السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدتي توفيت منذ 6 سنوات، ومن هنا بدأت علاقتي بأبي بالتدهور؛ والسبب في ذلك: أن أبي وأمي كان بينهما أموال تُقدّر بـ 30 ألف دولار، كانت والدتي تتاجر بهذا المبلغ، وعندما اقتربت من الموت أبلغت أبي أن المبلغ غير موجود، وتوفيت ونحن لا ندري أين ذهب هذا المبلغ!
أبي تزوج بامرأة أخرى وأسكنها معنا في نفس المنزل، ولا أمانع في ذلك طبعًا، بل العكس، كنت متفهمًا ألمه وغضبه من تصرف والدتي، وعلاقتي به كانت لا مثيل لها كالصداقة، وأكثر من ذلك بكثير، وكنت أحبه كثيرًا، وهو كذلك، لكن منذ أن توفيت والدتي والعلاقة بيننا سيئة.
عندما ينزعج من تصرف أفعله مهما كان بسيطًا، يشتمني ويشتم والدتي أمام زوجته، وأحزن كثيرًا، وأشعر أنني منكسر، وفي أكثر من مرّة عندما يحدث أي خلاف -سواء أكان كبيرًا أو صغيرًا- يضربني ويشتمني، ويذكّرني بما فعلتْ والدتي بالمال الذي كان بينهما، ويُشعرني بأنني أنا السبب في ذلك، وهو يعلم أنني مثله لا علاقة لي بالأمر.
لا أمانع في شتمي وشتم أُمِّي وأحتسب أمري إلى الله، لكن ما يزعجني ويشعرني بالعجز أنه يسبّ أُمِّي أمام زوجته وأمام إخوتي، وأصبح يشتم أُمِّي أمام أعمامي وأزواج عماتي، ويتحدث أمامهم عني بأسوأ الصفات، وأشعر بالخجل تجاههم، ولا أستطيع النظر إليهم حتى.
بلغت من العمر 25 عامًا ولا زلتُ طالبًا جامعيًا، فقطع عني المصروف منذ سنة، ولا يكلمني أبدًا، وكنت أحبه، لكن الآن لا أريد سوى أن أُقدّم له الحد الأدنى من البر فقط، فقد دمّر نفسيتي، وآذاني جدًّا بكلامه عني وعن أُمِّي أمام الناس وأمام العامة.
عمري ما شتمته أو ضربته -لا سمح الله-، حتى أنني لا أتكلم عنه أمام الآخرين بالسوء أبدًا، هل يحق لي ألَّا أسامحه؟ وهل إذا سامحته يكون هذا من باب البر؟ أنا لا أدعو عليه أبدًا، لكن في نفس الوقت لا أريد مسامحته على هذا الأذى.
ما هو الحد الأدنى من البر لوالدي بحيث لا يصلني إثم أو أدخل في العقوق -لا سمح الله-؟ وهل إذا خرجت من البيت تفاديًا للمشاكل جائز شرعًا؟