nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29028_28749_30172_32016لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات أي بالمعجزات البينة والشرائع الظاهرة وأنزلنا معهم الكتاب
[ ص: 1462 ] المراد الجنس ، فيدخل فيه كتاب كل رسول " والميزان " ليقوم الناس بالقسط قال
قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان : الميزان العدل ، والمعنى : أمرناهم بالعدل كما في قوله : " والسماء رفعها ووضع الميزان " [ الرحمن : 7 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان [ الشورى : 17 ] وقال
ابن زيد : هو ما يوزن به ويتعامل به ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25ليقوم الناس بالقسط ليتبعوا ما أمروا به من العدل فيتعاملوا فيما بينهم بالنصفة ، والقسط : العدل ، وهو يدل على أن المراد بالميزان العدل ، ومعنى إنزاله : إنزال أسبابه وموجباته .
وعلى القول بأن المراد به الآلة التي يوزن بها فيكون إنزاله بمعنى إرشاد الناس إليه وإلهامهم الوزن به ، ويكون الكلام من باب :
علفتها تبنا وماء باردا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وأنزلنا الحديد أي خلقناه كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج [ الزمر : 6 ] والمعنى : أنه خلقه من المعادن وعلم الناس صنعته ، وقيل إنه نزل مع آدم فيه بأس شديد لأنه تتخذ منه آلات الحرب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يمتنع به ويحارب ، والمعنى : أنه تتخذ منه آلة للدفع وآلة للضرب ، قال
مجاهد : فيه جنة وسلاح ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25ومنافع للناس أنهم ينتفعون به في كثير مما يحتاجون إليه مثل السكين والفأس والإبرة وآلات الزراعة والنجارة والعمارة و " ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب " معطوف على قوله : ليقوم الناس : أي لقد أرسلنا رسلنا وفعلنا كيت وكيت ليقوم الناس وليعلم ، وقيل معطوف على علة مقدرة ، كأنه قيل ليتعلموه وليعلم الله ، والأول أولى .
والمعنى : أن الله أمر في الكتاب الذي أنزل بنصرة دينه ورسله ، فمن نصر دينه ورسله علمه ناصرا ، ومن عصى علمه بخلاف ذلك و "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25بالغيب " في محل نصب على الحال من فاعل " ينصره " أو من مفعوله : أي غائبا عنهم أو غائبين عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25إن الله قوي عزيز أي قادر على كل شيء غالب لكل شيء ، وليس له حاجة في أن ينصره أحد من عباده وينصر رسله ، بل كلفهم بذلك لينتفعوا به إذا امتثلوا ويحصل لهم ما وعد به عباده المطيعين .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم لما ذكر سبحانه إرسال الرسل إجمالا أشار هنا إلى نوع تفصيل ، فذكر رسالته
لنوح وإبراهيم ، وكرر القسم للتوكيد " وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب " أي جعلنا فيهم النبوة والكتب المنزلة على الأنبياء منهم ، وقيل جعل بعضهم أنبياء وبعضهم يتلون الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26فمنهم مهتد أي فمن الذرية من اهتدى بهدى
نوح وإبراهيم ، وقيل المعنى : فمن المرسل إليهم من قوم الأنبياء مهتد بما جاء به الأنبياء من الهدى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وكثير منهم فاسقون خارجون عن الطاعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثم قفينا على آثارهم برسلنا أي أتبعنا على آثار الذرية أو على آثار
نوح وإبراهيم برسلنا الذين أرسلناهم إلى الأمم
كموسى وإلياس وداود وسليمان وغيرهم وقفينا
بعيسى ابن مريم أي أرسلنا رسولا بعد رسول حتى انتهى إلى
عيسى ابن مريم ، وهو من ذرية
إبراهيم من جهة أمه " وآتيناه الإنجيل " وهو الكتاب الذي أنزله الله عليه ، وقد تقدم ذكر اشتقاقه في سورة آل عمران .
قرأ الجمهور الإنجيل بكسر الهمزة ، وقرأ
الحسن بفتحها
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة الذين اتبعوه هم الحواريون جعل الله في قلوبهم مودة لبعضهم البعض ، ورحمة يتراحمون بها ، بخلاف اليهود فإنهم ليسوا كذلك ، وأصل الرأفة اللين ، والرحمة : الشفقة ، وقيل الرأفة أشد الرحمة " ورهبانية ابتدعوها " انتصاب " رهبانية " على الاشتغال : أي وابتدعوا رهبانية ابتدعوها ، وليس بمعطوفة على ما قبلها ، وقيل معطوفة على ما قبلها : أي وجعلنا في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة من عند أنفسهم .
والأول أولى ، ورجحه
أبو علي الفارسي وغيره ، وجملة " ما كتبناها عليهم " صفة ثانية ل " رهبانية " ، أو مستأنفة مقررة لكونها مبتدعة من جهة أنفسهم ، والمعنى : ما فرضناها عليهم ، والرهبانية بفتح الراء وضمها ، وقد قرئ بهما ، وهي بالفتح : الخوف ، من الرهب ، وبالضم منسوبة إلى الرهبان ، وذلك لأنهم غلوا في العبادة وحملوا على أنفسهم المشقات في الامتناع من المطعم والمشرب والمنكح ، وتعلقوا بالكهوف والصوامع ، لأن ملوكهم غيروا وبدلوا وبقي منهم نفر قليل فترهبوا وتبتلوا ، ذكر معناه
الضحاك ،
وقتادة وغيرهما "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27إلا ابتغاء رضوان الله " الاستثناء منقطع : أي ما كتبناها نحن عليهم رأسا ، ولكن ابتدعوها ابتغاء رضوان الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ما كتبناها عليهم معناه لم نكتب عليهم شيئا ألبتة ، قال : ويكون " إلا ابتغاء رضوان الله " بدلا من الهاء والألف في كتبناها ، والمعنى : ما كتبنا عليهم إلا ابتغاء رضوان الله "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فما رعوها حق رعايتها " أي لم يرعوا هذه الرهبانية التي ابتدعوها من جهة أنفسهم ، بل ضيعوها وكفروا بدين
عيسى ، ودخلوا في دين الملوك الذين غيروا وبدلوا وتركوا الترهب ، ولم يبق على دين عيسى إلا قليل منهم ، وهم المرادون بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم الذي يستحقونه بالإيمان ، وذلك لأنهم آمنوا
بعيسى وثبتوا على دينه حتى آمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وكثير منهم فاسقون خارجون عن الإيمان بما أمروا أن يؤمنوا به ، ووجه الذم لهم على تقدير أن الاستثناء منقطع أنهم قد كانوا ألزموا أنفسهم الرهبانية معتقدين أنها طاعة وأن الله يرضاها ، فكان تركها وعدم رعايتها حق الرعاية يدل على عدم مبالاتهم بما يعتقدونه دينا .
وأما على القول بأن الاستثناء متصل ، وأن التقدير : ما كتبناها عليهم لشيء من الأشياء إلا ليبتغوا بها رضوان الله بعد أن وفقناهم لابتداعها فوجه الذم ظاهر .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=30473_28747أمر سبحانه المؤمنين بالرسل المتقدمين بالتقوى والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله بترك ما نهاكم عنه وآمنوا برسوله
محمد صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يؤتكم كفلين من رحمته أي نصيبين من رحمته بسبب إيمانكم برسوله بعد إيمانكم بمن قبله من الرسل ، وأصل الكفل الحظ والنصيب ، وقد تقدم
[ ص: 1463 ] الكلام على تفسيره في سورة النساء
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28ويجعل لكم نورا تمشون به يعني على الصراط كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8نورهم يسعى بين أيديهم وقيل المعنى : ويجعل لكم سبيلا واضحا في الدين تهتدون به
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28ويغفر لكم ما سلف من ذنوبكم والله غفور رحيم أي بليغ المغفرة والرحمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم أهل الكتاب اللام متعلقة بما تقدم من الأمر بالإيمان والتقوى ، والتقدير : اتقوا وآمنوا يؤتكم كذا وكذا ليعلم الذين لم يتقوا ولا آمنوا من أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله و " لا " في قوله : " لئلا " زائدة للتوكيد ، قاله
الفراء ،
والأخفش وغيرهما ، و " أن " في قوله : " أن لا يقدرون " هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف وخبرها ما بعدها ، والجملة في محل نصب على أنها مفعول " يعلم " ، والمعنى : ليعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على أن ينالوا شيئا من فضل الله الذي تفضل به على من آمن
بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يقدرون على دفع ذلك الفضل الذي تفضل الله به على المستحقين له ، وجملة " وأن الفضل بيد الله " معطوفة على الجملة التي قبلها : أي ليعلموا أنهم لا يقدرون وليعلموا أن الفضل بيد الله سبحانه ، وقوله : يؤتيه من يشاء خبر ثان ل " أن " أو هو الخبر ، والجار والمجرور في محل نصب على الحال "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29والله ذو الفضل العظيم " هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها ، والمراد بالفضل هنا ما تفضل به على الذين اتقوا وآمنوا برسوله من الأجر المضاعف .
وقال
الكلبي : هو رزق الله ، وقيل نعم الله التي لا تحصى ، وقيل هو الإسلام ، وقد قيل إن " لا " في " لئلا " غير مزيدة ، وضمير " لا يقدرون " للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، والمعنى : لئلا يعتقد أهل الكتاب أنه لا يقدر النبي والمؤمنون على شيء من فضل الله الذي هو عبارة عما أوتوه ، والأول أولى .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " لكيلا يعلم " وقرأ
خطاب بن عبد الله " لأن يعلم " وقرأ
عكرمة " ليعلم " وقرئ " ليلا " بقلب الهمزة ياء ، وقرئ بفتح اللام .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
والحكيم ،
الترمذي في نوادر الأصول ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الشعب من طرق
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021581قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله ، قلت لبيك يا رسول الله ثلاث مرات ، قال : هل تدري : أي عرى الإسلام أوثق ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم ، يا عبد الله هل تدري : أي الناس أعلم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا بالعمل وإن كان يزحف على استه ، واختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها : فرقة وازرت الملوك وقاتلتهم على دين الله وعيسى ابن مريم ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازرة الملوك فأقاموا بين ظهراني قومهم فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى فقتلهم الملوك ونشرتهم بالمناشير ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازرة الملوك ولا بالمقام معهم فساحوا في الجبال وترهبوا فيها وهم الذين قال الله : nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم هم الذين آمنوا بي وصدقوني nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وكثير منهم فاسقون الذين جحدوني وكفروا بي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،
والحكيم ،
الترمذي في نوادر الأصول
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كانت ملوك بعد
عيسى بدلت التوراة والإنجيل ، فكان منهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل فقيل لملوكهم ما نجد شيئا أشد من شتم يشتمنا هؤلاء إنهم يقرءون
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47فأولئك هم الفاسقون مع ما يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم ، فادعوهم فليقرءوا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا ، فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل ، أو ليتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منهما ، فقالوا ما تريدون إلى ذلك ؟ دعونا ، فقالت طائفة منهم : ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها ، ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا ولا نرد عليكم ، وقالت طائفة : دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونأكل مما تأكل منه الوحوش ونشرب مما تشرب ، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا ، وقالت طائفة : ابنوا لنا دورا في الفيافي ، ونحتفر الآبار ، ونحرث البقول ؛ فلا نرد عليكم ولا نمر بكم ، وليس أحد من القبائل إلا له حميم فيهم ففعلوا ذلك ، فأنزل الله : " رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها " وقال الآخرون ممن تعبد من أهل الشرك وفني من فني منهم قالوا : نتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما ساح فلان ونتخذ دورا كما اتخذ فلان وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا القليل انحط صاحب الصومعة من صومعته وجاء السياح من سياحته وصاحب الدير من ديره ، فآمنوا به وصدقوه ، فقال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أجرين بإيمانهم
بعيسى ونصب أنفسهم والتوراة والإنجيل ، وبإيمانهم
بمحمد وتصديقهم " ويجعل لكم نورا تمشون به " القرآن واتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج
أحمد ،
والحكيم ،
الترمذي ،
وأبو يعلى ،
والبيهقي في الشعب عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021582إن لكل أمة رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري في قوله : " كفلين " قال : ضعفين وهي بلسان الحبشة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يؤتكم كفلين من رحمته قال : الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزءا من رحمة الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29028_28749_30172_32016لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ أَيْ بِالْمُعْجِزَاتِ الْبَيِّنَةِ وَالشَّرَائِعِ الظَّاهِرَةِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
[ ص: 1462 ] الْمُرَادُ الْجِنْسُ ، فَيَدْخُلُ فِيهِ كِتَابُ كُلِّ رَسُولٍ " وَالْمِيزَانَ " لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ قَالَ
قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ : الْمِيزَانُ الْعَدْلُ ، وَالْمَعْنَى : أَمَرْنَاهُمْ بِالْعَدْلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : " وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ " [ الرَّحْمَنِ : 7 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ [ الشُّورَى : 17 ] وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : هُوَ مَا يُوزَنُ بِهِ وَيُتَعَامَلُ بِهِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ لِيَتَّبِعُوا مَا أُمِرُوا بِهِ مِنَ الْعَدْلِ فَيَتَعَامَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالنَّصَفَةِ ، وَالْقِسْطُ : الْعَدْلُ ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمِيزَانِ الْعَدْلُ ، وَمَعْنَى إِنْزَالِهِ : إِنْزَالُ أَسْبَابِهِ وَمُوجِبَاتِهِ .
وَعَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْآلَةُ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا فَيَكُونُ إِنْزَالُهُ بِمَعْنَى إِرْشَادِ النَّاسِ إِلَيْهِ وَإِلْهَامِهِمُ الْوَزْنَ بِهِ ، وَيَكُونُ الْكَلَامُ مِنْ بَابِ :
عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ أَيْ خَلَقْنَاهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ [ الزُّمَرِ : 6 ] وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنَ الْمَعَادِنِ وَعَلَّمَ النَّاسَ صَنْعَتَهُ ، وَقِيلَ إِنَّهُ نَزَلَ مَعَ آدَمَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ لِأَنَّهُ تُتَّخَذُ مِنْهُ آلَاتُ الْحَرْبِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُمْتَنَعُ بِهِ وَيُحَارَبُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ تُتَّخَذُ مِنْهُ آلَةٌ لِلدَّفْعِ وَآلَةٌ لِلضَّرْبِ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : فِيهِ جُنَّةٌ وَسِلَاحٌ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ يَنْتَفِعُونَ بِهِ فِي كَثِيرٍ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِثْلِ السِّكِّينِ وَالْفَأْسِ وَالْإِبْرَةِ وَآلَاتِ الزِّرَاعَةِ وَالنِّجَارَةِ وَالْعِمَارَةِ وَ " لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ " مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : لِيَقُومَ النَّاسُ : أَيْ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا وَفَعَلْنَا كَيْتَ وَكَيْتَ لِيَقُومَ النَّاسُ وَلِيَعْلَمَ ، وَقِيلَ مَعْطُوفٌ عَلَى عِلَّةٍ مُقَدَّرَةٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ لِيَتَعَلَّمُوهُ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ بِنُصْرَةِ دِينِهِ وَرُسُلِهِ ، فَمَنْ نَصَرَ دِينَهُ وَرُسُلَهُ عَلِمَهُ نَاصِرًا ، وَمَنْ عَصَى عَلِمَهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25بِالْغَيْبِ " فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ " يَنْصُرُهُ " أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ : أَيْ غَائِبًا عَنْهُمْ أَوْ غَائِبِينَ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ أَيْ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ غَالِبٌ لِكُلِّ شَيْءٍ ، وَلَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَنْصُرَهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ وَيَنْصُرَ رُسُلَهُ ، بَلْ كَلَّفَهُمْ بِذَلِكَ لِيَنْتَفِعُوا بِهِ إِذَا امْتَثَلُوا وَيَحْصُلَ لَهُمْ مَا وَعَدَ بِهِ عِبَادَهُ الْمُطِيعِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ إِرْسَالَ الرُّسُلِ إِجْمَالًا أَشَارَ هُنَا إِلَى نَوْعِ تَفْصِيلٍ ، فَذَكَرَ رِسَالَتَهُ
لِنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ ، وَكَرَّرَ الْقَسَمَ لِلتَّوْكِيدِ " وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابِ " أَيْ جَعَلْنَا فِيهِمُ النُّبُوَّةَ وَالْكُتُبَ الْمُنَزَّلَةَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ ، وَقِيلَ جَعَلَ بَعْضَهُمْ أَنْبِيَاءَ وَبَعْضَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ أَيْ فَمِنَ الذُّرِّيَّةِ مَنِ اهْتَدَى بِهُدَى
نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : فَمِنَ الْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ مِنْ قَوْمِ الْأَنْبِيَاءِ مُهْتَدٍ بِمَا جَاءَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الْهُدَى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ خَارِجُونَ عَنِ الطَّاعَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا أَيِ أَتْبَعْنَا عَلَى آثَارِ الذُّرِّيَّةِ أَوْ عَلَى آثَارِ
نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ بِرُسُلِنَا الَّذِينَ أَرْسَلْنَاهُمْ إِلَى الْأُمَمِ
كَمُوسَى وَإِلْيَاسَ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِمْ وَقَفَّيْنَا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَيْ أَرْسَلْنَا رَسُولًا بَعْدَ رَسُولٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ مِنْ جِهَةِ أُمِّهِ " وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ " وَهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ اشْتِقَاقِهِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ الْإِنْجِيلَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ بِفَتْحِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ هُمُ الْحَوَارِيُّونَ جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مَوَدَّةً لِبَعْضِهِمُ الْبَعْضَ ، وَرَحْمَةً يَتَرَاحَمُونَ بِهَا ، بِخِلَافِ الْيَهُودِ فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا كَذَلِكَ ، وَأَصْلُ الرَّأْفَةِ اللِّينُ ، وَالرَّحْمَةُ : الشَّفَقَةُ ، وَقِيلَ الرَّأْفَةُ أَشَدُّ الرَّحْمَةِ " وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا " انْتِصَابُ " رَهْبَانِيَّةً " عَلَى الِاشْتِغَالِ : أَيْ وَابْتَدَعُوا رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ، وَلَيْسَ بِمَعْطُوفَةٍ عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَقِيلَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا : أَيْ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِهِمْ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً مُبْتَدَعَةً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَرَجَّحَهُ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَغَيْرُهُ ، وَجُمْلَةُ " مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ " صِفَةٌ ثَانِيَةٌ لِ " رَهْبَانِيَّةً " ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِكَوْنِهَا مُبْتَدَعَةً مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ ، وَالْمَعْنَى : مَا فَرَضْنَاهَا عَلَيْهِمْ ، وَالرَّهْبَانِيَّةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا ، وَهِيَ بِالْفَتْحِ : الْخَوْفُ ، مِنَ الرَّهْبِ ، وَبِالضَّمِّ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الرُّهْبَانِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ غَلَوْا فِي الْعِبَادَةِ وَحَمَلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمُ الْمَشَقَّاتِ فِي الِامْتِنَاعِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَنْكِحِ ، وَتَعَلَّقُوا بِالْكُهُوفِ وَالصَّوَامِعِ ، لِأَنَّ مُلُوكَهُمْ غَيَّرُوا وَبَدَّلُوا وَبَقِيَ مِنْهُمْ نَفَرٌ قَلِيلٌ فَتَرَهَّبُوا وَتَبَتَّلُوا ، ذَكَرَ مَعْنَاهُ
الضَّحَّاكُ ،
وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ " الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ : أَيْ مَا كَتَبْنَاهَا نَحْنُ عَلَيْهِمْ رَأْسًا ، وَلَكِنِ ابْتَدَعُوهَا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ مَعْنَاهُ لَمْ نَكْتُبْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ ، قَالَ : وَيَكُونُ " إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ " بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ وَالْأَلِفِ فِي كَتَبْنَاهَا ، وَالْمَعْنَى : مَا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا " أَيْ لَمْ يَرْعَوْا هَذِهِ الرَّهْبَانِيَّةَ الَّتِي ابْتَدَعُوهَا مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ ، بَلْ ضَيَّعُوهَا وَكَفَرُوا بِدِينِ
عِيسَى ، وَدَخَلُوا فِي دِينِ الْمُلُوكِ الَّذِينَ غَيَّرُوا وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا التَّرَهُّبَ ، وَلَمْ يَبْقَ عَلَى دِينِ عِيسَى إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ، وَهُمُ الْمُرَادُونَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ الَّذِي يَسْتَحِقُّونَهُ بِالْإِيمَانِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ آمَنُوا
بِعِيسَى وَثَبَتُوا عَلَى دِينِهِ حَتَّى آمَنُوا
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ خَارِجُونَ عَنِ الْإِيمَانِ بِمَا أُمِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ ، وَوَجْهُ الذَّمِّ لَهُمْ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ مُنْقَطِعٌ أَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَلْزَمُوا أَنْفُسَهُمُ الرَّهْبَانِيَّةَ مُعْتَقِدِينَ أَنَّهَا طَاعَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ يَرْضَاهَا ، فَكَانَ تَرْكُهَا وَعَدَمُ رِعَايَتِهَا حَقَّ الرِّعَايَةِ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ مُبَالَاتِهِمْ بِمَا يَعْتَقِدُونَهُ دِينًا .
وَأَمَّا عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ مُتَّصِلٌ ، وَأَنَّ التَّقْدِيرَ : مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ لِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا لِيَبْتَغُوا بِهَا رِضْوَانَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ وَفَّقْنَاهُمْ لِابْتِدَاعِهَا فَوَجْهُ الذَّمِّ ظَاهِرٌ .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30473_28747أَمَرَ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالرُّسُلِ الْمُتَقَدِّمِينَ بِالتَّقْوَى وَالْإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ بِتَرْكِ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ أَيْ نَصِيبَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ بِسَبَبِ إِيمَانِكُمْ بِرَسُولِهِ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ بِمَنْ قَبْلَهُ مِنَ الرُّسُلِ ، وَأَصْلُ الْكِفْلِ الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ
[ ص: 1463 ] الْكَلَامُ عَلَى تَفْسِيرِهِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ يَعْنِي عَلَى الصِّرَاطِ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَقِيلَ الْمَعْنَى : وَيَجْعَلْ لَكُمْ سَبِيلًا وَاضِحًا فِي الدِّينِ تَهْتَدُونَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28وَيَغْفِرْ لَكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ بَلِيغُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَمْرِ بِالْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ، وَالتَّقْدِيرُ : اتَّقُوا وَآمِنُوا يُؤْتِكُمْ كَذَا وَكَذَا لِيَعْلَمَ الَّذِينَ لَمْ يَتَّقُوا وَلَا آمَنُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ " لَا " فِي قَوْلِهِ : " لِئَلَّا " زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، قَالَهُ
الْفَرَّاءُ ،
وَالْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُمَا ، وَ " أَنْ " فِي قَوْلِهِ : " أَنْ لَا يَقْدِرُونَ " هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ شَأْنٍ مَحْذُوفٍ وَخَبَرُهَا مَا بَعْدَهَا ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولُ " يَعْلَمَ " ، وَالْمَعْنَى : لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَنَالُوا شَيْئًا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ الَّذِي تَفَضَّلَ بِهِ عَلَى مَنْ آمَنَ
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى دَفْعِ ذَلِكَ الْفَضْلِ الَّذِي تَفَضَّلَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْمُسْتَحِقِّينَ لَهُ ، وَجُمْلَةُ " وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ " مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا : أَيْ لِيَعْلَمُوا أَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقَوْلُهُ : يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ خَبَرٌ ثَانٍ لِ " أَنْ " أَوْ هُوَ الْخَبَرُ ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا ، وَالْمُرَادُ بِالْفَضْلِ هُنَا مَا تَفَضَّلَ بِهِ عَلَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَآمَنُوا بِرَسُولِهِ مِنَ الْأَجْرِ الْمُضَاعَفِ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : هُوَ رِزْقُ اللَّهِ ، وَقِيلَ نِعَمُ اللَّهِ الَّتِي لَا تُحْصَى ، وَقِيلَ هُوَ الْإِسْلَامُ ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ " لَا " فِي " لِئَلَّا " غَيْرُ مَزِيدَةٍ ، وَضَمِيرَ " لَا يَقْدِرُونَ " لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، وَالْمَعْنَى : لِئَلَّا يَعْتَقِدَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ النَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَمَّا أُوتُوهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " لِكَيْلَا يَعْلَمَ " وَقَرَأَ
خَطَّابُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ " لِأَنْ يَعْلَمَ " وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ " لِيَعْلَمَ " وَقُرِئَ " لِيَلَّا " بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً ، وَقُرِئَ بِفَتْحِ اللَّامِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَالْحَكِيمُ ،
التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ مِنْ طُرُقِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021581قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي : أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : أَفْضَلُ النَّاسِ أَفْضَلُهُمْ عَمَلًا إِذَا فَقُهُوا فِي دِينِهِمْ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ تَدْرِي : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا بِالْعَمَلِ وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ ، وَاخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً نَجَا مِنْهَا ثَلَاثٌ وَهَلَكَ سَائِرُهَا : فِرْقَةٌ وَازَرَتِ الْمُلُوكَ وَقَاتَلَتْهُمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَرَةِ الْمُلُوكِ فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهَرَانَيْ قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ عِيسَى فَقَتَلَهُمُ الْمُلُوكُ وَنَشْرَتْهُمْ بِالْمَنَاشِيرِ ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَرَةِ الْمُلُوكِ وَلَا بِالْمَقَامِ مَعَهُمْ فَسَاحُوا فِي الْجِبَالِ وَتَرَهَّبُوا فِيهَا وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَصَدَّقُونِي nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ الَّذِينَ جَحَدُونِي وَكَفَرُوا بِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ،
وَالْحَكِيمُ ،
التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَتْ مُلُوكٌ بَعْدَ
عِيسَى بَدَّلَتِ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، فَكَانَ مِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ فَقِيلَ لِمُلُوكِهِمْ مَا نَجِدُ شَيْئًا أَشَدَّ مِنْ شَتْمٍ يَشْتُمُنَا هَؤُلَاءِ إِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ مَعَ مَا يَعِيبُونَنَا بِهِ مِنْ أَعْمَالِنَا فِي قِرَاءَتِهِمْ ، فَادْعُوهُمْ فَلْيَقْرَءُوا كَمَا نَقْرَأُ وَلْيُؤْمِنُوا كَمَا آمَنَّا ، فَدَعَاهُمْ فَجَمَعَهُمْ وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ ، أَوْ لِيَتْرُكُوا قِرَاءَةَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ إِلَّا مَا بَدَّلُوا مِنْهُمَا ، فَقَالُوا مَا تُرِيدُونَ إِلَى ذَلِكَ ؟ دَعُونَا ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : ابْنُوا لَنَا أُسْطُوَانَةً ثُمَّ ارْفَعُونَا إِلَيْهَا ، ثُمَّ أَعْطُونَا شَيْئًا نَرْفَعُ بِهِ طَعَامَنَا وَشَرَابَنَا وَلَا نَرُدُّ عَلَيْكُمْ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : دَعُونَا نَسِيحُ فِي الْأَرْضِ وَنَهِيمُ وَنَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُ مِنْهُ الْوُحُوشُ وَنَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُ ، فَإِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِكُمْ فَاقْتُلُونَا ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : ابْنُوا لَنَا دُورًا فِي الْفَيَافِي ، وَنَحْتَفِرُ الْآبَارَ ، وَنَحْرُثُ الْبُقُولَ ؛ فَلَا نَرُدُّ عَلَيْكُمْ وَلَا نَمُرُّ بِكُمْ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْقَبَائِلِ إِلَّا لَهُ حَمِيمٌ فِيهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : " رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا " وَقَالَ الْآخَرُونَ مِمَّنْ تَعَبَّدَ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ وَفَنِيَ مَنْ فَنِيَ مِنْهُمْ قَالُوا : نَتَعَبَّدُ كَمَا تَعَبَّدَ فُلَانٌ وَنَسِيحُ كَمَا سَاحَ فُلَانٌ وَنَتَّخِذُ دُورًا كَمَا اتَّخَذَ فُلَانٌ وَهُمْ عَلَى شِرْكِهِمْ لَا عِلْمَ لَهُمْ بِإِيمَانِ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِمْ ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَلِيلُ انْحَطَّ صَاحِبُ الصَّوْمَعَةِ مِنْ صَوْمَعَتِهِ وَجَاءَ السَّيَّاحُ مِنْ سِيَاحَتِهِ وَصَاحِبُ الدَّيْرِ مِنْ دَيْرِهِ ، فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، فَقَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ أَجْرَيْنِ بِإِيمَانِهِمْ
بِعِيسَى وَنَصَبِ أَنْفُسِهِمْ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، وَبِإِيمَانِهِمْ
بِمُحَمَّدٍ وَتَصْدِيقِهِمْ " وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ " الْقُرْآنَ وَاتِّبَاعَهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
وَالْحَكِيمُ ،
التِّرْمِذِيُّ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021582إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَهْبَانِيَّةً وَرَهْبَانِيَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي قَوْلِهِ : " كِفْلَيْنِ " قَالَ : ضِعْفَيْنِ وَهِيَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ قَالَ : الْكِفْلُ ثَلَاثُمِائَةِ جُزْءٍ وَخَمْسُونَ جُزْءًا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ .