وهي مكية .
قال
القرطبي : كلها في قول
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ،
وعكرمة ،
وعطاء ،
وجابر . قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إلا آية منها ، وهي قوله : يسأله من في السماوات والأرض الآية .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ومقاتل هي مدنية كلها ، والأول أصح ، ويدل عليه ما أخرجه
النحاس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت
nindex.php?page=treesubj&link=28860_28889سورة الرحمن بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
عبد الله بن الزبير قال : أنزل
بمكة سورة الرحمن .
وأخرج
ابن مردويه عن
عائشة قالت : نزلت سورة "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن علم القرآن "
بمكة .
وأخرج
أحمد ،
وابن مردويه قال
السيوطي : بسند حسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر قالت
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021518سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون فبأي آلاء ربكما تكذبان .
ويؤيد القول الثاني ما أخرجه
ابن الضريس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت سورة الرحمن
بالمدينة ، ويمكن الجمع بين القولين بأنه نزل بعضها
بمكة وبعضها
بالمدينة .
وأخرج
الترمذي ،
وابن المنذر ،
وأبو الشيخ في العظمة
والحاكم وصححه
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021519خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم nindex.php?page=treesubj&link=28862_30998_28892سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا ، فقال : ما لي أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم كلما أتيت على قوله : فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا : لا شيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد قال
الترمذي بعد
[ ص: 1433 ] إخراجه : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن
زهير بن محمد .
وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أنه كان يستنكر روايته عن
زهير .
وقال
البزار : لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه .
وأخرجه
البزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الأفراد
وابن مردويه ،
والخطيب في تاريخه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وصحح
السيوطي إسناده .
وقال
البزار : لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .
وأخرج
البيهقي في الشعب عن
علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
لكل شيء عروس ، وعروس القرآن الرحمن .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خلق الإنسان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4علمه البيان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشمس والقمر بحسبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6والنجم والشجر يسجدان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7والسماء رفعها ووضع الميزان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10والأرض وضعها للأنام nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف والريحان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=14خلق الإنسان من صلصال كالفخار nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=15وخلق الجان من مارج من نار nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=16فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17رب المشرقين ورب المغربين nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=18فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مرج البحرين يلتقيان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بينهما برزخ لا يبغيان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=21فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=23فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=24وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=25فبأي آلاء ربكما تكذبان قوله
nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن ارتفاع " الرحمن " على أنه مبتدأ وما بعده من الأفعال أخبار له .
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف : أي الله الرحمن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معنى علم القرآن يسره .
قال
الكلبي : علم القرآن
محمدا وعلمه
محمد أمته ، وقيل جعله علامة لما تعبد الناس به ، قيل نزلت هذه الآية جوابا لأهل
مكة حين قالوا إنما يعلمه بشر ، وقيل جوابا لقولهم : وما الرحمن ؟ ولما كانت هذه السورة لتعداد نعمه التي أنعم بها على عباده قدم النعمة التي هي أجلها قدرا وأكثرها نفعا وأتمها فائدة وأعظمها عائدة ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=18469_18624_24907_18620نعمة تعليم القرآن ، فإنها مدار سعادة الدارين ، وقطب رحى الخيرين ، وعماد الأمرين .
ثم امتن بعد هذه النعمة بنعمة الخلق التي هي مناط كل الأمور ومرجع جميع الأشياء فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29485_28661_29026خلق الإنسان ثم امتن ثالثا بتعليمه البيان الذي يكون به التفاهم ويدور عليه التخاطب وتتوقف عليه مصالح المعاش والمعاد ؛ لأنه لا يمكن إبراز ما في الضمائر ولا إظهار ما يدور في الخلد إلا به . قال
قتادة ،
والحسن : المراد بالإنسان هاهنا
محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالبيان الحلال من الحرام ، والهدى من الضلال ، وهو بعيد .
وقال
الضحاك : البيان الخير والشر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : هو ما ينفعه مما يضره .
وقيل : البيان الكتابة بالقلم .
والأولى حمل الإنسان على الجنس ، وحمل البيان على تعليم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=31759_29026_29485الشمس والقمر بحسبان أي يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها ، ويدلان بذلك على عدد الشهور والسنين .
قال
قتادة ،
وأبو مالك : يجريان بحسبان في منازلهم لا يعدوانها ولا يحيدان عنها .
وقال
ابن زيد ،
وابن كيسان : يعني أن بهما تحسب الأوقات والآجال والأعمال .
ولولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب ، لأن الدهر يكون كله ليلا أو نهارا .
وقال
الضحاك : معنى بحسبان : بقدر .
وقال
مجاهد : بحسبان كحسبان الرحى : يعني قطبهما الذي يدوران عليه .
قال
الأخفش : الحسبان جماعة الحساب مثل شهب وشهبان .
وأما الحسبان بالضم فهو العذاب كما مضى في سورة الكهف .
"
nindex.php?page=treesubj&link=29026_30350والنجم والشجر يسجدان " النجم ما لا ساق له من النبات ، والشجر ما له ساق .
قال الشاعر :
لقد أنجم القاع الكثير عضاهه وتم به حيا تميم ووائل
وقال
زهير :
مكلل بأصول النجم تنسجه ريح الجنوب لضاحي مائه حبك
والمراد بسجودهما انقيادهما لله تعالى انقياد الساجدين من المكلفين .
وقال
الفراء : سجودهما أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ، ثم يميلان معها حين ينكسر الفيء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سجودهما دوران الظل معهما ، كما في قوله : يتفيأ ظلاله [ النحل : 48 ] وقال
الحسن ،
ومجاهد : المراد بالنجم نجم السماء وسجوده طلوعه ، ورجح هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
وقيل سجوده أفوله ، وسجود الشجر : تمكينها من الاجتناء لثمارها .
قال
النحاس : أصل السجود الاستسلام والانقياد لله ، وهذه الجملة والتي قبلها خبران آخران للرحمن ، وترك الرابط فيهما لظهوره كأنه قيل : الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=31756_29026والسماء رفعها قرأ الجمهور بنصب السماء على الاشتغال .
وقرأ
أبو السماك بالرفع على الابتداء ، والمعنى : أنه جعل السماء مرفوعة فوق الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28770_29026ووضع الميزان المراد بالميزان العدل : أي وضع في الأرض العدل الذي أمر به كذا قال
مجاهد ،
وقتادة ،
والسدي وغيرهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أنه أمرنا بالعدل ، ويدل عليه : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29026_18524ألا تطغوا في الميزان أي لا تجاوزوا العدل .
وقال
الحسن ،
والضحاك : المراد به آلة الوزن ليتوصل بها إلى الإنصاف والانتصاف .
وقيل الميزان القرآن لأن فيه بيان ما يحتاج إليه ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل ، والأول أولى .
ثم أمر سبحانه بإقامة العدل بعد إخباره للعباد بأنه وضعه لهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط أي قوموا وزنكم بالعدل ، وقيل المعنى : أقيموا لسان الميزان بالعدل ، وقيل المعنى : أنه وضع الميزان في الآخرة لوزن الأعمال ، وأن في قوله : ألا تطغوا مصدرية : أي لئلا تطغوا ، و " لا " نافية : أي وضع الميزان لئلا تطغوا ، وقيل هي مفسرة ، لأن في الوضع معنى القول ، والطغيان مجاوزة الحد ، فمن قال : الميزان العدل ، قال طغيانه الجور ومن قال : الميزان الآلة التي يوزن بها ، قال
[ ص: 1434 ] طغيانه البخس
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9ولا تخسروا الميزان أي لا تنقصوه . أمر سبحانه أولا بالتسوية ، ثم نهى عن الطغيان الذي هو المجاوزة للحد بالزيادة ، ثم نهى عن الخسران الذي هو النقص والبخس .
قرأ الجمهور " تخسروا " بضم التاء وكسر السين من أخسر ، وقرأ
بلال بن أبي برزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11795وأبان بن عثمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي بفتح التاء والسين من خسر ، وهما لغتان : يقال أخسرت الميزان وخسرته .
ثم لما ذكر سبحانه أنه رفع السماء ذكر أنه وضع الأرض فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485_31756والأرض وضعها للأنام أي بسطها على الماء لجميع الخلق مما له روح وحياة ، ولا وجه لتخصيص الأنام بالإنس والجن .
قرأ الجمهور بنصب " الأرض " على الاشتغال ، وقرأ
أبو السماك بالرفع على الابتداء .
وجملة فيها فاكهة في محل نصب على أنها حال من الأرض مقدرة ، وقيل مستأنفة لتقرير مضمون الجملة التي قبلها ، والمراد بها كل ما يتفكه به من أنواع الثمار .
ثم أفرد سبحانه النخل بالذكر لشرفه ومزيد فائدته على سائر الفواكه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11والنخل ذات الأكمام الأكمام جمع كم بالكسر ، وهو وعاء التمر .
قال
الجوهري : والكم بالكسر والكمامة وعاء الطلع وغطاء التنور ، والجمع كمام وأكمة وأكمام .
قال
الحسن : ذات الأكمام : أي ذات الليف ، فإن النخلة تكمم بالليف وكمامها ليفها ، وقال
ابن زيد : ذات الطلع قبل أن يتفتق .
وقال
عكرمة : ذات الأحمال .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485والحب ذو العصف والريحان الحب هو جميع ما يقتات من الحبوب . والعصف : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : هو بقل الزرع ، وهو أول ما ينبت به .
قال
ابن كيسان : يبدو أولا ورقا ، وهو العصف ، ثم يبدو له ساق ، ثم يحدث الله فيه أكماما ، ثم يحدث في الأكمام الحب .
قال
الفراء : والعرب تقول خرجنا نعصف الزرع : إذا قطعوا منه قبل أن يدرك ، وكذا قال في الصحاح .
وقال
الحسن : العصف التبن ، وقال
مجاهد : هو ورق الشجر والزرع .
وقيل هو ورق الزرع الأخضر إذا قطع رأسه ويبس ، ومنه قوله : كعصف مأكول [ الفيل : 5 ] وقيل هو الزرع الكثير ، يقال قد أعصف الزرع ومكان معصف : أي كثير الزرع ، ومنه قول
أبي قيس بن الأسلت :
إذا جمادى منعت قطرها زان جناني عطن معصف
والريحان الورق في قول الأكثر .
وقال
الحسن ،
وقتادة ،
والضحاك ،
وابن زيد : إنه الريحان الذي يشم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، هو ما قام على ساق .
وقال
الكلبي : إن العصف هو الورق الذي لا يؤكل ، والريحان هو الحب المأكول .
وقال
الفراء أيضا : العصف : المأكول من الزرع ، والريحان ما لا يؤكل ، وقيل الريحان كل بقلة طيبة الريح .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : يقال شيء ريحاني وروحاني : أي له روح : وقال في الصحاح : الريحان نبت معروف ، والريحان الرزق ، تقول : خرجت أبتغي ريحان الله .
قال
النمر بن تولب :
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
وقيل العصف رزق البهائم ، والريحان رزق الناس .
قرأ الجمهور " والحب ذو العصف والريحان " برفع الثلاثة عطفا على " فاكهة " .
وقرأ
ابن عامر ،
وأبو حيوة ،
والمغيرة بنصبهما عطفا على " الأرض " أو على إضمار فعل : أي وخلق الحب ذا العصف والريحان .
وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " والريحان " بالجر عطفا على العصف .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29026_28797فبأي آلاء ربكما تكذبان الخطاب للجن والإنس ، لأن لفظ الأنام يعمهما وغيرهما ، ثم خصص بهذا الخطاب من يعقل .
وبهذا قال الجمهور من المفسرين : ويدل عليه قوله فيما سيأتي : "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سنفرغ لكم أيها الثقلان " ويدل على هذا ما قدمنا في فاتحة هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها على الجن والإنس ، وقيل الخطاب للإنس ، وثناه على قاعدة العرب في خطاب الواحد بلفظ التثنية كما قدمنا في قوله : ألقيا في جهنم [ ق : 24 ] والآلاء النعم .
قال
القرطبي : وهو قول جميع المفسرين ، واحدها إلى مثل معى وعصا .
وقال
ابن زيد : إنها القدرة : أي فبأي قدرة ربكما تكذبان ، وبه قال
الكلبي .
وكرر سبحانه هذه الآية في هذه السورة تقريرا للنعمة وتأكيدا للتذكير بها على عادة العرب في الاتساع .
قال
القتيبي : إن الله عدد في هذه السورة نعماءه ، وذكر خلقه آلاءه ، ثم أتبع كل خلة وضعها بهذه الآية وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها كما تقول لمن تتابع له إحسانك ، وهو يكفره : ألم تكن فقيرا فأغنيتك ؟ أفتنكر هذا ؟ ألم تكن خاملا فعززتك ؟ أفتنكر هذا ؟ ألم تكن راجلا فحملتك ؟ أفتنكر هذا ؟ والتكرير حسن في مثل هذا ، ومنه قول الشاعر :
لا تقتلي رجلا إن كنت مسلمة إياك من دمه إياك إياك
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : التكرير طرد للغفلة وتأكيد للحجة .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485_28661خلق الإنسان من صلصال كالفخار لما ذكر سبحانه خلق العالم الكبير ، وهو السماء والأرض وما فيهما ذكر خلق العالم الصغير ، والمراد بالإنسان هنا
آدم .
قال
القرطبي : باتفاق من أهل التأويل ، ولا يبعد أن يراد الجنس لأن بني
آدم مخلوقون في ضمن خلق أبيهم
آدم ، والصلصال الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة ، وقيل هو طين خلط برمل ، وقيل هو الطين المنتن يقال : صل اللحم وأصل : إذا أنتن ، وقد تقدم بيانه في سورة الحجر ، والفخار الخزف الذي طبخ بالنار ، والمعنى : أنه خلق الإنسان من طين يشبه في يبسه الخزف .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29026_28796وخلق الجان من مارج من نار يعني خلق أبا الجن أو جنس الجن من مارج من نار ، والمارج اللهب الصافي من النار ، وقيل الخالص منها ، وقيل لسانها الذي يكون في طرفها إذا التهبت ، وقال
الليث : المارج الشعلة الصادعة ذات اللهب الشديد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : المارج النار المرسلة التي لا تمنع ، قال
أبو عبيدة : المارج خلط النار ، من مرج : إذا اختلط واضطرب .
قال
الجوهري : مارج من نار ، نار لا دخان لها خلق منها الجان .
فبأي آلاء ربكما تكذبان فإنه أنعم عليكما في تضاعيف خلقكما من ذلك بنعم لا تحصى .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29026_28658رب المشرقين ورب المغربين قرأ الجمهور " رب "
[ ص: 1435 ] بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هو رب المشرقين والمغربين ، وقيل مبتدأ وخبره مرج البحرين وما بينهما اعتراض ، والأول أولى ، والمراد بالمشرقين مشرقا الشتاء والصيف ، وبالمغربين مغرباهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=16فبأي آلاء ربكما تكذبان فإن في ذلك من النعم ما لا يحصى ولا يتيسر - لمن أنصف من نفسه - تكذيب فرد من أفراده .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29026_31757_33679مرج البحرين يلتقيان المرج التخلية والإرسال ، يقال : مرجت الدابة : إذا أرسلتها ، وأصله الإهمال كما تمرج الدابة في المرعى ، والمعنى : أنه أرسل كل واحد منهما .
يلتقيان : أي يتجاوران لا فصل بينهما في مرأى العين ومع ذلك فلم يختلطا ، ولهذا قال : بينهما برزخ أي حاجز يحجز بينهما لا يبغيان أي لا يبغي أحدهما على الآخر بأن يدخل فيه ويختلط به .
قال
الحسن ،
وقتادة : هما بحر
فارس والروم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : هما البحر المالح والأنهار العذبة ، وقيل بحر المشرق والمغرب ، وقيل بحر اللؤلؤ والمرجان ، وقيل بحر السماء وبحر الأرض .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : يلتقيان في كل عام ، وقيل يلتقي طرفاهما .
وقوله : يلتقيان في محل نصب على الحال من " البحرين " .
وجملة " بينهما برزخ " يجوز أن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالا .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=21فبأي آلاء ربكما تكذبان فإن هذه الآية وأمثالها لا يتيسر تكذيبها بحال .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29026_31742_31757_33679يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
قرأ الجمهور " يخرج " بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل ، وقرأ
نافع ،
وأبو عمرو بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول ، واللؤلؤ : الدر ، والمرجان : الخرز الأحمر المعروف .
وقال
الفراء : اللؤلؤ العظام ، والمرجان ما صغر .
قال
الواحدي : وهو قول جميع أهل اللغة .
وقال
مقاتل ،
والسدي ،
ومجاهد : اللؤلؤ صغاره ، والمرجان كباره ، وقال : يخرج منهما وإنما يخرج ذلك من المالح لا من العذب لأنه إذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره .
وقال
أبو علي الفارسي : هو من باب حذف المضاف : أي من أحدهما كقوله : على رجل من القريتين عظيم [ الزخرف : ]
وقال
الأخفش : زعم قوم أنه يخرج اللؤلؤ من العذب ، وقيل هما بحران يخرج من أحدهما اللؤلؤ ، ومن الآخر المرجان ، وقيل هما بحر السماء وبحر الأرض ، فإذا وقع ماء السماء في صدف البحر انعقد لؤلؤا فصار خارجا منهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=23فبأي آلاء ربكما تكذبان فإن في ذلك من الآيات ما لا يستطيع أحد تكذيبه ولا يقدر على إنكاره .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29026_31742_33679وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام " المراد بالجواري : السفن الجارية في البحر ، و " المنشآت " : المرفوعات التي رفع بعض خشبها على بعض وركب حتى ارتفعت وطالت حتى صارت في البحر كالأعلام وهي الجبال ، والعلم : الجبل الطويل .
وقال
قتادة : المنشآت المخلوقات للجري .
وقال
الأخفش : المنشآت المجريات ، وقد مضى بيان الكلام في هذا في سورة الشورى .
قرأ الجمهور الجوار بكسر الراء وحذف الياء لالتقاء الساكنين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
والحسن ،
وأبو عمرو في رواية عنه برفع الراء تناسيا للحذف ، وقرأ
يعقوب بإثبات الياء ، وقرأ الجمهور " المنشآت " بفتح الشين ، وقرأ
حمزة ،
وأبو بكر في رواية عنه بكسر الشين .
" فبأي آلاء ربكما تكذبان " فإن ذلك من الوضوح والظهور بحيث لا يمكن تكذيبه ولا إنكاره .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشمس والقمر بحسبان " قال : بحساب ومنازل يرسلان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10والأرض وضعها للأنام " قال : للناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : للخلق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : كل شيء فيه روح .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=33664_29026والنخل ذات الأكمام " قال : أوعية الطلع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف " قال : التبن " والريحان " قال خضرة الزرع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : " العصف " ورق الزرع إذا يبس " والريحان " ما أنبتت الأرض من
nindex.php?page=treesubj&link=33274الريحان الذي يشم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : " العصف " الزرع أول ما يخرج بقلا والريحان حين يستوي على سوقه ولم يسنبل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : كل ريحان في القرآن فهو رزق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قال : يعني بأي نعمة الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : يعني الجن والإنس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عنه أيضا من مارج من نار قال : من لهب النار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : خالص النار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17رب المشرقين ورب المغربين قال : للشمس مطلع في الشتاء ، ومغرب في الشتاء ، ومطلع في الصيف ، ومغرب في الصيف غير مطلعها في الشتاء وغير مغربها في الشتاء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه في الآية قال : مشرق الفجر ومشرق الشفق ، ومغرب الشمس ومغرب الشفق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29026_33679مرج البحرين يلتقيان قال : أرسل البحرين " بينهما برزخ " قال : حاجز لا يبغيان لا يختلطان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : بحر السماء وبحر الأرض ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا بينهما برزخ لا يبغيان قال : بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال : إذا مطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ .
[ ص: 1436 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : المرجان عظام اللؤلؤ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : اللؤلؤ : ما عظم منه ، والمرجان : اللؤلؤ الصغار .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : المرجان الخرز الأحمر .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : كُلُّهَا فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَعَطَاءٍ ،
وَجَابِرٍ . قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَّا آيَةً مِنْهَا ، وَهِيَ قَوْلُهُ : يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْآيَةَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَمُقَاتِلٌ هِيَ مَدَنِيَّةٌ كُلُّهَا ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا أَخْرَجَهُ
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=28860_28889سُورَةُ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : أُنْزِلَ
بِمَكَّةَ سُورَةُ الرَّحْمَنِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : نَزَلَتْ سُورَةُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ "
بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ
السُّيُوطِيُّ : بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021518سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ الرُّكْنِ قَبْلَ أَنْ يَصْدَعَ بِمَا يُؤْمَرُ وَالْمُشْرِكُونَ يَسْمَعُونَ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ .
وَيُؤَيِّدُ الْقَوْلَ الثَّانِيَ مَا أَخْرَجَهُ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ الرَّحْمَنِ
بِالْمَدِينَةِ ، وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِأَنَّهُ نَزَلَ بَعْضُهَا
بِمَكَّةَ وَبَعْضُهَا
بِالْمَدِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021519خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ nindex.php?page=treesubj&link=28862_30998_28892سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا ، فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ ، فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ : فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قَالُوا : لَا شَيْءَ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ قَالَ
التِّرْمِذِيُّ بَعْدَ
[ ص: 1433 ] إِخْرَاجِهِ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ
زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ .
وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامِ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنْكِرُ رِوَايَتَهُ عَنْ
زُهَيْرٍ .
وَقَالَ
الْبَزَّارُ : لَا نَعْرِفُهُ يُرْوَى إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَأَخْرَجَهُ
الْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ وَصَحَّحَ
السُّيُوطِيُّ إِسْنَادَهُ .
وَقَالَ
الْبَزَّارُ : لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
عَلِيٍّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
لِكُلِّ شَيْءٍ عَرُوسٌ ، وَعَرُوسُ الْقُرْآنِ الرَّحْمَنُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الْإِنْسَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4عَلَّمَهُ الْبَيَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=14خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=15وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=16فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=18فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=21فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=23فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=24وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=25فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ارْتِفَاعُ " الرَّحْمَنُ " عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ أَخْبَارٌ لَهُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيِ اللَّهُ الرَّحْمَنُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَى عَلَّمَ الْقُرْآنَ يَسَّرَهُ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : عَلَّمَ الْقُرْآنَ
مُحَمَّدًا وَعَلَّمَهُ
مُحَمَّدٌ أُمَّتَهُ ، وَقِيلَ جَعَلَهُ عَلَامَةً لِمَا تَعَبَّدَ النَّاسَ بِهِ ، قِيلَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ جَوَابًا لِأَهْلِ
مَكَّةَ حِينَ قَالُوا إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ، وَقِيلَ جَوَابًا لِقَوْلِهِمْ : وَمَا الرَّحْمَنُ ؟ وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ لِتَعْدَادِ نِعَمِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ قَدَّمَ النِّعْمَةَ الَّتِي هِيَ أَجْلُّهَا قَدْرًا وَأَكْثَرُهَا نَفْعًا وَأَتَمُّهَا فَائِدَةً وَأَعْظَمُهَا عَائِدَةً ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=18469_18624_24907_18620نِعْمَةُ تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهَا مَدَارُ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ ، وَقُطْبُ رَحَى الْخَيْرَيْنِ ، وَعِمَادُ الْأَمْرَيْنِ .
ثُمَّ امْتَنَّ بَعْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِنِعْمَةِ الْخَلْقِ الَّتِي هِيَ مَنَاطُ كُلِّ الْأُمُورِ وَمَرْجِعُ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29485_28661_29026خَلَقَ الْإِنْسَانَ ثُمَّ امْتَنَّ ثَالِثًا بِتَعْلِيمِهِ الْبَيَانَ الَّذِي يَكُونُ بِهِ التَّفَاهُمُ وَيَدُورُ عَلَيْهِ التَّخَاطُبُ وَتَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ مَصَالِحُ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ ؛ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ إِبْرَازُ مَا فِي الضَّمَائِرِ وَلَا إِظْهَارُ مَا يَدُورُ فِي الْخَلَدِ إِلَّا بِهِ . قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هَاهُنَا
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِالْبَيَانِ الْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ ، وَالْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ ، وَهُوَ بَعِيدٌ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الْبَيَانُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : هُوَ مَا يَنْفَعُهُ مِمَّا يَضُرُّهُ .
وَقِيلَ : الْبَيَانُ الْكِتَابَةُ بِالْقَلَمِ .
وَالْأَوْلَى حَمْلُ الْإِنْسَانِ عَلَى الْجِنْسِ ، وَحَمْلُ الْبَيَانِ عَلَى تَعْلِيمِ كُلِّ قَوْمٍ لِسَانَهُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُونَ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=31759_29026_29485الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ أَيْ يَجْرِيَانِ بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لَا يَعْدُوَانِهَا ، وَيَدُلَّانِ بِذَلِكَ عَلَى عَدَدِ الشُّهُورِ وَالسِّنِينَ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَأَبُو مَالِكٍ : يَجْرِيَانِ بِحُسْبَانٍ فِي مَنَازِلِهِمْ لَا يَعْدُوَانِهَا وَلَا يَحِيدَانِ عَنْهَا .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ،
وَابْنُ كَيْسَانَ : يَعْنِي أَنَّ بِهِمَا تُحْسَبُ الْأَوْقَاتُ وَالْآجَالُ وَالْأَعْمَالُ .
وَلَوْلَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ كَيْفَ يَحْسُبُ ، لِأَنَّ الدَّهْرَ يَكُونُ كُلُّهُ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : مَعْنَى بِحُسْبَانٍ : بِقَدَرٍ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : بِحُسْبَانٍ كَحُسْبَانِ الرَّحَى : يَعْنِي قُطْبَهُمَا الَّذِي يَدُورَانِ عَلَيْهِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : الْحُسْبَانُ جَمَاعَةُ الْحِسَابِ مِثْلُ شُهُبٍ وَشُهْبَانٍ .
وَأَمَّا الْحُسْبَانُ بِالضَّمِّ فَهُوَ الْعَذَابُ كَمَا مَضَى فِي سُورَةِ الْكَهْفِ .
"
nindex.php?page=treesubj&link=29026_30350وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ " النَّجْمُ مَا لَا سَاقَ لَهُ مِنَ النَّبَاتِ ، وَالشَّجَرُ مَا لَهُ سَاقٌ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
لَقَدْ أَنْجَمَ الْقَاعُ الْكَثِيرُ عِضَاهُهُ وَتَمَّ بِهِ حَيَّا تَمِيمٍ وَوَائِلِ
وَقَالَ
زُهَيْرٌ :
مُكَلَّلٍ بِأُصُولِ النَّجْمِ تَنْسُجُهُ رِيحُ الْجَنُوبِ لِضَاحِي مَائِهِ حُبُكُ
وَالْمُرَادُ بِسُجُودِهِمَا انْقِيَادُهُمَا لِلَّهِ تَعَالَى انْقِيَادَ السَّاجِدِينَ مِنَ الْمُكَلَّفِينَ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : سُجُودُهُمَا أَنَّهُمَا يَسْتَقْبِلَانِ الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ ، ثُمَّ يَمِيلَانِ مَعَهَا حِينَ يَنْكَسِرُ الْفَيْءُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سُجُودُهُمَا دَوَرَانُ الظِّلِّ مَعَهُمَا ، كَمَا فِي قَوْلِهِ : يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ [ النَّحْلِ : 48 ] وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَمُجَاهِدٌ : الْمُرَادُ بِالنَّجْمِ نَجْمُ السَّمَاءِ وَسُجُودُهُ طُلُوعُهُ ، وَرَجَّحَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقِيلَ سُجُودُهُ أُفُولُهُ ، وَسُجُودُ الشَّجَرِ : تَمْكِينُهَا مِنَ الِاجْتِنَاءِ لِثِمَارِهَا .
قَالَ
النَّحَّاسُ : أَصْلُ السُّجُودِ الِاسْتِسْلَامُ وَالِانْقِيَادُ لِلَّهِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ وَالَّتِي قَبْلَهَا خَبَرَانِ آخَرَانِ لِلرَّحْمَنِ ، وَتُرِكَ الرَّابِطُ فِيهِمَا لِظُهُورِهِ كَأَنَّهُ قِيلَ : الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانِهِ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=31756_29026وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ السَّمَاءِ عَلَى الِاشْتِغَالِ .
وَقَرَأَ
أَبُو السِّمَاكِ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ جَعَلَ السَّمَاءَ مَرْفُوعَةً فَوْقَ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28770_29026وَوَضَعَ الْمِيزَانَ الْمُرَادُ بِالْمِيزَانِ الْعَدْلُ : أَيْ وَضَعَ فِي الْأَرْضِ الْعَدْلَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ كَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ وَغَيْرُهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَنَّهُ أَمَرَنَا بِالْعَدْلِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29026_18524أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ أَيْ لَا تُجَاوِزُوا الْعَدْلَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَالضَّحَّاكُ : الْمُرَادُ بِهِ آلَةُ الْوَزْنِ لِيُتَوَصَّلَ بِهَا إِلَى الْإِنْصَافِ وَالِانْتِصَافِ .
وَقِيلَ الْمِيزَانُ الْقُرْآنُ لِأَنَّ فِيهِ بَيَانُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14127الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ أَمَرَ سُبْحَانَهُ بِإِقَامَةِ الْعَدْلِ بَعْدَ إِخْبَارِهِ لِلْعِبَادِ بِأَنَّهُ وَضَعَهُ لَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ أَيْ قَوِّمُوا وَزْنَكُمْ بِالْعَدْلِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَقِيمُوا لِسَانَ الْمِيزَانِ بِالْعَدْلِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّهُ وَضَعَ الْمِيزَانَ فِي الْآخِرَةِ لِوَزْنِ الْأَعْمَالِ ، وَأَنْ فِي قَوْلِهِ : أَلَّا تَطْغَوْا مَصْدَرِيَّةٌ : أَيْ لِئَلَّا تَطْغَوْا ، وَ " لَا " نَافِيَةٌ : أَيْ وَضَعَ الْمِيزَانَ لِئَلَّا تَطْغَوْا ، وَقِيلَ هِيَ مُفَسِّرَةٌ ، لِأَنَّ فِي الْوَضْعِ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَالطُّغْيَانُ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ ، فَمَنْ قَالَ : الْمِيزَانُ الْعَدْلُ ، قَالَ طُغْيَانُهُ الْجَوْرُ وَمَنْ قَالَ : الْمِيزَانُ الْآلَةُ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا ، قَالَ
[ ص: 1434 ] طُغْيَانُهُ الْبَخْسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ أَيْ لَا تَنْقُصُوهُ . أَمَرَ سُبْحَانَهُ أَوَّلًا بِالتَّسْوِيَةِ ، ثُمَّ نَهَى عَنِ الطُّغْيَانِ الَّذِي هُوَ الْمُجَاوَزَةُ لِلْحَدِّ بِالزِّيَادَةِ ، ثُمَّ نَهَى عَنِ الْخُسْرَانِ الَّذِي هُوَ النَّقْصُ وَالْبَخْسُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " تُخْسِرُوا " بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ السِّينِ مِنْ أَخْسَرَ ، وَقَرَأَ
بِلَالُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11795وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالسِّينِ مِنْ خَسِرَ ، وَهُمَا لُغَتَانِ : يُقَالُ أَخْسَرْتُ الْمِيزَانَ وَخَسَرْتُهُ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ رَفَعَ السَّمَاءَ ذَكَرَ أَنَّهُ وَضَعَ الْأَرْضَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485_31756وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ أَيْ بَسَطَهَا عَلَى الْمَاءِ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ مِمَّا لَهُ رُوحٌ وَحَيَاةٌ ، وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِ الْأَنَامِ بِالْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ " الْأَرْضَ " عَلَى الِاشْتِغَالِ ، وَقَرَأَ
أَبُو السِّمَاكِ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ .
وَجُمْلَةُ فِيهَا فَاكِهَةٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا حَالٌ مِنَ الْأَرْضِ مُقَدَّرَةٌ ، وَقِيلَ مُسْتَأْنَفَةٌ لِتَقْرِيرِ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، وَالْمُرَادُ بِهَا كُلُّ مَا يُتَفَكَّهُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الثِّمَارِ .
ثُمَّ أَفْرَدَ سُبْحَانَهُ النَّخْلَ بِالذِّكْرِ لِشَرَفِهِ وَمَزِيدِ فَائِدَتِهِ عَلَى سَائِرِ الْفَوَاكِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ الْأَكْمَامُ جَمْعُ كِمٍّ بِالْكَسْرِ ، وَهُوَ وِعَاءُ التَّمْرِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْكِمُّ بِالْكَسْرِ وَالْكِمَامَةُ وِعَاءُ الطَّلْعِ وَغِطَاءُ التَّنُّورِ ، وَالْجَمْعُ كِمَامٌ وَأَكِمَّةٌ وَأَكْمَامٌ .
قَالَ
الْحَسَنُ : ذَاتُ الْأَكْمَامِ : أَيْ ذَاتُ اللِّيفِ ، فَإِنَّ النَّخْلَةَ تُكَمَّمُ بِاللِّيفِ وَكِمَامُهَا لِيفُهَا ، وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : ذَاتُ الطَّلْعِ قَبْلَ أَنْ يَتَفَتَّقَ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : ذَاتُ الْأَحْمَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ الْحَبُّ هُوَ جَمِيعُ مَا يُقْتَاتُ مِنَ الْحُبُوبِ . وَالْعَصْفُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : هُوَ بَقْلُ الزَّرْعِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يَنْبُتُ بِهِ .
قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : يَبْدُو أَوَّلًا وَرَقًا ، وَهُوَ الْعَصْفُ ، ثُمَّ يَبْدُو لَهُ سَاقٌ ، ثُمَّ يُحَدِثُ اللَّهُ فِيهِ أَكْمَامًا ، ثُمَّ يُحْدِثُ فِي الْأَكْمَامِ الْحَبَّ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَالْعَرَبُ تَقُولُ خَرَجْنَا نَعْصِفُ الزَّرْعَ : إِذَا قَطَعُوا مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ ، وَكَذَا قَالَ فِي الصِّحَاحِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْعَصْفُ التِّبْنُ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ وَرَقُ الشَّجَرِ وَالزَّرْعِ .
وَقِيلَ هُوَ وَرَقُ الزَّرْعِ الْأَخْضَرِ إِذَا قُطِعَ رَأَسُهُ وَيَبِسَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [ الْفِيلِ : 5 ] وَقِيلَ هُوَ الزَّرْعُ الْكَثِيرُ ، يُقَالُ قَدْ أَعْصَفَ الزَّرْعُ وَمَكَانٌ مُعْصِفٌ : أَيْ كَثِيرُ الزَّرْعِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ :
إِذَا جُمَادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا زَانَ جِنَانِي عَطَنٌ مُعْصِفُ
وَالرَّيْحَانُ الْوَرَقُ فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : إِنَّهُ الرَّيْحَانُ الَّذِي يُشَمُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، هُوَ مَا قَامَ عَلَى سَاقٍ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : إِنَّ الْعَصْفَ هُوَ الْوَرَقُ الَّذِي لَا يُؤْكَلُ ، وَالرَّيْحَانُ هُوَ الْحَبُّ الْمَأْكُولُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ أَيْضًا : الْعَصْفُ : الْمَأْكُولُ مِنَ الزَّرْعِ ، وَالرَّيْحَانُ مَا لَا يُؤْكَلُ ، وَقِيلَ الرَّيْحَانُ كُلُّ بَقْلَةٍ طَيِّبَةِ الرِّيحِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : يُقَالُ شَيْءٌ رَيْحَانِيٌّ وَرُوحَانِيٌّ : أَيْ لَهُ رُوحٌ : وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ : الرَّيْحَانُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ ، وَالرَّيْحَانُ الرِّزْقُ ، تَقُولُ : خَرَجْتُ أَبْتَغِي رَيْحَانَ اللَّهِ .
قَالَ
النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ :
سَلَامُ الْإِلَهِ وَرَيْحَانُهُ وَرَحْمَتُهُ وَسَمَاءٌ دَرَرْ
وَقِيلَ الْعَصْفُ رِزْقُ الْبَهَائِمِ ، وَالرَّيْحَانُ رِزْقُ النَّاسِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ " بِرَفْعِ الثَّلَاثَةِ عَطْفًا عَلَى " فَاكِهَةٌ " .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
وَالْمُغِيرَةُ بِنَصْبِهِمَا عَطْفًا عَلَى " الْأَرْضَ " أَوْ عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ : أَيْ وَخَلَقَ الْحَبَّ ذَا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانَ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " وَالرَّيْحَانِ " بِالْجَرِّ عَطْفًا عَلَى الْعَصْفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29026_28797فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ الْخِطَابُ لِلْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، لِأَنَّ لَفْظَ الْأَنَامِ يَعُمُّهُمَا وَغَيْرَهُمَا ، ثُمَّ خَصَّصَ بِهَذَا الْخِطَابِ مَنْ يَعْقِلُ .
وَبِهَذَا قَالَ الْجُمْهُورُ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِيمَا سَيَأْتِي : "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ " وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا مَا قَدَّمْنَا فِي فَاتِحَةِ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَهَا عَلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَقِيلَ الْخِطَابُ لِلْإِنْسِ ، وَثَنَّاهُ عَلَى قَاعِدَةِ الْعَرَبِ فِي خِطَابِ الْوَاحِدِ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ كَمَا قَدَّمْنَا فِي قَوْلِهِ : أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ [ ق : 24 ] وَالْآلَاءُ النِّعَمُ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهُوَ قَوْلُ جَمِيعِ الْمُفَسِّرِينَ ، وَاحِدُهَا إِلًى مِثْلُ مِعًى وَعَصًا .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : إِنَّهَا الْقُدْرَةُ : أَيْ فَبِأَيِّ قُدْرَةِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، وَبِهِ قَالَ
الْكَلْبِيُّ .
وَكَرَّرَ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ تَقْرِيرًا لِلنِّعْمَةِ وَتَأْكِيدًا لِلتَّذْكِيرِ بِهَا عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي الِاتِّسَاعِ .
قَالَ
الْقُتَيْبِيُّ : إِنَّ اللَّهَ عَدَّدَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ نَعْمَاءَهُ ، وَذَكَّرَ خَلْقَهُ آلَاءَهُ ، ثُمَّ أَتْبَعَ كُلَّ خَلَّةٍ وَضَعَهَا بِهَذِهِ الْآيَةِ وَجَعَلَهَا فَاصِلَةً بَيْنَ كُلِّ نِعْمَتَيْنِ لِيُنَبِّهَهُمْ عَلَى النِّعَمِ وَيُقْرِرَهُمْ بِهَا كَمَا تَقُولُ لِمَنْ تَتَابَعَ لَهُ إِحْسَانُكَ ، وَهُوَ يَكْفُرُهُ : أَلَمْ تَكُنْ فَقِيرًا فَأَغْنَيْتُكَ ؟ أَفَتُنْكِرُ هَذَا ؟ أَلَمْ تَكُنْ خَامِلًا فَعَزَّزْتُكَ ؟ أَفَتُنْكِرُ هَذَا ؟ أَلَمْ تَكُنْ رَاجِلًا فَحَمَلْتُكَ ؟ أَفَتُنْكِرُ هَذَا ؟ وَالتَّكْرِيرُ حَسَنٌ فِي مِثْلِ هَذَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَا تَقْتُلِي رَجُلًا إِنْ كُنْتِ مُسْلِمَةً إِيَّاكِ مِنْ دَمِهِ إِيَّاكِ إِيَّاكِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14127الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ : التَّكْرِيرُ طَرْدٌ لِلْغَفْلَةِ وَتَأْكِيدٌ لِلْحُجَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29026_29485_28661خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ خَلْقَ الْعَالَمِ الْكَبِيرِ ، وَهُوَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا فِيهِمَا ذَكَرَ خَلْقَ الْعَالَمِ الصَّغِيرِ ، وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا
آدَمُ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : بِاتِّفَاقٍ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُرَادَ الْجِنْسُ لِأَنَّ بَنِي
آدَمَ مَخْلُوقُونَ فِي ضِمْنِ خَلْقِ أَبِيهِمْ
آدَمَ ، وَالصَّلْصَالُ الطِّينُ الْيَابِسُ الَّذِي يُسْمَعُ لَهُ صَلْصَلَةٌ ، وَقِيلَ هُوَ طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ ، وَقِيلَ هُوَ الطِّينُ الْمُنْتِنُ يُقَالُ : صَلَّ اللَّحْمُ وَأَصَلَّ : إِذَا أَنْتَنَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ ، وَالْفَخَّارُ الْخَزَفُ الَّذِي طُبِخَ بِالنَّارِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ طِينٍ يُشْبِهُ فِي يُبْسِهُ الْخَزَفَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29026_28796وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ يَعْنِي خَلَقَ أَبَا الْجِنِّ أَوْ جِنْسَ الْجِنِّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَالْمَارِجُ اللَّهَبُ الصَّافِي مِنَ النَّارِ ، وَقِيلَ الْخَالِصُ مِنْهَا ، وَقِيلَ لِسَانُهَا الَّذِي يَكُونُ فِي طَرَفِهَا إِذَا الْتَهَبَتْ ، وَقَالَ
اللَّيْثُ : الْمَارِجُ الشُّعْلَةُ الصَّادِعَةُ ذَاتُ اللَّهَبِ الشَّدِيدِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْمَارِجُ النَّارُ الْمُرْسَلَةُ الَّتِي لَا تُمْنَعُ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْمَارِجُ خَلْطُ النَّارِ ، مِنْ مَرَجَ : إِذَا اخْتَلَطَ وَاضْطَرَبَ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : مَارِجٌ مِنْ نَارٍ ، نَارٌ لَا دُخَانَ لَهَا خُلِقَ مِنْهَا الْجَانَّ .
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِنَّهُ أَنْعَمَ عَلَيْكُمَا فِي تَضَاعِيفِ خَلْقِكُمَا مِنْ ذَلِكَ بِنِعَمٍ لَا تُحْصَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29026_28658رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " رَبُّ "
[ ص: 1435 ] بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ هُوَ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ ، وَقِيلَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَالْمُرَادُ بِالْمُشْرِقَيْنِ مَشْرِقَا الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ، وَبِالْمَغْرِبَيْنِ مَغْرِبَاهُمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=16فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ مَا لَا يُحْصَى وَلَا يَتَيَسَّرُ - لِمَنْ أَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ - تَكْذِيبُ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29026_31757_33679مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ الْمَرْجُ التَّخْلِيَةُ وَالْإِرْسَالُ ، يُقَالُ : مَرَجْتُ الدَّابَّةَ : إِذَا أَرْسَلْتُهَا ، وَأَصْلُهُ الْإِهْمَالُ كَمَا تَمْرُجُ الدَّابَّةُ فِي الْمَرْعَى ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ أَرْسَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا .
يَلْتَقِيَانِ : أَيْ يَتَجَاوَرَانِ لَا فَصْلَ بَيْنَهُمَا فِي مَرْأَى الْعَيْنِ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَخْتَلِطَا ، وَلِهَذَا قَالَ : بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ أَيْ حَاجِزٌ يَحْجِزُ بَيْنَهُمَا لَا يَبْغِيَانِ أَيْ لَا يَبْغِي أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ بِأَنْ يَدْخُلَ فِيهِ وَيَخْتَلِطَ بِهِ .
قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ : هَمَا بَحْرُ
فَارِسَ وَالرُّومِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : هَمَّا الْبَحْرُ الْمَالِحُ وَالْأَنْهَارُ الْعَذْبَةُ ، وَقِيلَ بَحْرُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَقِيلَ بَحْرُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ ، وَقِيلَ بَحْرُ السَّمَاءِ وَبَحْرُ الْأَرْضِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : يَلْتَقِيَانِ فِي كُلِّ عَامٍ ، وَقِيلَ يَلْتَقِي طَرَفَاهُمَا .
وَقَوْلُهُ : يَلْتَقِيَانِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ " الْبَحْرَيْنِ " .
وَجُمْلَةُ " بَيْنِهِمَا بَرْزَخٌ " يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً ، وَأَنْ تَكُونَ حَالًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=21فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَأَمْثَالَهَا لَا يَتَيَسَّرُ تَكْذِيبُهَا بِحَالٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29026_31742_31757_33679يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يَخْرُجُ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَأَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَاللُّؤْلُؤُ : الدُّرُّ ، وَالْمَرْجَانُ : الْخَرَزُ الْأَحْمَرُ الْمَعْرُوفُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : اللُّؤْلُؤُ الْعِظَامُ ، وَالْمَرْجَانُ مَا صَغُرَ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَهُوَ قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ اللُّغَةِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَمُجَاهِدٌ : اللُّؤْلُؤُ صِغَارُهُ ، وَالْمَرْجَانُ كِبَارُهُ ، وَقَالَ : يَخْرُجُ مِنْهُمَا وَإِنَّمَا يَخْرُجُ ذَلِكَ مِنَ الْمَالِحِ لَا مِنَ الْعَذْبِ لِأَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَحَدِهِمَا فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُمَا ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : هُوَ مِنْ بَابِ حَذْفِ الْمُضَافِ : أَيْ مِنْ أَحَدِهِمَا كَقَوْلِهِ : عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [ الزُّخْرُفِ : ]
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُ يَخْرُجُ اللُّؤْلُؤُ مِنَ الْعَذْبِ ، وَقِيلَ هُمَا بَحْرَانِ يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِهِمَا اللُّؤْلُؤُ ، وَمِنَ الْآخَرِ الْمَرْجَانُ ، وَقِيلَ هُمَا بَحْرُ السَّمَاءِ وَبَحْرُ الْأَرْضِ ، فَإِذَا وَقَعَ مَاءُ السَّمَاءِ فِي صَدَفِ الْبَحْرِ انْعَقَدَ لُؤْلُؤًا فَصَارَ خَارِجًا مِنْهُمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=23فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ مَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ تَكْذِيبَهُ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى إِنْكَارِهِ .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29026_31742_33679وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ " الْمُرَادُ بِالْجِوَارِي : السُّفُنُ الْجَارِيَةُ فِي الْبَحْرِ ، وَ " الْمُنْشَآتُ " : الْمَرْفُوعَاتُ الَّتِي رُفِعَ بَعْضُ خَشَبِهَا عَلَى بَعْضٍ وَرُكِّبَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ وَطَالَتْ حَتَّى صَارَتْ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ وَهِيَ الْجِبَالُ ، وَالْعَلَمُ : الْجَبَلُ الطَّوِيلُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْمُنْشَآتُ الْمَخْلُوقَاتُ لِلْجَرْيِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : الْمُنْشَآتُ الْمُجْرَيَاتُ ، وَقَدْ مَضَى بَيَانُ الْكَلَامِ فِي هَذَا فِي سُورَةِ الشُّورَى .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ الْجِوَارِ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَحَذْفِ الْيَاءِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِرَفْعِ الرَّاءِ تَنَاسِيًا لِلْحَذْفِ ، وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " الْمُنْشَآتُ " بِفَتْحِ الشِّينِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِكَسْرِ الشِّينِ .
" فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْوُضُوحِ وَالظُّهُورِ بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ تَكْذِيبُهُ وَلَا إِنْكَارُهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=5الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ " قَالَ : بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ يُرْسَلَانِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ " قَالَ : لِلنَّاسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : لِلْخَلْقِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ رُوحٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=33664_29026وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ " قَالَ : أَوْعِيَةُ الطَّلْعِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ " قَالَ : التِّبْنُ " وَالرَّيْحَانُ " قَالَ خُضْرَةُ الزَّرْعِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : " الْعَصْفُ " وَرَقُ الزَّرْعِ إِذَا يَبِسَ " وَالرَّيْحَانُ " مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=33274الرَّيْحَانِ الَّذِي يُشَمُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : " الْعَصْفُ " الزَّرْعُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ بَقْلًا وَالرَّيْحَانُ حِينَ يَسْتَوِي عَلَى سُوقِهِ وَلَمْ يُسَنْبِلْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : كُلُّ رَيْحَانٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ رِزْقٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا " فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " قَالَ : يَعْنِي بِأَيِّ نِعْمَةِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : يَعْنِي الْجِنَّ وَالْإِنْسَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ قَالَ : مِنْ لَهَبِ النَّارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : خَالِصُ النَّارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=17رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قَالَ : لِلشَّمْسِ مَطْلِعٌ فِي الشِّتَاءِ ، وَمَغْرِبٌ فِي الشِّتَاءِ ، وَمَطْلِعٌ فِي الصَّيْفِ ، وَمَغْرِبٌ فِي الصَّيْفِ غَيْرُ مَطْلِعِهَا فِي الشِّتَاءِ وَغَيْرُ مَغْرِبِهَا فِي الشِّتَاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : مُشْرِقُ الْفَجْرِ وَمُشْرِقُ الشَّفَقِ ، وَمَغْرِبُ الشَّمْسِ وَمَغْرِبُ الشَّفَقِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29026_33679مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ قَالَ : أَرْسَلَ الْبَحْرَيْنِ " بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ " قَالَ : حَاجِزٌ لَا يَبْغِيَانِ لَا يَخْتَلِطَانِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : بَحْرُ السَّمَاءِ وَبَحْرُ الْأَرْضِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ قَالَ : بَيْنَهُمَا مِنَ الْبُعْدِ مَا لَا يَبْغِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ قَالَ : إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ فَتَحَتِ الْأَصْدَافُ فِي الْبَحْرِ أَفْوَاهَهَا فَمَا وَقَعَ فِيهَا مِنْ قَطْرِ السَّمَاءِ فَهُوَ اللُّؤْلُؤُ .
[ ص: 1436 ] وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : الْمَرْجَانُ عِظَامُ اللُّؤْلُؤِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : اللُّؤْلُؤُ : مَا عَظُمَ مِنْهُ ، وَالْمَرْجَانُ : اللُّؤْلُؤُ الصِّغَارُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : الْمَرْجَانُ الْخَرَزُ الْأَحْمَرُ .