السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في سنتي الأخيرة من الجامعة، تقدم لي خطاب كثر، رفضت كثيرًا بدافع الدين والخلق والتعليم، ولكن مؤخرًا تقدم لخطبتي رجلان من ذوي الدين والخلق، الأول متمٌّ لكتاب الله -عز وجل-، أعجبني ذلك، ولكنني فور استخارتي شعرت بالضيق الشديد، لا أعلم له سببًا، بعدها أخبرني والدي بأنه واجه نفس الأمر، رغم سعيه للسؤال عنه، بعدها رفضه والدي واستأذنني في ذلك، فوافقته، وقلت لعله قضاء وقدر، والحمد لله أن صرفه عني قبل أن أراه ويدخل شيء في قلبي.
ما إن رفضته حتى تقدم لي رجل آخر، على قدر من الدين والخلق، لكنه لا يحفظ شيئًا من القرآن، أعجبتني صفاته، لكن بعد السؤال تبين لي أني أعرف أهله، وأعلم بسوء خلق أمه، وقد حصلت لي مواقف معها حيث لم أرتح كثيرًا، وفكرت بيني وبين نفسي أنهم يختلفون عنه في مستوى التدين، وأعرف نفسي بأني شديدة التأثر بمن حولي، فإذا أحطتها بالصالحين صلحت معهم، والعكس، فخشيت على نفسي ضياع الدين، بعد أن تمكنت من نفسي -بفضل الله- مؤخرًا.
استخرت، وبعدها أخبرني أحدهم بسوء خلق والدته مع الناس، ونصح برفضه، فرفضه والداي، فوافقتهما مقدرة أنهما لا بد أن يكونا أعلم مني في هذا الأمر وأشد مصلحة.
ردد علي جمع من أهلي أن هذا ما قدره، الله لي وسيأتيني من هو أحسن منهما، وعندما يكون ذلك فكل شيء سيكون ميسرًا، وسنرتاح للخاطب منذ الوهلة الأولى، فهل ذلك الأمر صحيح؟
والآن أنا أفكر -وأخشى أن يدخل الشيطان عليَّ من هذا المدخل- هل رفضي لهؤلاء ينافي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد عريض)؟ وهل ما حصل لي بعد الاستخارة مكتوب لي، ومن سأتزوجه -إن شاء الله- سييسر لي ربي أمره؟ وكنت أفكر: هل لي رفض الخاطب لأسباب اجتماعية، مثل سوء خلق أمه، خصوصًا بعد ما عرفت أنني سأسكن معها في بيت واحد؟
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.