وهي مكية كلها في قول
الحسن ،
وجابر ،
وعكرمة .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وابن الزبير أنها نزلت
بمكة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة أنهما قالا : إلا آية منها ، وهي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14للذين آمنوا ) إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14أيام الله ) [ الجاثية : 14 ] فإنها نزلت
بالمدينة في
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب كما سيأتي .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7ويل لكل أفاك أثيم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=15من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ( 15 )
nindex.php?page=treesubj&link=29016_28899_32450قوله : حم قد تقدم الكلام في هذه الفاتحة وفي إعرابها في فاتحة سورة غافر وما بعدها ، فإن جعل اسما للسورة فمحله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ ، وإن جعل حروفا مسرودة على نمط التعديد فلا محل له .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تنزيل الكتاب على الوجه الأول خبر ثان ، وعلى الوجه الثاني خبر المبتدأ ، وعلى الوجه الثالث خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2من الله العزيز الحكيم .
ثم أخبر - سبحانه - بما يدل على قدرته الباهرة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين أي : فيها نفسها فإنها من فنون
[ ص: 1356 ] الآيات أو في خلقها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ويدل على أن المعنى في خلق السماوات والأرض قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وفي خلقكم أي : في خلقكم أنفسكم على أطوار مختلفة .
قال
مقاتل : من تراب ثم من نطفة إلى أن يصير إنسانا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وما يبث من دابة آيات أي : وفي خلق ما يبث من دابة ، وارتفاع آيات على أنها مبتدأ مؤخر وخبره الظرف قبله ، وبالرفع قرأ الجمهور ، وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( آيات ) بالنصب عطفا على اسم إن ، والخبر قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وفي خلقكم كأنه قيل : وإن في خلقكم وما يبث من دابة آيات ، أو على أنها تأكيد لآيات الأولى .
وقرأ الجمهور أيضا آيات لقوم يعلمون بالرفع ، وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بنصبها مع اتفاقهم على الجر في اختلاف ، أما جر اختلاف فهو على تقدير حرف الجر أي : " و " في اختلاف الليل والنهار آيات ، فمن رفع ( آيات ) فعلى أنها مبتدأ ، وخبرها : في اختلاف ، وأما النصب فهو من باب العطف على معمولي عاملين مختلفين .
قال
الفراء : الرفع على الاستئناف بعد إن ، تقول العرب : إن لي عليك مالا وعلى أخيك مال ، ينصبون الثاني ويرفعونه وللنحاة في هذا الموضع كلام طويل .
والبحث في مسألة العطف على معمولي عاملين مختلفين وحجج المجوزين له وجوابات المانعين له مقرر في علم النحو مبسوط في مطولاته .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وما يبث من دابة ما يفرقه وينشره .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5واختلاف الليل والنهار تعاقبهما أو تفاوتهما في الطول والقصر ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29016_29703وما أنزل الله من السماء من رزق معطوف على ( اختلاف ) ، والرزق المطر ؛ لأنه سبب لكل ما يرزق الله العباد به ، وإحياء الأرض : إخراج نباتها ، وموتها خلوها عن النبات " و " معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5تصريف الرياح أنها تهب تارة من جهة ، وتارة من أخرى ، وتارة تكون حارة وتارة تكون باردة ، وتارة نافعة وتارة ضارة .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6تلك آيات الله نتلوها عليك أي : هذه الآيات المذكورة هي حجج الله وبراهينه ، ومحل : ( نتلوها عليك ) النصب على الحال ، ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر اسم الإشارة ، وآيات الله بيان له أو بدل منه ، وقوله : ( بالحق ) حال من فاعل ( نتلو ) ، أو من مفعوله أي : محقين ، أو ملتبسة بالحق ، ويجوز أن تكون الباء للسببية ، فتتعلق بنفس الفعل
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29016_29688فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون أي : بعد حديث الله وبعد آياته ، وقيل : إن المقصود : فبأي حديث بعد آيات الله ، وذكر الاسم الشريف ليس إلا لقصد تعظيم الآيات ، فيكون من باب : أعجبني زيد ، وكرمه .
وقيل : المراد بعد حديث الله ، وهو القرآن كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23الله نزل أحسن الحديث [ الزمر : 23 ] وهو المراد بالآيات ، والعطف لمجرد التغاير العنواني .
قرأ الجمهور " تؤمنون " بالفوقية ، وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالتحتية .
والمعنى : يؤمنون بأي حديث ، وإنما قدم عليه لأن الاستفهام له صدر الكلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29016_30539ويل لكل أفاك أثيم أي : لكل كذاب كثير الإثم مرتكب لما يوجبه ، والويل واد في جهنم .
ثم وصف هذا الأفاك بصفة أخرى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29016_30549يسمع آيات الله تتلى عليه وقيل : إن ( يسمع ) في محل نصب على الحال ، وقيل : استئناف ، والأول أولى ، وقوله : ( تتلى عليه ) في محل نصب على الحال ، ثم يصر على كفره ، ويقيم على ما كان عليه حال كونه مستكبرا أي : يتمادى على كفره متعظما في نفسه عن الانقياد للحق ، والإصرار مأخوذ من إصرار الحمار على العانة ، وهو أن ينحني عليها صارا أذنيه .
قال
مقاتل : إذا سمع من آيات القرآن شيئا اتخذها هزوا ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8كأن لم يسمعها في محل نصب على الحال أو مستأنفة ، و " أن " هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8فبشره بعذاب أليم هذا من باب التهكم أي : فبشره على إصراره واستكباره وعدم استماعه إلى الآيات بعذاب شديد الألم .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29016_30549وإذا علم من آياتنا شيئا قرأ الجمهور : ( علم ) بفتح العين وكسر اللام مخففة على البناء للفاعل . وقرأ
قتادة ومطر الوراق على البناء للمفعول .
والمعنى : أنه إذا وصل إليه علم شيء من آيات الله اتخذها أي : الآيات هزوا ، وقيل : الضمير في ( اتخذها ) عائد إلى شيئا ؛ لأنه عبارة عن الآيات ، والأول أولى .
والإشارة بقوله : أولئك إلى كل أفاك متصف بتلك الصفات لهم عذاب مهين بسبب ما فعلوا من الإصرار ، والاستكبار عن سماع آيات الله ، واتخاذها هزوا ، والعذاب المهين هو المشتمل على الإذلال والفضيحة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10من ورائهم جهنم ) أي : من وراء ما هم فيه من التعزز بالدنيا والتكبر عن الحق جهنم ، فإنها من قدامهم لأنهم متوجهون إليها ، وعبر بالوراء عن القدام ، كقوله : من ورائه جهنم [ إبراهيم : 16 ] وقول الشاعر :
أليس ورائي إن تراخت منيتي
وقيل : جعلها باعتبار إعراضهم عنها كأنها خلفهم
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا أي : لا يدفع عنهم ما كسبوا من أموالهم وأولادهم شيئا من عذاب الله ، ولا ينفعهم بوجه من وجوه النفع
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء معطوف على ما كسبوا أي : ولا يغني عنهم ما اتخذوا من دون الله أولياء من الأصنام ، و " ما " في الموضعين إما مصدرية ، أو موصولة ، وزيادة " لا " في الجملة الثانية للتأكيد
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10ولهم عذاب عظيم في جهنم التي هي من ورائهم .
( هذا هدى ) جملة مستأنفة من مبتدأ ، وخبر يعني : هذا القرآن هدى للمهتدين به
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11والذين كفروا بآيات ربهم القرآنية
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11لهم عذاب من رجز أليم الرجز أشد العذاب .
قرأ الجمهور ( أليم ) بالجر صفة للرجز . وقرأ
ابن كثير ،
وحفص ،
وابن محيصن بالرفع صفة لعذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29016_29703الله الذي سخر لكم البحر أي : جعله على صفة تتمكنون بها من الركوب عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12لتجري الفلك فيه بأمره أي : بإذنه وإقداره لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12ولتبتغوا من فضله بالتجارة تارة ، والغوص للدر ، والمعالجة للصيد ، وغير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12ولعلكم تشكرون أي : لكي تشكروا النعم التي تحصل لكم بسبب هذا التسخير للبحر .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه أي : سخر لعباده ما خلقه في سماواته وأرضه
[ ص: 1357 ] مما تتعلق به مصالحهم وتقوم به معايشهم .
ومما سخره لهم من مخلوقات السماوات : الشمس ، والقمر ، والنجوم النيرات ، والمطر ، والسحاب ، والرياح ، وانتصاب " جميعا " على الحال من ما في السماوات وما في الأرض ، أو تأكيد له ، وقوله : منه يجوز أن يتعلق بمحذوف هو صفة ل " جميعا " أي : كائنة منه ، ويجوز أن يتعلق بـ " سخر " ، ويجوز أن يكون حالا من " ما في السماوات " ، أو خبرا لمبتدأ محذوف .
والمعنى : أن كل ذلك رحمة منه لعباده إن في ذلك المذكور من التسخير
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13لآيات لقوم يتفكرون وخص المتفكرين لأنه لا ينتفع بها إلا من تفكر فيها ، فإنه ينتقل من التفكر إلى الاستدلال بها على التوحيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14قل للذين آمنوا يغفروا أي : قل لهم اغفروا يغفروا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14للذين لا يرجون أيام الله وقيل : هو على حذف اللام ، والتقدير : قل لهم ليغفروا .
والمعنى : قل لهم يتجاوزوا عن الذين لا يرجون وقائع الله بأعدائه أي : لا يتوقعونها ، ومعنى الرجاء هنا الخوف ، وقيل : هو على معناه الحقيقي .
والمعنى : لا يرجون ثوابه في الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين ، والأول أولى .
والأيام يعبر بها عن الوقائع كما تقدم في تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله [ إبراهيم : 5 ] قال
مقاتل : لا يخشون مثل عذاب الله للأمم الخالية ، وذلك أنهم لا يؤمنون به فلا يخافون عقابه .
وقيل : المعنى : لا يأملون نصر الله لأوليائه ، وإيقاعه بأعدائه ، وقيل : لا يخافون البعث .
قيل : والآية منسوخة بآية السيف
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14ليجزي قوما بما كانوا يكسبون قرأ
ابن عامر ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " لنجزي " بالنون أي : لنجزي نحن .
وقرأ باقي السبعة بالتحتية مبنيا للفاعل أي : ليجزي الله .
وقرأ
أبو جعفر ،
وشيبة ،
وعاصم ، بالتحتية مبنيا للمفعول مع نصب " قوما " ، فقيل : النائب عن الفاعل مصدر الفعل أي : ليجزى الجزاء قوما ، وقيل : إن النائب الجار والمجرور كما في قول الشاعر :
ولو ولدت فقيرة جرو كلب لسب بذلك الجرو الكلابا
وقد أجاز ذلك
الأخفش ، والكوفيون ، ومنعه البصريون ، والجملة لتعليل الأمر بالمغفرة ، والمراد بالقوم : المؤمنون ، أمروا بالمغفرة ليجزيهم الله يوم القيامة بما كسبوا في الدنيا من الأعمال الحسنة التي من جملتها الصبر على أذية الكفار ، والإغضاء عنهم بكظم الغيظ ، واحتمال المكروه .
وقيل : المعنى : ليجزي الكفار بما عملوا من السيئات كأنه قال : لا تكافئوهم أنتم لنكافئهم نحن ، والأول أولى .
ثم ذكر المؤمنين وأعمالهم والمشركين وأعمالهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=15من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها والمعنى : أن عمل كل طائفة من إحسان أو إساءة لعامله لا يتجاوزه إلى غيره وفيه ترغيب وتهديد
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=15ثم إلى ربكم ترجعون فيجازي كلا بعمله إن كان خيرا فخير ، وإن كان شرا فشر .
وقد أخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
وأبو الشيخ في العظمة من طريق
عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13جميعا منه ) قال : منه النور والشمس والقمر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه في الآية قال : كل شيء هو من الله .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
والحاكم وصححه ،
والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس قال : جاء رجل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص فسأله : مم خلق الخلق ؟ قال : من الماء والنور والظلمة والهواء والتراب ، قال : فمم خلق هؤلاء ؟ قال : لا أدري .
ثم أتى الرجل
عبد الله بن الزبير ، فسأله فقال مثل قول
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فسأله مم خلق الخلق ؟ فقال : من الماء والنور والظلمة والريح والتراب ، قال فمم خلق هؤلاء ؟ فقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه فقال الرجل : ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه : عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29016_20034قل للذين آمنوا يغفروا الآية ، قال : كان نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرض عن المشركين إذا آذوه ، وكانوا يستهزئون به ويكذبونه ، فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة ، فكان هذا من المنسوخ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=20هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=22وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 26 )
nindex.php?page=treesubj&link=29016_32419قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة المراد بالكتاب التوراة ، وبالحكم الفهم والفقه الذي يكون بهما الحكم بين الناس وفصل خصوماتهم ، وبالنبوة من بعثه الله من الأنبياء فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16ورزقناهم من الطيبات أي : المستلذات التي أحلها الله لهم ، ومن ذلك المن والسلوى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16وفضلناهم على العالمين من أهل زمانهم حيث آتيناهم ما لم نؤت من عداهم من فلق البحر ونحوه .
وقد تقدم بيان هذا في سورة الدخان .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17وآتيناهم بينات من الأمر أي : شرائع واضحات في الحلال والحرام ، أو معجزات ظاهرات ، وقيل : العلم بمبعث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وشواهد نبوته ، وتعيين مهاجره
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم أي : فما وقع الاختلاف بينهم في ذلك الأمر إلا بعد مجيء العلم إليهم ببيانه ، وإيضاح معناه ، فجعلوا ما يوجب
[ ص: 1358 ] زوال الخلاف موجبا لثبوته ، وقيل : المراد بالعلم يوشع بن نون ، فإنه آمن به بعضهم وكفر بعضهم ، وقيل : نبوة
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فاختلفوا فيها حسدا وبغيا ، وقيل : بغيا من بعضهم على بعض بطلب الرئاسة
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون من أمر الدين ، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29016ثم جعلناك على شريعة من الأمر الشريعة في اللغة المذهب .
والملة والمنهاج ويقال : لمشرعة الماء وهي مورد شاربيه شريعة ، ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد ، فالمراد بالشريعة هنا ما شرعه الله لعباده من الدين ، والجمع شرائع أي : جعلناك يا
محمد على منهاج واضح من أمر الدين يوصلك إلى الحق فاتبعها فاعمل بأحكامها في أمتك
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون توحيد الله وشرائعه لعباده ، وهم كفار
قريش ومن وافقهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا أي : لا يدفعون عنك شيئا مما أراده الله بك إن اتبعت أهواءهم
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض أي : أنصار ينصر بعضهم بعضا قال ابن زيد : إن المنافقين أولياء اليهود
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19والله ولي المتقين أي : ناصرهم ، والمراد بالمتقين الذين اتقوا الشرك والمعاصي .
والإشارة بقوله : هذا ، إلى القرآن ، أو إلى اتباع الشريعة ، وهو مبتدأ ، وخبره " بصائر للناس " أي : براهين ، ودلائل لهم فيما يحتاجون إليه من أحكام الدين ، جعل ذلك بمنزلة البصائر في القلوب وقرئ " هذه بصائر " أي : هذه الآيات ؛ لأن القرآن بمعناها كما قال الشاعر :
سائل بني أسد ما هذه الصوت
لأن الصوت بمعنى الصيحة ، ( وهدى ) أي : رشد ، وطريق يؤدي إلى الجنة لمن عمل به ، ورحمة من الله في الآخرة لقوم يوقنون أي : من شأنهم الإيقان وعدم الشك والتزلزل بالشبه .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29016_29468أم حسب الذين اجترحوا السيئات " أم " هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة ، وما فيها من معنى بل للانتقال من البيان الأول إلى الثاني ، والهمزة لإنكار الحسبان ، والاجتراح الاكتساب ، ومنه الجوارح ، وقد تقدم في المائدة ، والجملة مستأنفة لبيان تباين حالي المسيئين ، والمحسنين ، وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات أي : نسوي بينهم مع اجتراحهم السيئات ، وبين أهل الحسنات
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سواء محياهم ومماتهم في دار الدنيا وفي الآخرة ، كلا لا يستوون ، فإن حال أهل السعادة فيهما غير حال أهل الشقاوة .
وقيل : المراد إنكار أن يستووا في الممات كما استووا في الحياة .
قرأ الجمهور " سواء " بالرفع على أنه خبر مقدم ، والمبتدأ " محياهم ومماتهم " ، والمعنى : إنكار حسبانهم أن محياهم ومماتهم سواء . وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وحفص سواء بالنصب على أنه حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور في قوله ( كالذين آمنوا ) ، أو على أنه مفعول ثان ل " حسب " ، واختار قراءة النصب
أبو عبيد ، وقال معناه : نجعلهم سواء ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
وعيسى بن عمر " مماتهم " بالنصب على معنى سواء في محياهم ومماتهم ، فلما سقط الخافض انتصب ، أو على البدل من مفعول نجعلهم بدل اشتمال
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21ساء ما يحكمون أي : ساء حكمهم هذا الذي حكموا به .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=22وخلق الله السماوات والأرض بالحق أي : بالحق المقتضي للعدل بين العباد ، ومحل " بالحق " النصب على الحال من الفاعل ، أو من المفعول ، أو الباء للسببية ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29016_29468ولتجزى كل نفس بما كسبت يجوز أن يكون على الحق ؛ لأن كلا منهما سبب ، فعطف السبب على السبب ، ويجوز أن يكون معطوفا على محذوف ، والتقدير : خلق الله السماوات والأرض ليدل بهما على قدرته ولتجزى ، ويجوز أن تكون اللام للصيرورة وهم لا يظلمون أي : النفوس المدلول عليها بكل نفس لا يظلمون بنقص ثواب أو زيادة عقاب .
ثم عجب - سبحانه - من حال الكفار ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال
الحسن ،
وقتادة : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه فلا يهوى شيئا إلا ركبه ، وقال
عكرمة : يعبد ما يهواه أو يستحسنه ، فإذا استحسن شيئا وهواه اتخذه إلها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : كان أحدهم يعبد الحجر ، فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23وأضله الله على علم أي : على علم قد علمه ، وقيل : المعنى : أضله عن الثواب على علم منه بأنه لا يستحقه ، وقال
مقاتل : على علم منه أنه ضال لأنه يعلم أن الصنم لا ينفع ولا يضر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : على سوء في علمه أنه ضال قبل أن يخلقه ، ومحل " على علم " النصب على الحال من الفاعل ، أو المفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23وختم على سمعه وقلبه أي : طبع على سمعه حتى لا يسمع الوعظ ، وطبع على قلبه حتى لا يفقه الهدى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29016_30454وجعل على بصره غشاوة أي : غطاء حتى لا يبصر الرشد .
قرأ الجمهور ( غشاوة ) بالألف مع كسر الغين .
وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( غشوة ) بغير ألف مع فتح الغين ، ومنه قول الشاعر :
لئن كنت ألبستني غشوة لقد كنت أصغيتك الود حينا
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش كقراءة الجمهور مع فتح الغين وهي لغة
ربيعة .
وقرأ
الحسن ،
وعكرمة بضمها وهي لغة
عكل nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23فمن يهديه من بعد الله أي : من بعد إضلال الله له أفلا تذكرون تذكر اعتبار حتى تعلموا حقيقة الحال .
ثم بين - سبحانه - بعض جهالاتهم وضلالاتهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا أي : ما الحياة إلا الحياة التي نحن فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24نموت ونحيا أي : يصيبنا الموت والحياة فيها ، وليس وراء ذلك حياة ، وقيل : نموت نحن ويحيا فيها أولادنا ، وقيل : نكون نطفا ميتة ، ثم نصير أحياء .
وقيل : في الآية تقديم وتأخير أي : نحيا ونموت وكذا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وعلى كل تقدير فمرادهم بهذه المقالة إنكار البعث ، وتكذيب الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وما يهلكنا إلا الدهر أي : إلا مرور الأيام والليالي قال
مجاهد : يعني السنين والأيام . وقال
قتادة : إلا العمر ، والمعنى واحد . وقال قطرب : المعنى وما يهلكنا إلا الموت . وقال
عكرمة : وما يهلكنا إلا الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وما لهم بذلك من علم [ ص: 1359 ] أي : ما قالوا هذه المقالة إلا شاكين غير عالمين بالحقيقة .
ثم بين كون ذلك صادرا منهم لا عن علم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إن هم إلا يظنون أي : ما هم إلا قوم غاية ما عندهم الظن فما يتكلمون إلا به ، ولا يستندون إلا إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29016_30549وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات أي : إذا تليت آيات القرآن على المشركين حال كونها بينات واضحات ظاهرة المعنى والدلالة على البعث
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أنا نبعث بعد الموت أي : ما كان لهم حجة ولا متمسك إلا هذا القول الباطل الذي ليس من الحجة في شيء ، وإنما سماه حجة تهكما بهم .
قرأ الجمهور بنصب " حجتهم " على أنه خبر كان ، واسمهما
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25إلا أن قالوا وقرأ
زيد بن علي ، وعمرو بن عبيد ،
وعبيد بن عمر برفع " حجتهم " على أنها اسم كان .
ثم أمر الله - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يرد عليهم ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26قل الله يحييكم ) أي : في الدنيا ، ثم ( يميتكم ) عند انقضاء آجالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26ثم يجمعكم إلى يوم القيامة بالبعث والنشور لا ريب فيه أي : في جمعكم ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=30340من قدر على ابتداء الخلق قدر على إعادته nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26ولكن أكثر الناس لا يعلمون بذلك ، فلهذا حصل معهم الشك في البعث ، وجاءوا في دفعه بما هو أوهن من بيت العنكبوت ، ولو نظروا حق النظر لحصلوا على العلم اليقين ، واندفع عنهم الريب وأراحوا أنفسهم من ورطة الشك والحيرة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18ثم جعلناك على شريعة من الأمر يقول : على هدى من أمر دينه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سواء محياهم ومماتهم قال : المؤمن في الدنيا والآخرة مؤمن ، والكافر في الدنيا والآخرة كافر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
nindex.php?page=treesubj&link=29016_29430قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال : ذاك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23وأضله الله على علم يقول : أضله في سابق علمه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر ،
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه عنه قال : كان الرجل من العرب يعبد الحجر ، فإذا وجد أحسن منه أخذه وألقى الآخر ، فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أفرأيت من اتخذ إلهه هواه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : " كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار ، فقال الله في كتابه :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر قال الله : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021393يقول : قال الله - عز وجل - : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ ،
وَجَابِرٍ ،
وَعِكْرِمَةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَابْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةَ أَنَّهُمَا قَالَا : إِلَّا آيَةً مِنْهَا ، وَهِيَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14لِلَّذِينَ آمَنُوا ) إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14أَيَّامَ اللَّهِ ) [ الْجَاثِيَةِ : 14 ] فَإِنَّهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَمَا سَيَأْتِي .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=15مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ( 15 )
nindex.php?page=treesubj&link=29016_28899_32450قَوْلُهُ : حم قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي هَذِهِ الْفَاتِحَةِ وَفِي إِعْرَابِهَا فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ غَافِرٍ وَمَا بَعْدَهَا ، فَإِنْ جُعِلَ اسْمًا لِلسُّورَةِ فَمَحَلُّهُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَوْ مُبْتَدَأٌ ، وَإِنْ جُعِلَ حُرُوفًا مَسْرُودَةً عَلَى نَمَطِ التَّعْدِيدِ فَلَا مَحَلَّ لَهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ خَبَرٌ ثَانٍ ، وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ ، وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّالِثِ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ - سُبْحَانَهُ - بِمَا يَدُلُّ عَلَى قُدْرَتِهِ الْبَاهِرَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ أَيْ : فِيهَا نَفْسِهَا فَإِنَّهَا مِنْ فُنُونِ
[ ص: 1356 ] الْآيَاتِ أَوْ فِي خَلْقِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَفِي خَلْقِكُمْ أَيْ : فِي خَلْقِكُمْ أَنْفُسِكُمْ عَلَى أَطْوَارٍ مُخْتَلِفَةٍ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ إِلَى أَنْ يَصِيرَ إِنْسَانًا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ أَيْ : وَفِي خَلْقٍ مَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ ، وَارْتِفَاعُ آيَاتٍ عَلَى أَنَّهَا مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ وَخَبَرُهُ الظَّرْفُ قَبْلَهُ ، وَبِالرَّفْعِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( آيَاتٍ ) بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى اسْمِ إِنَّ ، وَالْخَبَرُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَفِي خَلْقِكُمْ كَأَنَّهُ قِيلَ : وَإِنَّ فِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٍ ، أَوْ عَلَى أَنَّهَا تَأْكِيدٌ لِآيَاتٍ الْأُولَى .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ أَيْضًا آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بِالرَّفْعِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِنَصْبِهَا مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى الْجَرِّ فِي اخْتِلَافِ ، أَمَّا جَرُّ اخْتِلَافِ فَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ حَرْفِ الْجَرِّ أَيْ : " وَ " فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ آيَاتٌ ، فَمَنْ رَفَعَ ( آيَاتٌ ) فَعَلَى أَنَّهَا مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهَا : فِي اخْتِلَافِ ، وَأَمَّا النَّصْبُ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْعَطْفِ عَلَى مَعْمُولَيْ عَامِلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الرَّفْعُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ بَعْدَ إِنَّ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : إِنَّ لِي عَلَيْكَ مَالًا وَعَلَى أَخِيكَ مَالٌ ، يَنْصِبُونَ الثَّانِي وَيَرْفَعُونَهُ وَلِلنُّحَاةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ كَلَامٌ طَوِيلٌ .
وَالْبَحْثُ فِي مَسْأَلَةِ الْعَطْفِ عَلَى مَعْمُولَيْ عَامِلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ وَحُجَجُ الْمُجَوِّزِينَ لَهُ وَجَوَابَاتُ الْمَانِعِينَ لَهُ مُقَرَّرٌ فِي عِلْمِ النَّحْوِ مَبْسُوطٌ فِي مُطَوَّلَاتِهِ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ مَا يُفَرِّقُهُ وَيَنْشُرُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تَعَاقُبُهُمَا أَوْ تَفَاوُتُهُمَا فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29016_29703وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ مَعْطُوفٌ عَلَى ( اخْتِلَافِ ) ، وَالرِّزْقُ الْمَطَرُ ؛ لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِكُلِّ مَا يَرْزُقُ اللَّهُ الْعِبَادَ بِهِ ، وَإِحْيَاءُ الْأَرْضِ : إِخْرَاجُ نَبَاتِهَا ، وَمَوْتُهَا خُلُوُّهَا عَنِ النَّبَاتِ " وَ " مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ أَنَّهَا تَهُبُّ تَارَةً مِنْ جِهَةٍ ، وَتَارَةً مِنْ أُخْرَى ، وَتَارَةً تَكُونُ حَارَّةً وَتَارَةً تَكُونُ بَارِدَةً ، وَتَارَةً نَافِعَةً وَتَارَةً ضَارَّةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ أَيْ : هَذِهِ الْآيَاتُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَرَاهِينُهُ ، وَمَحَلُّ : ( نَتْلُوهَا عَلَيْكَ ) النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ اسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَآيَاتُ اللَّهِ بَيَانٌ لَهُ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، وَقَوْلُهُ : ( بِالْحَقِّ ) حَالٌ مِنْ فَاعِلِ ( نَتْلُو ) ، أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ أَيْ : مُحِقِّينَ ، أَوْ مُلْتَبِسَةٌ بِالْحَقِّ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ ، فَتَتَعَلَّقُ بِنَفْسِ الْفِعْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29016_29688فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ أَيْ : بَعْدَ حَدِيثِ اللَّهِ وَبَعْدَ آيَاتِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَقْصُودَ : فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ آيَاتِ اللَّهِ ، وَذِكْرُ الِاسْمِ الشَّرِيفِ لَيْسَ إِلَّا لِقَصْدِ تَعْظِيمِ الْآيَاتِ ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ : أَعْجَبَنِي زَيْدٌ ، وَكَرَمُهُ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بَعْدَ حَدِيثِ اللَّهِ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ [ الزُّمَرِ : 23 ] وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ ، وَالْعَطْفُ لِمُجَرَّدِ التَّغَايُرِ الْعُنْوَانِيِّ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " تُؤْمِنُونَ " بِالْفَوْقِيَّةِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالتَّحْتِيَّةِ .
وَالْمَعْنَى : يُؤْمِنُونَ بِأَيِّ حَدِيثٍ ، وَإِنَّمَا قُدِّمَ عَلَيْهِ لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ لَهُ صَدْرُ الْكَلَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29016_30539وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ أَيْ : لِكُلِّ كَذَّابٍ كَثِيرِ الْإِثْمِ مُرْتَكِبٍ لِمَا يُوجِبُهُ ، وَالْوَيْلُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ .
ثُمَّ وَصَفَ هَذَا الْأَفَّاكَ بِصِفَةٍ أُخْرَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29016_30549يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ وَقِيلَ : إِنَّ ( يَسْمَعُ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَقِيلَ : اسْتِئْنَافٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَقَوْلُهُ : ( تُتْلَى عَلَيْهِ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، ثُمَّ يُصِرُّ عَلَى كُفْرِهِ ، وَيُقِيمُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ حَالَ كَوْنِهِ مُسْتَكْبِرًا أَيْ : يَتَمَادَى عَلَى كُفْرِهِ مُتَعَظِّمًا فِي نَفْسِهِ عَنِ الِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ ، وَالْإِصْرَارُ مَأْخُوذٌ مِنْ إِصْرَارِ الْحِمَارِ عَلَى الْعَانَةِ ، وَهُوَ أَنْ يَنْحَنِيَ عَلَيْهَا صَارًّا أُذُنَيْهِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : إِذَا سَمِعَ مِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ ، وَ " أَنْ " هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ شَأْنٍ مَحْذُوفٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ هَذَا مِنْ بَابِ التَّهَكُّمِ أَيْ : فَبَشِّرْهُ عَلَى إِصْرَارِهِ وَاسْتِكْبَارِهِ وَعَدَمِ اسْتِمَاعِهِ إِلَى الْآيَاتِ بِعَذَابٍ شَدِيدِ الْأَلَمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29016_30549وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا قَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( عَلِمَ ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ مُخَفَّفَةً عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ إِذَا وَصَلَ إِلَيْهِ عِلْمُ شَيْءٍ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ اتَّخَذَهَا أَيِ : الْآيَاتِ هُزُوًا ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي ( اتَّخَذَهَا ) عَائِدٌ إِلَى شَيْئًا ؛ لِأَنَّهُ عِبَارَةٌ عَنِ الْآيَاتِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى كُلِّ أَفَّاكٍ مُتَّصِفٍ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ بِسَبَبِ مَا فَعَلُوا مِنَ الْإِصْرَارِ ، وَالِاسْتِكْبَارِ عَنْ سَمَاعِ آيَاتِ اللَّهِ ، وَاتِّخَاذِهَا هُزُوًا ، وَالْعَذَابُ الْمُهِينُ هُوَ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْإِذْلَالِ وَالْفَضِيحَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ) أَيْ : مِنْ وَرَاءِ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ التَّعَزُّزِ بِالدُّنْيَا وَالتَّكَبُّرِ عَنِ الْحَقِّ جَهَنَّمُ ، فَإِنَّهَا مِنْ قُدَّامِهِمْ لِأَنَّهُمْ مُتَوَجِّهُونَ إِلَيْهَا ، وَعَبَّرَ بِالْوَرَاءِ عَنِ الْقُدَّامِ ، كَقَوْلِهِ : مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ [ إِبْرَاهِيمَ : 16 ] وَقَوْلِ الشَّاعِرِ :
أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي
وَقِيلَ : جَعَلَهَا بِاعْتِبَارِ إِعْرَاضِهِمْ عَنْهَا كَأَنَّهَا خَلْفَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا أَيْ : لَا يَدْفَعُ عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ شَيْئًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَلَا يَنْفَعُهُمْ بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ النَّفْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا كَسَبُوا أَيْ : وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ مِنَ الْأَصْنَامِ ، وَ " مَا " فِي الْمَوْضِعَيْنِ إِمَّا مَصْدَرِيَّةٌ ، أَوْ مَوْصُولَةٌ ، وَزِيَادَةُ " لَا " فِي الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ لِلتَّأْكِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فِي جَهَنَّمَ الَّتِي هِيَ مِنْ وَرَائِهِمْ .
( هَذَا هُدًى ) جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مِنْ مُبْتَدَأٍ ، وَخَبَرٍ يَعْنِي : هَذَا الْقُرْآنُ هُدًى لِلْمُهْتَدِينَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ الْقُرْآنِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ الرِّجْزُ أَشَدُّ الْعَذَابِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( أَلِيمٍ ) بِالْجَرِّ صِفَةً لِلرِّجْزِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَحَفْصٌ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِالرَّفْعِ صِفَةً لِعَذَابٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29016_29703اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ أَيْ : جَعَلَهُ عَلَى صِفَةٍ تَتَمَكَّنُونَ بِهَا مِنَ الرُّكُوبِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ أَيْ : بِإِذْنِهِ وَإِقْدَارِهِ لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ بِالتِّجَارَةِ تَارَةً ، وَالْغَوْصِ لِلدُّرِّ ، وَالْمُعَالَجَةِ لِلصَّيْدِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=12وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أَيْ : لِكَيْ تَشْكُرُوا النِّعَمَ الَّتِي تَحْصُلُ لَكُمْ بِسَبَبِ هَذَا التَّسْخِيرِ لِلْبَحْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ أَيْ : سَخَّرَ لِعِبَادِهِ مَا خَلَقَهُ فِي سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ
[ ص: 1357 ] مِمَّا تَتَعَلَّقُ بِهِ مَصَالِحُهُمْ وَتَقُومُ بِهِ مَعَايِشُهُمْ .
وَمِمَّا سَخَّرَهُ لَهُمْ مِنْ مَخْلُوقَاتِ السَّمَاوَاتِ : الشَّمْسُ ، وَالْقَمَرُ ، وَالنُّجُومُ النَّيِّرَاتُ ، وَالْمَطَرُ ، وَالسَّحَابُ ، وَالرِّيَاحُ ، وَانْتِصَابُ " جَمِيعًا " عَلَى الْحَالِ مِنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، أَوْ تَأْكِيدٌ لَهُ ، وَقَوْلُهُ : مِنْهُ يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لِ " جَمِيعًا " أَيْ : كَائِنَةٌ مِنْهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ " سَخَّرَ " ، وَيَجُوزَ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ " مَا فِي السَّمَاوَاتِ " ، أَوْ خَبَرًا لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ رَحْمَةٌ مِنْهُ لِعِبَادِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ الْمَذْكُورِ مِنَ التَّسْخِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَخَصَّ الْمُتَفَكِّرِينَ لِأَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِهَا إِلَّا مَنْ تَفَكَّرَ فِيهَا ، فَإِنَّهُ يَنْتَقِلُ مِنَ التَّفَكُّرِ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ بِهَا عَلَى التَّوْحِيدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا أَيْ : قُلْ لَهُمُ اغْفِرُوا يَغْفِرُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ وَقِيلَ : هُوَ عَلَى حَذْفِ اللَّامِ ، وَالتَّقْدِيرُ : قُلْ لَهُمْ لِيَغْفِرُوا .
وَالْمَعْنَى : قُلْ لَهُمْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ وَقَائِعَ اللَّهِ بِأَعْدَائِهِ أَيْ : لَا يَتَوَقَّعُونَهَا ، وَمَعْنَى الرَّجَاءِ هُنَا الْخَوْفُ ، وَقِيلَ : هُوَ عَلَى مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ .
وَالْمَعْنَى : لَا يَرْجُونَ ثَوَابَهُ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي وَقَّتَهَا اللَّهُ لِثَوَابِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْأَيَّامُ يُعَبَّرُ بِهَا عَنِ الْوَقَائِعِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [ إِبْرَاهِيمَ : 5 ] قَالَ
مُقَاتِلٌ : لَا يَخْشَوْنَ مِثْلَ عَذَابِ اللَّهِ لِلْأُمَمِ الْخَالِيَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ فَلَا يَخَافُونَ عِقَابَهُ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَا يَأْمُلُونَ نَصْرَ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ ، وَإِيقَاعَهُ بِأَعْدَائِهِ ، وَقِيلَ : لَا يَخَافُونَ الْبَعْثَ .
قِيلَ : وَالْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " لِنَجْزِيَ " بِالنُّونِ أَيْ : لِنَجْزِيَ نَحْنُ .
وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ بِالتَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ أَيْ : لِيَجْزِيَ اللَّهُ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَعَاصِمٌ ، بِالتَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ مَعَ نَصْبِ " قَوْمًا " ، فَقِيلَ : النَّائِبُ عَنِ الْفَاعِلِ مَصْدَرُ الْفِعْلِ أَيْ : لِيُجْزَى الْجَزَاءُ قَوْمًا ، وَقِيلَ : إِنَّ النَّائِبَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
وَلَوْ وَلَدَتْ فَقِيرَةٌ جَرْوَ كَلْبٍ لَسُبَّ بِذَلِكَ الْجَرْوِ الْكِلَابَا
وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ
الْأَخْفَشُ ، وَالْكُوفِيُّونَ ، وَمَنَعَهُ الْبَصْرِيُّونَ ، وَالْجُمْلَةُ لِتَعْلِيلِ الْأَمْرِ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَالْمُرَادُ بِالْقَوْمِ : الْمُؤْمِنُونَ ، أُمِرُوا بِالْمَغْفِرَةِ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا كَسَبُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الصَّبْرُ عَلَى أَذِيَّةِ الْكُفَّارِ ، وَالْإِغْضَاءُ عَنْهُمْ بِكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَاحْتِمَالُ الْمَكْرُوهِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لِيَجْزِيَ الْكُفَّارَ بِمَا عَمِلُوا مِنَ السَّيِّئَاتِ كَأَنَّهُ قَالَ : لَا تُكَافِئُوهُمْ أَنْتُمْ لِنُكَافِئَهُمْ نَحْنُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ ذَكَرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَعْمَالَهُمْ وَالْمُشْرِكِينَ وَأَعْمَالَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=15مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَالْمَعْنَى : أَنَّ عَمَلَ كُلِّ طَائِفَةٍ مِنْ إِحْسَانٍ أَوْ إِسَاءَةٍ لِعَامِلِهِ لَا يَتَجَاوَزُهُ إِلَى غَيْرِهِ وَفِيهِ تَرْغِيبٌ وَتَهْدِيدٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=15ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ فَيُجَازِي كُلًّا بِعَمَلِهِ إِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ مِنْ طَرِيقِ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13جَمِيعًا مِنْهُ ) قَالَ : مِنْهُ النُّورُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : كُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنَ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُسٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَسَأَلَهُ : مِمَّ خُلِقَ الْخَلْقُ ؟ قَالَ : مِنَ الْمَاءِ وَالنُّورِ وَالظُّلْمَةِ وَالْهَوَاءِ وَالتُّرَابِ ، قَالَ : فَمِمَّ خُلِقَ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي .
ثُمَّ أَتَى الرَّجُلُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَأَتَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ مِمَّ خُلِقَ الْخَلْقُ ؟ فَقَالَ : مِنَ الْمَاءِ وَالنُّورِ وَالظُّلْمَةِ وَالرِّيحِ وَالتُّرَابِ ، قَالَ فَمِمَّ خُلِقَ هَؤُلَاءِ ؟ فَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا كَانَ لِيَأْتِيَ بِهَذَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ : عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29016_20034قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا الْآيَةَ ، قَالَ : كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُعْرِضُ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِذَا آذَوْهُ ، وَكَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَيُكَذِّبُونَهُ ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً ، فَكَانَ هَذَا مِنَ الْمَنْسُوخِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=20هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=22وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( 26 )
nindex.php?page=treesubj&link=29016_32419قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةُ ، وَبِالْحُكْمِ الْفَهْمُ وَالْفِقْهُ الَّذِي يَكُونُ بِهِمَا الْحُكْمُ بَيْنَ النَّاسِ وَفَصْلُ خُصُومَاتِهِمْ ، وَبِالنُّبُوَّةِ مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَيِ : الْمُسْتَلَذَّاتِ الَّتِي أَحَلَّهَا اللَّهُ لَهُمْ ، وَمِنْ ذَلِكَ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=16وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِمْ حَيْثُ آتَيْنَاهُمْ مَا لَمْ نُؤْتِ مَنْ عَدَاهُمْ مِنْ فَلْقِ الْبَحْرِ وَنَحْوِهِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا فِي سُورَةِ الدُّخَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ أَيْ : شَرَائِعَ وَاضِحَاتٍ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، أَوْ مُعْجِزَاتٍ ظَاهِرَاتٍ ، وَقِيلَ : الْعِلْمَ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَشَوَاهِدَ نُبُوَّتِهِ ، وَتَعْيِينَ مُهَاجَرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ أَيْ : فَمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ إِلَّا بَعْدَ مَجِيءِ الْعِلْمِ إِلَيْهِمْ بِبَيَانِهِ ، وَإِيضَاحِ مَعْنَاهُ ، فَجَعَلُوا مَا يُوجِبُ
[ ص: 1358 ] زَوَالَ الْخِلَافِ مُوجِبًا لِثُبُوتِهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْعِلْمِ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ، فَإِنَّهُ آمَنَ بِهِ بَعْضُهُمْ وَكَفَرَ بَعْضُهُمْ ، وَقِيلَ : نُبُوَّةُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَاخْتَلَفُوا فِيهَا حَسَدًا وَبَغْيًا ، وَقِيلَ : بَغْيًا مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ بِطَلَبِ الرِّئَاسَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ ، فَيُجَازِي الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيءَ بِإِسَاءَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29016ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ الشَّرِيعَةُ فِي اللُّغَةِ الْمَذْهَبُ .
وَالْمِلَّةُ وَالْمِنْهَاجُ وَيُقَالُ : لِمَشْرَعَةِ الْمَاءِ وَهِيَ مَوْرِدُ شَارِبِيهِ شَرِيعَةٌ ، وَمِنْهُ الشَّارِعُ لِأَنَّهُ طَرِيقٌ إِلَى الْمَقْصِدِ ، فَالْمُرَادُ بِالشَّرِيعَةِ هُنَا مَا شَرَعَهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ مِنَ الدِّينِ ، وَالْجَمْعُ شَرَائِعُ أَيْ : جَعَلْنَاكَ يَا
مُحَمَّدُ عَلَى مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ يُوصِلُكَ إِلَى الْحَقِّ فَاتَّبِعْهَا فَاعْمَلْ بِأَحْكَامِهَا فِي أُمَّتِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ تَوْحِيدَ اللَّهِ وَشَرَائِعَهُ لِعِبَادِهِ ، وَهُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ وَمَنْ وَافَقَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أَيْ : لَا يَدْفَعُونَ عَنْكَ شَيْئًا مِمَّا أَرَادَهُ اللَّهُ بِكَ إِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ أَيْ : أَنْصَارٌ يَنْصُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالَ ابْنُ زَيْدٍ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ أَوْلِيَاءُ الْيَهُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=19وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ أَيْ : نَاصِرُهُمْ ، وَالْمُرَادُ بِالْمُتَّقِينَ الَّذِينَ اتَّقَوُا الشِّرْكَ وَالْمَعَاصِيَ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : هَذَا ، إِلَى الْقُرْآنِ ، أَوْ إِلَى اتِّبَاعِ الشَّرِيعَةِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ " بَصَائِرُ لِلنَّاسِ " أَيْ : بَرَاهِينُ ، وَدَلَائِلُ لَهُمْ فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَحْكَامِ الدِّينِ ، جَعَلَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْبَصَائِرِ فِي الْقُلُوبِ وَقُرِئَ " هَذِهِ بَصَائِرُ " أَيْ : هَذِهِ الْآيَاتُ ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ بِمَعْنَاهَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هَذِهِ الصَّوْتُ
لِأَنَّ الصَّوْتَ بِمَعْنَى الصَّيْحَةِ ، ( وَهُدًى ) أَيْ : رُشْدٌ ، وَطَرِيقٌ يُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ عَمِلَ بِهِ ، وَرَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أَيْ : مِنْ شَأْنِهِمُ الْإِيقَانُ وَعَدَمُ الشَّكِّ وَالتَّزَلْزُلِ بِالشُّبَهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29016_29468أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ " أَمْ " هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الْمُقَدَّرَةُ بِبَلْ وَالْهَمْزَةِ ، وَمَا فِيهَا مِنْ مَعْنَى بَلْ لِلِانْتِقَالِ مِنَ الْبَيَانِ الْأَوَّلِ إِلَى الثَّانِي ، وَالْهَمْزَةُ لِإِنْكَارِ الْحُسْبَانِ ، وَالِاجْتِرَاحُ الِاكْتِسَابِ ، وَمِنْهُ الْجَوَارِحُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَائِدَةِ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ تَبَايُنِ حَالَيِ الْمُسِيئِينَ ، وَالْمُحْسِنِينَ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَيْ : نُسَوِّي بَيْنَهُمْ مَعَ اجْتِرَاحِهُمُ السَّيِّئَاتِ ، وَبَيْنَ أَهْلِ الْحَسَنَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ، كَلَّا لَا يَسْتَوُونَ ، فَإِنَّ حَالَ أَهْلِ السَّعَادَةِ فِيهِمَا غَيْرُ حَالِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ إِنْكَارُ أَنْ يَسْتَوُوا فِي الْمَمَاتِ كَمَا اسْتَوَوْا فِي الْحَيَاةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " سَوَاءٌ " بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ ، وَالْمُبْتَدَأُ " مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ " ، وَالْمَعْنَى : إِنْكَارُ حُسْبَانِهِمْ أَنَّ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتَهُمْ سَوَاءٌ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ، وَحَفْصٌ سَوَاءً بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ الْمُسْتَتِرِ فِي الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ فِي قَوْلِهِ ( كَالَّذِينِ آمَنُوا ) ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِ " حَسِبَ " ، وَاخْتَارَ قِرَاءَةَ النَّصْبِ
أَبُو عُبَيْدٍ ، وَقَالَ مَعْنَاهُ : نَجْعَلُهُمْ سَوَاءً ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ " مَمَاتَهُمْ " بِالنَّصْبِ عَلَى مَعْنَى سَوَاءً فِي مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتِهِمْ ، فَلَمَّا سَقَطَ الْخَافِضُ انْتَصَبَ ، أَوْ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ مَفْعُولِ نَجْعَلُهُمْ بَدَلُ اشْتِمَالٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ أَيْ : سَاءَ حُكْمُهُمْ هَذَا الَّذِي حَكَمُوا بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=22وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ أَيْ : بِالْحَقِّ الْمُقْتَضِي لِلْعَدْلِ بَيْنَ الْعِبَادِ ، وَمَحَلُّ " بِالْحَقِّ " النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْفَاعِلِ ، أَوْ مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَوِ الْبَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29016_29468وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْحَقِّ ؛ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا سَبَبٌ ، فَعَطَفَ السَّبَبَ عَلَى السَّبَبِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى مَحْذُوفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لِيَدُلَّ بِهِمَا عَلَى قُدْرَتِهِ وَلِتُجْزَى ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ لِلصَّيْرُورَةِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ أَيِ : النُّفُوسُ الْمَدْلُولُ عَلَيْهَا بِكُلِّ نَفْسٍ لَا يُظْلَمُونَ بِنَقْصِ ثَوَابٍ أَوْ زِيَادَةِ عِقَابٍ .
ثُمَّ عَجِبَ - سُبْحَانَهُ - مِنْ حَالِ الْكُفَّارِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ : ذَلِكَ الْكَافِرُ اتَّخَذَ دِينَهُ مَا يَهْوَاهُ فَلَا يَهْوَى شَيْئًا إِلَّا رَكِبَهُ ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : يَعْبُدُ مَا يَهْوَاهُ أَوْ يَسْتَحْسِنُهُ ، فَإِذَا اسْتَحْسَنَ شَيْئًا وَهَوَاهُ اتَّخَذَهُ إِلَهًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : كَانَ أَحَدُهُمْ يَعْبُدُ الْحَجَرَ ، فَإِذَا رَأَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ رَمَى بِهِ وَعَبَدَ الْآخَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ أَيْ : عَلَى عِلْمٍ قَدْ عَلِمَهُ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَضَلَّهُ عَنِ الثَّوَابِ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ بِأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّهُ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ أَنَّهُ ضَالٌّ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ الصَّنَمَ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : عَلَى سُوءٍ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ ضَالٌّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ ، وَمَحَلُّ " عَلَى عِلْمٍ " النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْفَاعِلِ ، أَوِ الْمَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ أَيْ : طَبَعَ عَلَى سَمْعِهِ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الْوَعْظَ ، وَطَبَعَ عَلَى قَلْبِهِ حَتَّى لَا يَفْقَهَ الْهُدَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29016_30454وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً أَيْ : غِطَاءً حَتَّى لَا يُبْصِرَ الرُّشْدَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( غِشَاوَةً ) بِالْأَلْفِ مَعَ كَسْرِ الْغَيْنِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( غَشْوَةً ) بِغَيْرِ أَلْفٍ مَعَ فَتْحِ الْغَيْنِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَئِنْ كُنْتِ أَلْبَسْتِنِي غَشْوَةً لَقَدْ كُنْتُ أَصْغَيْتُكِ الْوُدَّ حِينًا
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ كَقِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ مَعَ فَتْحِ الْغَيْنِ وَهِيَ لُغَةُ
رَبِيعَةَ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَعِكْرِمَةُ بِضَمِّهَا وَهِيَ لُغَةُ
عُكْلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَيْ : مِنْ بَعْدِ إِضْلَالِ اللَّهِ لَهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ تَذَكُّرَ اعْتِبَارٍ حَتَّى تَعْلَمُوا حَقِيقَةَ الْحَالِ .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - بَعْضَ جَهَالَاتِهِمْ وَضَلَالَاتِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا أَيْ : مَا الْحَيَاةُ إِلَّا الْحَيَاةُ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24نَمُوتُ وَنَحْيَا أَيْ : يُصِيبُنَا الْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِيهَا ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ حَيَاةٌ ، وَقِيلَ : نَمُوتُ نَحْنُ وَيَحْيَا فِيهَا أَوْلَادُنَا ، وَقِيلَ : نَكُونُ نُطَفًا مَيِّتَةً ، ثُمَّ نَصِيرُ أَحْيَاءً .
وَقِيلَ : فِي الْآيَةِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ أَيْ : نَحْيَا وَنَمُوتُ وَكَذَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ، وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَمُرَادُهُمْ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ إِنْكَارُ الْبَعْثِ ، وَتَكْذِيبُ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ أَيْ : إِلَّا مُرُورُ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي قَالَ
مُجَاهِدٌ : يَعْنِي السِّنِينَ وَالْأَيَّامَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : إِلَّا الْعُمْرُ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . وَقَالَ قُطْرُبٌ : الْمَعْنَى وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الْمَوْتُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا اللَّهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ [ ص: 1359 ] أَيْ : مَا قَالُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ إِلَّا شَاكِّينَ غَيْرَ عَالِمِينَ بِالْحَقِيقَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ كَوْنَ ذَلِكَ صَادِرًا مِنْهُمْ لَا عَنْ عِلْمٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ أَيْ : مَا هُمْ إِلَّا قَوْمٌ غَايَةُ مَا عِنْدَهُمُ الظَّنُّ فَمَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا بِهِ ، وَلَا يَسْتَنِدُونَ إِلَّا إِلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29016_30549وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ أَيْ : إِذَا تُلِيَتْ آيَاتُ الْقُرْآنِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ حَالَ كَوْنِهَا بَيِّنَاتٍ وَاضِحَاتٍ ظَاهِرَةَ الْمَعْنَى وَالدَّلَالَةِ عَلَى الْبَعْثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَنَّا نُبْعَثُ بَعْدَ الْمَوْتِ أَيْ : مَا كَانَ لَهُمْ حُجَّةٌ وَلَا مُتَمَسَّكٌ إِلَّا هَذَا الْقَوْلَ الْبَاطِلَ الَّذِي لَيْسَ مِنَ الْحُجَّةِ فِي شَيْءٍ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُ حُجَّةً تَهَكُّمًا بِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ " حُجَّتَهُمْ " عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ ، وَاسْمُهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=25إِلَّا أَنْ قَالُوا وَقَرَأَ
زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ،
وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ بِرَفْعِ " حُجَّتُهُمْ " عَلَى أَنَّهَا اسْمُ كَانَ .
ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ) أَيْ : فِي الدُّنْيَا ، ثُمَّ ( يُمِيتُكُمْ ) عِنْدَ انْقِضَاءِ آجَالِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ لَا رَيْبَ فِيهِ أَيْ : فِي جَمْعِكُمْ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30340مَنْ قَدَرَ عَلَى ابْتِدَاءِ الْخَلْقِ قَدَرَ عَلَى إِعَادَتِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=26وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ بِذَلِكَ ، فَلِهَذَا حَصَلَ مَعَهُمُ الشَّكُّ فِي الْبَعْثِ ، وَجَاءُوا فِي دَفْعِهِ بِمَا هُوَ أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ ، وَلَوْ نَظَرُوا حَقَّ النَّظَرِ لَحَصَلُوا عَلَى الْعِلْمِ الْيَقِينِ ، وَانْدَفَعَ عَنْهُمُ الرَّيْبُ وَأَرَاحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ وَرْطَةِ الشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=18ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ يَقُولُ : عَلَى هُدًى مِنْ أَمْرِ دِينِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ قَالَ : الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مُؤْمِنٌ ، وَالْكَافِرُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ كَافِرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29016_29430قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ قَالَ : ذَاكَ الْكَافِرُ اتَّخَذَ دِينَهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ وَلَا بُرْهَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ يَقُولُ : أَضَلَّهُ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَرَبِ يَعْبُدُ الْحَجَرَ ، فَإِذَا وَجَدَ أَحْسَنَ مِنْهُ أَخَذَهُ وَأَلْقَى الْآخَرَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : " كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُهْلِكُنَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، فَقَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ قَالَ اللَّهُ : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021393يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " .