السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، أكتب سؤالي ودموعي تنهمر من شدة الضيق، فأرجو أن يتسع صدركم لسؤالي، فمنذ عام بدأت أعاني من وساوس تتعلق بالصلاة، والوضوء، والغُسل، والصيام، وسائر العبادات؛ وبسبب شدّة هذه الوساوس، تركت الصلاة وسائر العبادات مدة سبعة أشهر، وما زلت على هذا الحال حتى الآن.
كنت أتابع مع سيدة لها علم عميق بالدين وأحكامه، وكانت كذلك طبيبة نفسية، وكانت تساعدني في أمر الوساوس، لكن عندما تواصلت معها وأنا في أشدّ الحاجة إلى الإجابة، أخبرتني أختها: أنها توفيت -رحمها الله-، كانت تلك الطبيبة أملي الوحيد في تلك الفترة لعلاج الوساوس، ولكنها ماتت، فانقطع الأمل، وظللتُ فترة لا أدري ماذا أفعل، ولا كيف أكمِل العلاج؟
ثم جاءت فترة اختيار الجامعات والتخصص الذي سأدرسه، فقررت أن أختار جامعة بعيدة عن مدينة أهلي، لكي أتمكن من الذهاب إلى طبيبة نفسية وأتلقى العلاج من الوساوس دون علمهم؛ وذلك لأن أهلي يرفضون رفضًا قاطعًا فكرة الذهاب إلى طبيبة من أجل علاج الوساوس، بل يوبخونني ويتهمونني بالجنون والمرض النفسي، ويقولون إن علاج الوساوس هو التجاهل فقط، وحين أخبرهم أنني لا أستطيع التجاهل، يسخرون مني ويستهزئون بي.
لذلك قررت الابتعاد عن أهلي لأتلقى العلاج، وقدّمت على جامعة بعيدة عن مدينة أهلي؛ وذلك لأنهم أصرّوا على التحاقي بالجامعة الموجودة في مدينتنا، فهم لا يقبلون بفكرة ابتعاد الفتاة عن بيت والدها.
ظللت أدعو الله أن يكون نصيبي في الجامعة البعيدة، لكن قدّر الله أن يكون قبولي في الجامعة التي في مدينتنا، وحاليًا لا أعلم كيف سأتلقى العلاج، ولا كيف سأعود إلى الصلاة! لن أتحدث عن شكل الوساوس؛ لأن هذا ليس سؤالي، إنما أتساءل: ماذا فعلت في حياتي حتى يحرمني الله سبحانه وتعالى من الوقوف بين يديه؟ وكلما وجدت طريقًا للعلاج، يغلق في وجهي، وأفقد الأمل.
أفكر في الانتحار جديًا؛ حتى لا أطيل ترك الصلاة، وأقول: لعلّ ربي يرحمني ويغفر لي ما كان من تركي للصلاة؛ بسبب ضعفي وقلة حيلتي، وجهلي بكيفية التعامل مع هذه الوساوس، ولا أظن أن ما أمرّ به يُعد ابتلاءً، لأن الابتلاء يكون لتكفير الذنوب، أو لغير ذلك من الحِكم، وليس سببًا لارتكاب المزيد من الذنوب، كترك الصلاة.