مِنَ الْبَاطِلِ بِنِسْبَةِ السَّرَقِ إِلَى
يُوسُفَ ، وَأَنَّهُ لَا حَقِيقَةَ لِذَلِكَ ، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَسْتَعْطِفُوهُ لِيُطْلِقَ لَهُمْ أَخَاهُمْ
بِنْيَامِينَ يَكُونُ مَعَهُمْ يَرْجِعُونَ بِهِ إِلَى أَبِيهِمْ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَخْذِهِ الْمِيثَاقَ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَرُدُّوهُ إِلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا أَيْ إِنَّ
لِبِنْيَامِينَ هَذَا أَبًا مُتَّصِفًا بِهَذِهِ الصِّفَةِ ، وَهِيَ كَوْنُهُ شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ وَلَا يَصْبِرُ عَنْهُ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْوُصُولِ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ يَبْقَى لَدَيْكَ ، فَإِنَّ لَهُ مَنْزِلَةً فِي قَلْبِ أَبِيهِ لَيْسَتْ لِوَاحِدٍ مِنَّا فَلَا يَتَضَرَّرُ بِفِرَاقِ أَحَدِنَا كَمَا يَتَضَرَّرُ بِفِرَاقِ
بِنْيَامِينَ ، ثُمَّ عَلَّلُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً .
وَإِلَيْنَا خَاصَّةً ، فَتَمِّمْ إِحْسَانَكَ إِلَيْنَا بِإِجَابَتِنَا إِلَى هَذَا الْمَطْلَبِ .
فَأَجَابَ
يُوسُفُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ أَيْ نَعُوذُ بِاللَّهِ مَعَاذًا ، فَهُوَ مَصْدَرٌ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْمُسْتَعِيذُ بِاللَّهِ هُوَ الْمُعْتَصِمُ بِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79أَنْ نَأْخُذَ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَالْأَصْلُ مِنْ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ، وَهُوَ
بِنْيَامِينُ لِأَنَّهُ الَّذِي وُجِدَ الصُّوَاعُ فِي رَحْلِهِ فَقَدْ حَلَّ لَنَا اسْتِعْبَادُهُ بِفَتْوَاكُمُ الَّتِي أَفْتَيْتُمُونَا بِقَوْلِكُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=75جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ أَيْ إِنَّا إِذَا أَخَذْنَا غَيْرَ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ لَظَالِمُونَ فِي دِينِكُمْ وَمَا تَقْتَضِيهِ فَتْوَاكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ أَيْ يَئِسُوا مِنْ
يُوسُفَ وَإِسْعَافِهِمْ مِنْهُ إِلَى مَطْلَبِهِمُ الَّذِي طَلَبُوهُ ، وَالسِّينُ وَالتَّاءُ لِلْمُبَالَغَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80خَلَصُوا نَجِيًّا أَيِ انْفَرَدُوا حَالَ كَوْنِهِمْ مُتَنَاجِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا [ مَرْيَمَ : 25 ] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ انْفَرَدُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ أَخُوهُمْ مُتَنَاجِينَ فِيمَا يَعْمَلُونَ بِهِ فِي ذَهَابِهِمْ إِلَى أَبِيهِمْ مِنْ غَيْرِ أَخِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قَالَ كَبِيرُهُمْ قِيلَ : هُوَ
رُوبِيلُ لِأَنَّهُ الْأَسْنُ ، وَقِيلَ : يَهُوذَا لِأَنَّهُ الْأَوْفَرُ عَقْلًا ، وَقِيلَ :
شَمْعُونُ لِأَنَّهُ رَئِيسُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ أَيْ عَهْدًا مِنَ اللَّهِ فِي حِفْظِ ابْنِهِ وَرَدِّهِ إِلَيْهِ ، وَمَعْنَى كَوْنِهِ مِنَ اللَّهِ أَنَّهُ بِإِذْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ . . . وَتَعْلَمُوا تَفْرِيطَكُمْ فِي
يُوسُفَ ، ذَكَرَ هَذَا
النَّحَّاسُ وَغَيْرُهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وَمِنْ قَبْلُ مُتَعَلِّقَةٌ بِتَعْلَمُوا ، أَيْ : وَتَعْلَمُوا تَفْرِيطَكُمْ فِي
يُوسُفَ مِنْ قَبْلُ ، عَلَى أَنَّ " مَا " مَصْدَرِيَّةٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80مَا فَرَّطْتُمْ مَرْفُوعُ الْمَحَلِّ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ " مِنْ قَبْلُ " وَقِيلَ : إِنَّ " مَا " مَوْصُولَةٌ أَوْ مَوْصُوفَةٌ ، وَكِلَاهُمَا فِي مَحَلِّ النَّصْبِ أَوِ الرَّفْعِ ، وَمَا ذَكَرْنَاهُ هُوَ الْأَوْلَى ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَرَّطْتُمْ : قَصَّرْتُمْ فِي شَأْنِهِ ، وَلَمْ تَحْفَظُوا عَهْدَ أَبِيكُمْ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ ، يُقَالُ بَرِحَ بَرَاحًا وَبُرُوحًا ، أَيْ : زَالَ ، فَإِذَا دَخَلَهُ النَّفْيُ صَارَ مُثْبَتًا ، أَيْ : لَنْ أَبْرَحَ مِنَ الْأَرْضِ ، بَلْ أَلْزَمُهَا وَلَا أَزَالُ مُقِيمًا فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي فِي مُفَارَقَتِهَا وَالْخُرُوجِ مِنْهَا ، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَسْتَحِي مِنْ أَبِيهِ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ بِغَيْرِ وَلَدِهِ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمَوْثِقَ بِإِرْجَاعِهِ إِلَيْهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي بِمُفَارَقَتِهَا وَالْخُرُوجِ مِنْهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي بِالنَّصْرِ عَلَى مَنْ أَخَذَ أَخِي فَأُحَارِبُهُ وَآخُذُ أَخِي مِنْهُ ، أَوْ أَعْجَزُ فَأَنْصَرِفُ بَعْدَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ لِأَنَّ أَحْكَامُهُ لَا تَجْرِي إِلَّا عَلَى مَا يُوَافِقُ الْحَقَّ .
وَيُطَابِقُ الصَّوَابَ .
ثُمَّ قَالَ كَبِيرُهُمْ مُخَاطِبًا لَهُمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ قَرَأَ الْجُمْهُورُ سَرَقَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ ، لِأَنَّهُمْ قَدْ شَاهَدُوا اسْتِخْرَاجَ الصُّوَاعِ مِنْ وِعَائِهِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَأَبُو رَزِينٍ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ، وَرَوَى ذَلِكَ
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ " سَرَقَ " يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ : أَحَدُهُمَا عُلِمَ مِنْهُ السَّرَقُ ، وَالْآخَرُ اتُّهِمَ بِالسَّرَقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا مِنِ اسْتِخْرَاجِ
[ ص: 709 ] الصُّوَاعُ مِنْ وِعَائِهِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مَا شَهِدْنَا عِنْدَ
يُوسُفَ بِأَنَّ السَّارِقَ يُسْتَرَقُّ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا مِنْ شَرِيعَتِكَ وَشَرِيعَةِ آبَائِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ حَتَّى يَتَّضِحَ لَنَا هَلِ الْأَمْرُ عَلَى مَا شَاهَدْنَاهُ أَوْ عَلَى خِلَافِهِ ؟ وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مَا كُنَّا وَقْتَ أَخْذِنَا لَهُ مِنْكَ لِيَخْرُجَ مَعَنَا إِلَى
مِصْرَ لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ بِأَنَّهُ سَيَقَعُ مِنْهُ السَّرَقُ الَّذِي افْتَضَحْنَا بِهِ ، وَقِيلَ : الْغَيْبُ هُوَ اللَّيْلُ ، وَمُرَادُهُمْ أَنَّهُ سَرَقَ وَهُمْ نِيَامٌ ، وَقِيلَ : مُرَادُهُمْ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُمْ .
فَخَفِيَ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا هَذَا مِنْ تَمَامِ قَوْلِ كَبِيرِهِمْ لَهُمْ ، أَيْ : قُولُوا لِأَبِيكُمُ اسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ، أَيْ :
مِصْرَ ، وَالْمُرَادُ أَهْلُهَا : أَيِ اسْأَلْ أَهْلَ الْقَرْيَةِ ، وَقِيلَ : هِيَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى
مِصْرَ نَزَلُوا فِيهَا وَامْتَارُوا مِنْهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ جَمَادًا فَإِنَّكَ نَبِيُّ اللَّهِ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ سَيُنْطِقُهَا فَتُجِيبُكَ ، وَمِمَّا يُؤَيِّدُ هَذَا أَنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : لَا يَجُوزُ كَلِّمْ هِنْدًا وَأَنْتَ تُرِيدُ غُلَامَ هِنْدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا أَيْ وَقُولُوا لِأَبِيكُمُ اسْأَلِ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ، أَيْ : أَصْحَابَهَا ، وَكَانُوا قَوْمًا مَعْرُوفِينَ مِنْ جِيرَانِ
يَعْقُوبَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فِيمَا قُلْنَا ، جَاءُوا بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ مُؤَكَّدَةً هَذَا التَّأْكِيدَ لِأَنَّ مَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ مَعَ أَبِيهِمْ
يَعْقُوبَ يُوجِبُ كَمَالَ الرِّيبَةِ فِي خَبَرِهِمْ هَذَا عِنْدَ السَّامِعِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ قَالَ : يَعْنُونَ
يُوسُفَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سَرَقَ مُكْحُلَةً لِخَالَتِهِ ، يَعْنِي
يُوسُفَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عَطِيَّةَ قَالَ : سَرَقَ فِي صِبَاهُ مِيلَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
سَرَقَ يُوسُفُ صَنَمًا لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَكَسَرَهُ وَأَلْقَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ فَعَيَّرَهُ بِذَلِكَ إِخْوَتُهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَهُ غَيْرَ مَرْفُوعٍ ، وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ قَالَ : أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ قَالَ : أَيِسُوا مِنْهُ ، وَرَأَوْا شِدَّتَهُ فِي أَمْرِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ : وَحْدَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قَالَ كَبِيرُهُمْ قَالَ : شَمْعُونُ الَّذِي تَخَلَّفَ أَكْبَرُهُمْ عَقْلًا ، وَأَكْبَرُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ رُوبِيلُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قَالَ كَبِيرُهُمْ هُوَ
رُوبِيلُ ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِهِ وَكَانَ أَكْبَرَ الْقَوْمِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي قَالَ : أُقَاتِلُ بِسَيْفِي حَتَّى أُقْتَلَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عِكْرِمَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=81وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ قَالَ : مَا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَكَ يَسْرِقُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ قَالَ : يَعْنُونَ
مِصْرَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ مِثْلَهُ .