الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوقف عن دواء الجاباتركس؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني من القلق والرهاب الاجتماعي، وتعرّفت على دواء عن طريق الخطأ، وهو "جاباتركس" أو "جابنيت"، وقد تناولته لمدة سنتين ونصف، بجرعة تتراوح بين ٣ إلى ٤ حبات يوميًا، في البداية، شعرت بتحسّن واضح في أعراض الرهاب، لكن الآن أصبحت أشعر بالتعب، وأرغب في التوقف عن استخدامه، ولا أعرف كيف أبدأ؟

هل يمكنني تناول دواء آخر؟ علمًا أنني جرّبت دواء "زيلاكس" قبل استخدام هذا الدواء، وكان مناسبًا لي، أرجو منكم إرشادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: بالنسبة لعقار (جاباتركس)، فهو يُعرف علميًا باسم (جابابنتين)، وهو بالفعل دواء معروف، ودواء كثيرًا ما يُستعمل لتحسين النوم، وكذلك لعلاج الآلام الطرفية، خاصة الآلام العصبية الناتجة مثلًا من مرض السكري، وفي الأصل حين تم اختراع هذا الدواء كان لعلاج أنواع خفيفة من الصرع، وبعد ذلك تبيَّن أنه مفيد أيضًا في القلق وتحسين النوم، وكما ذكرت لك لعلاج أعراض التنميل والخدر والآلام العصبية الطرفية.

لكن بكل أسف، اتضح أيضًا أن هذا الدواء قد يؤدي إلى نوع من التعوّد البسيط، لا نقول إنه دواء إدماني بالمعنى العلمي الدقيق، لكنه من الأدوية التي تميل النفس إليه وتستحسنه؛ مما يجعل بعض الناس يجد صعوبة في التوقف عنه.

أنت حقيقة بحاجة أولًا إلى التخلّص منه تدريجيًا، أنت لم تذكر لي الجرعة التي تتناولها، الحبة التي تتناولها كم فيها مليجرام، لكن في الغالب قد تكون (300 ملغ)؛ لأن هذه هي الجرعة الشائعة، لذا أقول لك: تناوله بمعدل مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها نصف حبة ليلًا لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

وفي الوقت نفسه -أخي الكريم- أريدك منذ أن تبدأ بتخفيض الجاباتركس، أن تبدأ في تناول دواء يُعرف باسم (دوجماتيل)، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (سولبرايد)، وهو دواء جيد وخفيف ومضاد للقلق، وغير إدماني، إذًا مع بداية تخفيض الجاباتركس تبدأ في تناول الدوجماتيل بجرعة التي (50 ملغ) صباحًا ومساءً، لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعلها (50 ملغ) صباحًا فقط لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، وفي ذات الوقت حين تبدأ في تخفيض الجاباتركس، ابدأ أيضًا في تناول الـ (زيلاكس)، وهو الـ (إستالوبرام)، وهو دواء رائع، ورائع جدًّا.

ابدأ بجرعة صغيرة وهي (5 ملغ) -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- يوميًا لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة (10 ملغ) يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفف الجرعة إلى (5 ملغ) يوميًا لمدة شهر، ثم (5 ملغ) يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

بهذه الكيفية تكون قد أجريت العملية الاستبدالية للجاباتركس بالزيلاكس، وطبعًا الدوجماتيل يعتبر أيضًا دواء مساعدًا.

وبجانب ما تحدثنا فيه عن الأدوية أريدك أيضًا أن تلجأ للرياضة، الرياضة مهمة جدًّا، فالرياضة كما تقوي الأجسام تقوي النفوس، وأيضًا أريدك أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، وكن شخصًا فاعلًا، احرص على عملك، احرص على التواصل الاجتماعي الرصين، ولا تتخلف من أي واجب اجتماعي، وخصص وقتًا للقراءة، واحرص على أمور دينك، وكن شخصًا فعّالًا في أسرتك.

هنالك أيضًا تمارين الاسترخاء، نحن ننصح الناس بأن يجعلوها جزءًا من حياتهم؛ لأنها تطور الصحة النفسية، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب تشرح كيفية ممارستها هذه التمارين.

شكرًا -أخي الكريم- على ثقتك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً