nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=34إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=35أفنجعل المسلمين كالمجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=36ما لكم كيف تحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37أم لكم كتاب فيه تدرسون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=40سلهم أيهم بذلك زعيم nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45وأملي لهم إن كيدي متين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أم عندهم الغيب فهم يكتبون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فاجتباه ربه فجعله من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وما هو إلا ذكر للعالمين
لما فرغ سبحانه من ذكر حال الكفار ، وتشبيه ابتلائهم بابتلاء أصحاب الجنة المذكورة ذكر حال المتقين وما أعده لهم من الخير .
فقال :
[ ص: 1520 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=34nindex.php?page=treesubj&link=29039_29680_30516_30483إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أي : للمتقين ما يوجب سخطه من الكفر والمعاصي عنده عز وجل في الدار الآخرة - جنات النعيم الخالص الذي لا يشوبه كدر ولا ينغصه خوف زوال .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=35أفنجعل المسلمين كالمجرمين الاستفهام للإنكار .
وكان صناديد
كفار قريش يرون وفور حظهم في الدنيا وقلة حظوظ المسلمين فيها ، فلما سمعوا بذكر الآخرة ، وما يعطي الله المسلمين فيها قالوا : إن صح ما يزعمه
محمد لم يكن حالنا وحالهم إلا مثل ما هي في الدنيا ، فقال الله مكذبا لهم رادا عليهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=35أفنجعل المسلمين الآية ، والفاء للعطف على مقدر كنظائره .
ثم وبخهم الله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=36ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الأعوج كأن أمر الجزاء مفوض إليكم تحكمون فيه بما شئتم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37أم لكم كتاب فيه تدرسون أي : تقرءون فيه فتجدون المطيع كالعاصي ، ومثل هذا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=156أم لكم سلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=157فأتوا بكتابكم [ الصافات : 157 ، 156 ] ثم قال سبحانه :
إن لكم فيه لما تخيرون قرأ الجمهور بكسر " إن " على أنها معمولة لتدرسون ، أي : تدرسون في الكتاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون فلما دخلت اللام كسرت الهمزة كقوله : علمت إنك لعاقل ، بالكسر ، أو على الحكاية للمدروس ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=78وتركنا عليه في الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=79سلام على نوح في العالمين [ الصافات : 79 ، 78 ] وقيل : قد تم الكلام عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37تدرسون ثم ابتدأ فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون أي ليس لكم ذلك ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف ،
والضحاك " أن لكم " بفتح الهمزة على أن العامل فيه " تدرسون " مع زيادة لام التأكيد ، ومعنى " تخيرون " تختارون وتشتهون .
ثم زاد سبحانه في التوبيخ ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أم لكم أيمان علينا بالغة أي عهود مؤكدة موثقة متناهية ، والمعنى أم لكم أيمان على الله استوثقتم بها في أن يدخلكم الجنة ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إلى يوم القيامة متعلق بالمقدر في لكم أي : ثابتة لكم إلى يوم القيامة ، لا نخرج عن عهدتها حتى يحكمكم يومئذ ، وجواب القسم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إن لكم لما تحكمون لأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أم لكم أيمان أي أم أقسمنا لكم .
قال
الرازي : والمعنى أم ضمنا لكم وأقسمنا لكم بأيمان مغلظة متناهية في التوكيد .
وقيل : قد تم الكلام عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إلى يوم القيامة ثم ابتدأ فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إن لكم لما تحكمون أي : ليس الأمر كذلك .
قرأ الجمهور بالغة بالرفع على النعت لأيمان ، وقرأ
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي بنصبها على الحال من أيمان ، لأنها قد تخصصت بالوصف ، أو من الضمير في لكم أو من الضمير في علينا .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=40سلهم أيهم بذلك زعيم أي سل يا
محمد الكفار موبخا لهم ومقرعا ، أيهم بذلك الحكم الخارج عن الصواب كفيل لهم بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين فيها .
وقال
ابن كيسان : الزعيم هنا القائم بالحجة والدعوى .
وقال
الحسن : الزعيم الرسول .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أم لهم شركاء يشاركونهم في هذا القول يوافقونهم فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين فيما يقولون وهو أمر تعجيز ، وجواب الشرط محذوف ، وقيل : المعنى أم لهم شركاء يجعلونهم مثل المسلمين في الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=29039_30350_30351_29468_28766_30296_30294يوم يكشف عن ساق " يوم " ظرف لقوله فليأتوا ، أي : فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق ، ويجوز أن يكون ظرفا لفعل مقدر ، أي اذكر يوم يكشف .
قال
الواحدي : قال المفسرون في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42عن ساق عن شدة من الأمر .
قال
ابن قتيبة : أصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد فيه شمر عن ساقه ، فيستعار الكشف عن الساق في موضع الشدة ، وأنشد
لدريد بن الصمة :
كميش الإزار خارج نصف ساقه صبور على الجلاء طلاع أنجد
وقال : وتأويل الآية : يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق .
قال
أبو عبيدة : إذا اشتد الحرب والأمر قيل : كشف الأمر عن ساقه ، والأصل فيه من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد شمر عن ساقه ، فاستعير الساق والكشف عن موضع الشدة ، وهكذا قال غيره من أهل اللغة ، وقد استعملت ذلك العرب في أشعارها ، ومن ذلك قول الشاعر :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقول الآخر :
والخيل تعدو عند وقت الإشراق وقامت الحرب بنا على ساق
وقول آخر أيضا :
قد كشفت عن ساقها فشدوا وجدت الحرب بكم فجدوا
وقول آخر أيضا في سنة :
قد كشفت عن ساقها حمرا ء تبري اللحم عن عراقها
وقيل : ساق الشيء : أصله وقوامه كساق الشجرة ، وساق الإنسان ، أي : يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه ، وقيل : يكشف عن ساق جهنم ، وقيل : عن ساق العرش ، وقيل : هو عبارة عن القرب ، وقيل : يكشف الرب سبحانه عن نوره ، وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ، قرأ الجمهور يكشف بالتحتية مبنيا للمفعول ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة " تكشف " بالفوقية مبنيا للفاعل ، أي الشدة أو الساعة ، وقرئ بالفوقية مبنيا للمفعول ، وقرئ بالنون ، وقرئ بالفوقية المضمومة وكسر الشين من أكشف الأمر ، أي : دخل في الكشف
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون قال
الواحدي : قال المفسرون : يسجد الخلق كلهم لله سجدة واحدة ويبقى الكفار والمنافقون يريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون ؛ لأن أصلابهم تيبس فلا تلين للسجود .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : يكشف عن الغطاء فيقع من كان آمن بالله في الدنيا فيسجدون له ، ويدعى الآخرون إلى السجود فلا يستطيعون ، لأنهم لم يكونوا آمنوا بالله في الدنيا .
وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43خاشعة أبصارهم على الحال من ضمير " يدعون " ، و " أبصارهم " مرتفع به على الفاعلية ، ونسبة الخشوع إلى الأبصار ، وهو الخضوع والذلة لظهور أثره فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43ترهقهم ذلة أي تغشاهم ذلة شديدة وحسرة وندامة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وقد كانوا يدعون إلى السجود أي : في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وهم سالمون أي : معافون
[ ص: 1521 ] عن العلل متمكنون من الفعل .
قال
إبراهيم التميمي : يدعون بالأذان والإقامة فيأبون .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : يسمعون حي على الفلاح فلا يجيبون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار : والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات .
وقيل : يدعون بالتكليف المتوجه عليهم بالشرع فلا يجيبون ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وهم سالمون في محل نصب على الحال من ضمير يدعون .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فذرني ومن يكذب بهذا الحديث أي خل بيني وبينه وكل أمره إلي فأنا أكفيكه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه لا يشتغل به قلبك ، كله إلي فأنا أكفيك أمره .
والفاء لترتيب ما بعدها من الأمر على ما قبلها ، و " من " منصوب بالعطف على ضمير المتكلم أو على أنه مفعول معه ، والمراد بهذا الحديث القرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : وقيل : يوم القيامة ، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44سنستدرجهم من حيث لا يعلمون مستأنفة لبيان كيفية التعذيب لهم المستفاد من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44ذرني ومن يكذب بهذا الحديث ، والضمير عائد إلى " من " باعتبار معناها ، والمعنى : سنأخذهم بالعذاب على غفلة ونسوقهم إليه درجة فدرجة حتى نوقعهم فيه من حيث لا يعلمون أن ذلك استدراج ، لأنهم يظنونه إنعاما ولا يفكرون في عاقبته وما سيلقون في نهايته .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : يسبغ عليهم النعم وينسيهم الشكر .
وقال
الحسن : كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه .
والاستدراج ترك المعاجلة ، وأصله النقل من حال إلى حال ، ويقال استدرج فلان فلانا ، أي استخرج ما عنده قليلا قليلا ، ويقال درجه إلى كذا واستدرجه : يعني أدناه إلى التدريج فتدرج هو .
ثم ذكر سبحانه أنه يمهل الظالمين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45وأملي لهم أي أمهلهم ليزدادوا إثما ، وقد مضى تفسير هذا في سورة الأعراف والطور ، وأصل الملاوة المدة من الدهر ، يقال أملى الله له ، أي : أطال له المدة ، والملا مقصور : الأرض الواسعة ، سميت به لامتدادها
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45إن كيدي متين أي قوي شديد فلا يفوتني شيء ، وسمى سبحانه إحسانه كيدا كما سماه استدراجا لكونه في صورة الكيد باعتبار عاقبته ووصفه بالمتانة لقوة أثره في التسبب للهلاك .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أم تسألهم أجرا أعاد سبحانه الكلام إلى ما تقدم من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أم لهم شركاء أي أم تلتمس منهم ثوابا على ما تدعوهم إليه من الإيمان بالله
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46فهم من مغرم مثقلون المغرم الغرامة ، أي : فهم من غرامة ذلك الأجر ، ومثقلون ، أي : يثقل عليهم حمله لشحهم ببذل المال ، فأعرضوا عن إجابتك بهذا السبب ، والاستفهام للتوبيخ والتقريع لهم ، والمعنى : أنك لم تسألهم ذلك ولم تطلبه منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أم عندهم الغيب فهم يكتبون أي اللوح المحفوظ ، أو كل ما غاب عنهم ، فهم من ذلك الغيب يكتبون ما يريدون من الحجج التي يزعمون أنها تدل على قولهم ويخاصمونك بما يكتبونه من ذلك ويحكمون لأنفسهم بما يريدون ويستغنون بذلك عن الإجابة لك والامتثال لما تقوله .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فاصبر لحكم ربك أي لقضائه الذي قد قضاه في سابق علمه ، قيل : والحكم هنا هو إمهالهم وتأخير نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ، وقيل : هو ما حكم به عليه من تبليغ الرسالة ، قيل : وهذا منسوخ بآية السيف
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48ولا تكن كصاحب الحوت يعني
يونس عليه السلام : لا تكن مثله في الغضب والضجر والعجلة ، والظرف في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48إذ نادى منصوب بمضاف محذوف ، أي : لا تكن حالك كحاله وقت ندائه ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48وهو مكظوم في محل نصب على الحال من فاعل نادى ، والمكظوم المملوء غيظا وكربا .
قال
قتادة : إن الله يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ويأمره بالصبر ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت ، وقد تقدم بيان قصته في سورة الأنبياء ويونس والصافات ، وكان النداء منه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الأنبياء : 87 ] وقيل : إن المكظوم المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس .
قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد ، وقيل : هو المحبوس ، والأول أولى ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة : وأنت من حب مي مضمر حزنا عاني الفؤاد قريح القلب مكظوم
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لولا أن تداركه نعمة من ربه أي : لولا أن
nindex.php?page=treesubj&link=31975_29485تدارك صاحب الحوت نعمة من الله وهي توفيقه للتوبة فتاب الله عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لنبذ بالعراء أي : لألقي من بطن الحوت على وجه الأرض الخالية من النبات وهو مذموم أي يذم ويلام بالذنب الذي أذنبه ويطرد من الرحمة ، والجملة في محل نصب على الحال من ضمير " نبذ " .
قال
الضحاك : النعمة هنا النبوة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : عبادته التي سلفت .
وقال
ابن زيد : هي نداؤه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الأنبياء : 87 ] وقيل : مذموم مبعد .
وقيل : مذنب .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49تداركه على صيغة الماضي ، وقرأ
الحسن ،
وابن هرمز ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بتشديد الدال ، والأصل تتداركه بتاءين مضارعا فأدغم ، وتكون هذه القراءة على حكاية الحال الماضية ، وقرأ أبي
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس " تداركته " بتاء التأنيث .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فاجتباه ربه أي استخلصه واصطفاه واختاره للنبوة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فجعله من الصالحين أي الكاملين في الصلاح وعصمه من الذنب ، وقيل : رد إليه النبوة وشفعه في نفسه وفي قومه وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون كما تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم " إن " هي المخففة من الثقيلة .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51ليزلقونك بضم الياء من أزلقه ، أي : أزل رجله ، يقال أزلقه عن موضعه إذا نحاه ، وقرأ
نافع وأهل
المدينة بفتحها من زلق عن موضعه : إذا تنحى .
قال
الهروي ، أي : فيغتالونك بعيونهم فيزلقونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
ومجاهد ،
وأبو وائل ليرهقونك أي يهلكونك .
وقال
الكلبي يزلقونك أي : يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل ،
والأخفش : يفتنونك .
وقال
الحسن ،
وابن كيسان : ليقتلونك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في الآية مذهب أهل اللغة ، والتأويل أنهم من شدة إبغاضهم وعداوتهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك ، وهذا مستعمل في الكلام ، يقول القائل نظر إلي
[ ص: 1522 ] نظرا يكاد يصرعني ، ونظرا يكاد يأكلني .
قال
ابن قتيبة : ليس يريد الله أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه ، وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك ، كما قال الشاعر :
يتعارضون إذا التقوا في مجلس نظرا يزيل مواطئ الأقدام
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51لما سمعوا الذكر أي : وقت سماعهم للقرآن لكراهتهم لذلك أشد كراهة ، و " لما " ظرفية منصوبة بـ " يزلقونك " ، وقيل : هي حرف ، وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه ، أي لما سمعوا الذكر كادوا يزلقونك
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51ويقولون إنه لمجنون أي : ينسبونه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن .
فرد الله عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وما هو إلا ذكر للعالمين والجملة مستأنفة ، أو في محل نصب على الحال من فاعل يقولون ، أي : والحال أنه تذكير وبيان لجميع ما يحتاجون إليه ، أو شرف لهم كما قال سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك [ الزخرف : 44 ] وقيل : الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه مذكر للعالمين أو شرف لهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عن
أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021688يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين وغيرهما ، وله ألفاظ في بعضها طول ، وهو حديث مشهور معروف .
وأخرج
ابن منده عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الآية قال : يكشف الله عز وجل عن ساقه .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن منده عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في الآية قال : يكشف عن ساقه تبارك وتعالى ، وأخرج
أبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر nindex.php?page=hadith&LINKID=1021689عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال : عن نور عظيم فيخرون له سجدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور وابن منده
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : يكشف عن أمر عظيم ، ثم قال : قد قامت الحرب على ساق .
قال : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : يكشف عن ساقه فيسجد كل مؤمن ، ويقسو ظهر الكافر فيصير عظما واحدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يوم يكشف عن ساق قال : إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب ، أما سمعتم قول الشاعر :
وقامت الحرب بنا على ساق
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هذا يوم كرب شديد ، روي عنه نحو هذا من طرق أخرى ، وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت ، وذلك لا يستلزم تجسيما ولا تشبيها فليس كمثله شيء .
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال : هم الكفار يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون وهم خائفون .
وأخرج
البيهقي في الشعب عنه في الآية قال : الرجل يسمع الأذان فلا يجيب الصلاة .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51ليزلقونك بأبصارهم قال : ينفذونك بأبصارهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=34إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=35أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=36مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=40سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ
لَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ ذِكْرِ حَالِ الْكُفَّارِ ، وَتَشْبِيهِ ابْتِلَائِهِمْ بِابْتِلَاءِ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ الْمَذْكُورَةِ ذَكَرَ حَالَ الْمُتَّقِينَ وَمَا أَعَدَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ .
فَقَالَ :
[ ص: 1520 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=34nindex.php?page=treesubj&link=29039_29680_30516_30483إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَيْ : لِلْمُتَّقِينَ مَا يُوجِبُ سُخْطَهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي عِنْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ - جَنَّاتُ النَّعِيمِ الْخَالِصِ الَّذِي لَا يَشُوبُهُ كَدَرٌ وَلَا يُنَغِّصُهُ خَوْفُ زَوَالٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=35أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ الِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ .
وَكَانَ صَنَادِيدُ
كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَرَوْنَ وُفُورَ حَظِّهِمْ فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ حُظُوظِ الْمُسْلِمِينَ فِيهَا ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذِكْرِ الْآخِرَةِ ، وَمَا يُعْطِي اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ فِيهَا قَالُوا : إِنْ صَحَّ مَا يَزْعُمُهُ
مُحَمَّدٌ لَمْ يَكُنْ حَالُنَا وَحَالُهُمْ إِلَّا مِثْلَ مَا هِيَ فِي الدُّنْيَا ، فَقَالَ اللَّهُ مُكَذِّبًا لَهُمْ رَادًّا عَلَيْهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=35أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ الْآيَةَ ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَنَظَائِرِهِ .
ثُمَّ وَبَّخَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=36مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ هَذَا الْحُكْمَ الْأَعْوَجَ كَأَنَّ أَمْرَ الْجَزَاءِ مُفَوَّضٌ إِلَيْكُمْ تَحْكُمُونَ فِيهِ بِمَا شِئْتُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ أَيْ : تَقْرَءُونَ فِيهِ فَتَجِدُونَ الْمُطِيعَ كَالْعَاصِي ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=156أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=157فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ [ الصَّافَّاتِ : 157 ، 156 ] ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ :
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ " إِنَّ " عَلَى أَنَّهَا مَعْمُولَةٌ لِتَدْرُسُونَ ، أَيْ : تَدْرُسُونَ فِي الْكِتَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ فَلَمَّا دَخَلَتِ اللَّامُ كُسِرَتِ الْهَمْزَةُ كَقَوْلِهِ : عَلِمْتُ إِنَّكَ لَعَاقِلٌ ، بِالْكَسْرِ ، أَوْ عَلَى الْحِكَايَةِ لِلْمَدْرُوسِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=78وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=79سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ [ الصَّافَّاتِ : 79 ، 78 ] وَقِيلَ : قَدْ تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37تَدْرُسُونَ ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ أَيْ لَيْسَ لَكُمْ ذَلِكَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ،
وَالضَّحَّاكُ " أَنَّ لَكُمْ " بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّ الْعَامِلَ فِيهِ " تَدْرُسُونَ " مَعَ زِيَادَةِ لَامِ التَّأْكِيدِ ، وَمَعْنَى " تَخَيَّرُونَ " تَخْتَارُونَ وَتَشْتَهُونَ .
ثُمَّ زَادَ سُبْحَانَهُ فِي التَّوْبِيخِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ أَيْ عُهُودٌ مُؤَكَّدَةٌ مُوَثَّقَةٌ مُتَنَاهِيَةٌ ، وَالْمَعْنَى أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَى اللَّهِ اسْتَوْثَقْتُمْ بِهَا فِي أَنْ يُدْخِلَكُمُ الْجَنَّةَ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِالْمُقَدَّرِ فِي لَكُمْ أَيْ : ثَابِتَةٌ لَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَا نَخْرُجُ عَنْ عُهْدَتِهَا حَتَّى يَحْكُمَكُمْ يَوْمَئِذٍ ، وَجَوَابُ الْقَسَمِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ لِأَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ أَيْ أَمْ أَقْسَمْنَا لَكُمْ .
قَالَ
الرَّازِيُّ : وَالْمَعْنَى أَمْ ضَمِنَّا لَكُمْ وَأَقْسَمْنَا لَكُمْ بِأَيْمَانٍ مُغَلَّظَةٍ مُتَنَاهِيَةٍ فِي التَّوْكِيدِ .
وَقِيلَ : قَدْ تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ أَيْ : لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بَالِغَةٌ بِالرَّفْعِ عَلَى النَّعْتِ لِأَيْمَانٍ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِنَصْبِهَا عَلَى الْحَالِ مِنْ أَيْمَانٍ ، لِأَنَّهَا قَدْ تَخَصَّصَتْ بِالْوَصْفِ ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي لَكُمْ أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي عَلَيْنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=40سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَيْ سَلْ يَا
مُحَمَّدُ الْكُفَّارَ مُوَبِخًا لَهُمْ وَمُقَرِّعًا ، أَيُّهُمُّ بِذَلِكَ الْحُكْمِ الْخَارِجِ عَنِ الصَّوَابِ كَفِيلٌ لَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مَا لِلْمُسْلِمِينَ فِيهَا .
وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : الزَّعِيمُ هُنَا الْقَائِمُ بِالْحُجَّةِ وَالدَّعْوَى .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الزَّعِيمُ الرَّسُولُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ يُشَارِكُونَهُمْ فِي هَذَا الْقَوْلِ يُوَافِقُونَهُمْ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ فِيمَا يَقُولُونَ وَهُوَ أَمْرُ تَعْجِيزٍ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ يَجْعَلُونَهُمْ مِثْلَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=29039_30350_30351_29468_28766_30296_30294يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ " يَوْمَ " ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ فَلْيَأْتُوا ، أَيْ : فَلْيَأْتُوا بِهَا يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ ، أَيِ اذْكُرْ يَوْمَ يُكْشَفُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42عَنْ سَاقٍ عَنْ شِدَّةٍ مِنَ الْأَمْرِ .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : أَصْلُ هَذَا أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا وَقَعَ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ يَحْتَاجُ إِلَى الْجِدِّ فِيهِ شَمَّرَ عَنْ سَاقِهِ ، فَيُسْتَعَارُ الْكَشْفُ عَنِ السَّاقِ فِي مَوْضِعِ الشِّدَّةِ ، وَأَنْشَدَ
لِدُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةَ :
كَمِيشُ الْإِزَارِ خَارِجٌ نِصْفُ سَاقِهِ صَبُورٌ عَلَى الْجَلَاءِ طَلَّاعُ أَنْجُدِ
وَقَالَ : وَتَأْوِيلُ الْآيَةِ : يَوْمَ يَشْتَدُّ الْأَمْرُ كَمَا يَشْتَدُّ مَا يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَى أَنْ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : إِذَا اشْتَدَّ الْحَرْبُ وَالْأَمْرُ قِيلَ : كَشَفَ الْأَمْرُ عَنْ سَاقِهِ ، وَالْأَصْلُ فِيهِ مَنْ وَقَعَ فِي شَيْءٍ يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى الْجِدِّ شَمَّرَ عَنْ سَاقِهِ ، فَاسْتُعِيرَ السَّاقُ وَالْكَشْفُ عَنْ مَوْضِعِ الشِّدَّةِ ، وَهَكَذَا قَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَتْ ذَلِكَ الْعَرَبُ فِي أَشْعَارِهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَخُو الْحَرْبِ إِنْ عَضَّتْ بِهِ الْحَرْبُ عَضَّهَا وَإِنْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا الْحَرْبُ شَمَّرَا
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
وَالْخَيْلُ تَعْدُو عِنْدَ وَقْتِ الْإِشْرَاقِ وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقِ
وَقَوْلُ آخَرَ أَيْضًا :
قَدْ كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا فَشُدُّوا وَجَدَّتِ الْحَرْبُ بِكُمْ فَجِدُّوا
وَقَوْلُ آخَرَ أَيْضًا فِي سَنَةٍ :
قَدْ كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا حَمْرَا ءُ تُبْرِي اللَّحْمَ عَنْ عُرَاقِهَا
وَقِيلَ : سَاقُ الشَّيْءِ : أَصْلُهُ وَقِوَامُهُ كَسَاقِ الشَّجَرَةِ ، وَسَاقِ الْإِنْسَانِ ، أَيْ : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقِ الْأَمْرِ فَتَظْهَرُ حَقَائِقُهُ ، وَقِيلَ : يُكْشَفُ عَنْ سَاقِ جَهَنَّمَ ، وَقِيلَ : عَنْ سَاقِ الْعَرْشِ ، وَقِيلَ : هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْقُرْبِ ، وَقِيلَ : يَكْشِفُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ عَنْ نُورِهِ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ مَا هُوَ الْحَقُّ ، وَإِذَا جَاءَ نَهْرُ اللَّهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقِلٍ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ يَكْشِفُ بِالتَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ " تَكْشِفُ " بِالْفَوْقِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، أَيِ الشِّدَّةُ أَوِ السَّاعَةُ ، وَقُرِئَ بِالْفَوْقِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَقُرِئَ بِالنُّونِ ، وَقُرِئَ بِالْفَوْقِيَّةِ الْمَضْمُومَةِ وَكَسْرِ الشِّينِ مِنْ أُكْشِفَ الْأَمْرُ ، أَيْ : دَخْلَ فِي الْكَشْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : يَسْجُدُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ لِلَّهِ سَجْدَةً وَاحِدَةً وَيَبْقَى الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْجُدُوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ؛ لِأَنَّ أَصْلَابَهُمْ تَيْبَسُ فَلَا تَلِينُ لِلسُّجُودِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : يُكْشَفُ عَنِ الْغِطَاءِ فَيَقَعُ مَنْ كَانَ آمَنَ بِاللَّهِ فِي الدُّنْيَا فَيَسْجُدُونَ لَهُ ، وَيُدْعَى الْآخَرُونَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا آمَنُوا بِاللَّهِ فِي الدُّنْيَا .
وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " يُدْعَوْنَ " ، وَ " أَبْصَارُهُمْ " مُرْتَفِعٌ بِهِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ ، وَنِسْبَةُ الْخُشُوعِ إِلَى الْأَبْصَارِ ، وَهُوَ الْخُضُوعُ وَالذِّلَّةُ لِظُهُورِ أَثَرِهِ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ أَيْ تَغْشَاهُمْ ذِلَّةٌ شَدِيدَةٌ وَحَسْرَةٌ وَنَدَامَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ أَيْ : فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وَهُمْ سَالِمُونَ أَيْ : مُعَافَوْنَ
[ ص: 1521 ] عَنِ الْعِلَلِ مُتَمَكِّنُونَ مِنَ الْفِعْلِ .
قَالَ
إِبْرَاهِيمُ التَّمِيمِيُّ : يُدْعُونَ بِالْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فَيَأْبَوْنَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : يَسْمَعُونَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ فَلَا يُجِيبُونَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ : وَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا فِي الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجَمَاعَاتِ .
وَقِيلَ : يُدْعُونَ بِالتَّكْلِيفِ الْمُتَوَجِّهِ عَلَيْهِمْ بِالشَّرْعِ فَلَا يُجِيبُونَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وَهُمْ سَالِمُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ يُدْعُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَيْ خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَكِلْ أَمْرَهُ إِلَيَّ فَأَنَا أَكْفِيكَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ لَا يَشْتَغِلُ بِهِ قَلْبُكَ ، كِلْهُ إِلَيَّ فَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ .
وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا مِنَ الْأَمْرِ عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَ " مَنْ " مَنْصُوبٌ بِالْعَطْفِ عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مَعَهُ ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْقُرْآنُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : وَقِيلَ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَفِي هَذَا تَسْلِيَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ التَّعْذِيبِ لَهُمُ الْمُسْتَفَادُ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44ذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ إِلَى " مَنْ " بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهَا ، وَالْمَعْنَى : سَنَأْخُذُهُمْ بِالْعَذَابِ عَلَى غَفْلَةٍ وَنَسُوقُهُمْ إِلَيْهِ دَرَجَةً فَدَرَجَةً حَتَّى نُوقِعَهُمْ فِيهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ ، لِأَنَّهُمْ يَظُنُّونَهُ إِنْعَامًا وَلَا يُفَكِّرُونَ فِي عَاقِبَتِهِ وَمَا سَيَلْقَوْنَ فِي نِهَايَتِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : يُسْبِغُ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ وَيُنْسِيهِمُ الشُّكْرَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ ، وَكَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، وَكَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ .
وَالِاسْتِدْرَاجُ تَرْكُ الْمُعَاجَلَةِ ، وَأَصْلُهُ النَّقْلُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، وَيُقَالُ اسْتَدْرَجَ فُلَانٌ فُلَانًا ، أَيِ اسْتَخْرَجَ مَا عِنْدَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا ، وَيُقَالُ دَرَجَهُ إِلَى كَذَا وَاسْتَدْرَجَهُ : يَعْنِي أَدْنَاهُ إِلَى التَّدْرِيجِ فَتَدَرَّجَ هُوَ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ يُمْهِلُ الظَّالِمِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45وَأُمْلِي لَهُمْ أَيْ أَمْهِلُهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ هَذَا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَالطُّورِ ، وَأَصْلُ الْمَلَاوَةِ الْمُدَّةُ مِنَ الدَّهْرِ ، يُقَالُ أَمْلَى اللَّهُ لَهُ ، أَيْ : أَطَالَ لَهُ الْمُدَّةَ ، وَالْمَلَا مَقْصُورٌ : الْأَرْضُ الْوَاسِعَةُ ، سُمِّيَتْ بِهِ لِامْتِدَادِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أَيْ قَوِيٌّ شَدِيدٌ فَلَا يَفُوتُنِي شَيْءٌ ، وَسَمَّى سُبْحَانَهُ إِحْسَانَهُ كَيْدًا كَمَا سَمَّاهُ اسْتِدْرَاجًا لِكَوْنِهِ فِي صُورَةِ الْكَيْدِ بِاعْتِبَارِ عَاقِبَتِهِ وَوَصَفَهُ بِالْمَتَانَةِ لِقُوَّةِ أَثَرِهِ فِي التَّسَبُّبِ لِلْهَلَاكِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا أَعَادَ سُبْحَانَهُ الْكَلَامَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ أَيْ أَمْ تَلْتَمِسُ مِنْهُمْ ثَوَابًا عَلَى مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ الْمَغْرَمُ الْغَرَامَةُ ، أَيْ : فَهُمْ مِنْ غَرَامَةِ ذَلِكَ الْأَجْرِ ، وَمُثْقَلُونَ ، أَيْ : يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ حَمْلُهُ لِشُحِّهِمْ بِبَذْلِ الْمَالِ ، فَأَعْرَضُوا عَنْ إِجَابَتِكَ بِهَذَا السَّبَبِ ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ لَهُمْ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّكَ لَمْ تَسْأَلْهُمْ ذَلِكَ وَلَمْ تَطْلُبْهُ مِنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ أَيِ اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ ، أَوْ كُلَّ مَا غَابَ عَنْهُمْ ، فَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْغَيْبِ يَكْتُبُونَ مَا يُرِيدُونَ مِنَ الْحُجَجِ الَّتِي يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى قَوْلِهِمْ وَيُخَاصِمُونَكَ بِمَا يَكْتُبُونَهُ مِنْ ذَلِكَ وَيَحْكُمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ بِمَا يُرِيدُونَ وَيَسْتَغْنُونَ بِذَلِكَ عَنِ الْإِجَابَةِ لَكَ وَالِامْتِثَالِ لِمَا تَقُولُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ أَيْ لِقَضَائِهِ الَّذِي قَدْ قَضَاهُ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ ، قِيلَ : وَالْحُكْمُ هُنَا هُوَ إِمْهَالُهُمْ وَتَأْخِيرُ نُصْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَقِيلَ : هُوَ مَا حَكَمَ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ، قِيلَ : وَهَذَا مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ يَعْنِي
يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا تَكُنْ مِثْلَهُ فِي الْغَضَبِ وَالضَّجَرِ وَالْعَجَلَةِ ، وَالظَّرْفُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48إِذْ نَادَى مَنْصُوبٌ بِمُضَافٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : لَا تَكُنْ حَالُكَ كَحَالِهِ وَقْتَ نِدَائِهِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48وَهُوَ مَكْظُومٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ نَادَى ، وَالْمَكْظُومُ الْمَمْلُوءُ غَيْظًا وَكَرْبًا .
قَالَ
قَتَادَةُ : إِنَّ اللَّهَ يُعَزِّي نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُهُ بِالصَّبْرِ وَلَا يَعْجَلُ كَمَا عَجَلَ صَاحِبُ الْحُوتِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ قِصَّتِهِ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَيُونُسَ وَالصَّافَّاتِ ، وَكَانَ النِّدَاءُ مِنْهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 87 ] وَقِيلَ : إِنَّ الْمَكْظُومَ الْمَأْخُوذُ بِكَظْمِهِ وَهُوَ مَجْرَى النَّفَسِ .
قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ ، وَقِيلَ : هُوَ الْمَحْبُوسُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ : وَأَنْتَ مِنْ حُبِّ مَيٍّ مُضْمِرٌ حُزْنًا عَانِي الْفُؤَادِ قَرِيحُ الْقَلْبِ مَكْظُومُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ أَيْ : لَوْلَا أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31975_29485تَدَارَكَ صَاحِبَ الْحُوتِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ وَهِيَ تَوْفِيقُهُ لِلتَّوْبَةِ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ أَيْ : لَأُلْقِيَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مِنَ النَّبَاتِ وَهُوَ مَذْمُومٌ أَيْ يُذَمُّ وَيُلَامُ بِالذَّنْبِ الَّذِي أَذْنَبَهُ وَيُطْرَدُ مِنَ الرَّحْمَةِ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " نُبِذَ " .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : النِّعْمَةُ هُنَا النُّبُوَّةُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : عِبَادَتُهُ الَّتِي سَلَفَتْ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : هِيَ نِدَاؤُهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 87 ] وَقِيلَ : مَذْمُومٌ مُبْعَدٌ .
وَقِيلَ : مُذْنِبٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49تَدَارَكَهُ عَلَى صِيغَةِ الْمَاضِي ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَابْنُ هُرْمُزَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ بِتَشْدِيدِ الدَّالِّ ، وَالْأَصْلُ تَتَدَارَكُهُ بِتَاءَيْنِ مُضَارَعًا فَأُدْغِمَ ، وَتَكُونُ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَلَى حِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ ، وَقَرَأَ أُبَيٌّ
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ " تَدَارَكَتْهُ " بِتَاءِ التَّأْنِيثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ أَيِ اسْتَخْلَصَهُ وَاصْطَفَاهُ وَاخْتَارَهُ لِلنُّبُوَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ أَيِ الْكَامِلِينَ فِي الصَّلَاحِ وَعَصَمَهُ مِنَ الذَّنْبِ ، وَقِيلَ : رَدَّ إِلَيْهِ النُّبُوَّةَ وَشَفَّعَهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي قَوْمِهِ وَأَرْسَلَهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ كَمَا تَقَدَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ " إِنْ " هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51لَيُزْلِقُونَكَ بِضَمِّ الْيَاءِ مِنْ أَزْلَقَهُ ، أَيْ : أَزَلَّ رِجْلَهُ ، يُقَالُ أَزْلَقَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ إِذَا نَحَّاهُ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَأَهْلُ
الْمَدِينَةِ بِفَتْحِهَا مِنْ زَلَقَ عَنْ مَوْضِعِهِ : إِذَا تَنَحَّى .
قَالَ
الْهَرَوِيُّ ، أَيْ : فَيَغْتَالُونَكَ بِعُيُونِهِمْ فَيُزْلِقُونَكَ عَنْ مَقَامِكَ الَّذِي أَقَامَكَ اللَّهُ فِيهِ عَدَاوَةً لَكَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَأَبُو وَائِلٍ لَيُرْهِقُونَكَ أَيْ يُهْلِكُونَكَ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ يُزْلِقُونَكَ أَيْ : يَصْرِفُونَكَ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ،
وَالْأَخْفَشُ : يَفْتِنُونَكَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَابْنُ كَيْسَانَ : لَيَقْتُلُونَكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي الْآيَةِ مَذْهَبُ أَهْلِ اللُّغَةِ ، وَالتَّأْوِيلُ أَنَّهُمْ مِنْ شِدَّةِ إِبْغَاضِهِمْ وَعَدَاوَتِهِمْ يَكَادُونَ بِنَظَرِهِمْ نَظَرَ الْبَغْضَاءِ أَنْ يَصْرَعُوكَ ، وَهَذَا مُسْتَعْمَلٌ فِي الْكَلَامِ ، يَقُولُ الْقَائِلُ نَظَرَ إِلَيَّ
[ ص: 1522 ] نَظَرًا يَكَادُ يَصْرَعُنِي ، وَنَظَرًا يَكَادُ يَأْكُلُنِي .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : لَيْسَ يُرِيدُ اللَّهُ أَنَّهُمْ يُصِيبُونَكَ بِأَعْيُنِهِمْ كَمَا يُصِيبُ الْعَائِنُ بِعَيْنِهِ مَا يُعْجِبُهُ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ نَظَرًا شَدِيدًا بِالْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ يَكَادُ يُسْقِطُكَ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
يَتَعَارَضُونَ إِذَا الْتَقَوْا فِي مَجْلِسٍ نَظَرًا يُزِيلُ مَوَاطِئَ الْأَقْدَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ أَيْ : وَقْتَ سَمَاعِهِمْ لِلْقُرْآنِ لِكَرَاهَتِهِمْ لِذَلِكَ أَشَدَّ كَرَاهَةٍ ، وَ " لَمَّا " ظَرْفِيَّةٌ مَنْصُوبَةٌ بِـ " يُزْلِقُونَكَ " ، وَقِيلَ : هِيَ حَرْفٌ ، وَجَوَابُهَا مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلَهُ عَلَيْهِ ، أَيْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ كَادُوا يُزْلِقُونَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ أَيْ : يَنْسُبُونَهُ إِلَى الْجُنُونِ إِذَا سَمِعُوهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ .
فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ يَقُولُونَ ، أَيْ : وَالْحَالُ أَنَّهُ تَذْكِيرٌ وَبَيَانٌ لِجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، أَوْ شَرَفٌ لَهُمْ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [ الزُّخْرُفِ : 44 ] وَقِيلَ : الضَّمِيرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّهُ مُذَكِّرٌ لِلْعَالَمِينَ أَوْ شَرَفٌ لَهُمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021688يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودَ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا وَهَذَا الْحَدِيثُ ثَابِتٌ مِنْ طُرُقٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، وَلَهُ أَلْفَاظٌ فِي بَعْضِهَا طُولٌ ، وَهُوَ حَدِيثُ مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَنْدَهْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : يَكْشِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ سَاقِهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ مَنْدَهْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَضَعَّفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021689عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْآيَةِ قَالَ : عَنْ نُورٍ عَظِيمٍ فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ مَنْدَهْ
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : يُكْشَفُ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ .
قَالَ : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، وَيَقْسُو ظَهْرَ الْكَافِرِ فَيَصِيرُ عَظْمًا وَاحِدًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ قَالَ : إِذَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَابْتَغُوهُ فِي الشِّعْرِ فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقٍ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذَا يَوْمُ كَرْبٍ شَدِيدٍ ، رُوِيَ عَنْهُ نَحْوُ هَذَا مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى ، وَقَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ بِمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا عَرَفْتَ ، وَذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِمُ تَجْسِيمًا وَلَا تَشْبِيهًا فَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .
دَعَوْا كُلَّ قَوْلٍ عِنْدَ قَوْلِ مُحَمَّدٍ فَمَا آمَنَ فِي دِينِهِ كَمُخَاطِرِ
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=43وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ قَالَ : هُمُ الْكُفَّارُ يُدْعُونَ فِي الدُّنْيَا وَهُمْ آمِنُونَ فَالْيَوْمَ يُدْعُونَ وَهُمْ خَائِفُونَ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : الرَّجُلُ يَسْمَعُ الْأَذَانَ فَلَا يُجِيبُ الصَّلَاةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ قَالَ : يُنْفِذُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ .